أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العراق والازمات المتشابكة والمتراكمة















المزيد.....

العراق والازمات المتشابكة والمتراكمة


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6448 - 2019 / 12 / 27 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد برزت مجموعة هائلة من الأزمات الجديدة ومظاهر الخلل التي عصفت بالحياة السياسية العراقية بعد عام 2003، بدءاً بالدستور وطبيعة النظام السياسي الذي أفرز مسار المحاصصة، والتنافس على استحواذ السلطة وإقصاء الآخر، وغياب المعارضة الحزبية الحقيقية. وكانت الحلول للازمات والمشاكل في أكثر الاحيان تأتي من خلق أزمة جديدة وأكبر لتحل محل الأزمة القائمة، حتى تُنسى الأزمة الأولى لتتجه الأنظار نحو الأزمة الجديدة.
اما ومنذ قرابة ثلاثة اشهر يعيش البلد بحالة من الهرج والمرج اشد وقعاً والماً من ما مضى بعد استقالة الحكومة والفشل في إمكانية الاتفاق على رئيس وزراء وتشكيل حكومة اخرى بديلة اثر الاحتجاجات المطلبية و رغم قيام حكومة تصريف الاعمال والبرلمان بمحاولة معالجة مطالب المتظاهرين، لكن هذه المعالجات السطحية دفعت بهم إلى زيادة سقف المطالب بتغيير النظام السياسي ورحيل الطبقة السياسية عن السلطة ومحاكمتها، بعد أن كانت المطالبات تدور حول تشريع قانون انتخابات جديد عادل وقانون لمفوضية انتخابات جديدة، لوضع حد لترتيبات تقاسم السلطة الذي يوزع مزايا ومناصب الحكومة بين الكتل السياسية وفق إطار المحاصصة وهذه الصرخات المدوية اجبرت الحكومة الى التوقف عن العمل وعاجزة في معالجة القضايا والمشاكل الكبيرة المعقّدة والتي تمسّ مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ومجموعة من الازمات المتشابكة التي تتراكم يوما بعد يوم ولم يعرفها منذ تاسيس الدولة العراقية.
اما اليوم وبعد ان نفذ صبر الجماهير خرجت لتتظاهر في الشوارع ضد الفساد الحكومي، وغياب معالجات للاوضاع الصعبة ، وجدوا الكتل الحاكمة أنفسهم في حالة من التخبط وحراجة الموقف أمام حركة غير مسبوقة وغير متوقعة من الاحتجاجات المستمرة ليلا ونهاراً دون كلل وملل رغم كون ميزتها هي غياب القيادة وعدم تبعيتها لأي جهة سياسية أو دينية خلافا لسابقاتها التي تبنتها تنظيمات واحزاب ووقفت بدايتها أو نهايتها كما انها تختلف عن الاحتجاجات الصيفية التقليدية للمطالبة بالكهرباء والماء وفرص العمل في ثاني البلدان المصدرة للنفط في منظمة أوبك وعززتها استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي والذي ترأس لحكومة تكنوقراط استكمل تشكيلها فقط في الأشهر الاخيرة.
اليوم تصلنا انباء وبعد انتهت المهلة الدستورية لتكليف مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة وحددت رئاسة الجمهورية الأحد الماضي آخر يوم للمهلة، وذلك من دون احتساب أيام العطل ضمن المهلة الرسمية بأن الرئيس برهم صالح محرج ومستعد للاستقالة اذا لم يستجب لنداء المتظاهرين في هذه الظروف العصيبة والتي لا تعدو سوى ازمة جديدة تضاف الى الازمات بدل ان تكون نافذة للحل وبعد رفض المرشح الثالث اسعد العيداني من المحتجون ( كما يدعي ) في تكليفه بمنصب رئيس مجلس الوزراء، ليلحق اقرانه ، عضو البرلمان محمد شياع السوداني، ووزير التعليم العالي في الحكومة المستقيلة قصي السهيل لتزداد جراح الازمة ملحاً.
في هذه الاجواء المطالبة بالحقوق والتغيير التي تنادي بها جموع المتظاهرين في عموم العراق بالإصلاح ومحاربة الفساد، والالتزام بالقيم والدستور ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003. وفي حين ان هناك تصارع إرادات في تشخيص من يكلف في رئاسة الحكومة القادمة وتشخيص الكتلة الاكبر .
