أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان يوسف - الجذور العشائرية للاسلام السياسي















المزيد.....

الجذور العشائرية للاسلام السياسي


عدنان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 18:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان بروز ظاهرة التشدد الديني ومن ثم الطائفي في مناطق مختلفة من "العالم الاسلامي" ارتبط بنشوء عدد من الاحزاب والحركات المتطرفة والتي غالبا ما تلجأ الى العنف لفرض ارائها متبنية فكرا احاديا منغلقا يبرر جرائم القتل العشوائي استنادا الى تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية ،ويلجأ افراد من هذه الجماعات الى اساليب تدميرية لانزال "العقوبات" بمخالفيهم مدعين انهم يدافعون عن الدين وانهم ،وحدهم يمثلون "الاسلام الصحيح" ،وحقيقة الامر انهم يسعون الى تحقيق اهداف ضيقة بالوصول الى السلطة وفرض قوانينهم المتخلفة على المجتمع .
ولدراسة هذه الظاهرة لابد من العودة الى البدايات الاولى لنشأة الدولة الاسلامية وما رافق ذلك النشوء من صراع مرير على السلطة والتعرف على الاسباب
الحقيقية لذلك الصراع (الذي اتسم بالعنف في اغلب مراحله) ومقارنتها بما هو حاصل الان وقد يساعدنا ذلك في ايجاد طرق ووسائل مناسبة لوضع حلول تجنب الاجيال القادمة اذى الافكار الظلامية :
تعتبر وثيقة المدينة التي وضعها النبي محمد بعد هجرته من مكة هي البداية الفعلية لتأسيس الدولة الاسلامية التي اصبح النبي رئيسا لها حتى وفاته سنة 11هج ولم
تكن السلطة على عهد النبي مستبدة او متزمتة وكان هنالك الفصل بين الدين المبلغ بواسطة الوحي وبين الشريعة التي تستند الى التشاور والاجتهاد في معالجة الامور
السياسية والاجتماعية فظهر الاختلاف حول امور عديدة مثل صلح الحديبية وتحديد مكان معركة بدر والخروج من المدينة لملاقاة العدو في معركة احد ...الخ
الا ان الاختلاف الاكبر بين المسلمين هو الذي حدث حول السلطة وقد ظهر بعد وفاة النبي مباشرة فانقسم الصحابة الى فريقين : المهاجرون (اهل مكة) والانصار
(اهل المدينة) ،وكل فريق يريد ان يكون حكم الدولة الجديدة بيده، لم يكن الانصار متحدين في مسعاهم لتحقيق الهدف بسبب الخلافات القبلية وكذلك الحال مع المهاجرين
للاسباب ذاتها وستشهد حياة المسلمين فيما بعد عددا كبيرا من الانقلابات والثورات بدوافع سياسية واجتماعية فقد استغل العباسيون مثلا (في مسعاهم لانتزاع السلطة من البيت الاموي وجعلها في البيت العباسي)ظلم الامويين ،خاصة للمواطنين غير العرب بما في ذلك المسلمين منهم اضافة الى التمييز بين العرب انفسهم على اساس الانتماء
القبلي والعشائري ،استغلوا ذلك في كسب التأييد لدعوتهم مما ادى الى انخراط الناس باعداد كبيرة في تلك الدعوة .
ولم يكن انقلاب المتوكل على المعتزلة عام 232هج نابعا من عقيدة دينية خالصة ، يذكر د.فاروق عمر فوزي بهذا الصدد ان بعض روايات الطبري والمسعودي
تشير الى ان المتوكل لم يلزم نفسه بالسلوك الذي اعلنه على الناس وقد تميز باسرافه وبذخه على القصور والبلاط ، ونضيف هنا ان ظروف مقتله تشير الى ذلك ايضا فقد
قتل ليلة الرابع من شوال من عام 247هج بعد انفضاض مجلس شرابه هو ونديمه ووزيره الفتح بن خاقان.
ولتوضيح العلاقة بين الدين وسلطة الدولة الاسلامية سنعود لدراسة النشأة الاولى لهذه السلطة : عندما اجتمعت الانصار في سقيفة بني ساعدة واختير سعد بن عبادة
ليبايع بالخلافة وصلت اخبار ذلك الاجتماع الى اسماع ابي بكر فقام باصطحاب عمر بن الخطاب وابي عبيدة بن الجراح لحضور المؤتمر وافشال خطة الانصار .
لم يكن الصراع بين المهاجرين والانصار لاسباب دينية ولم بورد اي من الطرفين نصا دينيا يشير الى احقيته بالخلافة فقد استند المهاجرون الى انهم عشيرة النبي
والى تأثير دور قريش في قبائل العرب ،وسواء كان حديث "الائمة من قريش"صحيحا ام لا فان ذلك يعكس الطبيعة القبلية لسلطة الدولة الجديدة واصرارها على الاحتفاظ
بامتيازات القبيلة المهيمنة ومن هنا جاء رفض ابي بكر وعمر الحاسم لمقترح الانصار القائل "منا امير ومنكم امير"بقولهم :"نحن الامراء وانتم الوزراء"رغم معارضة
