أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - سليماني التصعيد الأكبر بين أمريكا وإيران














المزيد.....

سليماني التصعيد الأكبر بين أمريكا وإيران


أحمد الهدهد

الحوار المتمدن-العدد: 6455 - 2020 / 1 / 4 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة في العراق، قامت الولايات المتحدة باغتيال قاسم سليماني المسؤول العسكري والاستخباراتي الإيراني. قُتل في غارة جوية بطائرة بدون طيار في مطار بغداد الدولي، إلى جانب العديد من المسؤولين من الميليشيات التي تدعمها إيران وتعمل في العراق. يمثل الهجوم الإجراء الأكثر عدوانية حتى الآن في مواجهة متوترة على نحو متزايد بين الولايات المتحدة وإيران، والتي يعتقد الكثيرون أنها قد تؤدي إلى حرب بين البلدين.
أكد البنتاغون نبأ اغتيال سليماني في وقت متأخر من ليلة الخميس في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الإجراء تم تنفيذه "بتوجيه" الرئيس ترامب، بينما كان يسيء تعريف المنظمة التي قادها سليماني. لم يفصح البنتاغون عن المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى وفاة سليماني ومبررات الإدارة. من الصعب المبالغة في تقدير حجم اغتيال سليماني. قائد قوة القدس الإيرانية، كان المهندس المعماري القديم لعمليات الجيش والاستخبارات في البلاد. على هذا النحو، كان أحد أقوى رجال إيران، وأحد المقربين من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. من المنظور الأمريكي كان سليماني إرهابيًا وقاتلًا وأحد أخطر الرجال في العالم، حيث ساعد الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية وتسبب في مقتل مئات الأمريكيين خلال حرب العراق، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
جاء اغتيال سليماني بعد أيام من اقتحام المتظاهرين المدعومين من إيران للسفارة الأمريكية في بغداد، وهو الهجوم الذي يقول البنتاغون إنه تم تنسيقه بواسطة سليماني، بعد أقل من أسبوع من هجوم صاروخي على قاعدة عراقية تضم القوات الأمريكية، مما أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي. ألقت الولايات المتحدة اللوم بالهجوم على ميليشيا تدعمها إيران، وردت في نهاية الأسبوع بشن غارات جوية على تلك المجموعة.
تمثل الهجمات الأخيرة من كلا الجانبين أحدث تصعيد في سلسلة من الاستفزازات التي نشبت منذ سحب ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته إدارة أوباما والعديد من القوى العالمية الأخرى في عام 2015. اغتيال سليماني يوم الجمعة يمثل أكبر استفزاز أهمية من كلا الجانبين، ويمكن أن تكون نقطة تحول إلى حرب شاملة مع دولة يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة تتمتع بقدرات عسكرية هائلة.
سليماني القائد العسكري الإيراني البارز، الذي يعتبر أحد الشخصيات العامة الأكثر شعبية داخل إيران. إن الاقدام على قتله لن يؤدي الى مجرد تصعيد كبير في اتجاه يضمن الانتقام بل سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة، وسيؤدي الى ان يقوي جناح المتشددين في إيران بشكل كبير. زعم ترامب أنه لا يريد الحرب مع إيران، لكن تصرفاته أثبتت أنه يفعل ذلك بالمقابل تقوم إيران بالاستفزاز تلو الاخر وتنتظر ضبط النفس من المقابل. لن يأمر أي شخص يريد تجنب الحرب مع إيران باغتيال ضابط إيراني رفيع المستوى لكن الى متى الانتظار على قائد ميداني يعمل خارج إيران وينظم المليشيات بالقرب من مواقع تواجد امريكية. الرأي العام الأمريكي متضارب قليلا وهو على ثقة بأن ترامب على استعداد لإغراق الولايات المتحدة في حرب جديدة ستكون كارثية على البلاد، إيران، والمنطقة بأسرها. في ظل تلك الظروف سيتعرض الجنود والدبلوماسيون والمواطنون الأمريكيون في جميع أنحاء المنطقة لخطر أكبر ابتداءاه منذ ليلة التنفيذ عما كانوا عليه قبلا، ويرون ان الرئيس سيكون مسؤول عن ذلك.
يصعب التعبير عن عقلانية التصعيد الأخير والأثر التدميري له. كانت الولايات المتحدة وإيران على وشك الحرب بشكل خطير منذ عدة شهور، لكن إدارة ترامب لم تبذل أي جهد لتخفيف التوترات في مقابل سعي محموم من قبل إيران لإحداث صراع للتخلص من ضغط العقوبات. كل ما يمكن ان يتطلبه الأمر لدفع الحكومتين على حافة الهاوية إلى صراع مفتوح هو هجوم طائش لا يمكن أن يتجاهله الطرف الآخر. الآن شنت الولايات المتحدة مثل هذا الهجوم وتجرأت إيران على الرد. قد لا يأتي الرد على الفور، لكن علينا أن نفترض أنه قادم. قتل سليماني يعني أن الحرس الثوري الإيراني سيفترض أنه مدعو لتصعيد مفتوح على القوات الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة. قاد هوس إيران والولايات المتحدة إلى الصدام الى حرب جديدة لا معنى لها كان يمكن تجنبها بسهولة من كلا الطرفين، وستقف على صقور الطرفين النتائج.
اغتيال القادة العسكريين الأجانب هو استفزاز. الحكومة الأمريكية تثير حربا علنية. إنهم يعتقدون أنها ستكون بمثابة كعكة أخرى، مثل أفغانستان والعراق.
العديد من الناخبين الأمريكيين اعتقدوا أنهم كانوا يصوتون ضد الحرب عندما صوتوا لصالح ترامب ضد هيلاري كلينتون في عام 2016.لقد وعد بإنهاء الحروب وإخراج امريكا من الشرق الأوسط. لكن الان خيبة امل كبيرة اذ يتسألون لماذا سمح للإسرائيليين لقيادته للدخول لصراع آخر لا داعي له، البعض أصبح يريد فقط أن يخرج ترامب وعصابته من المحتالين والوكلاء الأجانب من حكومتهم.



#أحمد_الهدهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشرق العربي .... ثورة في الوعي
- الشباب أراد وطن لكن لم يرحمهم الجلاد
- تأثير الاسلام السياسي الشيعي على العالم العربي وخارجه
- النساء وتفاقم عواقب العنف الأسري
- الأنوثة والتمرد.... اولى الصرخات المعبرة عن الحركة النسوية
- الصحافة العراقية...... الاعدام بالطريقة الصينية
- الصحفية افراح شوقي ...... عواقب الحبر الجريء
- البصرة وما بعدها
- العنف ضد المرأة بين القانون و التشريع
- الاسلام السياسي والسعي لبناء عش العنكبوت
- المال ..... والعلاقات الزوجية
- النظرية النسوية في العلاقات الدولية
- تقاطع عدم المساواة بين الجنسين والتمييز العنصري
- قد يختلف الارباب لكن العبيد دائما هم القرابين
- التدافع والصراع السياسي
- المرأة في الدول الاسلامية والتوجهات السياسية
- الليبرالية النسوية ( المساواة بين الجنسين )
- قطيع الوطن لا يعرف اين تكمن سعادته
- نضال المرأة لاكتساب الحقوق داخل المجتمع الليبرالي
- التناوب على البلادة والغباوة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - سليماني التصعيد الأكبر بين أمريكا وإيران