أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامية ناصر خطيب - امريكا: فشلنا في العراق















المزيد.....

امريكا: فشلنا في العراق


سامية ناصر خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 09:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


العدوان على العراق
امريكا: فشلنا في العراق

التفاؤل الذي ساد الاجواء الدولية بعد الانتخابات العراقية، انقلب الى سيناريو معقد. العراق اليوم ماثل امام خيارين كلاهما مر: اما التقسيم الذي يريده الشيعة والاكراد ويرفضه السنة، واما استمرار الحرب الاهلية التي لا سبيل حتى الآن على الاقل لاخمادها.

سامية ناصر خطيب

حالة الحرب الدائمة وتفشي الفساد والاجرام بانواعه المختلفة، والمبتكرة احيانا، التي يعيشها العراق تنذر باننا امام سيناريو البوسنة، اي الحرب الاهلية. هذا ما يقوله عسكريون بارزون في الجيش الامريكي، وتكتب عنه بغزارة الصحف الامريكية. الكراهية بين الشيعة والسنة وصلت اوجها، عمليات اجلاء السكان من بيوتهم ضمن التطهير العرقي، شملت مئة الف عراقي على الاقل، من السنة والشيعة على حد سواء.

شهر نيسان (ابريل) الاخير كان غير مسبوق. فقد سقط فيه اكثر من الف قتيل في عمليات انتحارية وعمليات للجيش والشرطة العراقية وغيرها. عدد الارامل في العراق وصل حتى الآن الى ثلاثة ملايين! مع ما يترتب على ذلك من فقر وتدهور اجتماعي وضياع للاسرة والاطفال. كل هذا في ظل دولة منهارة، وحكومة غائبة، وقيم ضائعة، واحتلال فشل في اعادة الحياة لهذا البلد الذي تتقاذفه حرب اهلية تأكل الاخضر واليابس، وتهدد بالزحف للدول المجاروة.

كم أنفقت الادارة الامريكية حتى توصل العراق الى حالة اللاعودة هذه؟ الجواب: لا اقل من 320 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية. ويساهم هذا في رفع الدين الخارجي الامريكي ليصل الى 4،9 تريليون (الف مليار) دولار، في حين بلغ الدين الداخلي الامريكي حوالي 5،5 تريليون دولار.



انقسامات وخلافات

التفاؤل الذي ساد الاجواء الدولية بعد الانتخابات العراقية في منتصف كانون اول الماضي، سرعان ما تبدد. الازمة الاولى كانت في المكلف برئاسة الحكومة، وتم عزل الجعفري وتبديله بنوري المالكي. ورغم تجاوز الازمة الا ان "جبهة الرفض" لا تزال في اتساع. ساهم في ذلك انسحاب "حزب الفضيلة" الشيعي من الحكومة، تبعته "كتلة المصالحة والتحرير" التي يتزعمها النائب مشعان الجبوري. وتحولت جبهة الرفض لتضم 29 نائبا من اصل 130 عضوا في "كتلة الائتلاف الموحد". قيادي في الكتلة قال ان عدم المشاركة جاء نتيجة المحاصصة الطائفية في تشكيلة الحكومة، وعدم الاعتماد على الخبرات والكفاءات قي اختيار الوزراء الجدد.

التقسيم في المناصب الرئاسية (رؤساء الجمهورية والوزراء ومجلس النواب ونوابهم)، اعتمد على آلية توزيع الوزارات حسب التوزيع الطائفي. وتثير طريقة التوزيع هذه خلافات بين مكونات الائتلاف من جهة، وداخل الكتل نفسها من جهة ثانية.

الخلافات الاساسية التي اندلعت ساعة تشكيل الحكومة، توقفت عند رئاسة وزارة النفط ووزارتي الدفاع والداخلية. وتعتبر هذه الوزارات موضع خلاف بين السنة والشيعة. وزارة النفط التي لم يحسم امرها للآن ستكون كما هو متوقع من نصيب حسين الشهرستاني، وهو عالم نووي درس علوم الطاقة وهو احد مكونات الائتلاف.

