أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سامية ناصر خطيب - في الاشتراكية السبيل لتحرر المرأة















المزيد.....

في الاشتراكية السبيل لتحرر المرأة


سامية ناصر خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 237 - 2002 / 9 / 5 - 02:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



ان نضال النساء لفك تبعيتهن والتحول الى كيان حر ومستقل، يتطلب الانضمام لحركة جماهيرية عمالية شاملة ذات صبغة اشتراكية، يكون بمقدورها تحرير المجتمع ككل من قيود الرأسمالية والمفاهيم العنصرية، والغاء الملكية الخاصة وارساء البنية التحتية حتى تتحقق للنساء ايضا الحرية والاستقلال.

سامية ناصر خطيب

في الفلسفة اليونانية القديمة "المرأة في خدمة البطن" - ابقراط، او انها "انثى بسبب نقص معين في صفاتها" - ارسطو. ورغم قِدم هذه الآراء واثبات عكسها علميا، الا انها لا تزال تشكل اساس التعامل مع المرأة في معظم المجتمعات.
المرأة التي تعتبر في مجتمعنا العربي "ناقصة عقل ودين" هي حِمل على عائلتها حتى يأتي من يتزوجها ويريح العائلة من همّها. بزواجها لا تصبح المرأة العربية حرة بل تابعة لزوج لا تستطيع الفكاك منه اذا لم يتفقا. فبالنسبة للمجتمع هي عاجزة، كونها مخلوقا ناقصا، عن العيش مع اطفالها بشكل مستقل، الامر الذي سيضطرها للعودة الى بيت اهلها والتنازل عن اطفالها وتقلّد وسام "المرأة الفاشلة"، لذلك من الافضل لها وللجميع ان تختار "نار زوجها على جنة اهلها".

عندما كانت المرأة حرة

اليوم هذه امور تعتبر بديهية بل ازلية: هكذا كانت المرأة دائما وهكذا ستبقى. ولكن تاريخ البشرية يثبت ان النساء تمتعن بدور الاولوية قبل آلاف السنين، واتبع الاولاد قبيلة الام، ولا تزال هناك آثار لهذه المجتمعات القديمة في نيبال بشرق آسيا مثلا. المجتمع القديم الذي سمي بالمجتمع الامومي، اعتمد على الانتاج الجماعي وسبق تطور الملكية الخاصة، لذلك لم يعرف التقسيم الطبقي.
في كتاب "المرأة والاشتراكية" يفسر جان فريفيل سبب تفوق المرأة في تلك العصور، فيقول ان "للمرأة كانت الاولوية على الرجل، لا سيما انها هي المدعوة للحفاظ على النوع البشري. فكانت هي التي تنشئ الاولاد وتفك ألغاز الطبيعة، وبذلك كانت موضع تبجيل وخوف. وكان الرجل يقدر سجاياها وينصاع لاوامرها فهي مساوية له اجتماعيا وفكريا، ان لم نقل انها كانت تفوقه".
فاذا كانت المرأة سابقا تتمتع بمكانة تساوي مكانة الرجل، كيف اذن انحدرت مكانتها وتحولت الى اضعف حلقات المجتمع وتابعة للرجل وخادمة له ولكل افراد الاسرة؟ يشير الكاتب الى انه مع تراكم الاكتشافات والتجارب تطورَ الانتاج الزراعي والصناعي وقاد الى تكدس الاموال والاملاك بيد شريحة ضئيلة من المجتمع، الامر الذي قاد الى تقسيم المجتمع الى طبقات قوية صاحبة املاك وطبقات ضعيفة فقيرة وخادمة للطبقات الاقوى. وكان لنشوب الحروب كوسيلة لتحصيل القوت بالقوة، الدور الاساسي في ارتفاع مكانة الرجل الذي انتزع مكانة المرأة بالقوة وحولها الى عبدة.
يقول فريفيل: "جاء اكتشاف النحاس والبرونز والحديد وصنع الاسلحة والادوات المعدنية وولادة الحروب التي اصبحت المصدر الرئيسي للربح والتزود بالقوت، ليرفع من شأن الذكر وليعكس رأسا على عقب التقسيم القديم للعمل وليحط الى مرتبة ثانوية اعمال المرأة المنزلية". ويضيف: "هكذا عرف الجنس المؤنث هزيمته الكبرى، واستقرت الهيمنة للرجل الذي صار ينظر الى المرأة على انها اداة عمل وانجاب. وبدلا من ان تكون تابعة لدائرة ابيها اصبحت تابعة لدائرة زوجها، وصارت تقايَض مقابل ماشية او اسلحة. وقد كرست الاديان والتشريعات البدائية تبعية المرأة هذه".

