|
ثامر الحاج امين .. صفة طيبة جديدة
عدنان يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6130 - 2019 / 1 / 30 - 16:38
المحور:
الادب والفن
منذ ثلاث سنوات كتبت ملاحظات اولية عن كتاب . "دسه" في يدي "بحذر"، ضمن مغلف ، الصديق ، الناقد ثامر الحاج امين ، وكأنه يسلمني منشورا سريا بحق ، قلت وقتها وانا لا اعرف محتويات المغلف ؛ صديقي يتماهى مع جو الاحتفال ، فقد كنا في قاعة الحرية ، في اليوم الحادي والثلاثين من آذار . الذكرى السنوية لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي . هديتان جميلتان ؛ رواية سلام ابراهيم "اعدام رسام" وكتاب لثامر نفسه بعنوان طريف ؛ " ما يمكث في القلب " . تضمن مجموعة مقالات سبق نشرها في صحف محلية تناولت مسائل ثقافية تتعلق بالشعر الشعبي العراقي وقراءات نقدية لعدد من الاصدارات الحديثة في الادب والسياسة وعلم الاجتماع . الملاحظات التي كتبتها على حواشي الكتاب ذاته كانت تمثل خطوطا عريضة لمقالة تتضمن رأيي بمحتوياته ، لغته ، اسلوبه وترتيب عرض المواد . اغلب تلك الملاحظات تعلقت بمواضيع اطلعت عليها او كتبت او قرأت عنها سابقا ، تضمنتها مقالات للكاتب عن الشعراء شاكر السماوي وعلي الشباني وكزار حنتوش. صاحب الضويري وسعدي المصور وعماد المطاريحي ، وآخرين من اجيال مختلفة ، وضعت تعليقات عديدة عن مقال حول الشاعر ورسام الكاريكتير المصري صلاح جاهين والشاعر الايراني ، بابا طاهر ، ووضعت خطوطا ملونة تحت عبارات وجمل لمقالين تناولا بالنقد روايتين لسلام ابراهيم ؛ "في باطن الجحيم" و "حياة ثقيلة". وكذلك لمقال عن علي الوردي في عرض لكتاب صادق الروازق "مقاربات اصلاحية في فهم الدين والذات". وقلت ساخرج المقالة ، من باب المزاح ، بعنوان طريف ، هو نقد ناقد ، مادمت قد رأيت الكتاب نفسه على قدر من الطرافة . لم اكمل المقالة ، وبعد سنة واثنتين وثلاث ، وانا اعيد ترتيب الكتب التي "التحقت"حديثا بمكتبتي وجدت "الذي يمكث في القلب" ، وقرأت ملاحظاتي وعنوان المقالة المفترضة ، وعلى الفور غيرته الى "ثامر امين هو الذي مكث في القلب" ، وبدأت بتنفيذ خطة لانجاز المهمة ( المقالة) ، تتلخص في اختيار مقالين اثنين من كل مجموعة مقالات تتشابه بمواضيعها . ثم دراسة المقالين المختارين وتحليلهما وابداء الرأي بهما . اخترت من الشعراء كزار حنتوش وعلي الشباني الذين كتب عنهما الناقد فيما كتب ؛ كان ارشيف كزار حنتوش ، مثل حياته ، فوضى ؛ كتب قصائده على علب سكائر فارغة وعلى اكياس ورقية صغيرة عكس علي الشباني المنظم في كل شيء . يصف الكاتب رحيل علي الشباني بكسوف القصيدة فهو شاعر مجدد بتجربة شعرية نضالية وانسانية حافلة بالعطاء والتضحيات والالم كان اصغر سجين سياسي . لم استمر ، اذ سرعان ما عدلت عن المواصلة لعدم جدوى الخطة ، وعند البحث في امكانية تنفيذ خطة بديلة حدث امر دعاني الى التريث . في فهرست الكتاب وجدت عنوانين لموضوعين عن شاعر مهم ، لم اقرأهما . كيف حدث ذلك ! قلت سافرد له مقالا خاصا ، فهو عدا عن كونه صديقا عزيزا وغادرنا ، بل غادر الحياة كلها ، بعيدا عن الوطن "ودفن هناك في مدن الصقيع " هاربا من فاشية الدكتاتور الدموي صدام حسين ، من هجمة اجهزته القمعية على اليسار