أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميمون الواليدي - سلسلة مقامات ميمون الواليدي : المقامة الأخناتوشية














المزيد.....

سلسلة مقامات ميمون الواليدي : المقامة الأخناتوشية


ميمون الواليدي

الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 15:33
المحور: الادب والفن
    


حدثنا علال بن قادوس قال:

"بعد أن أعياني التسول في المنافي، والتشرد في القفار والفيافي، والبحث طويلا عن الخبز الحافي. نزلت أرض سوس علني أجد عملا شريفا، أتخذ منه معيلا وحليفا، يغنيني عن الناس وأعيش عفيفا، أنا الذي صبرت على الذل دهرا ونيفا.

سافرت من مسكينة شمالا إلى ماسة جنوبا، ومن كسيمة غربا إلى رودانة شرقا. طفت البلاد بالطول والعرض، فما وجدت عملا في تلك الأرض، ولا سقفا يقيني من البرد والمرض، ولا حتى وقتا للسنن والفرض. وبينما كنت أهيم على وجهي في أحد الأسواق، أنظر للبضائع بعين المشتاق، وأبتسم في وجوه الباعة حتى لا يظنوا أني من السراق. سمعت مناديا يصيح في الناس، أن حل زمن التعامل بالذهب والماس، وزمن انتصاب القامة ورفق الرأس، وانتهى زمن المحن والبـأس، ورحل عهد القنوط واليأس. فجأة غص المكان بالجموع، وبدأ بعضهم في الركوع، والبعض الآخر في الشكوى من الجوع. فاقتربت لاستطلع سبب الخشوع، ونزوع هؤلاء للخنوع. تحلق القوم حول سيارة رباعية الدفع، يفصل بينها وبينهم نفر من الحراس، ويطل منها رجل يضع ساعة مزينة بالألماس، أشار على الحاضرين بقطع الأنفاس، والإنصات لخطابه بإحساس. قال: يا أيها الناس، لقد جئتكم بشعار أغراس أغراس. دعكم من العدميين الساعين بالوسواس. معا سنقضي على الفقر من الأساس، وسننقد البلاد من الإفلاس. لن يحرم أبنائكم من الأكل واللباس. سنفتح لهم المدارس ونمدهم بالحبر والقرطاس. ستصبحون أسيادا، فلا مكان للرباع والخماس، وسنعوض نسائكم على سيلان دم الحيض والنفاس. أقسم لكم بأجدادي من سوس ومن فاس، سآتيكم بالقمح من نيفادا ومن تكساس، وسألبسكم من جلود النمر والدب والنسناس. معا سنبني دولة مدنية لكل الناس، سيعلو صوت المآذن وسندق على الأجراس، وسأوزع عليكم أراضي وزارة الأحباس. وإن كنت أكذب، فلأطر كما طار عباس بن فرناس. يا أيها الناس، بعد ولائم الشواء والكسكس والترفاس، عليكم بالتصويت على الحمامة سالبة الحواس. غير بعيد وقف شاب يناظر ما يحدث. بدا شاردا وغير مكترث. أو ربما خبر أقوال المتحدث. سألته: من يكون هذا الرجل يا فتى ؟ قال بصوت خافت: هذا أخناتوش العظيم، مالك خزائن الفلاحة، والخبير في أمور الملاحة، والممسك بمفاتيح السياحة. ولولا حبه للسفر والراحة، لسلمت له أيضا أمور الطب والجراحة، ولمنح شهادة دكتوراه في علم المثلثات والإزاحة، وربما عين مديرا لبعض مواقع الإباحة. قلت بتعجب: أليس هذا منتج النبيذ والروم؟ ومصدر الخضر والكروم؟ ومنافس شركة غاز بروم؟ أجاب الفتى بامتعاض: إنه هو بلحمه وشحمه، وعظمه ونخاعه. أو لنقل بلحمنا وشحمنا، عظمنا ونخاعنا. فكل ما اكتنزه امتصه من أجسادنا، وجمعه بفضل عرقنا، واستغلال قوة عملنا. فلا أجور يدفعها، ولا ضرائب يؤديها، ولا ميزانيات يوقرها." قال علال بن قادوس: "تجاوزت الجموع حتى دنوت من الرجل فصرخت في وجهه: يا أخناتوش الولهان، يا خليفة عصمان، يا بعبع البرلمان. يا تاجر البخور والقطران، يا بائع البوتان والبروبان والميثان وكل الغازات التي تنتهي بان. يا مصدر البرتقال والرمان، يا مستورد الذرة والشوفان، يا غشاش البيع بالميزان، يا مدمر شجر الأركان، يا ملوث نبتة الزعفران. ألا ترى أنك منحت سلطة هامان ؟ وجمعت من المال ما يجعلك قارون هذا الزمان ؟ قل لي يا صانع الأوثان، يا من تجاوز خبثه خبث العم حديدان، أين هي ملايير البنزين ؟ وأين مخططك الأخضر الرزين ؟ ألا تستحيي من الكذب على الشعب الحزين ؟ أليس في قلبك رحمة لهؤلاء المساكين؟ ألا تتأثر بالدموع والأنين ؟ استبد الغضب بأخناتوش حتى انتفخت أوداجه، وسال عرقه، واحمرت عيناه. أجابني واللعاب يتطاير من فمه : ألا تعرف من تخاطب يا نباش القمامة ؟ لماذا تتطاول على أسيادك أيها الحثالة ؟ وكيف لك أن تسب المؤسسات يا وجه الزبالة ؟ يبدو أنك قليل أدب وتربية. أنا سأعيد تربيتك، وسأعيد تأديبك، وإن استدعى الأمر سأعيد ختانك. "

#خوذ_الصرف



#ميمون_الواليدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من انفكو الى يت عبدي........اين الثوار


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميمون الواليدي - سلسلة مقامات ميمون الواليدي : المقامة الأخناتوشية