أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شفيق جلال - الحوار المتمدن والصهيونية وفلسطين!!! 1













المزيد.....

الحوار المتمدن والصهيونية وفلسطين!!! 1


شفيق جلال

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 25 - 18:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


قام أحد الأصدقاء بكتابة كذا تعليق ينتقد سياسات الإحتلال الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين وكذا نقد لبعض أقوال معينة لمتصهينين عرب ودعاة تطبيع مع الكيان الصهيوني المصطنع والمرفوض أصلا من كثير من المؤمنين اليهود بحق!
وللأسف تم حذف بعضها لذا قررت نقل كتابات متنوعة تمس بطريقة وبأخرى القضية الفلسطينية !
لأرى هل يتم النشر أم لا !!

نبدأ على البركة الجزء الأول!

👇✌👇

لماذا اليهود اليوم ليس لهم الحق بأرض الموعد؟ من وجهة نظر الكتاب المقدس!
بقلم: رُبى داهود قعوار

إسرائيل: شعب الله المختار أم شعب الله الذي اختار
(The Chosen People´-or-the Choosing People)

علينا أن نفهم ما يراه اليهود عن أنفسهم، وكيف انبثقت المسيحية بعد أن كانت مخصصة لليهود الذين أمنوا بيسوع بأنه المسيح، لا بد لنا أن نعود إلى الوراء كي نفهم لماذا يعتقد اليهود أن الله خصصهم وجعلهم شعباً له، وتبدأ القصة بسيدنا يعقوب عندما غيّر الله إسمه إلى إسرائيل[1]، وقد ولد اثني عشر ولداً كانوا هم الآباء لأسباط إسرائيل، والجدير بالذكر أن اللاويين ويوسف مستثنين من القائمة، فإن اللاويين خُصص ليكون السبط الكهنوتي ليخدم الله وله قواعده وقوانينه الخاصة، أما يوسف فقد أنجب ولدين – أفرايم ومنسى – وقد كان كل منهما أباً لسبط منفصل. والأسباط هم: 1. رأوبين 2. نفتالي 3. دان 4. شمعون 5. يهوذا 6. بنيامين 7. أفرايم 8. منسّا 9. عسّاكر 10. زبولون 11. أشير 12. جاد. وكما ذكرنا سابقاً فإن اللاويين لا يُعد مع الإثني عشر لأنه سبط مخصص للكهنوت، أما يوسف فإبناه أفرايم ومنسّا أخذا لقب السبطين.
ويعتقد اليهود أن الله عاهد إبراهيم أباهم بأنه سيكثر نسله وأنه سيعطيه أرضاً تفيض لبناً وعسلاً كما في تكوين 12 "5 فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ، وَلُوطًا ابْنَ أَخِيهِ، وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. 6 وَاجْتَازَ أَبْرَامُ فِي الأَرْضِ إِلَى مَكَانِ شَكِيمَ إِلَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأَرْضِ. 7 وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ." وقد أقام الله الميثاق مع إبراهيم بأنه أعطاه أرض الموعد كنعان (فلسطين اليوم): " 18 في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا.لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات." وبعد ذلك غيّر الله اسمه من ابرام إلى ابراهيم، وقطع معه العهد أنه سيبارك نسله من خلال ابنه اسحاق.[2]
يسمى أساس العقيدة اليهودية "النعمة المتوارثة." فهي علاقة الله الخاصة بإسرائيل، علاقة مرتبطة بميثاق، حيث أن الله نزّل نعمه على إسرائيل وبالتالي يُتوقع من إسرائيل أن يوالوا الله. ويعبر الشعب الإسرائيلي شكره وحمده لله ويكون الله وليهم من خلال إقامتهم في نطاق هذا العهد. ويعتقد اليهود بأنهم هم من اختاروا الله وليس العكس. بكلمات أخرى فإن الله وعد الشعب الإسرائيلي بأنه سيعطيهم أرض الموعد، ولكن بشرط أن يتبعوا الوصايا ويطبقوا الشريعة الموسوية أو ما يسمى "الناموس،" ويمكن استنباط هذه الفكرة من نصوص العهد القديم أو الكتاب المقدس العبري، ففي التثنية 26 " 16 «هذَا الْيَوْمَ قَدْ أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ تَعْمَلَ بِهذِهِ الْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ، فَاحْفَظْ وَاعْمَلْ بِهَا مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ. 17 قَدْ وَاعَدْتَ الرَّبَّ الْيَوْمَ أَنْ يَكُونَ لَكَ إِلهًا، وَأَنْ تَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظَ فَرَائِضَهُ وَوَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَتَسْمَعَ لِصَوْتِهِ. 18 وَوَاعَدَكَ الرَّبُّ الْيَوْمَ أَنْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا، كَمَا قَالَ لَكَ، وَتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ، 19 وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُسْتَعْلِيًا عَلَى جَمِيعِ الْقَبَائِلِ الَّتِي عَمِلَهَا فِي الثَّنَاءِ وَالاسْمِ وَالْبَهَاءِ، وَأَنْ تَكُونَ شَعْبًا مُقَدَّسًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ، كَمَا قَالَ»." فنرى أن الشعب الإسرائيلي هو من اختار الرب (يهوة) أن يكون إلههم، وهو الذي اختار عبادته، ومن ثم قَبِل الله أن يكون إسرائيل شعبه وبالتالي تأخذ هذه الأمة بركات الرب والأرض، ولكن بشرط أن يعيشوا حسب الوصايا والشريعة.
بالفعل، استولى الشعب الإسرائيلي (اليهود) على أرض كنعان (فلسطين حالياً) في القرن العاشر قبل الميلاد (زمن النبي يوشع عليه السلام)، وكان في تلك الفترة السكان على الساحل الغربي من كنعان يسمون الفلسطينيين، أما الكنعانيين الذين كانوا يقطنون قبل مجيئ شعب إسرائيل فقد تم تدمير أكثرهم وطردهم وتوطينهم مع الفلسطينيين (في منطقة غزة اليوم)، الظاهر أن الفلسطينيين قدموا من جزيرة كريت في الربع الأول من القرن الثاني عشر قبل الميلاد (أي قبل مجيء إبراهيم عليه السلام إلى الأرض). وكانت المنطقة المجاورة لغزة يسكنها العويون. فأبادهم الكفتوريون واحتلوا أرضهم[3]. لقد ذكر الفلسطينيين في المنطقة التي حول جرار وبئر سبع في أيام إبراهيم[4]. وفي سنة 1194 ق.م.[5] بعد ذلك أخذ يهوذا المكابي أزوتوس (اشدود - أسدود) ومدنًا فلسطينية أخرى[6]. ثم أحرق يوناثان المكابي أزوتوس مع هيكل داجون ومدينة أشقلون (عسقلان)[7]، كما أحرق ضواحي غزة دون أن يمسّ المدينة بأذى لأنها استسلمت بناء على طلبه[8]. أما في العهد الجديد فليس لهم أي ذكر.
أما اليوم فإسم فلسطين يطلق على البلاد التي في الزاوية الجنوبية الغربية من آسيا وتتألف من الجزء الجنوبي من سوريا. وقد سكنها العبرانيون عدة قرون فيما قبل الميلاد وكان القسم الواقع منها غربي الأردن يطلق عليه قديمًا اسم كنعان والقسم الواقع شرقيه كان يعرف باسم جلعاد. وبعد أن فتحها العبرانيون أطلقوا عليها اسمهم[9]. أما بعد انقسام المملكة فكان اسم بني إسرائيل يطلق عادة على المملكة الشمالية. وفي الرسالة إلى العبرانيين[10] تدعى البلاد أرض الموعد. وبعد الميلاد دعاها الكتَّاب اليونانيون واللاتينيون فلسطينة.
يذكر العهد القديم بأن الله يؤسس علاقة فريدة من نوعها مع بني إسرائيل ويخصصها من بين كل الأمم الأخرى، وهذه العلاقة تُعرف بالإنتخاب، وفُهمت هذه الشريعة التي وضعها الله على إسرائيل أن ما هي إلا هبة، فنتيجة وضع إسرائيل المفضّل لدى الله، فإن الله أعطاهم الشريعة فإن سلكوا بها فإن النتيجة تكون بأن إسرائيل يكون فوق الشعوب والأمم الأخرى. "7 لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ كَالرَّبِّ إِلهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِلَيْهِ؟ 8 وَأَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ فَرَائِضُ وَأَحْكَامٌ عَادِلَةٌ مِثْلُ كُلِّ هذِهِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ الْيَوْمَ؟ 9 «إِنَّمَا احْتَرِزْ وَاحفَظْ نَفْسَكَ جِدًّا لِئَلاَّ تَنْسَى الأُمُورَ الَّتِي أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ، وَلِئَلاَّ تَزُولَ مِنْ قَلْبِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَعَلِّمْهَا أَوْلاَدَكَ وَأَوْلاَدَ أَوْلاَدِكَ." التثنية 4 : 7 – 9. وهناك نقاش بين العلماء ما إذا كان الإسرائيليون يعتقدون بأن الله (يهوة) هو إله العالم كله أم إلههم فقط. فبينما يمنع موسى شعبه من الوثنية، يقول للشعب:
" 19 وَلِئَلاَّ تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلَى السَّمَاءِ، وَتَنْظُرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ، كُلَّ جُنْدِ السَّمَاءِ الَّتِي قَسَمَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ، فَتَغْتَرَّ وَتَسْجُدَ لَهَا وَتَعْبُدَهَا. 20 وَأَنْتُمْ قَدْ أَخَذَكُمُ الرَّبُّ وَأَخْرَجَكُمْ مِنْ كُورِ الْحَدِيدِ مِنْ مِصْرَ، لِكَيْ تَكُونُوا لَهُ شَعْبَ مِيرَاثٍ كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ." (التثنية 4 : 19 – 20)
وُصف الله كإله كوني، ووُصف الله كإله خاص لإسرائيل في الوقت نفسه، وهذا موجود في النصوص الإسرائيلية، ولكن هذا الأمر أصبح قضية مهمة يجب شرحها ومناقشتها خاصة في فترة الهيكل الثاني، وفي كتابات رجال الدين اليهود، والعلاقة الخاصة ما بين الله وإسرائيل معروف أنها قد بدأت من الله، بمعنى أنها مرتبطة بكلمة "الشعب المختار"، وبعض النصوص في الكتاب المقدس تشرح بأن اختيار الله للشعب الإسرائيلي وإخراجه من مصر ليس بسبب أن إسرائيل كانت أمة صالحة. فلماذا أنعم الله على الشعب الإسرائيلي ليكونوا الشعب المختار بينما خلق العالم كله له؟[11]

