أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامية ناصر خطيب - الانتخابات العراقية تكرس عدم الاستقرار















المزيد.....

الانتخابات العراقية تكرس عدم الاستقرار


سامية ناصر خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 08:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نتائج الانتخابات العراقية سبّبت خيبة امل للقائمة الشيعية "الائتلاف العراقي الموحد" المدعومة من آية الله علي السيستاني. فقد فازت القائمة ب140 مقعدا من اصل 275 مقعدا، وهي اغلبية قليلة جدا، بعيدة عن التوقعات، وعن ثلثي الاصوات المطلوبة لرئاسة الحكومة. وجاء الاكراد في المرتبة الثانية بعد حصولهم على 24% من الاصوات. اما قائمة رئيس الوزراء الحالي، اياد علاوي، فجاءت في المرتبة الثالثة مع 13% من الاصوات. نسبة محدودة من الاصوات ذهبت لمندوبين سنة وذلك بسبب قرار السنة مقاطعة الانتخابات.
الاغلبية المحدودة التي فاز بها السيستاني تعني ان قائمته ستضطر لتشكيل ائتلاف حكومي واسع مع الاكراد، وربما مع قوائم اخرى تعارض قيام دولة شريعة في العراق. مصير العراق لم يعد معروفا. فهل يكون دولة تعتمد الشريعة كمصدر وحيد للدستور، ام دولة ذات دستور يحترم الهوية الثقافية الاسلامية للعراقيين، كما قال حامد الخفاف المتحدث باسم السيستاني؟ المؤكد ان العراق لن يكون دولة قومية علمانية، ولا امتدادا للعالم العربي، بل ستكون اقرب الى ايران.

تحركات حثيثة

في هذه الانتخابات تم انتخاب الجمعية التأسيسية التي من المفروض ان تنتخب رئيسا للوزراء ورئيسا للجمهورية، وصياغة الدستور تمهيدا للانتخابات العامة. ويعتبر الدستور الجديد القضية التي ستحسم شكل الديمقراطية التي اسستها الولايات المتحدة.
اياد علاوي، رئيس الوزراء الحالي المفضل امريكيا، بدأ تحركات حثيثة في محاولة ل"دفش" الديمقراطية "المحبذة" على حلفائه. ففي حين تخوض قائمة السيستاني مشاورات مكثفة لاختيار مرشحها لرئاسة الوزراء، كثف علاوي لقاءاته السياسية، لا سيما مع احزاب وقوى قاطعت الانتخابات، في تحرك يعتقد انه يهدف لتشكيل جبهة برلمانية معارضة لاي توجه ديني في البلاد.
الاكراد، القوة الثانية في البلاد، اصبحوا محط مغازلة كلا طرفي النزاع من علمانيين واسلاميين. وكشف احد مسؤولي حزب الدعوة الاسلامية الشيعي ان قائمة الائتلاف تدرس امكانية التحالف مع قائمة التحالف الكردستاني. ولفت الى ان منصب رئيس الجمهورية سيكون اساسا لهذا التحالف الذي رُشح له جلال طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني.
علاوي، كما يؤكد الكثير من السياسيين، متأكد من خسارة السلطة. لكنه يريد تشكيل جبهة وطنية ديمقراطية، تضم اكبر عدد ممكن من الاحزاب والشخصيات العلمانية والمعتدلة الشيوعية والقومية. كما يرغب علاوي في اشراك الاكراد لمنح ائتلافه العلماني المزيد من الثقل.
ورأى قيس العزاوي، الناطق باسم الحركة الاشتراكية العربية، "ان نزاعات ستندلع بين الاسلاميين من جهة الذين سيحاولون ادخال الدين في الحياة اليومية، وبين الديمقراطيين والليبراليين من جهة اخرى، المعارضين لاقامة دولة دينية في العراق". (الحياة، 11/2)
المهمة الاساسية امام الجمعية التأسيسية التي تم انتخابها، هي صياغة الدستور. ويحتاج هذا الى اشراك السنة، اذ ينص القانون العراقي الذي سنه الحاكم المدني السابق للعراق بول بريمر، على عدم جواز تعديل الدستور في حالة عدم موافقة ثلاث ولايات عراقية. وهذا ما يفسر محاولات التقرب منهم بعد يوم من الانتخابات. السنة من جانبهم، ممثلون بهيئة علماء المسلمين، معنيون بالمشاركة في صياغة الدستور لوضع شروطهم، وعلى رأسها جدولة انسحاب القوات الامريكية من العراق. الامر الذي رفضه الشيعة.