مما تجعل االدولة في حالة شلل وفاقدة لمواجهة مختلف أنواع العواصف السياسية التي عززتها المشاعر الاحتجاجية المعادية للحكومة وإصرارهذه الشريحة الحاكمة على نفس النهج الذي اتبعوه طوال اكثر من ستة عشر عاما في التوافقات وظلت هذه الأحزاب والكتل السياسية القديمة والتي تشكلت بعد سقوط نظام البعث هي ذاتها تقريبا المهيمنة على السلطة والثروات مع تغيرات على مستوى بعض القيادات السياسية التي لا ترقى إلى التغيير الحقيقي في منظومة حكم قام على أسس المحاصصات السياسية وتمسكت به و لا يمكن تسميت هذا الاصرار سوى وصفه بانه يمثل عدم احترام للمشاعر الشعبية والوطنية العراقية و لم ينتج عنها سوى زيادة النقمة و تمثل بالتمسك بالسلطة دون وجود اي استراتيجية للعمل وتغيير منهج القيادة الحقيقية والإصرار على نفس طريقة الحكم وعدم السيطرة على سراق المال العام و جميع المشاكل البنيوية لمؤسسات الدولة بسبب عدم رفدها بالشخصيات الكفوءة والمهنية المخلصة وتهميش مبدأ التوازن في ادارة مفاصل الدولة مما جعلها ان لا تحقق شيئا إيجابيا لمؤسساتها من جهة والشعب العراقي من جهة اخرى وفقدت أكبر خزان بشري داعم للطموحات والذي انقلب عليها وبات يطالب بتركه لأهله وقواه الوطنية الحرة، لقد كان على الحكومة العراقية ان تسلك مسلكا جديداً و متغيراً طبقا لحزمة اصلاحات تطلقها بمساعدات دولية لانجاح عملها في كل مؤسسات الدولة ولا يمكن للعراقيين وحدهم تحقيق هذا الهدف، حيث يتطلب ذلك انخراط جهات فاعلة دولية مع مؤسسات الدولة في البلاد وخلق فرص لتحقيق هذه الأهداف..
ان مشاكل العراق المتراكمة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج للممارسات والسياسات الخاطئة للحكومات العراقية المتعاقبة على مدى عشرات السنين، وصحيح ليس بمقدور اية حكومة أن تحلها بين ليلة وضحاها وهي قد تكون ظروف استثنائية ويبدو من خلال اطالة امدها لأن النخبة السياسية تعيش على هذه الأزمات ، ولكن حساسية هذه المرحلة وشدتها تختلف اختلافاً كلياً عن سابقاتها وتحتاج معها إلى عقول محايدة تقنع الشارع للتهدئة والاستقرار السياسي والأمني . لان الاجواء المتوترة الحالية مهبطة والاخلال بالوضع الأمني وخروج الأحداث عن السيطرة ليست بالبعيدة لا سامح الله وسيزيد الوضع سوءاً وصعوبة و لا ينبغي أن تتحول إلى عنف وصدامات وفوضى وخروج عن القانون وتهديد الأمن العام وتخريب وتفكيك مؤسسات الدولة ، ولن تحل المشاكل بالمزايدات والمناكفات وسيتضرر منه كل الشعب مما يتطلب من جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحماية القانون والحفاظ على المصلحة العليا للوطن لان تحقيق رغبات ومطالب الشعب يتطلب تعاون وتكاتف كل القوى والأطراف، وان حماية الأمن والاستقرار وحاضر ومستقبل البلد واجب ومسؤولية الجميع ويستدعي الحذر والحكمة من الجميع
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الانتخابات والارادة الشعبية المتحققة
- الافول الحكومي والانتعاش الشعبي في العراق
- لا سبيل إلا الانتصار للشعب
- العراق: المختصرالدستوري في حرية الراي والتعبير
- يظهر بعد الحبل على الجرار
- الضغوطات الامريكية والارادة العراقية
- العراق... الاحتجاجات والازمة الوطنية
- الامن الوطني العراقي والمسؤولية المشتركة
- العراق ...تنامي الوعي الشعبي والامبالات عند السلطة
- استقالة عبد المهدي تُفاقم الازمة ولا امل بتفكيكها
- استقالة عادل عبد المهدي والحال العراق الى اين
- العراق الى اين...منقول
- المتظاهرون الحقيقيون بريئون من الدم المراق
- زيارة مايك بنس للعراق محفوفة بالمخاطر والاستفزاز
- الدفع لفتح ثغرة في الحائط المسدود
- العراق ..غياب الثقة وسلحفاتية التنفيذ
- المرجعية الحكيمة تبلغ في القلوب مقاماً
- لمن يجب ان يقال بره بره بره
- الخيط الرفيع لزوال الخصام في العراق
- التظاهرات ..المسارات والاصرار على الاخطاء


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العراق والازمات المتشابكة والمتراكمة