أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - حانة الأحلام السعيدة














المزيد.....

حانة الأحلام السعيدة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 13 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


تضم مجموعة (حانة الأحلام السعيدة) للقاص العراقي (نصرت مردان) بين دفتيها قصصا قصيرة متفاوتة ومتباعدة زمنيا, كتبت بين أعوام (1974 – 2002) تناولت بمجملها ثيمات اجتماعية وسياسية مختلفة مثل الحب والحرية والحرب والحياة والموت والشيخوخة متخذة من هموم المواطن العراقي وشؤونه وشجونه منطلقا وأرضية لقصص المجموعة التي اتسمت بالجودة والنضج في غالبيتها كون القاص على دراية بأدواته الفنية ويمتلك خبرة طويلة في المضمار السردي مما جعلته كاتبا متمرسا في أساليب القص وعارفا في نسج الحكاية ليلتقط موضوعاته بذكاء ويعالج أحداث قصصه بمهارة وموضوعية.
تتسم لغة القاص بالبساطة والسلاسة والوضوح وغالبا ما يدخل قلب الحدث منذ الأسطر الأولى من دون إطناب أو إسهاب ويختتم معظم نصوصه بنهايات مفتوحة تقود القارئ الى أفاق واسعة ومديات بعيدة من غير إقفال بنهاية محددة أو معروفة سلفا وهذا ما يحسب له.
تشتمل مضامين القصص على حالات إنسانية شغلت الكثير من العراقيين عبر مراحل زمنية متعاقبة من تاريخ العراق المعاصر, فقصة (الى متى يبقى البعير على التل) تسلط الضوء على وحشية رجال الأمن وقسوتهم المفرطة في تعذيب ضحاياهم, فيما تتناول قصة (المطر ومغزى الأشياء) ملاحقات أزلام النظام الدكتاتوري للمعارضين العراقيين فضلا عن معاناة الغربة والحنين في المنافي, ولا تختلف قصة (محطات العمر) عن سابقتيها كثيرا والتي تتطرق الى ظاهرة تجسس الأجهزة الأمنية القمعية على رسائل المواطنين والتضييق على حريتهم عبر شتى الطرق والوسائل البوليسية.
معظم قصص الكاتب ذات أجواء سياسية بالرغم من الطابع الفنطازي والسوداوي مثل قصص زوار الفجر. والطلسم, وحصان الغجر العجوز, التي سلطت الضوء على سنوات العجاف حيث الجوع والعوز والحرمان إبان الحصار الجائر على العراق, وحانة الأحلام السعيدة التي تحمل عنوان المجموعة, لترسم بطل القصة ككاتب قصصي يزور أحدى شخصيات قصته الجديدة والتي يروم كتابتها فيغريه الأخير بالذهاب الى حانة الأحلام السعيدة في ساعة متأخرة من الليل ليجد رجال الأمن بانتظاره هناك متهمين إياه بقيادة تنظيم حزبي معارض.
وثمة قصص أخرى أخذت منحى عاطفيا وجدانيا اتسمت بالعذوبة والجمال مثل قصة (تعالي يا ناني فالقطط مغمضة العينين) التي تروي سيرة رجل في الستين من عمره يناجي حبيبته الصبية ناني في عهد الصبا والشباب والتي لا تكبر ولا تشيخ ولا تبارح ذاكرته عبر مونولوج شجي, وتعد قصة (الشمس لا تشرق على سيولي) وفق رأيي الشخصي من القصص النادرة التي تناولت معاناة اللاجئين العراقيين في مخيم سيولي التركية ومدى حرمانهم العاطفي والاجتماعي, وهكذا تأخذنا قصة (أيكور أيكور .. آغفور آخا جيك) وهي - أغنية أرمنية مشهورة وتعني *تعالي تعالي أيتها الجميلة* - الى منطقة عرفة في كركوك حيث خليط المسيحيين والمسلمين عربا وكوردا وتركمان, لترصد القصة حكاية هروب الفتاة (آناهيد) ابنة (آكوب الأرمني) مع الشاب المسلم (عبد الرزاق) وصدى الفضيحة العاطفية, وعلى ذات المنوال يصوغ نصرت مردان بجرأة نسيج حكاية (بيت حسنية) التي طرحت واقعة امرأة بائعة هوى ومعاناة ابنتها في ظل واقع اجتماعي متخلف.
ومن الجدير بالذكر والإشارة أن غالبية هذه القصص تدور أحداثها في بقعة جغرافية واحدة ألا وهي مدينة كركوك, ومعظم الشخوص هم من أبناء هذه المدينة التي هي مدينة الكاتب الذي حاول جاهدا أن يكون قريبا من بيئته لينقل هواجسهم وأحلامهم وأوجاعهم بحنكة واقتدار.
تتسم مجموعة حانة الأحلام السعيدة بحس إنساني شفيف وتتوافر على قدر كبير من المتعة والجمال والإدهاش وترقى الى مصاف الإبداع بجدارة.
...
هذا المقال مكتوب في 4 / 4 / 2009 قبيل طبع الكتاب كوني كنت خبيرا لهذه المجموعة في دار الشؤون الثقافية – بغداد .. علما بأني ما كنت أعرف اسم القاص إلا بعد صدور المجموعة.



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريدات ساخنة 3
- تغريدات ساخنة 2
- سماحيات 6
- الدين وأفيون الوهم
- مقاولة ... اقصوصة
- سماحيات 5
- تغريدات ساخنة
- سماحيات 4
- سماحيات 3
- ومضات خاطفة
- رؤوس أقلام
- شذرات مما رواه عتاة الرواة عن النبي محمد
- خواطر آنية جدا
- سماحيات 2
- سماحيات ...
- وجهة نظر خاصة
- رأيان في الشعر والرواية
- شذرات الحب
- تغريدات خارج السرب
- شخابيط على الحائط


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - حانة الأحلام السعيدة