عودة إسرائيل إلى أرض الموعد (فلسطين)
مما لا شك فيه أن بعد السبي والإضطهاد الذي عانى منه اليهود بدأوا يرون أن لهم الحق في العودة، وبدأوا ينبّشون عن النصوص التي وعدهم فيها الله لأخذ الأرض والحكم عليها إلى الأبد واسترداد ملك داود العظيم. كما أن كاتب انجيل مرقس يلخّص تعاليم يسوع في مرقس بالكلمات الأولى التي يقولها: " وَيَقُولُ:«قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ»." (مرقس 1 : 15). ويمكنك تمييز ما كتبه اليهود سابقاً والرسالة هنا.
واعتقد المتخصصون بالأبوكاليبس من اليهود أن الله أظهر لهم الأسرار المنطقية كلها. فهناك قوى كونية في العالم تعمل ضد الله وشعبه، قوى كالجن والشياطين. وهذه القوى مسيطرة على العالم والقوى السياسية هي التي تحركها. ولسبب غامض سمح الله لهذه القوى أن تزدهر في عصر الشر الحاضر. ولكن عصراً جديداً سيأتي حيث أن الله سيسقط قوى الشر ويجلب المملكة الصالحة، ملكوت الله، حيث لا ألم، لا معانا، ولا مأساة. والله سيكون الحاكم الأعلى، والشياطين والجن مع كل القوى الرديئة التي تسبب هذه المعاناة (الأعاصير، الزلازل، المجاعة، الأوبئة، الحرب) ستنتهي.
وتعاليم يسوع في مرقس أبوكاليبسية: "قد كمل الزمان" يعني أن هذا العصر الشرير، كما يرى في خط الزمن، على وشك الإنتهاء. والنهاية ستُرى قريباً. "اقترب ملكوت الله" يعني أن الله سيتدخل قريباً في هذا العصر وسيُسقِط القوى الشريرة والممالك التي تدعمها مثل روما، ويؤسس مملكته، مملكة الحق، السلام والعدل. "فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (الأخبار السارة)" بمعنى أن الناس يجب أن تهيّئ لهذه المملكة القادمة عن طريق تغيير حياتها، بالإنضمام إلى قوى الخير بدلاً من قوى الشر، وعن طريق قبول تعاليم يسوع[12].
ويقول يسوع في الإنجيل نفسه: " وَقَالَ لَهُمُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ قَدْ أَتَى بِقُوَّةٍ»." (مرقس 9 : 1)؛ ويقول لهم في وقت لاحق، بعد شرحه لهم عن الإضطرابات الكونية التي ستحصل في نهاية الأيام، " اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ." (مرقس 13 : 30).
وكيف ستصل هذه المملكة؟ بالنسبة لمرقس فإنها ستأتي عن طريق "ابن الإنسان،" قاضي كوني للأرض حيث سيحكم الناس إن كانوا قد قبلوا تعاليم يسوع: "لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ»." (مرقس 8 : 38).

وفي الحقيقة يسوع لا يعلّم الكثير عن نفسه في انجيل مرقس. بل يتحدث بشكل رئيسي عن الله وعن مجيء مملكته، وكيف يجب على الناس أن يهيؤوا أنفسهم لها. عندما يشير إلى نفسه كإبن الإنسان، فإنه دائماً غير مباشر: فلم يقل قط، "أنا ابن الإنسان." ولا يصرّح على أنه المسيح، الحاكم المختار للمملكة المستقبلية، حتى النهاية، عندما يُقسم له عن طريق رئيس الكهنة (مرقس 14 : 61 – 62)[13].
ورغم أن يسوع عُرف كإبن الله في هذا الإنجيل (انظر 1 : 11؛ 9 : 7؛ 15 : 39)، ولكن هذه ليست الكنية المفضلة لديه، ونجد أنه يعترف بذلك على مضض (14 : 62)[14]. من المهم أن نعرف أنه بالنسبة لليهود القدماء مصطلح "ابن الله" قد يعني أشياء كثيرة. في الكتاب المقدس العبري، مصطلح "ابن الله" قد يعود إلى أمة اسرائيل (هوشع 11 : 1)[15]، أو إلى ملك اسرائيل (صموئيل الأول 7 : 14)[16]. في هذه الحالات ابن الله كان شخصاً مختاراً خاصاً من الله حتى يقوم بعمله ويتواسط بإرادته على الأرض. وبالنسبة لمرقس، فبالتأكيد فإن يسوع كان كل ما ذكر – هو الشخص الذي نفذ إرادة الله المطلقة.
وهناك أشياء مختلفة في انجيل يوحنا. والإختلاف بين مرقس ويوحنا ليس فقط أن يسوع يتحدث عن نفسه في يوحنا ولكن أيضاً يسوع لا يعلم ما يعلمه في مرقس، عن مجيء ملكوت الله. ففكرة مجيء الملكوت المستقبلية على الأرض حيث سيحكم الله وستُدمر القوى الشريرة غير موجودة في يوحنا. بدلاً من ذلك يعلم يسوع أن الناس يحتاجون للحياة الأبدية في السماء العليا عن طريق حصولهم على الولادة الثانية (يوحنا 3 : 3 – 5)[17]. وهذا هو معنى "ملكوت الله" في يوحنا، حيث تظهر في مواضع قليلة جداً: حيث تعنى حياة في الجنة، في الأعلى، مع الله – وليس سماء وأرض جديدين في الأسفل هنا. الإيمان بيسوع هو ما يمنح الحياة الأبدية. هؤلاء الذين يؤمنون بيسوع سيعيشون مع الله إلى الأبد؛ هؤلاء الذين لا يؤمنون سيهلكون (يوحنا 3 : 36)[18].
هذا منطقي بالنسبة للنقّاد التاريخيين أن يوحنا، آخر الأناجيل الأربعة تدويناً، لم يعد يتحدث عن ظهور ابن الإنسان الوشيك على الأرض حتى يجلس لقضاء العالم، حتى يملك في المملكة التي لا ألم فيها. في مرقس، يتنبأ يسوع بأن النهاية ستأتي حالاً، في جيله الحاضر، بينما ما زال تلاميذه أحياء (مرقس 9 : 1؛ 13 : 30). ولكن في الوقت الذي كُتب فيه يوحنا، ربما ما بين 90 إلى 95م، فإن الجيل المبكر قد مات ومعظم التلاميذ تنيّحوا. هذا معناه، أنهم ماتوا قبل مجيء الملكوت. فماذا يمكن الشخص أن يفعل بتعاليم تتحدث عن المملكة الأبدية على الأرض إذا لم تأتِ قط؟ يمكن إعادة تفسير التعاليم. فقد فسر يوحنا النص عن طريق تحريف الفكرة الأساسية.
لم تعد المملكة قادمة على الأرض (في إنجيل يوحنا). فالمملكة في السماء. ونحن نستطيع الوصول إليها عن طريق الإيمان بالواحد الذي جاء من هناك ليعلمنا الطريق. هذا تعليم مختلف تماماً عن ما نجده في مرقس. بمعنى آخر لم يعد هناك نزول لمدينة أورشليم على الأرض، وإنما أصبح يمكن للمرء أن يصعد إلى أورشليم عن طريق قبوله الخلاص.
ولكن ماذا نفعل بالنصوص الموجودة في العهد الجديد التي تتحدث عن عودة إسرائيل مثل سفر العبرانين 8 "8 لأَنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ لاَئِمًا:«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا. 9 لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي، وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. 10 لأَنَّ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. 11 وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ."

