أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامية ناصر خطيب - العراق: انتخابات على الاطلال















المزيد.....

العراق: انتخابات على الاطلال


سامية ناصر خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1051 - 2004 / 12 / 18 - 12:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


توالت العمليات العسكرية ذات التسميات العجيبة، دون ان تحرز هدفها القضاء على المقاومة. بعد انتهاء عملية "الشبح الغاضب" التي استهدفت المقاومة في الفلوجة، اضطرت امريكا لشن عملية جديدة "صخرة بليموث" لاخضاع المقاومة التي امتدت للمثلث السني بكامله. غير ان تطهير العراق من المسلحين لتامين الاجواء لاجراء الانتخابات في 30 كانون ثان القادم، لا يزال بعيد المنال.
لا شك ان الانتخابات كانت ولا تزال الحل الافضل بالنسبة للقوات الامريكية. فالوعد الكبير هو نقل عبء السلطة للعراقيين، انهاء المقاومة وتأسيس اول ديمقراطية في الشرق الاوسط. تحقيق هذا الحلم من شأنه السماح للامريكيين بسحب جنودهم من العراق حتى الصيف القادم، وانهاء الحرب التي كلفتهم ارواح 1300 جندي واكثر من مئة مليار دولار. المشكلة التي تعترض طريقهم هي الحاجة لانقاذ الانتخابات العراقية.
لهذا الغرض قررت امريكا زيادة عدد جنودها من 130 الفا الى 150 الفا. واضاف مسؤول عسكري "ان الوزارة ربما تقرر ايضا تمديد خدمة لوائين امريكيين آخرين على الاقل، يتمركزان حاليا في شمال العراق الى ما بعد الانتخابات". (الجزيرة، 2/12)

دمار شامل

الوضع العراقي بات مقلقا للغاية، فتهدئة منطقة معينة كالفلوجة مثلا، يتطلب التدمير الكامل للبنايات والبنية التحتية للكهرباء، المياه والصرف الصحي. وتحتاج اعادة اعمار هذه المشاريع الى ستة اشهر او عام على الاقل. وقد صرح مسؤولون امريكيون ان الولايات المتحدة مستعدة ان "تضخ الاموال" لتحقيق هذا الغرض، الا انهم اكدوا ان التنفيذ سيكون مسؤولية الحكومة المؤقتة والمتعهدين العراقيين، ولكن خوف هؤلاء من المسلحين يمكن ان يحول دون تنفيذ المشاريع.
استمرار الدمار يزيد حنق السكان على القوات الامريكية والمتعاونين معها من الحرس الوطني، كما قال د. بسام محمد، وهو موظف في وزارة الصحة العراقية، لصحيفة "نيويورك تايمز" (23/11): "ان سكان الفلوجة الذين لم يعودوا اليها بعد، سيشعرون بصدمة بعد ان يواجهوا حجم الدمار الذي اصاب مدينتهم". هذا الامر يخيف ايضا مسؤولين امريكان قالوا للصحيفة ان "التحدي الحقيقي بعد معركة الفلوجة هو كسب ثقة الناس الذين دُمرت مدينتهم، وقد تكون هذه المهمة اصعب حتى من منع عودة المسلحين".
مشروع اعادة الاعمار يبدو في ظل الخراب ضربا من الخيال. فتجربة اعادة اعمار النجف التي دُمّرت في المواجهات مع جيش المهدي، باءت بالفشل، خاصة بسبب الفساد والنزاعات السياسية الداخلية. كما فشلت القوات الامريكية في العثور على مهندس عراقي واحد مستعد ان يتعاون معها، دون ان يحسب حسابا للمقاومة. ولا شك ان انعدام الامن بسبب العمليات المستمرة، هو السبب الرئيسي الذي يحول دون تنفيذ اعادة الاعمار. وقد وصلت الامور الى درجة قيام الامريكيين بضرب جدار امني حول الفلوجة ومنع السكان من استقلال سيارتهم الخاصة، خوفا من السيارت المفخخة، هذا بالاضافة لبسط نقاط التفتيش عند مداخل المدينة.
القوات الامريكية التي تسعى لنقل هذه المهمة للحرس الوطني العراقي، تشكك اصلا في قدراته وتتهمه بانه مخترق من عناصر المقاومة. واعترف مسؤولون امريكيون ان جهازي الشرطة والحرس الوطني آخذان بالانهيار ازاء جهود المقاومة قتل عناصرهما وتهديد عائلاتهم. ويعني هذا ان اعادة اعمار اذا تمت فانها ستتم تحت الحكم العسكري الامريكي.
صحيفة "الحياة" نقلت في 1/12 عن "نيويورك تايمز" قول مسؤول امريكي في الموصل "ان كل ما يفعله الذين يملكون شجاعة كافية للقدوم للعمل في الوقت الحالي، هو النظر من النافذة والتاكد من ان الاشرار ليسوا قادمين للنيل منهم".
الوضع الصحي في العراق يعتبر هو الآخر ضوءا احمر. منظمة "ميد اكت"، وهي منظمة خيرية مقرها في بريطانيا تبحث اثر الحرب على الصحة، قالت ان الحرب في العراق سبّبت كارثة صحية ادت لانهيار النظام الطبي في البلاد وزيادة خطر الاصابة بالامراض والوفاة.
وقال التقرير الذي يستند الى مقابلات اجريت في الاردن مع مدنيين عراقيين وهيئات اغاثة عملت في العراق، ان الحرب عام 2003 زادت من تفاقم المخاطر الصحية، واضرت بقدرة المجتمع العراقي على ايقاف التدهور. ويشير التقرير ان انهيار النظام الصحي زاد من اعتماد العراقيين على تشخيص حالتهم بانفسهم والعلاج التقليدي وشراء الادوية من السوق.