العراقي وبشكل خاص على الشيوعيين اواخر عقد سبعينيات القرن الماضي ، عدا عن ذلك فهو شاعر بمذاق خاص وانسان بقيم ومبادئ راقية وهكذا قلت سأكتب عن عزيز السماوي وسيكون العنوان عزيز هو الذي مكث في القلب . وساستفيد من مقالي ثامر امين المذكورين في كتابة مقالتي بعد اضافة ذكريات شخصية عن لقاءات مع الشاعر . كتب الناقد الحاج امين عن السماوي : كان من اهم الشعراء المجددين في بنية القصيدة الشعبية . شاعر مثقف قرأ الادب الكلاسيكي . اضناه حب العراق الذي رأى فيه الطفولة والقيم والملاذ وكتب الاستاذ امين اشياء "جميلة" منها ذكرياته عن توزيعه بشكل سري ، بين زملائه الطلبة اليساريين في اعدادية الديوانية ، لديوان عزيز "اغاني الدرويش" وما لقيه من عنت وتعسف ، بعد انكشاف امره ، على ايدي الشرطة الطلابية المسماة زورا بالاتحاد الوطني لطلبة العراق ، انتهت الى فصله اسبوعا .(على ان تكون العقوبة اشد لو تكرر ذلك) . واعود الى "لكن" مجددا . وماذا عن صديقي الاثير ثامر ؟ الا يغضب لتغيير عنوان مقالتي وسحبه منه ومنحه الى غيره ، او "يزعل"في الاقل . اتصلت به بطريقة "التخاطر" ؛ وضعت صورته الشخصية وكتابه امامي ، وبلا مقدمات وحتى بلا تحية قلت له ما جال بخاطري ، وجدته مبتسما . بان على وجهه فرح جميل وصادق قال كلاما لم اسمعه كنت مشغولا بصفة طيبة جديدة ،اكتشفتها تلك اللحظة ، تضاف الى صفاته الانسانية النبيلة وهي نكران الذات .
ه
#عدنان_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحب .. قراءة في اوراق مدرستين ، فلسفتين و نظريتين
-
مع مقاربات الروازق لطروحات علي الوردي
-
لقاء مع مظفر النواب .. في بستان الرازقي
-
الذكرى السابعة والاربعون
-
بعض ما جرى على الشيوعيين العراقيين في الشهر -الناقص-
-
في موقع اتحاد ادباء الديوانية* الالكتروني التراكم الكمي يؤدي
...
-
ملحمة كاورباغي ، مأثرة الطبقة العاملة العراقية الخالدة
-
اعدام رسام ، رواية سلام ابراهيم تدين اغتيال الثقافة العراقية
-
اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق 68 عاما من الكفاح -في س
...
-
اصلاحات يزيد الناقص ، اوقفها الطاعون واجهز عليها الحمار
-
حول مكاشفات ريسان الخزعلي (الاقرب للوضوح) عن عقيل علي
-
-رجال كالسم- وحلم جميلة
-
عقد بلا صدام وما تزال الحياة ثقيلة
-
هل حقا خسرت قبيلة ؟
-
الاسلام السياسي .. دماء في نهاية النفق
-
بضاعتكم - مع المحبة - ردت اليكم
-
-الاسلام دين تطهير لا دين تكفير-
-
الطيور تبكي دماءنا التي تفرقت في القبائل
-
الجذور العشائرية للاسلام السياسي
-
آزادوهي صاموئيل في حضرة الشعر
المزيد.....
-
-يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا
...
-
“أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن
...
-
“أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على
...
-
افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
-
بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح
...
-
سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا
...
-
جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
-
“العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|