المسيحية الصهيونية
حسناً، هذا يعتمد على المدرسة الفكرية أو الطائفة التي ينتمي إليها المسيحي، فكما ذكرنا سابقاً هناك التفسير الحرفي والتفسير المعنوي للكتاب المقدس، فالتفسير الحرفي يعتقد أن إسرائيل لها الحق في أخذ أرض فلسطين حتى ولو بالقوة وأن ما حدث في عام 1948م ما هو إلا تحقيقاً للوعد.
ذُكر في دانيال 9 : 25 – 27 "25 فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبِنَائِهَا إِلَى الْمَسِيحِ الرَّئِيسِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعًا، يَعُودُ وَيُبْنَى سُوقٌ وَخَلِيجٌ فِي ضِيقِ الأَزْمِنَةِ. 26 وَبَعْدَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعًا يُقْطَعُ الْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ، وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ، وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ، وَإِلَى النِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا. 27 وَيُثَبِّتُ عَهْدًا مَعَ كَثِيرِينَ فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ، وَفِي وَسَطِ الأُسْبُوعِ يُبَطِّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ، وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرِّبِ»." وتبعاً لتفسير الحرفيين لهذا النص فإنهم يعتبرون أن هذه النبوة تتكلم عن ثلاث مراحل، المرحلة الأولى ويمثلها في النبوة سبعة أسابيع، تختص بعودة اليهود من السبي البابلي يليها المرحلة الثانية وتشمل 62 أسبوعاً وتختص بتاريخ إسرائيل إلى الزمان الذي سيدخل فيه المسيح أورشليم " مرقس 11 "7 فَأَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ، وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ. 8 وَكَثِيرُونَ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ. 9 وَالَّذِينَ تَقَدَّمُوا، وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ:«أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! 10 مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!»."، وبعد صعود المسيح يتوقف تاريخ النبوة الخاص بشعب اليهود ويدخل الأمم في علاقة مع الله، هذه الفترة يسميها أصحاب هذا الفكر، زمن الكنيسة وهي فترة غير محددة المدة وهي فترة عارضة في التاريخ، وبنهاية هذه الفترة التي ستنتهي باختطاف الكنيسة في مجيء المسيح ثانية، يعود التاريخ مرة أخرى ليحقق الأسبوع الأخير حيث يعود الله مرة أخرى للتعامل مع شعبه، فيدخله في ضيقة عظيمة مدتها سبع سنوات هي مدة الأسبوع الأخير من نبوة دانيال.[19]

يؤمن أصحاب المذهب الحرفي بأن إسرائيل – قبل مجيء المسيح – يجب أن تتجمع من أنحاء العالم تحقيقاً لنبوة حزقيال 37، وأنهم سيبنون الهيكل من جديد ويمارسون شعائرهم الدينية، ويقسمون فلسطين حسب أسباطهم الإثني عشر، إلى أن يأتي المسيح، حينها سيؤمن اليهود به وأخيراً تبشر إسرائيل بالإنجيل للأمم كما يقول أشعياء 66 : 19 " وَأَجْعَلُ فِيهِمْ آيَةً، وَأُرْسِلُ مِنْهُمْ نَاجِينَ إِلَى الأُمَمِ، إِلَى تَرْشِيشَ وَفُولَ وَلُودَ النَّازِعِينَ فِي الْقَوْسِ، إِلَى تُوبَالَ وَيَاوَانَ، إِلَى الْجَزَائِرِ الْبَعِيدَةِ الَّتِي لَمْ تَسْمَعْ خَبَرِي وَلاَ رَأَتْ مَجْدِي، فَيُخْبِرُونَ بِمَجْدِي بَيْنَ الأُمَمِ."
متى 4 "17 مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ:«تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ»." .. من الصعب معرفة ما أراد المسيح بملكوت السموات، فهل هذه كانت رسالة خاصة لليهود بنهاية العالم واستعلائهم على الأرض أم أنها السماء (الجنة)؟ يمكننا أن نستعين بنص رؤيا يوحنا اللاهوتي من نهاية الكتاب المقدس لمعرفة كيف تأتي ملكوت السموات: رؤيا يوحنا اللاهوتي 21 "10 وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَل عَظِيمٍ عَال، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، 11 لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ. 12 وَكَانَ لَهَا سُورٌ عَظِيمٌ وَعَال، وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَابًا، وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ"
ملكوت السموات هي أورشليم المقدسة، وأورشليم منذ زمن بعيد كانت هي القدس، وكان فيها هيكل سليمان حيث يمارس فيها اليهود شعائرهم، ونرى في النص أنها ستنزل بحُلَّة جديدة، وما يجدر بالذكر إصحاح 21 من السفر يصف هذه المدينة بشكل المكعب ولها إثني عشر باباً، ولا يدخلها إلا المؤمنون مع 144،000 يهودي فقط. رؤيا يوحنا اللاهوتي 14 "1 ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ."
إذاً نرى تلك المشاهد في الكتاب المقدس: اليهود يعودون إلى الأرض، أورشليم الجديدة (المستقبلية)، يحل السلام والأمم الأخرى الأقل حظاً تتبارك بهم. وماذا عن الوعد المشروط الذي ذكرناه في التثنية، نجد أن كاتب سفر العبرانيين من العهد الجديد يؤكد على إتمام الوعد بعد أن يطهر الله اليهود من الرجس ويعيدهم كحالتهم الأولى.. بمعنى آخر يعطيهم فرصة أخرى؟!
العبرانيين 8 "8 لأَنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ لاَئِمًا:«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا. 9 لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي، وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. 10 لأَنَّ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. 11 وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ. 12 لأَنِّي أَكُونُ صَفُوحًا عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ»."
يقول توم سترود
Tom Strode
قسيس الكنيسة المعمدانية الجنوبية في واشنطن: "يقول رئيس المعمدانية الجنوبية المتخصصة للحرية الدينية
The Ethics & Religious Liberty Commission
ريتشارد لاند
Richard Land
"لم يكن دعم المسيحيين الإنجيليين لإسرائيل أكثر انتشارا مما هو عليه اليوم"، وهذا يرجع إلى القرن السابع عشر عند تأسيس المتشددون
Puritans.
وقال متحدثاً في مؤتمر صحفي برعاية منظمة مؤيدة لإسرائيل، ورئيس لجنة أخلاقيات الحرية الدينية: "إن إعطاء الأرض المقدسة لليهود إلى الأبد في العهد دون قيد أو شرط هو "القناعة المستقرة" بالنسبة لمعظم الإنجيليين."
يذكر منتدى بيو
Pew Forum
حول الدين والحياة العامة أن الإنجيليين البيض دعمهم أقوى لإسرائيل من أي مجموعة أخرى. ففي الاستطلاع، 54% من تعاطف الإنجيليين البيض مع إسرائيل أكثر من مع الفلسطينيين، في حين أقلأأ 7% فقط مع الفلسطينيين.
"هناك من يؤمن بلاهوت الاستبدال
Replacement Theology ،
حيث يزعمون أنه قد تم استبدال إسرائيل بالكنيسة." قال لاند."أما الإنجيليين الذين يعتقدون أن [عهد الله مع إسرائيل لا يزال موجودا]، فإن أعدادهم اليوم أكثر من أي وقت مضى في تاريخ العقيدة البروتستانتية منذ عهد لوثر [مارتن]، وهؤلاء الانجيليون يشكّلون نسبة عالية من الناخبين الأميركيين من أي وقت مضى في تاريخ أمتنا."

لهذه الأسباب يدعم معظم المنصرون إسرائيل
وتابع لاند: "ومن قناعة دينية راسخة، الله أعطى أرض إسرائيل لشعبه المختار اليهود، والله يبارك أولئك الذين يباركون اليهود ويلعن أولئك الذين يلعنون اليهود... الوقوف لإسرائيل هو مبادرة من الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود، والتي تسعى إلى بناء تفاهم بين المجموعتين، ومساعدة اليهود في جميع أنحاء العالم ودعم إسرائيل." [20]
يقول باريت ديوك
Barrett Duke
المسؤول في السياسات العامة للجنة الأخلاق والحرية الدينية التابعة للمعمدانية الجنوبية والتي تعتبر مركز الفتوى الدينية للمعمدانيين: "في عام 1947م صوتت الأمم المتحدة لإعادة تأسيس دولة إسرائيل، وكانت الرؤية تشكيل أمة جديدة لليهود على أرض فلسطين. وقد دُعي اليهود حول العالم ليشاركوا 600,000 يهودي يعيشون على الأرض المقدسة.
أصبحت دولة إسرائيل رسمية في 14مايو 1948م، وقد هاجمها العرب جيرانهم في اليوم التالي، ولكن إسرائيل أثبتت أنه ليس بقوتها وإنما هناك قوة أكبر وراءها وهو الله نفسه.
أدعم إسرائيل تاريخياً لانه في التكوين 28 : 13 يؤكد الله أنه أعطى هذه الأرض لنسل يعقوب، ومنذ ذلك الوقت وعد الله ان يعيدها لهم. وعودة إسرائيل في عام 1948م ما هو إلا نجاح وتطور، ونجاح في الدفاع عن نفسها ضد الأعداء بمعونة الله.
ثانياً: أدعم إسرائيل لأسباب فكرية. لقد أسست إسرائيل لتوظف نفسها بشكل ديمقراطي. فمؤسساتها العامة تشارك في جميع الأعمال المحلية. والعالم يحتاج إلى أمثلة أكثر من هذا النوع للديموقراطية الناجحة. فكل مجموعة أقلية تعاني من سلطة الحكومات لا بد لها أن تنادي بتأسيس حكومات خاصة بها كالحرية الموجودة لدى إسرائيل.
أدعم إسرائيل لأفكار اقتصادية. تؤمن إسرائيل بالأسواق الحرة. وبذلك يتمتع الإسرائيليون بمستوى معيشي مرتفع أكثر من أي فئة أخرى في العالم. فإن الأسواق الحرة تنتشل الناس من الفقر. والعالم يحتاج إلى أسواق حرة أكثر وليس أقل.
أدعم إسرائيل لأسباب لاهوتية، من خلال إيماني بيسوع. فأنا متعلق باليهود. فهم شعب الله المختار. وقد أقام الله عهداً مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب. والله أعلن ذاته من خلالهم، ومن خلالهم يبارَك العالم. وبعدها كان الأنبياء من نسلهم." هذا كان قول باريت ديوك أحد كبار الكنيسة المعمدانية الجنوبية.
معتقد الكنائس العربية البروتستنتية بتأسيس دولة إسرائيل:

مما لا شك فيه أن الكنائس العربية تساهم في التبشير، وقد كونت نفسها لتلائم المجتمع التي تتواجد فيه، فمن المعروف أن المجتمعات العربية وخاصة الإسلامية لا توافق على أعمال إسرائيل ولا تدعمها، بل تناهضها وبشكل عنيف. وإن من السّذاجة إشراك العرب المسيحيين (وخاصة البروتستنت) مع ما يؤمن به البروتستنت الغربيين عن تأسيس دولة إسرائيل. وكما ذكرنا سابقاً فإن نصوص الكتاب المقدس الحرفية تؤيد تواجد اليهود على أرض فلسطين وحتى لو كان بالغصب، ولكن نجد أن الكنائس العربية تتخذ أحد الموقفين من هذا الأمر:
الموقف الأول: الحيادية، فلا تجدها تتحدث بهذا الأمر، ولا تُشرِك نفسها بالسياسة لتفادي المشاكل الإجتماعية وعدم رؤيتها للأمر بشكل سياسي أو اجتماعي. فأغلب معتنقي الفكر الحيادي هم من تابعي مدرسة التفسير الروحي، يرون أن ما يحدث هو تدبير من الله لحكمة معينة قد لا يفهمها المرء، وبما أنهم يرون أنفسهم من الأمميين gentiles تابعين للكنيسة، فإن الكنيسة منفصلة عن اليهود وأن الله يتعامل معهم كعرب مسيحيين بشكل مختلف عن اليهود، يؤمنون أنه في نهاية الأمر سيكونون مع اليهود جنباً إلى جنب عند مجيء المسيح، وأن المملكة التي نادى بها يسوع هي ليست إسرائيل وإنما السماء (الجنة)، كما أنهم يؤمنون أن أورشليم – والتي معناها مدينة السلام باللغة الأصلية – هي السماء التي ستشمل جميع المؤمنين والقديسين من جميع الألوان والفئات، ولن يكون هناك احتكار من قبل اليهود ليكونوا فوق الجميع وتتبرك بهم الشعوب الأخرى.
الموقف الثاني: المناهض، يعتقد معتنقي المدرسة التي تفسر الرموز الكتابية بشكل روحي ومعنوي بالإضافة إلى مسيحيي الشرق بأن مجيء المسيح الأول لم يكن لتخليص اليهود من الإستعمار الروماني وبالتالي فإن مجيئه الثاني لن يكون ملكاً أرضياً أو استيلاء على أرض الموعد أو تأسيس دولة على كوكب الأرض، فهذه الأرض زائلة، وإنما المملكة هي دخول الذين يطلبون الخلاص إلى مدينة السلام (أورشليم الروحية)، ويعتقد معتنقوا هذا المذهب بأن العهد انتقل من الشعب الإسرائيلي إلى شعب الكنيسة ويفهمون في ضوء هذا المفهوم كثير من الوعود والنصوص التي وُعدت لإسرائيل أنها انتقلت إلى شعب الكنيسة، فهم الشعب الإسرائيلي الحقيقي المعنوي، كما يؤمن مسيحيو هذا المعتقد بأن في المسيحية لا توجد فوارق عنصرية حيث يقول بولس في غلاطية 3 "28 لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 29 فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ." فإن كان الله اختار إسرائيل في القديم لتكون نوراً للأمم فإن الكنيسة التي هي جسد المسيح هي المعطى لها أن تحمل رسالة الله للعالم أجمع. ويعتقد معتنقوا هذا المذهب بأنه مع انتشار رسالة الإنجيل (التبشير) في كل العالم، سيزداد الشر ايضاً ويحدث الإرتداد.
يدافع نصرالله زكريا مؤلف كتاب "المجيء الثاني للمسيح" عن مسيحيي العرب الإنجيليين (البروتستنت) ويقول: "كان بروتستنت الوطن العربي اول من ترجم الكتاب المقدس إلى اللغة العربية "نسخة الفاندايك" والمتداولة في جميع الكنائس العربية على اختلاف طوائفها ... من يطلق مصطلح بروتستانت لا يفرق بين المذاهب البروتستانتية المتعددة، والتي منها من لا يؤمن بالتوظيف الصهيوني لعقيدة المجيء الثاني للمسيح ويدين بشدة الإعتداءات الصهيونية على أرض فلسطين وشعب فلسطين ويقفون بقوة أمام الحجج التي يسوقها الصهاينة، ومن يؤمنون بفكرهم من المسيحيين ومن هؤلاء البروتستانت الذين ينددون بالتوظيف الصهيوني لعقائد المسيحية، ويرفضون التفسير الأصولي الحرفي لنبوات الكتاب المقدس، الكنيسة الإنجيلية المشيخية، وكنائس ومذاهب أخرى عربية وغربية سواء في الشرق او الغرب، وهنا لا بد أن نذكر موقف الكاتب اللبناني "محمد السماك" في كتابة "الأصولية الإنجيلية" أن أهم قاعدة لهذه المعارضة الإنجيلية تتمثل في المجلس الوطني لكنائس المسيح
National Council of the Churches of Christ
ويضم هذا المجلس 24طائفة يبلغ عدد أتباعها نحو 40 مليون مسيحي إنجيلي."[21]
وبالرغم من أن أغلبية المسيحيين العرب ضد الصهيونية، إلا أننا في الآونة الأخيرة وجدنا أن أعداد المسيحيين العرب الذين يناصرون سياسات إسرائيل آلت بالإزدياد، وخاصة هؤلاء الذين في أرض المهجر في الولايات المتحدة الأمريكية. ولربما السبب هو ارتيادهم الكنائس الغربية التي تبرر مساندتها وتمويلها للدولة الإسرائيلية وتعمل على غسل مخ الشعب في الحديث عن حق اليهود للعودة إلى أرض الموعد حسب زعمهم، ومن هذه الشخصيات القيادية:
بريجيت جبرايل
بريجيت جبرائيل: وُلدت بريجيت جبرايل في 21 أكتوبر 1964م، وهي أمريكية لبنانية صحفية، مؤلفة كتاب "لأنهم يكرهون Because They Hate"، وتعمل ضد الإسلام، جبرايل تقول: "إن الإسلام يبقي الشعوب العربية متخلفة ويعلمهم الإرهاب" وقد أسست جبرايل "مؤسسة الكونجرس الأمريكي للحق" ليستطيع المواطنون الأمريكيون أن يتحدثوا بحرية ويحمون بلدهم وإسرائيل والثقافة الغربية – حسب زعمها. إن تصرف جبرايل ما هو إلا إفشاء الكره في قلوب الأمريكان بدلاً من السلام، وترهيبهم بالمسلمين وإخافتهم من الإسلام، وتكرار ذلك باستمرار مع الضغط عليه يؤدي إلى انقلاب داخلي ما بين العلمانيين اللادينيين على المسلمين، مما يؤدي إلى فتنة كبيرة ومضايقات شديدة على المنظمات الإسلامية التي تدعو إلى دين الله في الدول الغربية، وقد بدأنا نرى ذلك عن طريق وجود أفراد المخابرات الأمريكية في المساجد تحضر خُطَب الجمعة، وتتدخل في شؤون ونشاطات هذه المراكز الدعوية، كما أنهم يستجوبون الكثير من الذين يدعون للإسلام ويقفون على المنابر أو يعملون عملاً خيرياً تحت غطاء المؤسسات الإسلامية ويخيفونه بالضغط عليه في التحقيقات والأسئلة المبطنة، مما أدى إلى استقالة عدد كبير من الدعاة عن العمل في الدعوة خوفهم من فقدان حقهم في الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، أو جر عدد كبير منهم إلى السجن دون وجود أي تهمة أو دليل على أن لهم صلة بالجماعات الإرهابية بسبب أن إجابتهم لم ترُق لأفراد المخابرات الأمريكية. هذه هي نتيجة ترهيب الأمريكان من الإسلام وإخافتهم من التعامل مع المسلمين مما يوقع الكثير منهم ضحية مرض "الخوف من الإسلام - إسلاموفوبيا"
نوني درويش
نوني درويش: وُلدت نوني درويش في القاهرة في مصر عام 1948م، والدها الشهيد مصطفى حافظ مؤسس العمل الفدائي في غزة في أعقاب ثورة 1952م، وقد انتقلت نوني مع عائلتها إلى فلسطين المحتلة في الخمسينات وشاهدت والدها وهو يجاهد في سبيل الله وفي سبيل حرية الفلسطينيين ومحاربة الإسرائيليين الصهاينة. بعد عدة سنوات انتقلت إلى الولايات المتحدة وتحولت من الدين الإسلامي إلى الديانة المسيحية وأسست منظمتها "عرب من أجل إسرائيل" مع مجموعة من النشطاء العرب في الولايات المتحدة وسخرت كل جهودها لمحاربة الإسلام وخدمة الصهيونية، رغم أنها تنتسب لأب مجاهد مسلم لقي مصرعه على أيدي الموساد الإسرائيلي عام 1956م. وأكدت ما نسب إليها في حوار مع صحيفة إسرائيلية بأنها قالت:"أخشى أن تتحول إسرائيل إلى دولة صغيرة بعد موت مؤسسيها لا تستطيع أن تدافع عن نفسها لأنها كلما تنازلت عن حقوقها وأعطت العرب طلبوا منها أكثر". وقالت "إن دفاعي عن حق اليهود وإسرائيل في العيش الآمن مرجعه إلى الكراهية التي يواجهونها من كل أئمة المساجد بالشرق الأوسط الذين يعتبرون اليهود كلابا وخنازير ويطالبون بإبادتهم أينما كانوا ولو في أقصى مكان بالعالم".كما فسرت مواقفها "بمقارنة وضع اليهود في إسرائيل من ناحية والعرب في بلاد الغرب من ناحية أخرى فالعرب يؤمنون أن بلاد المهجر هي بلادهم ولهم الحق فيها على الرغم من كونهم دخلاء عليها ، وان الأئمة والشيوخ ومنهم الكبار "عايزين يرجعوا اسبانيا ويحكموا روما"، على حد قولها. تقول درويش في فيلم "Obsession ": "ينبغي أن نفهم الثقافة التي أنتجت الإرهاب" مشيرة إلى الثقافة الإسلامية، والرد على ذلك أن ثقافة اليهود وتعاليمهم في التوراة ثم المسيحية التي وُلدَت من تعاليم اليهود أيضاً بعد صعود المسيح عليه السلام هي التي أنتجت الإرهاب، والدلائل كثيرة أذكر منها واحدة: "اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ "
ما أستغرب منه فعلاً أن كل شخص يتحول من المسيحية إلى الإسلام لا تجده يحارب المسيحية لأنه يؤمن أن الإنجيل والتوراة والزبور كتب الله التي نُزِّلت على الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام، بينما تجد أن معظم الأشخاص الذين يتركون الدين الإسلامي ويعتنقون المسيحية أو اللادينية يطعنون بالإسلام ويشوهون صورته ويستهزئون بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ويعادونه أشد العداء رغم أن دينهم الجديد يحرِّم عليهم ذلك، فما المغزى من هذا الأمر؟

وفاء سلطان
وفاء سلطان: (ولدت في 1958م، في بانياس في ساحل سوريا)، هي طبيبة نفسية أمريكية – سورية مستقلة تعيش في لوس أنجيلوس، واسمها الحقيقي وفاء أحمد. أصبحت مشهورة منذ أحداث 11 سبتمبر 2001م لمشاركتها في مناقشات سياسية عن الشرق الأوسط، كما اشتهرت لكتابتها بعض المقالات العربية المنتشرة بشكل واسع، وظهورها على شاشة التلفاز على قناة الجزيرة والـ CNN والقناة الفرنسية وغيرها. هاجرت سلطان وزوجها مفيد (يعرف بلقب: ديفيد) إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 1989م وهما الآن مواطنين أمريكيين.
تعتقد سلطان أن "المشكلة مع الإسلام لها جذورها القوية في تعاليمه، وأن الإسلام ليس دينا فحسب، كما أن الإسلام أيضا ايديولوجيه سياسية يعظ العنف ويطبق جدول أعماله بالقوة. وادّعت أن المسلمين يعتبرون اليهود والنصارى قردة وخنازير متعللة في ذلك بالنص القرآني الذي يصف ما حدث لبعض بني إسرائيل الذين خالفوا شرع الله في عدم العمل يوم السبت فكان عقابهم أن مُسخوا قردة وخنازير ولم تذكر أن المسلمين يعتبرون بني إسرائيل – قبل مجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم - أمة من أمم الإسلام، وبالتالي فإن اعتقاد المسلمين ذلك لا يُعتبر معاداة للسامية، بل وأجمع علماء المسلمين أن المسخ لا يتناسلون فلا يوجد عالم مسلم يعتبر اليهود الحاليين من نسل من نُسخوا من القردة والخنازير.
ثم تشبه نفسها بمارتن لوثر وغاندي والمسيح عليه السلام وغيرهم من القادة العالميين الذين تركوا أثراً على الأرض، فهل تركوا آثارهم عن طريق انتقاد المجتمعات المحيطة بهم انتقاداً هدام؟ أم هل تركوا أثارهم عن طريق التركيز على ما رأوه سلبياً في مجتمعهم ومحاولة إظهاره بدلاً من التركيز على الجانب الإيجابي منه؟ تقول أنها مع الإنسانية، فهل من الإنسانية أن تحكم على أمة بأكملها بالتخلف والإنحطاط لمجرد أنهم يعيشون تحت قوانين تختلف عن قوانينها مدّعية أن الشريعة الإسلامية شريعة إرهابية غير عادلة؟ ولماذا يرضى ملايين الناس الإنتماء إلى هذه الشريعة ناهيك عن المئات الذين يعتنقون الإسلام ويهاجرون برغبتهم إلى تلك البلاد ليعيشوا تحت شريعتها، فهل هذا تخلف؟

وليد شعيبات
وليد شعيبات: الكاتب الفلسطيني والمواطن الأمريكي، و(كما يصف نفسه) "مسلم إرهابي سابق". وقد أسس مؤسسة وليد شعيبات
Walid Shoebat Foundation،
التي تدعو إلى مقاومة معاداة السامية والسعي إلى السلام في الشرق الأوسط. حيث أصبح ناقدأً للإسلام ومسانداً لإسرائيل. يصف نفسه كعضو سابق في منظمة التحرير الفلسطينية‎ ويدعي كذباً أنه شارك في عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، وقد كشف كذبه مذيع السي إن إن الشهير أندرسون كوبر في إحدى المقابلات عندما واجهه بالتناقض في كلامه إذ أنه يدعي أحياناً أنه قد زرع قنبلة في بنك إسرائيلي وتسبب في قتل إسرائيليين، وفي مرة أخرى قال أنه تراجع عن زرع القنبلة عندما شاهد أطفال عرب يلعبون عند البنك.[22]

موريس صادق
موريس صادق: ولد موريس صادق عام 1943 واشتغل بالمحاماة وصار عضوا بنقابة المحاميين ، هاجر هو وأسرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999 طلب الحصول على الجنسية الأمريكية وتم رفض طلبه ولكنه يحمل جواز سفر أمريكى كلاجىء دينى وليس كمواطن أمريكى. صاحب الفيلم المسىء للنبى المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم . أسس الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية والتى اتخذها كمنبر للتطاول على الدين الإسلامى وعلمائة ورموزه بل وصل الأمر إلى التطاول وسب الذات الإلهية والعياذ بالله . طالب الإدارة الأمريكية بقطع المعونة الاقتصادية عن مصر للضغط على الحكومة المصرية بتنفيذ مطالبه تجاه الأقباط وجعل من دولة الكيان الصهيونى مثال للديمقراطية والحرية الذى يجب أن يحتذى به العرب . وكانت تقارير قبطية أشارت إلى أن هناك منظمات لأقباط المهجر فى الخارج تعمل تحت مظلة الصهيونية العالمية ويتم تمويل هذه المنظمات القبطية من جهات ومنظمات صهيونية وأمريكية وأن هذه المنظمات التى ينتمى إليها أقباط المهجر تأخذ فى ظاهرها الشكل القبطى ولكنها بعيدة عن المسيحية وتقترب كثيرا من الصهيونية العالمية.
مما يدل على أن المسألة ليست خلاف عقائدي وإنما هناك أجندة سياسية قبيحة تريد تفكيك مصر فقد فجر المحامي القبطي المثير للجدل والمنزوع عنه الجنسية المصرية – موريس صادق، مفاجأة كبيرة بـإعلانه "دولة أقباط مصر" بتنظيم سياسي مستقل عن الحكومة المركزية ، وذات حكم ذاتي بوزارات مقابلة للوزارات الحكومية، وسيكون لها محاكم مدنية وجنائية وأخرى تنظر في النزاعات بين المسلمين والاقباط ، وكذلك جامعات ومدارس قبطية مع التعليم باللغة القبطية. وأسفر إجتماع موريس صادق – رئيس الجمعية القبطية الأمريكية في نيويورك مع الهيئة التأسيسية للدولة القبطية عن انتخاب الدكتور عصمت زقلمة رئيسا للدولة القبطية والمستشار موريس صادق سكرتيرا تنفيذيا للدولة القبطية والإعلامي نبيل بسادة أمينا عاما للدولة القبطية والمهندس ايليا باسيلى مفوضا عاما للتنسيق الدولى للدولة القبطية. وأتخذ مؤسسي فكرة الدولة القبطية شاكلة "دولة جنوب السودان" الجديدة و" دولة أكراد العراق" كنموذج لهم يمكن تطبيقه، وتكون البداية من صعيد مصر. وأكد مؤسسي الدولة القبطية عزمهم لقاء سفراء دول العالم بقاراته الست وسفراء الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن لبحث إمكانية دعم الدولة القبطية الجديدة وظهورها للنور وبتأييد من دولة الفاتيكان.
وكانت الكنيسة المصرية وأقباط مصر وكثير من أقباط المهجر الشرفاء أصدروا بيانات تبرأوا فيها من أفعال موريس ورفضهم التام لأي إساءة للمقدسات الإسلامية وللنبى العدنان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

مصعب حسن
وأخيراً مصعب حسن يوسف (مواليد 1978) هو فلسطيني وابن أحد مؤسسي حماس والزعيم الشيخ حسن يوسف، من 1997 حتى 20077، كان يعمل جاسوساً سرياً بالأمن الداخلي الإسرائيلي (الموساد). وفي مارس 2010، قام بنشر سيرته الذاتية بعنوان ابن حماس.. كما تحول إلى المسيحية وانتقل إلى ولاية كاليفورنيا. وقد منحت على طلبه للحصول على اللجوء السياسي في الولايات المتحدة.
وهناك غيرهم الكثير من القياديين المتنصرين أو المنصرين الذين يزورون الكنائس الغربية، ويدّعي منهم أنهم من خلفية إسلامية، وجميعهم يدعمون الصهيونية مستشهدين ببعض النصوص التي تتحدث عن مجيء المسيح الثاني، وأن عملهم التنصيري ما هو إلا تحقيقاً لعهود الله ومساندتهم لإعطاء أرض الفلسطينيين لإسرائيل حتى لو كانت بالقوة.