النزاعات الطائفية

اذا اجريت الانتخابات فانها ستغيّب 40% من السكان العراقيين، هم السنة وستعطي الحكم للاغلبية الشيعية. السنة يشعرون ان هذه الانتخابات ستضمن فوز الاغلبية الشيعية، وستهمشهم وتجعلهم عرضة لانتقام الشيعة. لذلك تصعد المقاومة السنية عملياتها في محاولة لمنع اجراء الانتخابات.
هيئة علماء المسلمين لا تدعو فقط لمقاطعة الانتخابات، بل تتهم على لسان رئيسها، الشيخ الحارث الضاري، احزابا في السلطة "منضوية تحت لواء الاحتلال" باغتيال علمائها في مناطق متفرقة من العراق. واتهم الضاري "شراذم من الحرس الوطني" كما سماهم باغتيال ما يزيد على 20 اماما وخطيبا واعتقال ما يزيد على 80 منهم. من الطرف الثاني، يتواصل قتل عناصر الحرس الوطني وتحصد في الطريق ارواح عشرات الاشخاص يوميا.
ولا يعتقد احد، ولا حتى الامريكيين انفسهم، انهم يقتربون من القضاء على الجماعات الاسلامية والحد من عملياتها. فقد وصلت العمليات الى بغداد، بعد ان تعرض مركز للشرطة فيها ومسجد شيعي آخر لعمليات دموية اسفرت عن مقتل 26 شخصا على الاقل يوم الجمعة 3/12.
ومع ان القوات الامريكية استطاعت القضاء على 1600 مسلح من جماعة ابو مصعب الزرقاوي وتنظيمات اخرى، حسب احصائياتها، الا ان هذا لم يمنع هذه الجماعات من مواصلة استهداف مراكز الشرطة والمساجد الشيعية، ومواصلة السيطرة على شارع المطار.
وفيما تصر الحكومة المؤقتة ورئيس الدولة غازي الياور والفصائل الشيعية على الالتزام بموعد الانتخابات، تطالب الاحزاب المعتدلة بارجائها بسبب الوضع الامني. وشكك وزير الدفاع العراقي، حازم الشعلان، في زيارة قام بها لروما، في امكانية اجراء الانتخابات العراقية في موعدها المقرر مؤكدا ان "الظروف الامنية ليست على المستوى المطلوب". (وكالة الاخبار العراقية، 2/12)
اجراء الانتخابات في موعدها، سيضع السنة في مواجهة حكومة منتخبة من الاغلبية الشيعية، وليس في مواجهة حكومة مؤقتة معينة امريكيا. الامر الذي سيقرب خطر الحرب الاهلية.
ولا تنتهي متاعب الامريكان عند هذا الحد، فالخلافات تمتد للمعسكر الشيعي نفسه. برز هذا في الخلافات على توزيع الحصص اثناء تشكيل اللائحة الانتخابية الموحدة. واعلن "المجلس السياسي الشيعي" الذي يضم 38 حزبا عن وقف محادثاته مع لجنة كبار مساعدي السيستاني، احتجاجا على تخصيص معظم المقاعد ل"متطرفين مقربين من ايران".
والواقع ان امريكا لا تريد فوز تيار علي السيستاني الذي يمثل الاغلبية الشيعية، لان فوزه سيشكل موطئ قدم لايران في العراق. ما تريده هو نجاح رئيس الحكومة المؤقتة، اياد علاوي، بمعنى تنصيب حكومة عميلة في العراق، ولكن هذا بعيد عن التحقيق. السيناريو الاكثر احتمالا سيكون زيادة الكراهية للامريكان، للحكومة، وزيادة اعمال المقاومة والتصدي للاحتلال ولمؤسسات الدولة.



#سامية_ناصر_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات بدماء الفلوجة
- دارفور مرآة لازمة السودان
- سقوط الجندي الالف يعمق الانقسام الامريكي
- ايران: السلطة الروحية ضد سلطة الشعب
- د. نوال السعداوي: لماذا يخاف الرجال من رؤوس النساء
- الانتخابات المحلية العربية في اسرائيل: انتصرت العائلية والطا ...
- امريكا تربح في العراق وتخسر في السعودية
- الحرب تعرّي الانظمة العربية
- الاسلام السياسي من المنظور الطبقي
- اسرائيل تفضح فساد السلطة للقضاء عليها
- الدبابات تهمّش الاصلاحات
- العمليات الانتحارية من استراتيجية خاطئة الى فوضى عارمة
- عزمي بشارة يعرج الى السعودية
- في الاشتراكية السبيل لتحرر المرأة
- نساء في ظل طالبان لا قيمة لحياتهن


المزيد.....




- هل هذا أغرب فندق في العالم؟ نظرة على “أكبر مبنى يتخذ شكل دجا ...
- تزامنا مع سقوط الأسد.. إسرائيل تأمر جيشها بإنشاء منطقة آمنة ...
- سقط نظام بشار الأسد.. فما الذي ينتظر سوريا بعد ذلك؟
- مصر.. اتهام محمد رمضان بإهانة السادات والبرلمان يتحرك
- كوريا الجنوبية تفرض حظر سفر على رئيسها على خلفية التحقيق حو ...
- -سقط الأبد-...عهد جديد في سوريا والعالم يترقب
- خبير: مستقبل سوريا غير واضح والفراغ السياسي سيترك مجالا لنمو ...
- الخارجية الإندونيسية تعلن استهداف سفارتها في دمشق بإطلاق للن ...
- ترامب يستخدم صورة جيل بايدن لبيع عطوره
- إسرائيل تعلن إنشاء منطقة أمنية إضافية على الجانب السوري من ج ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامية ناصر خطيب - العراق: انتخابات على الاطلال