أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميمون الواليدي - المقامة الفرشازية














المزيد.....

المقامة الفرشازية


ميمون الواليدي

الحوار المتمدن-العدد: 6448 - 2019 / 12 / 27 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


حدثنا علال بن قادوس قال :
"قصدت طنجة هربا من الفقر والبطالة، رغبة في ركوب الأمواج العاتية، بحثا عن النجدة والإغاثة، في بلاد الأندلس والفرنجة. تقطعت بي السبل أياما عديدة، فاستحلت صديقا للقطط الشريدة، نديما للكلاب الطريدة، أنام مفترشا الأرض وأوراق جريدة، وأطوف على المطاعم البعيدة، مفتشا عن بقايا البصارة والعصيدة.
بينما كنت يوما تائها في الدروب والأزقة، ماشيا تحت أشعة الشمس الحارقة، مثيرا للشفقة، طالبا للصدقة، شاكيا الفاقة، مستجيرا بذوي النوايا الصادقة، ومستعينا بالقلوب الرقيقة. لمحت رجلا مبيض اللحية، أنيق الملبس، طويل القامة، عريض المنكبين، يمد رجله ليشير لسمك معروض للبيع . أثار سلوكه اشمئزازي، وأشعل تصرفه غضبي. ولأشفي غليلي، وأشبع فضولي، بادرت البائع بالسؤال :
من يكون هذا الوقح المتكبر الذي يدوس الأسماك بحذائه بينما يبحث الكثيرون من بني جلدته عن الأكل في حاويات القمامة ؟
قال: هذا هو الشيخ الفرشازي، الإمام الطنجي، والعالم الرباني. خطيب المسجد الأعظم يوم الجمعة، سليل علماء أهل السنة والجماعة، ومحتقر الفقراء والمتسولين والباعة.
قلت : ويحك يا هذا، أيكون عالم بهذه الوقاحة ؟ وخطيب بهذه الصفاقة ؟
بنبرة ساخرة، وابتسامة خبيثة، رد بائع السمك : أنت لا تعرف لماذا سمي بالفرشازي ؟ لأن الفرشة عند أهل الغرب تعني الفضيحة. وفضائح الفرشازي لا يختلف حولها اثنان، ولا يتناطح حولها كبشان. فضائح سارت بذكرها الركبان، ونقل أخبارها تجار العنبر واللوبان، عبر الصحاري والخلجان، من مراكش إلى السودان، ومن مصر إلى إيران، من أرض طنجيس إلى جزر المرجان، ومن بلاد الأمازيغ إلى بلاد العربان . الفرشازي استعاض عن الكتابة بالقلم بالفتوحات بالقلم، واستعاض عن قول الحق بسب أهل الحق، واستعاض عن الوقار والحياء بالفضاضة وقلة الحياء. منذ أن ذاق ألم القوارير لم يعد له أي رفق بالقوارير. ففاخذ الصغيرات، ورضع من الكبيرات، وتزوج بالقاصرات، وملك المطلقات. أحب ضرب المؤخرات الكبيرة، وعصر الأثداء المنتصبة، ومص الشفاه المنتفخة. قد ينكح كل ما يمشي على الأرض باستثناء السيارات والشاحنات، وينكح كل ما يمشي في البحر ما عدا السفن والفرقاطات، ويطأ كل ما يطير دون الصواريخ والطائرات. وكل ذلك، باسم الرقية في السر، والاستمتاع بربيع العمر، وطرد العفاريت من الدبر."
قال علال بن قادوس : " تبعت الشيخ حتى أدركته، أمسكت ذراعه وأوقفته، نظرت إليه وخاطبته: ألا تستحيي لتمشي في الأرض مزهوا، وقد بلغت من العمر عتيا، ومن العلم مراتبا ؟ كيف تضع حذائك فوق نعمة من النعم وأنت الشيخ الجليل، والخطيب الفضيل ؟ تأملني لبرهة ثم قهقه وقال: لابد أنك وبش انفصالي، أومرتزق علماني، أو زنديق يساري، أو كافر شيوعي. أنت تتطاول على شيخ العلماء وعالم الشيوخ، سيف الإسلام المهيب، وعالم الدين النجيب، وقلم الأمة المنتصب . فلتسمع جوابي الشافي الحاسم، إن لم تبتعد أيها المتشرد الباسم، سأذيقك ما ذاقته أتان سيدي قاسم."



#ميمون_الواليدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة مقامات ميمون الواليدي : المقامة البنفيرانية
- سلسلة مقامات ميمون الواليدي : المقامة الأخناتوشية
- من انفكو الى يت عبدي........اين الثوار


المزيد.....




- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميمون الواليدي - المقامة الفرشازية