أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان يوسف - الشاعر قاسم شاتي .. هل ستتبعه الفوضى















المزيد.....

الشاعر قاسم شاتي .. هل ستتبعه الفوضى


عدنان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6471 - 2020 / 1 / 22 - 19:35
المحور: الادب والفن
    


في مجموعته الشعرية الصادرة عن دار تموز في دمشق سنة ٢٠١٩ والتي تحمل عنوان "اتبعيني ايتها الفوضى" وضمت اثنتين وثلاثين قصيدة لفت انتباهي ذلك الكم الكثير من الاسئلة التي تضمنتها تلك القصائد فرأيت ان ابدأ مقالتي عن المجموعة ، ايضا بسؤال انسجاما مع الكتاب الممتلئ بالاسئلة
يطلب الشاعر من الفوضى ان تتبعه ، لماذا ؟ وهو المنظم ، كل خطواته بقياس وبحساب ، ايريد ان يستدرجها لمهلك ، ام انها تمثل له الغواية التي يجب ان تتبعه بحكم احدى آيات الله التي تعد ولا تحصى .
ومنذ الصفحة الاولى نكتشف انه لا يعني بالفوضى تلك التي اسمتها "كونداليسا رايس" بالخلاقة ولا الصاخبة او العابثة التي تملأ المكان قلقا واضطرابا ، انما يخاطب فوضى اخرى ، ربما من ابتكاره فوضى انيسة ، صديقة وقد تكون جميلة و مرحة ، انها الفوضى المعتدلة . لكن هل هناك فوضى بهذه الصفة حقا؟
"ايتها الفوضى الجالسة على اريكة الاعتدال
اعرف
اني خارج المكان
اعرف اني داخل المهزلة"
هو يعرف ، كما يقول ، لذلك لن يدع الفوضى تبتعد عنه فهو الذي دعاها لأن تتبعه لذلك يحاول تهيئة اجواء مناسبة لتصبح رفيقته في درب يضيق ويتسع ويحب ويكره ويتياسر تارة وينغمس في اقصى اليمين تارة اخرى ، وهو (الشاعر) اليساري الملتزم بيساريته قلبا وقالبا هل يعني بذلك الطريق ام يعني نفسه وهل حصل انقلاب في تفكيره ورؤاه ، ربما سنعرف ذلك من خلال اجاباته المحتملة عن تلك الاسئلة التي وصفها ، هو بالكثيرة. وسنراه يعتني بالفوضى ، يهيء لها الاسباب لتحيا وتستمر ، لا ندري هل لحبه لها ام ليفتك بها بعد ان تطمئن اليه فهو يخاطب من اجلها الريح والشمس والبحار والانهار ، بل وينبش في اعماق التاريخ باحثا عن الموت واساليبه وطرقه في انتزاع الارواح الطيبة والشريرة
"ايتها الريح
استقري
تحت اشرعة المكان
فما عدت احتمل هذا الضجيج"
لماذا دعا الفوضى لتتبعه اذن إن كان لا يحتمل الضجيج

سأقرأ الديوان ، وسأبدأ من آخر قصائده
"الليلة
افتش في ذاكرتي
ابحث عن كل الاشياء المنسية
واحاورها
عن آخر اخبار الجوع
عن زمن يلبس وجه الممنوع"
انه يبحث عن اشياء ، لا رموز او قادة او مفكرين ، كما هو متوقع ، ليصنع معهم وبهم الغد الجميل الناصع ، يحاور اشياء منسية عن زمن رديء .
الكتاب مسكون بالاسئلة ، كما قلت ، سؤال يتبعه سؤال وسؤال يؤدي الى سؤال ولا اجوبة هل هو امتحان للقارئ ، ام هي الشكوى الدائمة للشاعر من بؤس واقع سببه ، كما يرى ، فشل الايديولوجيا واليسار تحديدا في صنع "الوطن الحر والشعب السعيد" الذي وعدت به تفاصيل نظريته . نكتشف ان السؤال لدى الشاعر ليس عابرا او مرحليا بل هو جزء اساس في رؤيته بل في تكوينه فهو "السؤال"ثالث ثلاثة اولهم الشاعر نفسه تأتي بعده اليقظة :
"كنا ثلاثة
انا
واليقظة
والسؤال"
وهؤلاء الثلاثة الثابتون لهم رابع متغير ، فتارة يكون البحر وتارة هو الوقت ومرة يكون الخوف . انا شخصيا ظننت ان هذا الرابع سيكون المعادل الموضوعي لليأس وتمنيت ان يحمل شيئا من امل او حلا للازمة المتفاقمة في حياة الشاعر والتي تظهر جلية في اغلب قصائده لكن للاسف خاب ظني فروابع قاسم شاتي كلها "سيئة" ؛ فالبحر
"مغرم بالكسل والشحوب"
والوقت
"بدين جدا
بطيء جدا"
اما الخوف فهو اضافة لكونه سيئا بطبعه فهو يرتبط عند الشاعر
"بأسمال السياسة المصنوعة في دول الجوار"
هذه الشكوى المريرة من خراب مستمر لا نرى في الافق من نهاية لها بتوفر حل ولو جزئي ، ما هو دور اليقظة اذن ؟ يقول الشاعر اجابة للسؤال
"اقدامنا
تنبت في حجر السياسة
وآخر الايديولوجيات المبتكرة
في دكاكين الاساطير"
فهو اليأس يطبق على الشاعر ويبعد يقظته عن دراسة حلمه التاريخي وخططه "الواقعية" في العمل على تحققه وها هو يرسخ اليأس في الابيات اللاحقة :
"فتورق الحكايات
شجرا
ميتا"
واخيرا ينفرط عقد الثلاثة ويختفي الرابع الذي بنينا عليه بعض الامل
"كنا ثلاثة
فابتعدنا
قليلا
قليلا
ثم افترقنا"
وينتهي المطاف بالشاعر الى مكان تغلق فيه كل الابواب ليعلن أن لا حل فهو يقول ان الاساس الخطأ لا يحمل بناء سليما ، بتصريحه :
" كالاشياء التي افترضناها خطأ
تقادمت
ثم انتهت حيث يكون المنتهى
منعطفا للنهايات
وهوسا للجنون
لا يفهمه الا المسرفون في يقظتهم"
وفي قصيدة اخرى نقرأ له ذات الاراء المحبطة :
على واجهات يوم جديد
اعرفه
بمزاج غامض
يسكن في اقصى اليسار
وحينا يسكن في اقصى اليمين
***
يعرفني
ويكاد ينسى
ملامح حارتنا القديمة
والمدن البدينة التي خذلتنا
ثم يطلب مني ان لا افارقه
فاختلفنا
دون قصد

ولو تركنا الفكر والسياسة وتحدثنا عن لغة الشاعر وبنائه للقصيدة سنجد ملامح جميلة وبناء سليما ، نستمتع برقته وانسيابيته العذبة ، المرنة والسهلة الممتنعة فنقرأ وصفا دقيقا ، فنيا لأشياء نحبها في تصوير بديع لشاعر متمكن
"الوقت شمس
تآكلت اطرافها
فاستسلمت مسترخية للبرد"
وفي غنائية جميلة استحضر ، انا القارئ لحنا لأقرأها على وقع موسيقاه يقول ابن شاتي :
بيتنا
مقفل
والعصافير النافرة من انين الشجر
غالبا ما تهز الشبابيك
وتلاعب شجر الرمان
وثمار الزيتون
كثيرة هي الاسئلة
***
وبيتنا القديم
لم يزل مقفلا
وبيوت الجيران
عربات
وسفر

-- نصوص جميلة ، مختارة

وجه آخر

لي وجه
ينهض من ثمرات الشك
اسئلة وحكايات
له نكهة الارض المبتلة
ومزاج الحروب

الغيمة

ايتها الغيمة
لا ترم مفاتنك بأحضان الثلج
دمك نار
جسدك احتراق
صلاة

قصائد قاسم شاتي في مجموعته المتميزة جميلة واذكر منها هنا تلك التي قرأتها لاكثر من مرة

* اعترافات ... امام الخليج
* الوهم
* بيت من قصب الماء
* اختبارات الكلام
* الان ... قبل الف عام
* الزمن الاخر

احيي الشاعر لمنجزه المهم واشكر دار النشر لحسن التصميم والاخراج وادعوهم للاعتناء بالطباعة والتدقيق (وهي مسؤوليتهم) فقد لاحظت ان الدار تفتقد المراجع او المصحح اللغوي .



#عدنان_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة الاخيرة الى الغائبة (قصة قصيرة)
- نساء القمن -كليب- احجارا
- محنة شعب سوسيولوجيا الدين والسياسة
- شيوعيون في الذاكرة
- شوارد فاطمة الفلاحي ، الجأتني لتاج العروس
- ثامر الحاج امين .. صفة طيبة جديدة
- الحب .. قراءة في اوراق مدرستين ، فلسفتين و نظريتين
- مع مقاربات الروازق لطروحات علي الوردي
- لقاء مع مظفر النواب .. في بستان الرازقي
- الذكرى السابعة والاربعون
- بعض ما جرى على الشيوعيين العراقيين في الشهر -الناقص-
- في موقع اتحاد ادباء الديوانية* الالكتروني التراكم الكمي يؤدي ...
- ملحمة كاورباغي ، مأثرة الطبقة العاملة العراقية الخالدة
- اعدام رسام ، رواية سلام ابراهيم تدين اغتيال الثقافة العراقية
- اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق 68 عاما من الكفاح -في س ...
- اصلاحات يزيد الناقص ، اوقفها الطاعون واجهز عليها الحمار
- حول مكاشفات ريسان الخزعلي (الاقرب للوضوح) عن عقيل علي
- -رجال كالسم- وحلم جميلة
- عقد بلا صدام وما تزال الحياة ثقيلة
- هل حقا خسرت قبيلة ؟


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان يوسف - الشاعر قاسم شاتي .. هل ستتبعه الفوضى