أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المتظاهرون الحقيقيون بريئون من الدم المراق















المزيد.....

المتظاهرون الحقيقيون بريئون من الدم المراق


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قواسم المشتركات بين لبنان وسوريا والعراق وانضمت لها الجمهورية الاسلامية الايرانية اخيراً لا تختلف ولا تسلم وتدخل في سياق عملية دولية تم الاعداد والتخطيط لها تحاك علىها وبنفس المعيار وان اختلفت اساليبها والسبب في الحالات الثلاث هو خلق الفوضى. ومحاولة ايجاد فراغ سياسي وامني ،وخلق الحرب الأهلية فيها ، وقبلها تجربة اليمن عندما انهار نظام علي عبد الله صالح واليوم حرب التخاذل العربي عليها و في فوضى بلدان الربيع العربي في تونس وليبيا والجزائر ومصروهلم جرا ، ودول اخرى وهكذا دواليك في محاولات تغيير الانظمة ومد حبل " الانقاذ " كما تقول تلك الجهات وتدعي وهي ابعد من ان تكون ، وهي شريكة في ايجاد وخلق المصائب واستمرار النزيف الموجع لاقتصادياتها . والسعي لقلب موازين القوى بحجج واساليب متنوعة لتستولي على الدول في المنطقة ، متحدية ارادات الشعوب بسلوكيات عدوانية مع الوقت، لانها تريد تضعيف تماسك البلدان بالاساس وكما تحدث مايك بنس نائب الرئيس الامريكي في الانبار مع شيوخها في قاعدة عين الاسد خلال زيارته المفاجئة وفي ظلام الليل لها "بتشكيل اقليم من ثلاث محافظات في المنطقة الغربية في العراق" وهو جزء من التدخل السافر لواشنطن في شؤون العراق والمنطقة من اجل اثارة الشارع الملتهب اساساً "وطمئنهم لاستقطاب قوى إقليمية ودولية لمساندة موقفها " و التي تعيش على تلال من الخراب وهوامش مؤسسات الدولة التي ليست بالمستوى المطلوب انما تحلم بأن تكون بالمستوى الذي تستحقه والذي يتمناه وخرج من اجله الشعب العراقي الذي يطالب لتحسين أحوالها وهو أمام امتحان صعب ولأن المظاهرات العفوية لن تصلح الأوضاع لوحدها كما يتمنى العراقيون وهناك من يقف بالضد منها ولا يردها سلمية وحضارية ويضع العصي في عجلتها وقد اخترقت من جهات عديدة ، واستغلت من اطراف لا ترغب الاصلاح وبل اصبحت تهدد لاستقرار الدولة ومن عوامل التأخر وتمنح الفرصة للقوى المتربصة للانقضاض على الصالح فيها .
ان هذا الحراك الشبابي بدأ وكله امل تحقيق مطالبه دون قطرة دم واحدة تسفك وهو بريئ من الذي يراق اليوم وكان مما يميزه هو الوضوح في المطالب و في تحديد الحالة التي وصل إليها العراق وبشكل واضح من بؤس وفساد وفوضى ونقد لكافة القوى السياسية المشاركة في الحكومة العراقية وفي العملية السياسية دون استثناء ، بينما الحركات السابقة كانت خجولة في تحديد المسؤولية وهي ردة فعل لما خلفتها من تركمات الحكومات السابقة من فساد وسرقة وجريمة ضد جميع مكونات الشعب الذين نهبوا خيراته وثراوته وصعد البعض على اكتاف الاخرين وكسرت هيبته وكان من حقه ان يعيش في بيوت تحمل ابسط المقومات الحياتية لا بيوت بنائها من الطين او الصفيح او عشوائيات تقع فوق رؤسهم مع اول زخات المطر. إنها ليست إلا احتجاجات شبابية مطالبة بحق الحياة والعيش الرغيد وايجاد فرص للعمل وصيحات جياع و رياح للحرية لارتقاء البلاد نحو مستقبل افضل و طامحة حتى ترى بلدها في أحسن الأحوال ومن حقها أن تراه كحال باقي البلدان والتي لا تملك مثل مواردها.
إن معظم الشباب المشاركون يريدون ان يكون العراق لهم وليس للدول المتاَمرة عليه ، فعلا هنالك رياح الحرية التي تاتي مع رياح الشتاء الباردة و تعصف من جنوبه الذي ظل صاماً طوال السنوات الماضية على هامش فشل الإدارة والتنمية ونقص الخدمات والفساد، وتجاوزت لجهة تعبيرها عن مطالب عامة الناس، في ظل حالة إحباط عام من إمكانية تحقيق إصلاحات حقيقية بعيدًا عن أجندات القوى والأحزاب التي عاملتها النخبة السياسية الحاكمة كتهديد لوجود حكمها ، وقد لوحظ أن تلك الاحتجاجات لا تريق لبعض القوى في العملية السياسية على الساحة العراقية ، أو مشاركتها، بما في ذلك القوى المحسوبة على اليسار.