ذلك للفكر الاسلامي الذي منع التمييز بين الناس الا على اساس التقوى(الاية 13 من سورة الحجرات)
نجح عمر بن الخطاب في انتزاع البيعة لابي بكر وكان السبب الرئيس لذلك النجاح هو الانقسام الحاد في صفوف الانصار انفسهم ،فاثار العلاقة السيئة بين الاوس و
الخز رج ،قبل الاسلام قد عادت للظهور لتشق وحدتهم ولو كان الامر قد حسم لصالح الانصار فان الخلافة كانت ستؤول الى سعد بن عبادة ،زعيم الخزرج فهو المرشح
الاقوى ،ولن يكون ذلك بالامر المقبول لدى الاوس فاسرع هؤلاء لمبايعة ابي بكر وبذلك فان الجدل حول الخلافة قد استند الى القيم العشائرية لا الدينية ،ونشب الصراع
بين المهاجرين للاسباب ذاتها،كما اسلفنا فقد كان بنو هاشم يعتقدون باحقية مرشحهم ،علي بن ابي طالب بالخلافة لانهم "اهل النبي وعشيرته"وقد احتجوا على مناوئيهم
بمثل ما احتج به القوم على الانصار فيما بايعت امية (عثمان بن عفان وطلحة)ابا بكر وفعلت زهرة (سعد بن ابي وقاص)الشيئ نفسه .
جرى اختيار الخليفة الثاني بوصية ابي بكر التي يعهد فيها بالخلافة الى عمر بن الخطاب وايضا لم يذكر ابو بكر سندا دينيا يدعم صحة اختياره ،وتم تعيين الخليفة
الثالث بطريقة مشابهة بتعديلات طفيفة .
يتضح من كل ما سبق ان الشورى كانت غائبة وسيتبلور بعد ذلك موقف بني هاشم واتباعهم (الشيعة فيما بعد)الرافض لمبدأ الشورى لاعتبارهم ان منصب الخلافة
الهي يجري تحديده "بالنص والوصية"استنادا الى ما ورد في خطبة النبي عند غدير خم اثناء عودته من حجة الوداع ،فيما كانت الممارسة الفعلية للطرف الاخر (السنة
فيما بعد)قد اشارت الى عدم الالتزام بالشورى ايضا ،وقد ادى ذلك الى تحول السلطة على يد الامويين الى ملكية وراثية تنتقل فيها الخلافة بطريقة ولاية العهد من الاب الى
الابن ،وهو ترسيخ لحالة قبلية كانت سائدة قبل الاسلام ،وقد ادى ذلك ايضا الى ما يمكن تسميته بالصراع الفقهي لقيام فقهاء السلطة الاموية بتاويل النصوص الدينية بما
يناسب الواقع الحاصل وبما ينسجم مع رغبات الخليفة فكانوا يدعون لطاعة الحاكم عادلا كان ام غير عادل ويعتبرون الظلم الذي يقع على الناس "مقدرا عليهم عند الله على
يدي هذا الظالم"بل ذهبوا لابعد من ذلك باعتبارهم القتل فعلا لله "لو لم يقتل لمات ايضا".
وليس غريبا ان تعود مثل هذه الافكار الى الظهور في عصرنا فالمتطرفون الاسلاميون يعمدون الان كما كان يفعل اسلافهم الى تطويع النصوص الدينية لما يخدم
اغراضهم ويبرر ارتكابهم للمجازر البشعة ،لكن ،سوف لن تخلو الساحة من مفكرين اسلاميين متنورين وحركات تنتهج اساليبا عقلانية لمواجهة الفكر الظلامي المضلل
مشابهة لتلك الحركات الفذة التي استندت الى العقل في تحقيق العدل ومحاربة التجهيل والخرافة والشعوذة وكان في المقدمة من تلك الحركات الفرقة التي نشأت في البصرة
على يد واصل بن عطاء اوائل الفرن الهجري الثاني والتي سميت بالمعتزلة ،ولعل اهم منجزات الفكر المعتزلي تثبيته لحرية الارادة لدى الانسان وقدرته على الفعل
ومسؤوليته عنه وهم ولتقديمهم العقل على بقية الادلة ميز المعتزلة بين الدين الواجب التطبيق وبين الشريعة التي تدخل فيها الارادة والمصالح وعوامل السياسة ولذلك فهم
يرون ان اختيار الامام (الحاكم)يهدف لتحقيق مصالح الدنيا فهو منفذ للاحكام التي تضمن مصالح العباد والبلاد وهو فصل واضح بين الدين والسلطة الدنيوية(المدنية)
وكذلك هو مثال واضح لاولئك المتمسكين بالنقل وحده ،غثه وسمينه بينما الواجب يقتضي عرض المأثورات على العقل كما فعل المعتزلة للتثبت من صحتها واستبعاد
الاقوال والاراء والاستنتاجات التي لا تنسجم مع المنطق "مهما كانت الهالات التي تحيط بناقليها"
المصادر
د.محمد عمارة ،الخلافة ونشأة الاحزاب الاسلامية
د.فاروق عمر فوزي ،تاريخ العراق في عصور الخلافة العربية الاسلامية
د.حسين قاسم العزيز،البابكية رسالة لنيل الدكتوراه من جامعة موسكو 1966
د.عبد الله سلوم السامرائي،الغلو والفرق الغالية في الحضارة الاسلامية







#عدنان_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آزادوهي صاموئيل في حضرة الشعر
- إمرأة فقدت جمالها


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان يوسف - الجذور العشائرية للاسلام السياسي