الليبراليه ,عقل الشر , وقابلة الجلادين...ج3

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 19 - 23:25
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

بينما الليبراليون وبخبث مفتضح يديرون الانظار بتركيزهم على الانجازات التي حققتها الحكومه في مجال تحرير المراه من القيود الاجتماعيه الصارمه وهذا لايمثل منتهى الخبث بل بل يوازيه في هذه الصفه تجاهلهم التام لحقيقه الواقع السياسي المتخلف والرجعي لبنغلادش الذي تتلبس فيه النزاعات القبليه والعائليه مسوح العنوايين السياسيه ...فيا روعه هؤلاء الليبراليون كم هم مساواتيون وكم هم متحمسون لتحرير جزئي للمرأه من القيود الاجتماعيه والاستعباد المنزالي ليتم نقلها الى معسكر عبوديه اكثر امتهانا واعظم يأسا من سابقه , مثلما ان معاناة العمال في الخارج وسؤ المعامله التي ترزح بوطئتها على كواهلهم تغيب تماما امام فرحة الليبراليين ونشوتهم واعجابهم بالرقم النسبوي القذر الذي يشير الى ارتفاع الدخل القومي ويحتسب معظمه من التحويلات الماليه التي يرسلها هؤلاء العمال اللذين يتقاضون اجور زهيده ويتم التعامل معهم بمنتهى الامتهان والقسوه (في اغسطس 2019 قام العمال في قطر واللذين ينفذون بناء الملاعب باحتجاج واسع مطالبين بايقاف العمل وقت الظهيره وتحسين ظروف اقامتهم التي وصفت بانها عباره عن سجون في مستوى خدماتها ) ويتبجحون هؤلاء الشياطين وهم يشيرون كيف ان بنغلادش قفزت بين ليله وضحاها من افقر دوله في العالم الى دوله ناميه واستطاعت في غضون عام واحد من ان تسبق معدل نمو الهند ..ان ما يحدثه اللبراليون وماكنه اعلام الراسماليه من ضجيج وصريخ اعجاب بالسياسه الاقتصاديه لبنغلادش هو ذاته الذي كانوا يقومون به في السنوات التي خلت تمجيدا وانبهارا بسياسه الهند ..هذه الاخيره وبسبب تباطىء النمو والذي يدلل على ان استمراره سيضع الهند على حافة الانهيار الاقتصادي المشابه لما واجهته عام 1991, جعلت ليبراليونا يشحذون سكاكين غدرهم ويشرعون بتحرير صكوك التبرئه من تجربتها وينعتوها بالليبراليه المنفلته !! مع العلم ان الهند تدرجت ببطىء وهدؤ بتنفيذ سياسه ما سمي حينه ب(تحرير الاقتصاد ) اي انها كانت متزنه وحذره بخطواتها وهي اصلا غير قادره على تجاوز هذه الحدود لان اقتصادها ومنذ الاستقلال انحاز وبدرجه عاليه نحو شكل – راسماليه الدوله - وكان اقتصادا انتقالي يتشح بدور الدوله القوي في اداره شؤون الصناعه الكبيره والتجاره , وارتبطت الهند منذ عام 1953 بعلاقه اقتصاديه وتعاونيه خاصه في مجال الصناعات الحربيه مع الاتحاد السوفيتي واستمرت هذه العلاقه بتميزها حتى العقد الاول من مرحله ( التحرر الاقتصادي ) حينما تحولت انظار الاتحاد السوفيتي نحو الباكستان والصين , ويمكن التوقف عند ملاحظه تسجل توقيت نشؤء هذا الضعف جاء متزامن مع بدايه تراجع نسبه النمو الاقتصادي للهند ( هبط التبادل التجاري بين روسيا والهند عام 2014 وصل الى 10 مليار دولار ) . الهند لم تلجىء الى نقض وصايه الدوله الشبه الشامل عن الاقتصاد الا في مرحله اكتمال شروط النمو خلال عقدين من التحرر الاقتصادي وما لجئت اليه سياسه الحكومه الحاليه هو تطور وتلبيه لشروط ديمومه النهج الليبرالي المتقدم , فكيف يسمونه اسلوب او نهج منفلت ؟ ان الحقيقه التي يريد ان يغطيها الليبراليون هنا هي حتميه حدوث ازمه اقتصاديه ضخمه في ذات السياق الليبرالي الاقتصادي وهذه حتميه على الاقل نستطيع ان نؤشرها بالخصوصيه الهنديه لان روسيا وعلى سبيل المثال نفذت نسخه ليبراليه غايه في الانفلات على مقاييس ليبراليونا هؤلاء التي وضعوها امام التجربه الهنديه وكانت النتائج بعد المرحله الانتقاليه مقبوله جدا بالنسبه لمعايير الاقتصاد البرجوازي !وهذا بحد ذاته يمثل كم هو متهافت منطق الليبراليه الاقتصاديه الذي يجعل من التجربه هاديا ومنبر خلاص للجميع
يتبع

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل