أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سناء الموصلي - عوني كرومي - مخرج فقدناه














المزيد.....

عوني كرومي - مخرج فقدناه


سناء الموصلي

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


"ستار الشايب مات .... مات ستار"*
المقطع الذي جمعني بعوني كرومي في عمل مسرحي
الدكتور سناء مصطفى

جمعتنا الصدفة أن نعمل معنا في مسرحية من اخراج صلاح القصب لطلبة كلية الاقتصاد والعلوم االسياسية بجامعة بغداد في ربيع سنة 1969. كنت حينذاك طالباً في السنة الأولى من قسم الاقتصاد ، كما ولم تمر سنة واحدة على تأسيس مديرية رعاية الشباب بجامعة بغداد التي كان قد عين للتو د. سلطان الشاوي مديراً لها. عمل عوني كرومي مع خالد خضوري عبد الكريم الانارة للمسرحية التي أخرجها صلاح القصب بشكل لم يعرفه ولم يعقله مخرج قبله. تدربنا حوالي 5 اشهر على المسرحية. أجلس صلاح القصب عوني كرومي(سنة رابعة أكاديمية الفنون الجملية) و شوقي عبد الأمير (سنة رابعة أداب/لغة عربية) وخالد خضوري (سنة ثالثة معهد الفنون الجميلة) وخالد علي (سنة ثانية لغات/انجليزي) على كراسي المختبر العالية على خشبة مسرح كلية التربية- قاعة الحصري مغطياً أبدانهم ورؤوسهم بعباءات نسائية سوداء ليفتتح المسرحية بعويل نساء مرافق لدخول الممثلين على شكل صليب مرددين عبارة – "ستار الشايب مات .... مات ستار". في حين جلس القصب في الطابق الثاني من القاعة ليضرب على طبل بدقات جنائزية متواترة. المسرح مظلم تعلوه كواليس بحصانين جامحين، والممثلون يرتدون ملابس رقص باليه شفافة بيضاء ، أذكر قول القصب آنذاك– "لو كان الظرف جيداً لأظهرتكم على المسرح عريانين تماماً". افتتح عميد الكلية الأستاذ عبد الباقي البكري وقتذاك المسرحية في اليوم الأول الذي حضره 63 شخصاً في حين حضر العرض في اليوم الثاني 11 شخصاً فقط. وقتها علق الأستاذ عبد المرسل الزيدي على الحضور وقال : "أنكم أشجع من طلبة المعهد والأكاديمية ، بحيث لم تحبطون في العرض على الرغم من قلة عدد الحاضرين".
كان عوني كرومي آنذاك من الشباب الرواد في الاخراج المسرحي وتخرج بدرجة امتياز من الأكاديمية ، الأمر الذي مكنه من أن يحصل على بعثة دراسية الى ألمانيا الديمقراطية وقتذاك ويكمل دراسته العليا في جامعة همبولدت متخصصاً في مسرح برتولد بريخت.
عاد كرومي الى الوطن سنة 1977 وكله حماس واندفاع وحيوية ليعكس مادرسه في المسرح والحياة العملية سواء في الأكاديمية أو معهد الفنون الجميلة. لم تشاء الصدف أن نلتقي بعد التخرج فقد سافرت الى الاتحاد السوفيتي لاكمال دراستي العليا سنة 1974 . ومن ثم حاضرت في جامعة عدن أواسط ثمانينات القرن الماضي وغيرها من الدول العربية والأجنبية.
التقيته بفرح كبير سنة 1995 حينما قدم الى أوسلو ليقدم عرضاً لمسرحية "ترنيمة الكرسي الهزاز" حيث لعبت الفنانة القديرة نماء الورد دور البطولة فيها. حينها كتبت عن المسرحية في الصحف العربية في أوروبا. وبعد ذلك قام باخراج مسرحية للكاتب النرويجي أرلنك كيتيلسين من ترجمة وليد الكبيسي عرضها في بيروت سنة 2002.
تميزت أعمال كرومي بالبحث عن هوية الانسان الحقيقية واظهار المشاكل الاجتماعية من منظور يختلف به عن بقية المخرجيين المسرحيين من حيث العمق والدقة والبعد الانساني. وفيما شكل الموروث الثقافي العراقي عنده الأساس الذي يعتمد عليه في اخراج مسرحياته الرائعة. كان يطمح في أعماله المسرحية تقديم أفضل ما يملك من خبرة عملية تمرس عليها من خلال احتكاكه المباشر بالجمهور وبالمخرجين الألمان من أساتذته أساطين المسرح الألماني المعاصر ورواد المدرسة الاشتراكية في المسرح مثل ماكس راينهارت ، هاينر ميللر وبرتولد برخت.
ستبقى أعمال عوني كرومي المسرحية مصدراً ملهماُ للمخرجين الشباب الذين درسهم وأعطاهم خير ما يملك من خبرة عملية ونظرية رائدة في المسرح العربي والعراقي.

*مقطع من مسرحية هنغارية- "موت كاتب" عرّقها جعفر السعدي وأخرجها صلاح القصب سنة 1969 لطلبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بغداد.



#سناء_الموصلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متحف الفنون الشرقية في النرويج
- الطبقة الطفيلية في المجتمع الاشتراكي
- الورود التي تقصم ظهر البعير
- التعارض والاندماج بين التأثيرات الأوروبية والتراث الثقافي ال ...
- غربان الشؤم تطير الى أوكرانيا
- نظرة على الانتخابات الاوكرانية
- يوم تصبح نظرية مالثوس صحيحة على الرغم من خطئها
- تعليق على مقالة فاتن نور في العدد 1006 بتاريخ 03.11.04
- سلام عبود في روايته السادسة - زهرة الرازقي
- النومينكلاتورا -الطبقة التي حكمت الاتحاد السوفيتي
- المعيشة المقننة في ظل النومينكلاتورا
- اسماعيل فتاح الترك لم يرحل عنا
- وأخيراً كشر الشيشان عن أنيابهم في قضية الشعب العراقي
- الأجر المنخفض في ظل اطالة وقت العمل وتكثيفه
- نزار دعنا- شهيد الصحافة الحرة


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سناء الموصلي - عوني كرومي - مخرج فقدناه