الرأسمالية تكرس تبعية المرأة

ينبع تدني مكانة المرأة من تحولها الى ملك او عبدة للرجل، الامر الذي انعكس في اخراجها من دائرة الانتاج الاجتماعي للتفرغ لخدمة الرجل والعناية بالاطفال. من هنا، فان استقلالها الاجتماعي مرهون بمشاركتها في الانتاج العام والتحرر الاقتصادي.
المرأة العربية في اسرائيل بقيت متخلفة لان المجتمع الذي تعيش فيه بقي مجتمعا قرويا محكوما بنظام العائلية والطائفية، ولدولة اسرائيل الدور الاساسي في تكريس هذا الوضع من خلال عدم الاستثمار في البنية التحتية للقرى العربية بهدف تمدينها. فاذا كان المجتمع فاقدا للمناطق الصناعية ورجاله محرومون من فرص العمل لكونهم عربا والبطالة تزداد وتضخم، فكيف ستجد المرأة فرصتها للتحرر الاقتصادي والتحول لعنصر مؤثر اجتماعيا؟
في المجتمع الرأسمالي المؤسس على عدم المساواة بين صاحب الملك والعامل وبين الغني والفقير، لا يمكن ان تحصل المرأة على المساواة مع الرجل. حتى قرارات مصيرية للانسان كاختيار شريك الحياة لا تتم في المجتمع الطبقي عن حب وانسجام بل تخضع للاعراف الطبقية والطائفية، فعليك ان تتزوج من بنت طبقتك او من بنت دينك. ومن يجرؤ على كسر هذه القواعد، او التقاليد، فانه يضع نفسه في مواجهة مع المجتمع ككل ويكون عليه ان يواجه هذه القوانين ويكسرها، ونادرا ما ينجح.


المرأة والاشتراكية

اذا كانت الاشتراكية فرصة العمال للتحرر، فهي ايضا طريق المرأة نحو انتزاع حقوقها وحريتها وتقرير مصيرها بيدها. في النظام الاشتراكي يصبح من حق، بل من واجب، كل انسان ان يعمل، ويصبح من واجب الدولة توفير السكن والتعليم مجانا لكافة مواطنيها. كما تأخذ الدولة على عاتقها تسهيل الطريق امام الرجل والمرأة للخروج الى العمل، من خلال توفير اماكن العمل ورياض الاطفال ووجبات الطعام للطلاب في المدارس.
قد يبدو هذا حلما بعيد التحقيق الا انه كان حقيقة ساطعة لمدة سبعين عاما في الاتحاد السوفييتي. بعد نجاح الثورة الاشتراكية هناك عام 1917، عُقد في موسكو مؤتمر النساء الرابع الذي كان يجب ان يحدد اهداف الحركة النسوية. في المؤتمر شارك زعيم الثورة لينين والقى تحية قال فيها: "ان اهم مهمة لتحرير المرأة كسر كل القوانين التي تميز ضدها وتجعلها باطلة، فهي مساوية للرجل امام القانون ولها الحق في الطلاق". وكان موضوع الطلاق مصيريا في اوروبا في تلك الفترة، وكان بالنسبة للينين اشارة الى عدم تحرر المرأة الكامل.
في الاشتراكية يساوي القانون بين المرأة والرجل في العمل والاجرة، ولذا يتم عقد الزواج على اساس مدني وليس دينيا، تأكيدا على ان العقد يتم بين شخصين متساويين ومن ارادة حرة، بعيدا عن الاعتبارات المادية.
الهجرة الروسية الى اسرائيل ادت الى رفع المستوى العلمي للبلاد، وما يلفت النظر ان النساء الروسيات مثقفات على اعلى مستوى. وانه لمن المؤسف حقا ان نتعرف على قيمة الاتحاد السوفييتي من خلال المقارنة بين وضع المرأة في ظله وبين وضعها بعد انهياره، عندما اصبح جسدها بضاعة تشترى وتباع لتوفير لقمة العيش بعد الانهيار الاقتصادي الكبير.
ان نضال النساء لفك تبعيتهن والتحول الى كيان حر ومستقل، يتطلب الانضمام لحركة جماهيرية عمالية شاملة ذات صبغة اشتراكية، يكون بمقدورها تحرير المجتمع ككل من قيود الرأسمالية والمفاهيم العنصرية، والغاء الملكية الخاصة وارساء البنية التحتية حتى تتحقق للنساء ايضا الحرية والاستقلال.

الصبار 150



#سامية_ناصر_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء في ظل طالبان لا قيمة لحياتهن


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سامية ناصر خطيب - في الاشتراكية السبيل لتحرر المرأة