أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-ماكو عرب














المزيد.....

بدون مؤاخذة-ماكو عرب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
عندما توفّي زعيم الأمّة الرّئيس جمال عبدالناصر قال بن غوريون أوّل رئيس وزراء لإسرائيل بأنّه بعد وفاة عبدالناصر لم يعد خائفا على مستقبل إسرائيل. والواقع أنّ المشروع القومي العربيّ تراجع بعد وفاة عبدالناصر وانتهى بعد احتلال العراق وتدميره في مارس 2003، وتمّ دفنه بعد إسقاط نظام القذافي عام 2010. وجرت حروب استباقيّة لعدم إحيائه بالحرب الظالمة التي شنّها حلف النّاتو مع دول عربيّة وقوى متأسلمة على سوريّا منذ العام 2011.
وسيسجّل التّاريخ أنّ العرب قد استسلموا أمام الهجمة الصّهيونيّة منذ زيارة أنور السادات لإسرائيل، وقبلها عندما تبرأوا من القضيّة الفلسطينيّة عندما اعترفوا بوحدانية تمثيل منظّمة التّحرير للشّعب الفلسطينيّ، ورفعوا راية الإستسلام عندما خضعوا للشّروط الإسرائيليّة والأمريكيّة عندما ذهبوا إلى مؤتمر مدريد في اكتوبر 1991 بوفود منفردة. واكتملت الدّائرة بخديعة أوسلو في سبتمبر 1993.
وللحقيقة فإنّ نتنياهو وترامب لم يأتيا بجديد في مؤتمرهما الصّحفي يوم 28 -1-2020، الذي تحدّثا فيه حول الخطوط العريضة لما يسمّى صفقة القرن، فقد كانت هذه الخطوط قيد التّطبيق على الأرض قبل ذلك، فترامب أعلن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6-12-2017، وتبعها في مايو 2018 بالإعتراف بالسّيادة الإسرائيليّة على مرتفعات الجولان السّوريّة المحتلة، وجرى تكثيف المستوطنات في القدس وبقيّة أجزاء الضّفّة الغربيّة، والجولان السّوريّة بطريقة متسارعة، وجرى إغلاق مكتب ممثليّة فلسطين في واشنطن، وقطع المساعدات الماليّة عن السلطة الفلسطينيّة وعن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيّين، وقطعت المساعدات عن الأردنّ لإجباره على تغيير موقفه من القدس، وتخلّيه عن الوصاية الهاشميّة عن المقدّسات.
وجاء إعلان ترامب ونتنياهو يوم 28 يناير الحالي كتحصيل حاصل كدعاية انتخابيّة وقودها فلسطين وشعبها والحقوق العربيّة. ولم يزد دور ترامب عن كونه مجرّد سكرتير لنتنياهو.
واللافت في ذلك المؤتمر الصّحفي الذي جمع ترامب ونتنياهو المتّهمين بالفساد كتظاهرة سياسيّة لتبييض صفحتيهما، هو وجود ثلاثة سفراء عرب كانوا يبتسمون ببلاهة بائنة. كما يلفت الانتباه هو ردود فعل الجامعة العربيّة ودولها المتراخية، وكأنّ الأمر لا يعنيهم، فهل يقتصر التّواطؤ العربيّ الرّسميّ مع صفقة عار القرن على الدّول العربيّة الثلاثة التي حضر سفراؤها إعلان الصّفقة؟
في كتاب نتنياهو الصادر عام 1994 وترجم إلى العربيّة تحت عنوان "مكان تحت الشّمس"، والذي لخّصه سكرتيره ترامب بما يسمى صفقة القرن، ورد على لسان نتنياهو" أنّ العرب يرفضون كلّ الحلول التي تعرض عليهم، ثمّ لا يلبثون أن يتكيّفوا معها"! لكن وكما يبدو فإنّ "التّكيّف" العربيّ الرّسميّ قد بدأ مع الصّفقة قبل الإعلان عنها، وإلا فكيف يمكن تفسير ما دعت إليه مصر والسّعوديّة " بدء مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية أمريكية." وكأنّ نتنياهو وترامب أبقيا للفلسطينيّين شيئا يتفاضون عليه! أليس هذا يعني ضمنا الموافقة على صفقة العار؟ وألا يعني هذا التّخلي عن المبادرة العربيّة التي انطلقت عام 2002؟ وألا يعني هذا التّساوق مع أمريكا في القفز عن القانون الدّولي والشّرعيّة الدّوليّة، واتّفاقات جنيف الرّابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الإحتلال العسكريّ؟
لقد أدخل نتنياهو وترامب المنطقة في دهاليز مظلمة، ستكون نتائجها وخيمة على جميع دول وشعوب المنطقة، وستهدّد السّلم العالميّ.
لكنّ هذا يشكّل حافزا قويّا لإعادة اللحمة الفلسطينيّة، وتوحيد القوى كافّة في وجه الخطر الحقيقيّ الواقع، والتّاريخ لن يرحم أحدا.
29-1-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-صفقة نتنياهو
- رواية قلب الذئب والسيرة الذاتية
- بدون مؤاخذة- العلقمية والطوسيّة المعاصرة
- بدون مؤاخذة- جلد الذات فلسطينيا
- بدون مؤاخذة- صفقة القرن تفضح أمريكا والعرب
- رحلة القمر وحماس الشباب
- خيانة بالإكراه وتجارب الحياة
- رواية الخاصرة الرخوة والفكر التكفيري
- بدون مؤاخذة- مهندسو العنصرية
- حسين مهنا شاعر الإنتماء والحب والجمال
- بدون مؤاخذة- ترامب يقرع طبول الحرب
- بدون مؤاخذة-عام فارط وعام قادم
- بدون مؤاخذة-عندما تتبنى الجامعات العشائر
- بدون مؤاخذة-اتفاقية سيداو وشرفنا المصون
- قصّة البطة المستاءة وحماية القانون
- بدون مؤاخذة-اتفاقية سيداو واختلاف الثقافات
- بدون مؤاخذة- دفاعا عن الثقافة
- بدون مؤاخذة- جلد الضحيّة لذاتها
- ديوان -على ضفاف الأيام- والموهبة الشعريّة
- بدون مؤاخذة-الدولة الديموقراطية الواحدة بين الواقع والحلم


المزيد.....




- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة
- وسط جدل داخلي.. سلاح حزب الله يشعل الجبهة الجنوبية مجددا
- نطنز من جديد.. هل يعيد اليورانيوم خلط أوراق التهدئة؟
- 150 لسعة.. طفل يصارع للبقاء بسبب هجوم دبابير -شرسة-
- حركة حماس تحدد -شروط- قبول وقف إطلاق النار
- توقيف 6 إسرائيليين هاجموا جنودا في الضفة الغربية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-ماكو عرب