الخلاصة

أخيراً بماذا يمكن تفسير قيام دولة إسرائيل الحديثة، إن لم يكن تحقيقاً للنبوات في العهد القديم والجديد؟ وخاصة وأن لهذه العودة مضمون ديني؟ وهل تلاحظون أن النظام العالمي يتحول ويتغير متماشياً مع الرؤية الحرفية لتفسير عقيدة المجيء الثاني للمسيح؟ هل يمكن أن يستخدم الله القوة الحربية العسكرية في سبيل تحقيق احتلاله للأرض؟ هل يُعقل أن يبتغي الله ملكوتاً أرضياً رغم أن المسيح قال في يوحنا 18 : 36 "مملكتي ليست من هذا العالم"
كان الله واضحاً في التثنية عندما وعد الشعب الإسرائيلي بالمملكة بأنه سيعطيها إياهم إن وفوا العهود وعبدوا الله بالشكل اللائق، فهل وفوا العهود؟ وهل بقوا على دينهم التوحيدي الأزلي؟ أم نقضوه؟ لقد وفّى الله عهده مع بني إسرائيل وأعطاهم الأرض في القديم وانتهى عهدهم بعد أن نقضوا العهد وعاقبهم الله في السبي والشتات. إن شر ما يفعلونه اليوم ليس تحقيقاً للنبوة وإنما كسر ونقض لكل مبدأ وعهد عاهدوه لله في القديم، وإن أجلهم قادم لا محالة، فالله يمهل ولا يهمل!
إن الحقيقة التي ستبقى لدى المسيحيين إن كانوا على المذهب الحرفي أو المعنوي بأن المجيء الثاني للسيد المسيح حاصل، وان هناك إسرائيلاً ستملك معه – إن كان المعنى بإسرائيل اليهود الحقيقيين أو مسيحيي الكنيسة، وأترك البقية للقارئ.

بقلم: رُبى داهود قعوار
👇
[1]. تسمية يعقوب بإسرائيل: التكوين 32 : 28

[2]. تكوين 17

[3]. تثنية 2 : 23 "والعويون الساكنون في القرى الى غزة ابادهم الكفتوريون الذين خرجوا من كفتور وسكنوا مكانهم"

[4]. تكوين 21: 32 و34 و26: 1 "33 وغرس ابراهيم اثلا في بئر سبع ودعا هناك باسم الرب الاله السرمدي. 34 وتغرب ابراهيم في ارض الفلسطينيين اياما كثيرة"

[5]. مكابين الأول 3 : 41 "وسمع بخبرهم تجار البلاد فأخذوا من الفضة والذهب شيئاً كثيراً، وعبيدهم جاؤوا المحلة حتى يشتروا بني إسرائيل عبيداً لهم، وانضمت إليهم جيوش سورية وأرض الغرباء"

[6]. مكابين الأول 5 : 68 "ثم توجه يهوذا إلى أشدود أرض الأجانب فهدم مذابحهم وأحرق منحوتاتهم بالنار وسلب غنائم المدن وعاد إلى أرض يهوذا"

[7]. مكابين الأول 10 : 83 – 89 "83 وتبددت الخيل في السهل وفروا إلى أشدود ودخلوا بيت داجون معبد صنمهم لينجوا بنفوسهم 84 فأحرق يوناثان أشدود والمدن التي حولها وسلب غنائمهم، وأحرق هيكل داجون والذين انهزموا .

_____

إعادة تأطير الأرض المقدسة وشعب الله!!

بقلم مايك كون

ليس هناك قضايا مُستحكمة تواجه العالم أكثر من القضية الإسرائيلية الفلسطينية. فهذه القضية لا تبرح من بقعة ضوء وسائل الإعلام، والاشتباكات الأخيرة في غزة تذكّرنا بأنّ هذه القضية مازالت تراوح مكانها. إنّها قضية متعددة الأبعاد تحمل في طيّاتها بعدًا تاريخيًا وآخر سياسيًا. في هذه المدوّنة القصيرة، أريد أن أنظر فقط إلى البعد الكتابي (البيبلي) للمسألة وستكون نظرة خاطفة[1]. آمل أن يكون طرحي كافيًا لإثارة مسائل مهمة.

إنّ البعد الكتابي أمر بالغ الأهمية للمسيحيين الإنجيليين لأنّ “الإنجيليّة” باتت تُفهم على أنّها تتبنّى موقفًا معينًا يُطلق عليه اسم “الصهيونية المسيحية”، وهو اعتقاد بأنّه لمن الواجب على المسيحيين الاعتراف بدولة إسرائيل ودعمها كتحقيق للوعود الكتابية في عصرنا الراهن.
تستمد الصهيونية المسيحية أصولها من طريقة تفسير معيّنة للكتاب المقدّس، أي طريقة قراءة معيّنة للكتاب المقدّس. سأخاطر في الإفراط في تبسيط طريقة التفسير هذه وأختصر مبادئها بالتالي: 1) تعريف إسرائيل على أنها السلالة العرقية البيولوجية لإبراهيم وإسحق ويعقوب. 2) يجب أن تتحقّق وعود الكتاب المقدّس بحدود أرض إسرائيل على نحو حرفي. 3) إن إعادة تأسيس دولة إسرائيل تحقق النبوة الكتابية وتحضّر لمجيء المسيح الثاني.

في الوقت الذي أقدّر فيه محاولة المسيحية الصهيونية أخذ الكتاب المقدس على محمل الجد، أعتقد أنّ تطبيقات الموقف وانعكاساته مضلله. آمل أن أقترح تفسيرًا كتابيًا آخر – طريقة لقراءة الكتاب المقدّس التي يمكن أن يطلق عليه اسم “التحقيق” أو “إسرائيل الشاملة والموسّعة”. يأخذ هذا التفسير أيضًا الكتاب المقدس على محمل الجد، ويتضمن مبادئ كتابية واضحة وعاجلة تتجاهلها المسيحية الصهيونية أو تفهمها على نحوٍ مختلف[2].
أولاً، كان الهدف من اختيار الله لإبراهيم ونسله (سليلته البيولوجية) هو أن يُحضِر بركته إلى جميع أمم الأرض. ونجد هذا التصريح الكلاسيكي في سفر التكوين 12: 3 ” وَتتباركُ فيك جميعُ قبائلِ الأرضِ.” بدأ انتشار البركة إلى أمم عديدة على الفور، حتى قبل ولادة إسحق حين أُعطي إسماعيل علامة العهد أي الختان. إنّ حكمة يوسف أنقذت مصر والبلدان المحيطة بها من دمار المجاعة. حتّى الخروج جعل إله إسرائيل معروفًا للمصريين. على الرغم من أنّ احتلال الأرض في حكم يشوع غالباً ما يُنظر إليه كمبرر كتابي لسياسات إسرائيل التوسعية المعاصرة فهو في الواقع يكشف شخص الله الذي يعاقب الشر. (تكوين 15: 16؛ تثنية 9: 4-5). إن عطية الأرض لم تكن بسبب استحقاق إسرائيل، بل بسبب محبة الله، لكي ترى جميع الأمم نعمته لإسرائيل وتعبده. تُعتبر مباركة ملكة سبأ لإله إسرائيل واحدة من الأمثلة العديدة لكيفية تحقيق هذا الهدف (1 ملوك 10: 6-9).
ثانياً، لم يكن العرق، أو الأصل البيولوجي، أبداً العامل الوحيد في تحديد هوية إسرائيل[3]. تتحقّق بركة الله من خلال “نسل” إبراهيم – أي سليلته الجسدية. سنناقش أدناه من سيُحقق هذا الوعد. غير أنّ، الانتماء لأمة إسرائيل لم يكن على أساس العرق فقط، لأنّ نسل إبراهيم كان سيكون عددهم كنجوم السماء أو الرمال على شاطئ البحر (تك 15: 5؛ 22 :17؛ 26: 4). هذه الوعود ستكون مستحيلة لو كان ستتحقق من خلال عرق واحد فقط. نجد أوضح بيان لهذا التوسّع في تكوين 17 عندما تم تغيير اسم أبرام إلى إبراهيم لأنه سيكون أبا لعدد كبير من الأمم. حتى في العهد القديم، انضم أشخاص من غير اليهود إلى شعب إسرائيل (مثل عبيد إسرائيل المختونين، راحاب، راعوث). بالإضافة إلى ذلك، فقد بعض اليهود العرقيين امتيازات الأرض بسبب عدم أمانتهم (انظر سفر العدد 16 و25). تتوقع المزامير ونبوءات العهد القديم إدراج العديد من الشعوب في شعب إسرائيل (مز 2: 8؛ 22 :27؛ 67: 7؛ إش 49: 6). وتصل هذه التوقعات إلى ذروتها في التحقيق النبوي في العهد الجديد، حيث يدخل الناس من كل قبيلة ولسان إلى حظيرة أسرة إبراهيم.
ثالثًا، يجب قراءة العهد القديم في ضوء العهد الجديد. تسير أحداث قصة العهد القديم نحو حالة من الاكتمال وهذا الاكتمال يتجلّى في المسيح. إنّه من نسل إبراهيم وتحقيق ما ترنو إليه إسرائيل في العهد القديم. هو ابن الله الحقيقي الذي يُدعى “من مصر” (راجع خر 4: 22، متّى 2 :15). يعلن عن نفسه أنّه الشخص الذي كتب عنه موسى (يوحنا 5 :39، 46؛ لوقا 24 :44). كما يقول للقادة اليهود الذين كانوا في أيّامه (اليهود العرقيين) أنّهم ليسوا أبناء إبراهيم (يوحنا 88: 39-444) – تحول مذهل يشير إلى أنّ العلاقة مع إبراهيم لا تستند إلى رابط الدم فحسب.

