أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حواس محمود - رؤية الواقع بين الايديولوجيا والابيستمولوجيا














المزيد.....

رؤية الواقع بين الايديولوجيا والابيستمولوجيا


حواس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 04:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تثبت وقائع الحياة وظروف الواقع وتحولات التاريخ أن الأفكار حالة ليست ثابتة ولا تمتلك مشروعية الديمومة والاستمرارية ، بتغير الأحوال وتبدل الأزمان ، بل بالعكس تماماً ، فالأفكار باعتبارها بنت الواقع تتحول سواء نحو السلبي أو نحو الإيجابي ، وبالاستناد إلى ذلك فإن الإيديولوجيا التي نشأت في الخمسينات والستينات في الواقع العربي كنتيجة منطقية لأحداث وظروف تاريخية متعددة ، بقيت على حالها تأخذ طابع القداسة والتبجيل ، وتضع نفسها فوق ظروف الواقع والحياة مما تناقضها في الأساس كفكر نتج عن ظروف حية في الواقع المعني أي بمعنى أن الإيديولوجيا الناشئة عن واقع معين لا تستطيع الاستمرار كمنظومة ( ثابتة فوق الوقع المتجدد ) بتغير الواقع القديم ، والانتقال إلى واقع جديد له حيثياته وظروفه وتحولاته ، إزاء ذلك تتطلب الحالة أحد الخيارين التاليين :
إما أن تتطور الأيديولوجيا السابقة ( الناشئة في الفترة الماضية ) – الخمسينات – الستينات وحتى السبعينات – وتتكيف الأيديولوجيا هذه وتتجدد بتحول وتجدد الظروف المحلية والإقليمية والدولية بحيث لا تقف حجر عثرة أمام نهوض المجتمع بفعالياته المتعددة .
وإما ( في حالة عدم السير في الخيار الأول ) أن تتشكل منظومة فكرية جديدة ( ولا نقول إيديولوجيا ) وإنما ابستمولوجيا أي المعرفة باعتبار أن النمط القديم من الأيديولوجيا نشأ على مبدأ الفعل ورد الفعل – الرأسمالية - الاشتراكية – الامبريالية – التقدمية ، الغرب ، الشرق ، الشمال ، الجنوب ، العالم الغني ، العالم الفقير . وأثبتت التحولات المتعددة عدم صلاحية الثنائيات القديمة في ظروفنا الراهنة التي نشهد فيها مجريات العولمة وتأثيراتها الكثيرة على أنماط الاقتصاد والسياسة والثقافة والاجتماع ، وتعجز المواقع التي أنجزتها الأيديولوجيا الماضوية عن التكيف أو مواجهة أو الدخول في صراع عولمي يكون لها وزن وقوة وحساب ، والمجريات العولمية الراهنة لا تحتاج إلى الأيديولوجيا (الرد فعلية ) إن جاز التعبير و( الاستجابة السلبية ) وإنما تحتاج إلى فعل ديناميكي متطور ومتفاعل مع حركة المجتمع والواقع بإبداعية مثمرة تستطيع كشف خلل وسلبيات الحالة الراهنة ، والقدرة على تشخيصها ، ووضع النقاط الرئيسية لإمكانية تلافيها باتجاه تحويلات وتغييرات شبه جذرية بحيث تستطيع معانقة سطح الأحداث والسيطرة على مجرياتها ، وبالتالي ستكون المجتمعات الخاضعة لعملية التغيير قادرة على الفعل بدل الانفعال ، والفاعلية بدل السلبية ، والحركية بدل الجمود والركود ، وهكذا في حركية متنامية متصاعدة بإزالة معظم سلبيات المرحلة التاريخية الماضية التي كانت نتاج الأيديولوجيات المتصارعة ، وامتلاك الأسس والإمكانيات الواقعية لخلق منظومة فكرية معرفية ابستمولوجية تكون قادرة على لملمة وجمع كل الفعاليات الإنتاجية المبدعة ، وإفساح المزيد من المجال أمامها للتعبير عن آرائها وأفكارها ، وكل ذلك في خدمة تنمية ونهضة المجتمع للارتقاء بمستوياته كافة ، ولعل هذا لن يتأتى ما لم يتم التصعيد بالثقافي ليأخذ دوره في الظروف الراهنة وعدم إبقائه تحت سقف السياسي جامداً قزماً متقوقعا بحيث يستطيع أن يعطي نتاجه وهو بحالة من الراحة الإبداعية .
وختاماً : فإن ما قصدنا به – في هذه المقالة – هو أن الغناء والتمسك بالقديم الجامد الذي لم يتطور يعني النكوص والارتداد عن اللحظة التاريخية الراهنة ، وهذا يعني التأخر والتخلف والبقاء في حالة التبعية للخارجي بالاستناد إلى مقولة ( من لم يتقدم يتأخر ) وإنما لا بد من جديد نابع من الواقع وتلافيفه ومطور للماضي ومتطلع إلى آفاق المستقبل .
.سوريا القامشلي ص ب 859 حواس سلمان محمود



#حواس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاح حاجة آنية ملحة
- اقتصاد المعرفة
- الرأي العام
- الثقافة والمثقفون
- الشاعر عبد الله كوران النجم الساطع والرائد المجدد لفي الشعر ...
- الثقافة والتقانة حوار أم صراع
- بلند الحيدري هل ظلمه النقاد
- - حول تفجيرات عمان الأخيرة- الثقافة المفخخة
- العالم العربي والمجتمع المدني


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حواس محمود - رؤية الواقع بين الايديولوجيا والابيستمولوجيا