المشكلة التي خرقت الاحتجاجات العنف والاعتداءات التي خرجت من بعض الاطراف المدسوسة و العامل الأساسي الذي ساعد هؤلاء على النفاذ إلى الساحات وجمع الشباب والشابات الذين يقولون كلمة حق يريد أعداؤهم بها باطلاً، هو غياب القيادة وضياع التوجيه السليم واجبرت الحكومة على التشديد في الرد وبلغت الخسائر والتضحيات في هذا الحراك أضعاف ما بلغته المظاهرات السابقة، حتى نددت المنظمات الدولية "بالأسلوب الوحشي الذي مارسته القوات الأمنية ضد المتظاهرين في استخدام القوة المفرطة والمميتة "ولم تدين او تعطي اهمية لما قامت بها العصابات الشريرة والمندسة من جرائم وقتل الارواح البريئة وسرقة وحرق المؤسسات الحكومية والمدنية والتي تحاول الاساءة للمتظاهرين وركوب الموجة واصل الحراك بريئ منهم ومن تصرفاتهم الغبية .
ويظهر بهذه الاساليب الخبيثة أن الاستراتيجيات القديمة للسيطرة على البلدان من قبل الدول الاستعمارية لم تعد مجدية، ففكرت من أهمية تجديد وتطوير استراتيجية الاختراق النظيف ولم يعد ضرورياً أن ترسل جيوشاً وتدفع تكاليفها الباهظة، ولكن البديل كان العمل على اكتشاف العناصر الرخيصة التي تؤيدها في هذه المجتمعات والمخلصة لها وتم تمويلها والاعتماد عليها لإحداث الفوضى التي تريدها والتي تخدم مصالحها أولاً وأخيراً .
تقف الولايات المتحدة الامريكية في المقدمة لتمارس شريعة الغاب بدل ان تقود العالم نحو الخير من دون خجل أو استحياء معتمداً على البلطجية والمأجورين والعواهر من خلال قوتها الاستخبارية القادرة على شراء الضمائر والتصدّي لمن يعترض لصوصيتها وسرقاتها ويعترض على جرائمه بحق شعب دفع ثمناً باهظاً للقضاء على الإرهاب، و يكتشف أنها تكمل مهمة الإرهابيين من خلال سلب القدرات و نهب الموارد الطبيعية وحرمان الشعب من ثروته التي انعمها الله عليه و بالفتن واستغلال غضب الناس واستثمار نقمتهم على الفساد والتقصير والإهمال ونقص الخدمات لتحقيق أهداف سياسية تعيد هذا البلد إلى الوراء، ومن خلال إشغاله بأزمات لا تهدف أبداً إلى اصلاح الخراب ومحاربة الفساد أو معالجة التقصير أو تحسين الخدمات والوضع المعيشي للشعوب المعنية بل تهدف بدلاً من ذلك إلى ضرب أي عامل قوة فيها تمكّن هذه البلدان من استجماعه رغم الحروب والفتن التي فرضت عليها،ومن اجل ان تخلق حمامات من الدم واستنزاف قدراته وطبعا هذه القوى لا تريد الخير للعراق ولانها تريد ان تجعل العراق تراباً كما قال كبيرهم قبل سقوط نظامه .
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة مايك بنس للعراق محفوفة بالمخاطر والاستفزاز
- الدفع لفتح ثغرة في الحائط المسدود
- العراق ..غياب الثقة وسلحفاتية التنفيذ
- المرجعية الحكيمة تبلغ في القلوب مقاماً
- لمن يجب ان يقال بره بره بره
- الخيط الرفيع لزوال الخصام في العراق
- التظاهرات ..المسارات والاصرار على الاخطاء
- بين المدسوس والصحيح حسن المشاركة
- (انهزم من جوه المطر وگع جوه المزريب )
- البرلمان العراقي والسبات الخريفي
- بين هواجس التظاهرات المطلبية وعودة داعش
- العراق ولبنان .. تظاهرات الوجع المتشابه
- العراق ...المجهول بات يقلق الكثيرين
- هناك من هو ..حاميها حراميها
- العدوان التركي و افاق الرؤيا الكوردستانيه
- التظاهرات الدموية واصرار الساسة على للمحاصصة
- الهروب من المسؤولية بالتعليق من مجلس النواب العراقي
- الاستخفاف بالقدرات ودس الحطب في النار
- الانتخابات الاسرائيلية مثل الافعى والعقرب
- المسؤولية ، الفردية ، والجماعية واطر نموها


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المتظاهرون الحقيقيون بريئون من الدم المراق