ما قدّمه يسوع، طوّره الرسل ونشروه. المسيح هو نسل إبراهيم وكل من هم “في المسيح” هم من نسل إبراهيم كذلك جميع الذين “في المسيح” هم نسل إبراهيم (رو 2: 28-29؛ 4 :12؛ أف 3: 6؛ غل 3: 29). كان موسى قد عرّف إسرائيل على أنّها “كهنوتٌ ملوكيٌّ، أمّةٌ مقدَّسةٌ، شعبُ اقتناءٍ، لكي يخبرُوا بفضائلِ الَّذي دعاكم من الظّلمةِ إلى نورهِ العجيبِ “. بطرس، بسلطة رسولية، يطبّق هذا التعريف على شعب المسيح من اليهود والوثنيين على حدّ سواء (ا بط 2: 9؛ خر 19: 66).
رابعًا، تمامًا كما توسّع الكتب المقدسة هوية إسرائيل بالمسيح إلى جميع الأمم، فإنها توسّع أيضًا وعود الأرض لتشمل المعمورة كلّها. لا يبدأ محور الأرض في الكتاب المقدّس في الإصحاح 12 من سفر التكوين، لكن في الإصحاح الأوّل من هذا السفر[4]. غرض الله منذ البداية كان للأرض أن تكون هيكلًا حيث يهتم حاملو صورته بمحبة في الخليقة، عاكسين عبادة طاهرة ومقدّسة له. كانت الوصيّة الأولي لإبراهيم الذهاب إلى أرض سيظهرها الله له (تكوين 12: 1). لا حقًا قال الله لإبراهيم “قمِ امشِ في الأرضِ طولها وعرضها، لأَني لك أُعطيها” (تكوين 13: 17). ثم يعد الله بأن يعطيه الأرض الممتدة من نهر مصر إلى نهر الفرات (تك 15: 18). وسوف ينتشر نسل إبراهيم ليكون مثل غبار الأرض ويمتد من المشرق إلى المغرب (حرفياً من مشرق الشمس إلى مغربها) ومن الشمال إلى الجنوب (تكوين 28: 13-14). من الفصول الأولى من سفر التكوين، صُمّم وعد الله في الأرض لتوسيع الأرض وإصلاحها للأهداف التي أعرب عنها الله في الخليقة والتي خسرتها الأرض بسبب السقوط.

تماشيًا مع موضوع التوسع هذا، يقول يسوع أنّ الودعاء سيرثون الأرض. إنها إعادة صياغة لمزمور 37: 11 بإعطاء الأرض للذين يتبعون يسوع في وداعة وتواضع. يقول بولس أيضًا أنّ الوعد لإبراهيم بأنّه سيرث العالم (رو 4: 13). بالنسبة لبولس، امتدت حدود إسرائيل إلى كلّ العالم. يصور المشهد الأخير من سفر الرؤيا تحقيق ذلك بنزول المدينة السماوية إلى أرض جديدة (رؤ 21-22).

خامسًا، يحترم المسيحيون ويكرمون الشعب اليهودي باعتباره المستلمين الأصليين لوعد الله ومصدر البركة لجميع الأمم. كما يقول الرسول، “الذينَ هم إسرائيليّون، ولهم التبنّي والمجدُ والعهود والاشتراعُ والعبادةُ والمواعيدُ، ولهم الآباء، ومنهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكلّ إلهًا مباركًا إِلى الأبدِ. آمِينَ.” (رو 9: 4-5)

سيصوّر البعض هذا التفسير كـ “لاهوت الاستبدال” – سوء فهم مأساوي للكتاب المقدس الذي ساهم في معاداة السامية وكارثة النازية. لم “تُستَبدَل” إسرائيل بل توسّعت واغتنت بضم الأمم في المسيح إليها. يتمحور تحقيق إسرائيل أو شموليها في شخص المسيح. يقول الكتاب المقدس أن عدة آلاف من اليهود آمنوا في أيام الكنيسة الأولى (أعمال 21: 20). كثيرون منهم يعتنقون المسيح في يومنا هذا أيضًا. لذلك نحن كمسيحيين أمم نتمتع بمكانة التبني في عائلة الله مع إخواننا وأخواتنا المسيحيين أشقائنا الأكبر. كما أننا ننظر إلى الشعب اليهودي باحترام، منتظرين اليوم الذي سيعود فيه كثيرون منهم إلى عائلة الله (رومية 11: 17-24).

إذًا كيف يغير هذا التفسير نظرتنا إلى القضية الإسرائيلية الفلسطينية؟ إنّه يحررنا لننظر إلى القضايا من خلال المحاور الكتابية الأوسع مثل العدالة ومحبة الله للبشرية جمعاء. يجب على المسيحيين أن يحبوا الشعب اليهودي وأن يكرموه لأنّه النسل الذي جاء المسيح من خلاله. يجب على المسيحيين أن يحبوا الفلسطينيين كما هم، لأنّهم مثلنا نحن الوثنيون الآخرون، هم عرق تألّم المسيح ومات من أجله. إن تلخيص بولس المهيب لشعب الله الشمولي يضع الأمور في نصابها:
أَنّكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيحٍ، أَجنبيين عن رعويّة إسرائيلَ، وغرباءَ عن عهودِ الموعدِ، لا رجاءَ لكم، وبِلاَ إِلهٍ في العالمِ. ولكن الآنَ في المسيحِ يسوعَ، أنتم الَّذين كنتم قبلاً بعيدين، صرتم قريبين بدمِ المسيحِ. لأنّه هو سلامنا، الّذي جعلَ الاثنينِ واحدًا، ونقَضَ حائطَ السّياجِ الْمتوسّطَ أي العداوةَ. مبطلاً بجسدِه ناموسَ الوصايا في فرائضَ، لكي يخلقَ الاثنينِ في نفسهِ إِنسانًا واحدًا جديدًا، صانعًا سلامًا، ويصالحَ الاثنينِ في جسدٍ واحدٍ مع اللهِ بالصّليبِ، قاتلاً العداوةَ به. فجاءَ وبشَّركم بسلامٍ، أنتم البعيدين والقريبينَ. لأَنَّ به لنا كلينا قدومًا في روحٍ واحدٍ إِلى الآبِ. فلستم إِذًا بعد غرباءَ ونزلاً، بلْ رعيّةٌ مع القدّيسينَ وأهلِ بيتِ اللهِ، مبنيّين على أَساس الرّسلِ والأنبياءِ، ويسوعُ الْمسيح نفسه حجر الزّاويةِ. (أفسس 2: 12- 20)

تقوم الصهيونية المسيحية بإحياء العداوة التي أتى المسيح لتدميرها. يرجى النظر في أساس كتابي أعمق لمحبة الشعب اليهودي والشعب الفلسطيني على حدّ سواء.
[1] لمعالجة الموضوع على نحوٍ شامل أكثر، راجع باحث العهد الجديد غاري برج، يسوع والأرض: تحدي العهد الجديد للاهوت “الأرض المقدّسة”، (Grand Rapids, Baker Academic) 2010.

[2] هذه المقالة مختصرة للغاية للتعامل مع النظام اللاهوتي المعروف باسم “التدبيرية” والذي يحتوي على العديد من التعبيرات المختلفة. عند الحديث عن الصهيونية المسيحية، فأنا لا أساويها بالتدبيرية على الرغم من أنه قد تكون هناك مناطق من التداخل بين الاثنين. أنا أفهم أن المسيحية الصهيونية كقراءة شعبية للكتاب المقدس الذي ينتشر بين العديد من الطوائف والكنائس.

[3] لمعالجة موضوع “كل الأمم” في العهد القديم، أنظر إلى كتاب كريستوفر رايت The Mission of God (Downers Grove, IL, IVP Academic) 2006.

[4] انظر منذر إسحاق، من أرض إلى أراضٍ؛ من عدن إلى الأرض المجددة: لاهوت الكتاب المقدس المتمحور حول المسيح عن أرض الموعود (كارليسل، لانغام مونوغرافيز) 2015.
_____

المسيحية الصهيونية واستخدام الكتاب المقدس لأغراض سياسية

بقلم القس الدكتور منذر اسحق

05/09/2016

المسيحية الصهيونية هي ببساطة المسيحية الداعمة للحركة الصهيونية. إنها حركة داخل الكنيسة المسيحية تؤمن من منطلق مسيحي لاهوتي بضرورة دعم دولة إسرائيل دعماً سياسياً ومادياً ومعنوياً. يؤمن المسيحيون الصهاينة أن اليهود اليوم هم امتداد إسرائيل في العهد القديم وما زالوا شعب الله المختار، ووجودهم في الأرض اليوم قصدٌ وترتيب وحقٌّ إلهيّ. كما ويؤمن بعضهم بأن وجود اليهود في الأرض اليوم هو علامةٌ على قرب عودة المسيح.