المهمة القادمة: سحب القوات

السنة يريدون مغادرة قوات الاحتلال، وامريكا ايضا تفهم انها بعد اجراء الانتخابات لا مكان لها فيه، وان وجودها يحولها من قوات محررة حسب ادعائها لقوات محتلة. الا ان الشيعة يعارضون سحب القوات الامريكية في هذه المرحلة ويخشون من ان يؤدي لكارثة. ومن الواضح ان حكم الاغلبية الشيعية متعلق ببقاء القوات الامريكية، الى ان يتسنى لها بناء قوات بديلة تابعة لها تستطيع ان تقمع أي تحرك معارض.
ابراهيم الجعفري، المرشح البارز في قائمة "الائتلاف العراقي الموحد" قال للبي.بي.سي انه: "متيقن تماما من ان العراق سيدخل في حمام دم اذا غادرت تلك القوات قبل موعدها، لان القوات العراقية ليست جاهزة لتولي زمام الامور والسيطرة على الامن".
الحزب الديمقراطي الامريكي هو الآخر يضغط على الرئيس بوش لوضع استراتيجية واضحة لخروج القوات الامريكية من العراق. ونقلت البي.بي.سي (10/2) عن نواب ديمقراطيين قولهم: "ان الرئيس بحاجة لوضع خطط تفصيلية تفضي الى هزيمة المتمردين المسلحين في العراق، والعمل على اشراك المزيد من الاطراف الدولية، والعمل بفاعلية على اعادة اعمار العراق، وضمان المشاركة السياسية لكافة الحركات السياسية العراقية".

ثمار الديمقراطية

وزير الدفاع الامريكي، دونالد رامسفيلد، الذي زار مؤخرا الجنود الامريكيين في العراق، واشاد بنجاح الانتخابات. اعلاميا سيصوَّر الامر كنجاح كبير للحرب التي كان هو من اهم مهندسيها، اذ تمكنت من ارساء اول نظام ديمقراطي في الشرق الاوسط.
ولكن الانتخابات في العراق لم تتم على اساس التصويت لبرامج سياسية قومية تعني العراق ككل، بل صوتت كل طائفة لطائفتها، وهذا ابعد ما يكون عن الديمقراطية.
ولا يبدو ان العراق في ظل الغزو الامريكي مؤهل لحياة ديمقراطية. ففي ظل غياب احزاب قومية او اشتراكية، يبقى البديل الذي يتربص باي نظام عربي، هو القوى الاسلامية. فكم بالحري العراق، حيث الوضع اخطر بكثير. فالبديل الوحيد القائم هو نار حرب طائفية لا يُعرف مداها ولا تُحمد عقباها، بعد ان خسر السنة الدولة وربحها الشيعة.
ديك تشيني، نائب الرئيس الامريكي، حاول تبديد المخاوف من قيام النموذج الايراني، اذ قال في مقابلة لقناة "فوكس" الامريكية: "ليس هناك ما يبرر الخوف او القلق الامريكي من إقدام العراقيين بشكل او بآخر على امر لا نحبذه".
العراق الجديد تتنازعه جهات اولوياتها تختلف عن عراق البعث الموحد القومي العلماني، الذي رغم كل علاته يعتبر خطوة متقدمة مقارنة بالنظام الطائفي المنقسم الذي صنعته امريكا الآن. وعد امريكا بعراق نموذجي تحتذي به الدول العربية الاخرى، اسفر بعد الانتخابات عن عراق جريح تتجاذبه جهات همها مصالحها الطائفية الضيقة وليس المصلحة القومية الواحدة. هكذا اعادتنا امريكا 40 عاما الى الوراء.



#سامية_ناصر_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: انتخابات على الاطلال
- انتخابات بدماء الفلوجة
- دارفور مرآة لازمة السودان
- سقوط الجندي الالف يعمق الانقسام الامريكي
- ايران: السلطة الروحية ضد سلطة الشعب
- د. نوال السعداوي: لماذا يخاف الرجال من رؤوس النساء
- الانتخابات المحلية العربية في اسرائيل: انتصرت العائلية والطا ...
- امريكا تربح في العراق وتخسر في السعودية
- الحرب تعرّي الانظمة العربية
- الاسلام السياسي من المنظور الطبقي
- اسرائيل تفضح فساد السلطة للقضاء عليها
- الدبابات تهمّش الاصلاحات
- العمليات الانتحارية من استراتيجية خاطئة الى فوضى عارمة
- عزمي بشارة يعرج الى السعودية
- في الاشتراكية السبيل لتحرر المرأة
- نساء في ظل طالبان لا قيمة لحياتهن


المزيد.....




- اجتماع بين إيران وتركيا وروسيا في الدوحة لبحث الوضع في سوريا ...
- علي معتوق.. تعرف إلى رجل تحدى القصف الإسرائيلي لإنقاذ الحيوا ...
- الجولاني: سقوط النظام السوري -بات وشيكًا-.. والمعارضة تعد ال ...
- مسؤولون إيرانيون ينفون فرار الأسد من سوريا
- ناسا تؤجل إطلاق مهمات برنامج -أرتميس- القمري
- دراسة: القلب يملك -دماغا صغيرا- خاصا به
- احتمال سقوط الأسد والشكوك حول استراتيجية إيران؛ -تم المتاجرة ...
- من طب العيون في لندن إلى الحرب في سوريا.. سيرة بشار الأسد
- سكان دمشق يعيشون حياة طبيعية وسط مخاوف من تقدم الفصائل المعا ...
- إيران تزيد تخصيب اليورانيوم وسط توتر دبلوماسي متصاعد


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامية ناصر خطيب - الانتخابات العراقية تكرس عدم الاستقرار