اتهامات مباشرة ايضا وجهت للسفير الامريكي، زلماي خليل زاد، لممارسته "ضغوط غير مبررة على المفاوضات الراهنة". الاتهامات المتبادلة بين الاطراف كانت على اساس الوضع "المرير" الذي يتمثل بتغليب المصلحة الفردية.

اليوم يعترف الرئيس الامريكي، جورج بوش، بان الميليشيات المتحاربة، التي تتبع احيانا لاحزاب مشاركة في البرلمان، هي "العقبة الاكبر" امام جهود تشكيل حكومة وطنية قادرة على العمل. اثناء لقائه عشرة وزراء دفاع وخارجية امريكيين سابقين (ديمقراطيين وجمهوريين)، قال بوش: "قد يكمن التحدي الرئيسي في الميليشيات التي تسعى لتطويع القانون لمشيئتها"، واضاف انه "من المهم ان يكون لدينا عراق آمن، حتى يهتم الناس بشؤونهم اليومية". (الحياة، 13/5)

المحاولات الحثيثة لتدريب جيش عراقي جديد من 120 الف جندي، بعد حل الجيش القديم، تصطدم هي الاخرى بالفشل. فقد تبين انها مخترقة من قبل المقاومة من جهة، وانضمام بعض المتدربين للميليشيات المسلحة، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية في 13/5.

تقتبس التايمز على سبيل المثال مجندا يدعى علاء، تخرج من اكاديمية الشرطة التي تشرف عليها القوات الامريكية. ترك علاء جهاز الشرطة دون الاهتمام حتى بابلاغ قادته، وتوجه الى مكتب تجنيد في بغداد ليلتحق مباشرة بجيش المهدي. وبرر علاء خطوته بانها مجرد "تحول في المهنة"، وان من بين الاسباب التي دفعته لذلك الراتب الافضل والمهام الاقل خطورة.



من مصدّر للنفط الى مستورد

الخلافات على من يرأس وزارة النفط نابعة من كونها اكثر الوزارات حيوية. خاصة في ضوء التقاير التي تشير الى عمليات النهب في هذا القطاع تقدر بالمليارات. تقرير صدر في آذار الماضي عن وزارة الدفاع العراقية، كشف وجود شريحة جديدة من عصابات المافيا، التي تختلس مليارات الدولارات من قطاع النفط. واظهر التقرير ان العراق تحول من مصدر كبير للنفط الى مستورد له، مما يعيق اعادة اعماره. وتقول الصحف البريطانية، ان نتائج التحقيق المستقل لوزارة النفط العراقية، تشير الى صورة قاتمة للانتهاكات الواسعة النطاق في هذه الصناعة.

المفتش الامريكي الخاص بعمليات اعادة اعمار العراق، الجنرال ستيوارت باون، اشار الى ان الفساد في قطاع النفط والغاز العراقي مستمر دون توقف، مما سيترك آثارا مدمرة على الجهود الرامية لاشاعة الاستقرار في البلاد.

على ضوء هذا التقرير تعرضت مكاتب مهمة في مبنى وزارة النفط في 12/5 لحريق هائل اتى عليها. وشكك محللون في اسباب الحريق الذي اشيع انه نجم عن تماس كهربائي. واكد محللون ان فضائح نهب اموال النفط لم تعد خافية على احد، وان الحريق قد جاء لمحو آثار ذلك النهب المنظم.

إهدار المليارات في العراق لم يأت فقط من نهب النفط، بل تعداه الى اخفاق المقاولين، وغالبيتهم من الامريكيين، في تنفيذ مشروعات بقيمة مئات الملايين من الدولارات. في تقرير صادر عن الكونغرس الامريكي حول مشروعات اعمار العراق، جاء انه في احدى الحالات، وبعد ثلاث سنوات من الغزو، لم يتم انجاز سوى ثلاثة مراكز صحية من اصل 150 مركزا تم التعاقد عليها مع مقاول امريكي، رغم حصوله على 75% من مبلغ ال186 مليار دولار المخصصة لهذا الغرض.