يقرأ المسيحيون الصهاينة اليوم الوعد لإبراهيم في تكوين 2:12 بأن الله سيبارك مباركيه وسيلعن لاعنيه على أنه المقياس الذي يجب أن يحدّد علاقتهم وعلاقة دولهم بدولة إسرائيل اليوم. بعبارة أخرى، "إن باركنا إسرائيل اليوم، سيباركنا الله، وإن لعنّاها، فإن الله سيلعننا". وطبعاً يفترضون أن فلسطين التاريخية اليوم هي كلّها اليوم بجملتها ملكٌ للشعب اليهودي إذ أن الله أعطاهم إياها ميراثاً أبدياً. إذاً، لليهود "حقٌ إلهي" بامتلاك "أرض كنعان". كلّ من يعارض هذا يحارب إرادة الله لهذه الأرض.

يتعدى الأمر مجرّد التعاطف مع اليهود، أو الوقوف معهم ضد التطرف الإسلامي. نحن نتكلم هنا عن مواقف سياسية متطرفة ودعم مالي (بمئات الملايين من الدولارات) وسياسي ومعنوي لدولة سياسية من منطلق لاهوتي.

استخدام الكتاب المقدس
يستخدم المسيحيون الصهاينة الكتاب المقدس لترويج برنامجهم السياسي. هناك طبعاً استخدام وعود الأرض لشعب إسرائيل في العهد القديم لتبرير احتلال فلسطين. إضافة إلى ذلك، يتلاعب بعض المسيحيون الصهاينة بعواطف ومخاوف الأمريكان المتدينين لحثهم على تقديم الدعم إلى إسرائيل. أبرز أساليب التلاعب هذه هي اللعب على وتر أن الله سيبارك أمريكا إذا دعمت دولة إسرائيل، وأن العواقب ستكون وخيمة على أمريكا إذا لم تقم بذلك. لنأخذ على سبيل المثال جول روزنبرغ، وهو كاتبٌ ومحلل سياسيّ مسيحي من أصول يهودية، ويُعتبر فكره ممثلاً لفكر المسيحية الصهيونية الذي أرغب أن أتحداه في هذا المقال. يقول روزنبرغ:
"إذا أدار الرئيس الأمريكي، أو الكونجرس، أو الشعب الأمريكي ظهرهم لإسرائيل والشعب اليهودي، سيكون الأمر أكثر من مجرّد سياسة سيئة أو خاطئة. بحسب النبوات الكتابية، ستشكل خطوات كهذه تهديداً وجوديّاً على مستقبل أمريكا".[2]

بعبارة أخرى، بحسب هذا الكاتب المسيحي، مستقبل أمريكا يتعلّق بدعمها لإسرائيل – وذلك بحسب الكتاب المقدس.[3] لا يُعتبر هذا رأياً متطرفاً اليوم، وهناك العديد من القادة واللاهوتيين الذين يروجون لهذا الفكر، وروزنبرغ مجرد مثال لهذا الفكر. يبيع جول روزنبرغ الملايين من الكتب، ويظهر بشكل مستمر على شاشات التلفاز في محطات رئيسية في أمريكا كمحلل سياسيّ!

ما هي هذه النبوات الكتابية بحسب روزنبرغ؟ يجيب روزنبرغ بنفس المقال ويعطي بضعة آيات تدعم – بحسب رأيه - موقفه هذا. لا مجال هنا للإجابة على كل هذه الآيات، وسأركز في المقابل على المرجع الأول الذي يعطيه، كونه يتكرر كثيراً على ألسنة وفي كتابات المسيحيين الصهاينة. الكلام هنا طبعاً عن تكوين 1:12-3. يقول روزنبرغ:
"في تكوين 1:12-3، يأخذ الرب الإله على نفسه عهداً بأنه سيبارك إسرائيل والشعب اليهودي، ويلعن من يلعنهم".[4]

لاحظوا معي هذا الموقف المضلل والذي يستغل الكتاب المقدس. أولاً، لا يقول الكتاب المقدس أن الله سيبارك إسرائيل، أو حتى اليهود، بل إبراهيم. لنقتبس الآية حرفياً:
وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ»

الوعد بالبركة واللعنة في تكوين 1:12-3 هو عن إبراهيم وعن إبراهيم فقط! لكن بالنسبة للمسيحيين الصهاينة الأمر يتعلق بإسرائيل واليهود اليوم! فسّروا لي هذا من فضلكم! وحتى إذا قبلنا، على سبيل الفرض، أن هذه الآية تنطبق على نسل إبراهيم، يجب أن نسأل: من هو نسل إبراهيم بحسب الكتاب المقدس؟ لندع الكتاب المقدس يجيب:
وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ:«وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ.

فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ. (غلاطية 16:3، 29)

بحسب الكتاب المقدس هو يسوع المسيح أولاً وكلّ من يؤمن به ثانياً. طبعاً لا يوجد أي اعتبار لهذه الأمور في تفاسير المسيحية الصهيونية. هنا بيت القصيد: لقد استبدلت المسيحية الصهيونية المسيح بإسرائيل! فبحسب هذه التفسيرات، إسرائيل – وليس المسيح – هي نسل إبراهيم. إسرائيل – وليس المسيح – هي مركز النبوات. إسرائيل – وليس المسيح – هي حجر الزاوية.

كتبت هذه المقالة لا لأنني أرغب أن أهاجم شخص أو مؤسسة، بل لأتحدى فكر ولاهوت أؤمن أنه يشكل موقفاً مضراً للإيمان المسيحي ولوجودنا على هذه الأرض. كمسيحيين فلسطينيين وغير فلسطينيين، علينا أن نرفض بل ونقاوم هذا اللاهوت. كتبت هذا المقال من منطلق حبي للكنيسة في فلسطين، ومن إيماني الإنجيلي، ومن التزامي بشهادتنا المسيحية وتجسيد المسيح العادل الذي هو الحقّ والذي يحب الكل بدون تفرقة. نقول هنا مع وثيقة كايروس فلسطين – وقفة حق:
إنّ استخدام الكتاب المقدّس، لتبرير أو تأييد خيارات ومواقف سياسية فيها ظلم يفرضه إنسان على إنسان أو شعب على شعب آخر، يحوّل الدين إلى أيديولوجيّة بشريّة ويجرّد كلمة الله من قداستها وشموليّتها وحقيقتها .(كايروس فلسطين 2-4)

إنّنا نرى بعض اللاهوتيّين في الغرب يحاولون أن يُضفُوا على الظلم الذي لحق بنا شرعيّة لاهوتيّة وكتابيّة. فأصبحت المواعيد، بحسب تفسيراتهم، تهديدًا لكياننا، و"البشرى السارّة" في الإنجيل نفسه أصبحت لنا "نذيرَ موت". إنّنا ندعو هؤلاء اللاهوتيّين إلى تعميق الفكر في كلمة الله وإلى تصويب تفسيراتهم حتى يروا في كلمة الله مصدر حياة لكلّ الشعوب .(كايروس فلسطين 2-3-3)[5]

[1] بعض أجزاء هذا المقال هي من كتاب أقوم بكتابته عن لاهوت أرض الميعاد واللاهوت الفلسطيني.
[2] https://flashtrafficblog.wordpress.com/2015/03/27/mounting-evidence-suggests-president-obama-preparing-to-divorce-israel-what-are-the-implications-if-he-does/
[3] يشرف روزنبرغ اليوم على مؤسسة مسيحية تعمل في الأراضي المقدسة تحت مسمى مؤسسة خيرية وتبشيرية. رغم أن معظم عمل هذه المؤسسة هو بين اليهود في الأراضي الإسرائيلية، إلا أنهم أيضاً يقومون ببعض الأعمال في الأراضي الفلسطينية، دون أن يبرزوا مواقفهم السياسية واللاهوتية. أنظر: https://www.joshuafund.com/
[4] https://flashtrafficblog.wordpress.com/2015/03/27/mounting-evidence-suggests-president-obama-preparing-to-divorce-israel-what-are-the-implications-if-he-does/
[5] http://www.kairospalestine.ps/sites/default/files/Arabic.pdf






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفِرْدَوْسُ وتَنَاقُضُ الآبَاءِ القِدِّيسِينَ !! 2
- الفِرْدَوْسُ وتَنَاقُضُ الآبَاءِ القِدِّيسِينَ !! 1
- الصَّابِئَّة الْمَنْدَائِيُون !! ج 2
- الصَّابِئَّة الْمَنْدَائِيُون !! ج1


المزيد.....




- -يتضمن تنازلين لحماس-.. تفاصيل المقترح القطري بشأن وقف إطلاق ...
- مصر.. فيديو لشخص يضع طعاما -مسمما- للكلاب الضالة والداخلية ت ...
- -الطائرات المسيرة تحلق كأسراب النحل-.. كييف تتعرض لهجوم غير ...
- بسبب اتهامات باستخدام الكيميائي.. النيابة العامة الفرنسية تط ...
- السوداني في بلا قيود: النظام في إيران ليس ضعيفاً
- سوريا تتطلع للتعاون مع واشنطن للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك م ...
- شاهد.. هندرسون القائد السابق لليفربول يبكي زميله جوتا
- الفلاحي: كمين الشجاعية عملية عسكرية متكاملة عكست قراءة دقيقة ...
- اجتماع عاصف للكابينت وتوقعات بإعلان اتفاق غزة الاثنين بواشنط ...
- لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شفيق جلال - الحوار المتمدن والصهيونية وفلسطين!!! 1