أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - حسن عجمي - ولاية المواطن سيادة الثورة














المزيد.....

ولاية المواطن سيادة الثورة


حسن عجمي

الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 25 - 21:03
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


يكمن الدور الأساس للقوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية في تنظيم ثورات قادرة على تغيير الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي و إسقاط الأنظمة الديكتاتورية و تحقيق حُكم الحقوق الإنسانية وذلك من خلال صياغة دول جديدة يمتلك فيها المواطن السلطة الأعلى فتتوحَّد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في أيدي المواطنين فتنتقل السلطة من ولاية الدولة الحالية إلى ولاية المواطن. هذا هو السبيل الوحيد الذي يكفل إسقاط النظام الديكتاتوري الحاكم كَذِباً و خداعاً بإسم الدولة. فلا دولة حقيقية بلا ولاية المواطن. ولا وطن بلا دولة قائمة على سلطة المواطن واعتبارها السلطة العُليا والأولى التي تحاسب وتحاكم السلطات الأخرى.

كما يكمن دور القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية في تعريف الحقوق الإنسانية و إنتاج حقوق إنسانية جديدة (كحق المواطن في أن يكون السلطة الأعلى التي تتوحَّد بِيده كلّ السلطات) و دفع الثورات إلى تحقيق الحقوق الإنسانية كافة. لا تستقيم ثورة بلا تحقيق حقوق إنسانية جديدة تُغيِّر الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي. فالإنسان مشروع عقلاني و أخلاقي مستقبلي ما يستلزم إنتاجه المستمر من خلال إنتاج حقوق مبتكرة تُحقِّق إنسانيته الأسمى و تُطوِّره اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً و إلا سوف يبقى سجين يقينياته وسلوكياته الماضوية.

تتعدّد الأمثلة على الحقوق التي لا بدّ من صياغتها وتطبيقها لكي تنجح أية ثورة فعلية و منها حق كل فرد في امتلاك مسكن بلا مقابل مادي إن كان من الأقل حظاً اقتصادياً و حقه في التعليم المدرسي والجامعي المجاني و حقه في الحصول على عمل في وطنه وتأمين وظيفة له تكفل عيشه الكريم و حقه في محاسبة و محاكمة السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بِتُهَم الفساد و خيانة الوطن إن أساءت استخدام سلطاتها. و من تلك الحقوق أيضاً حق المواطن في امتلاك حرية مطلقة ضمن مبدأ عدم الاعتداء على الآخرين و حقه في المساواة أمام القانون والمساواة في الفُرَص و حقه في الحصول على نوع من أنواع المساواة الاقتصادية والاجتماعية فلا ينقسم المجتمع إلى قلة من أغنياء و كثرة من فقراء و حق كل مواطن في الاستمرار في الثورة لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة بإسم العسكر أو بإسم رؤوس الأموال أو بإسم الطوائف الدينية أو بإسم أية أيديولوجيا مُحدَّدة بيقينياتها المُسبَقة التي لا تقبل الشك والمراجعة والاستبدال.

من دون هذه الحقوق و من ضمنها حق كل مواطن في امتلاك و توحيد كل السلطات في يده يفقد الإنسان إنسانيته. فالإنسان مجموعة حقوق فإن لم تتطوّر الحقوق لن يتطوّر الإنسان و إن لم تتحقق لن يتحقق الوجود الإنساني. الإنسان مجموع حقوق مُكتشَفة و حقوق لم تُكتشَف بعد. لذا الإنسان مشروع مستقبلي لم يكتمل تحققه و لا يكتمل تحققه سوى في المستقبل على ضوء اكتشاف حقوق إنسانية جديدة و احترامها. بذلك الإنسان ظاهرة مستقبلية تماماً كما تؤكِّد الفلسفة السوبر مستقبلية. و لا تتحقق أية حقوق جديدة سوى بالثورة. وبذلك الإنسان ثورة مستمرة.

أما الثورات العربية الراهنة فتُعيد صياغة الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي لأنَّ واقعنا مُقدَّس بقدسية الله والنبوة والإمامة فمُقدَّس بقدسية الحاكم بأمر الله. لذلك الثورة الحقيقية ثورة على المُقدَّس و من ضمنها قدسية الدولة. لا دولة حقة و حقيقية بلا وطن و لا وطن بلا مواطن. لذا لا تكمن الدولة الحقة سوى بولاية المواطن واعتبار سلطته هي السلطة الأعلى التي تراقب و تحاسب السلطات الأخرى وتستبدلها باستمرار على ضوء ما ينفع المواطنين. هكذا لا تنتصر الثورة فلا ينتصر الوطن سوى بسيادة المواطن و وحدانية قدسيته. فالثورة وطن الأحرار و الوطن ثورة إنسانية مستمرة لا تُبنَى سوى على أُسُس القِيَم الإنسانوية كقِيَم السلام والحرية والمساواة.



#حسن_عجمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنية العقل وفشل الثورات وسُبُل نجاحها
- الثورة على الله
- الثورة على اليقينيات
- كلما ازداد اليقين قَلَّت المعرفة
- العِلم سبيل السلام و الحرية
- العدالة كسلام
- المعارف السوبر مستقبلية
- المعرفة قرار إنسانوي
- المعرفة قرار عقلاني
- العلوم السوبر مستقبلية
- الحقيقة فن استنتاج المعاني
- الحياة فن إضفاء المعاني
- المعاني السوبر حداثوية
- العلوم السوبر حداثوية
- جدل الثورات الفلسفية
- المجاز فن المعاني الصادقة
- الإعجاز المخادع و البلاغة الكاذبة
- المعنى فن إنتاج اللغة
- الشِعر فن استدعاء التأويل
- الكون فن إيصال المعاني


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - حسن عجمي - ولاية المواطن سيادة الثورة