تقسيم العراق: الحل المطروح

الكثير من الصحف الامريكية تطرح الموضوع العراقي كحلقة مفرغة لا حل لها. خاصة بعد ان عبرت واشنطن، على لسان سفيرها في العراق زلماي خليل زاد، عن خيبة املها بسبب التأخر في تشكيل الحكومة. وحدد خليل زاد ان بلاده تريد وزراء فنيين يتمتعون بالكفاءة لادارة العراق على مدى الاربع سنوات القادمة. هذا الامر لم يحدث، مما يعني ان الحالة الامنية كما هي، والحكومة تراوح مكانها والميليشيات تعيث فسادا في العراق، ولا سبيل الى نجاح الولايات المتحدة في مساعيها لتقليص وجودها العسكري في العراق.

المثير للسخرية ان الوعد بعراق ديمقراطي مستقل حر ومزدهر، يكون نموذجا لباقي دول الجوار، تحول الى نكتة. وما تبقى هي التحليلات في الصحف الامريكية التي ترى ان الحل الافضل اليوم هو تقسيم العراق.

جو بيدن، السيناتور الديمقراطي الذي كان من مؤيدي الحرب في البداية، قال بعد ست زيارات لمناطق النزاع المشتعلة في العراق: "ان شبح الحرب الاهلية هو التهديد الحقيقي، وهذا الامر يتطلب من الادارة الامريكية تغيير اهدافها السياسية في العراق. وبدل صب كل الجهود في انشاء حكومة وطنية، يجب تشجيع فكرة تقسيم العراق الى ثلاث ولايات: الاكراد في الشمال، الشيعة في الجنوب والسنة في مركز العراق". (واشنطن بوست، 4/5)

عنوان آخر في الواشنطن بوست يشير الى ايجابيات تقسيم العراق. اما المعارضون فيرون ان التقسيم سيمنح هامشا معينا للزرقاوي، كما اعربوا عن خشيتهم من ان يؤدي غياب سلطة مركزية في العراق، الى قيام دولة اسلامية اصولية في جزء من البلاد.

في النتيجة النهائية يبقى العراق امام خيارين كلاهما مر: اما التقسيم الذي يريده الشيعة والاكراد ويرفضه السنة، واما استمرار الحرب الاهلية التي لا سبيل حتى الآن على الاقل لاخمادها.



#سامية_ناصر_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج انتخابات 2006 الاحزاب العربية: عَشرة في العزلة
- بوش ينعزل عن الواقع
- الشعب المصري لم ينتخب
- عندما تكذب الامبراطورية
- العراق غارق في حرب اهلية
- الدستور العراقي يكرّس الطائفية
- الانتخابات العراقية تكرس عدم الاستقرار
- العراق: انتخابات على الاطلال
- انتخابات بدماء الفلوجة
- دارفور مرآة لازمة السودان
- سقوط الجندي الالف يعمق الانقسام الامريكي
- ايران: السلطة الروحية ضد سلطة الشعب
- د. نوال السعداوي: لماذا يخاف الرجال من رؤوس النساء
- الانتخابات المحلية العربية في اسرائيل: انتصرت العائلية والطا ...
- امريكا تربح في العراق وتخسر في السعودية
- الحرب تعرّي الانظمة العربية
- الاسلام السياسي من المنظور الطبقي
- اسرائيل تفضح فساد السلطة للقضاء عليها
- الدبابات تهمّش الاصلاحات
- العمليات الانتحارية من استراتيجية خاطئة الى فوضى عارمة


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامية ناصر خطيب - امريكا: فشلنا في العراق