تسيييس المثقف وتثقيف السياسي

حواس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تسييس المثقف وتثقيف السياسي
- الحالة الكردية نموذجا –
حواس محمود
بين السياسي والثقافي علاقة جدلية مركبة هي علاقة التداخل بين السياسة والثقافة وهما ميدانان من ميادين العمل النضالي لأي أمة أو شعب أو مجموعة قومية ، الثقافي يكتسب بعدا استراتيجيا تنويريا استكشافيا متطورا ، والسياسي يكتسب طابعا يوميا ديناميكيا تكتيكيا ، جدل العلاقة بين المهمتين جدل يخدم سيرورة التطور الاجتماعي لأي مجموعة بشرية
وبالنسبة للكرد يحتاج العمل السياسي إلى التطعيم الثقافي المعرفي سواء من حيث اكتساب السياسي للبعد الثقافي أو من خلال تفاعل السياسيين مع المثقفين ، ما يلحظ في واقعنا الراهن هو افتقار السياسي للبعد الثقافي وهذا له انعكاساتها السلبية الخطيرة للعملية النضالية الكردية ، فهنالك العديد من السياسيين وزعماء الأحزاب الكردية يفتقرون للبعد الثقافي والمعرفي ، وهم يبتعدون عن السياقات والأجندة والفعاليات الثقافية لا بل إنهم ينظرون للمثقف وكأنه سيأخذ دورهم ووظيفتهم وهذا خطأ فادح ينم عن جهل تام بتكامل العملين السياسي والثقافي وهذا ينعكس على عمل الأحزاب نفسها ، وبالمقابل فإن العديد من المثقفين وحاملي مشروع الثقافة الكردية لا نتلمس في كتاباتهم البعد السياسي بمعنى الاقتراب من هموم الشعب الكردي وارتباطها بالنضال القومي الكردي ، وهم إزاء ذلك يجدون أنفسهم بأنهم هم أصحاب ثقافة ولا علاقة لهم بالسياسة وهذا خطأ كبير يقع فيه المثقف ، إذ كيف يمكن لشعب عانى ويعاني المظالم والويلات أن يبتعد المثقف عن تناول همومه ومعاناته ذات الجذر السياسي بامتياز؟، كيف لهذا الشعب – والحالة هذه – أن يتخلص من معاناته الطويلة ويتحرر من المظالم ويصل إلى حقوقه القومية المشروعة دون عمل المثقف من أجله ؟
إن السياسي يخطأ كثيرا عندما يبتعد عن الاهتمام الثقافي ويضفي على شخصيته طابع السياسي الهزيل ثقافيا وهذا له مخاطره الكبرى على العمل الوطني والقومي الكردي
والمثقف يخطأ كثيرا عندما يبتعد عن الاهتمام االسياسي ويضفي على شخصيته طابع المثقف الهزيل سياسيا وهذا له مخاطره الكبرى على العمل الوطني والقومي
وأخيرا يمكن القول : لن يستقيم العمل الوطني والقومي الكردي إلا باقتراب السياسي من الثقافة كبعد استراتيجي واقتراب المثقف من السياسي كبعد تكتيكي ولن يتحقق ذلك إلا بتكامل البعد ين التكتيكي والاستراتيجي لخدمة الهدف القومي الكردي المنشود بالحرية والأمن والسلم والتطور

#حواس_محمود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل