أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام عبد الرحمن - الانتخابات و التحول الديمقراطي في فلسطين















المزيد.....

الانتخابات و التحول الديمقراطي في فلسطين


هشام عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 6442 - 2019 / 12 / 19 - 02:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


من المهم بمكان ان نتطرق الى توضيح الأسباب التي جعلت الانتخابات تفقد فاعليتها الوظيفية ، ذلك لمعالجة اشكالية الانتخابات التي تعتبر مظهر من مظاهر التحول الديمقراطي، وتحليل العوامل المفسرة لتحول الانتخابات من آلية ديمقراطية تعمل على تحقيق الاستقرار، إلى أداة للتسلط السلطوي والانقسام السياسي، والذي ألقى بظلاله على مسارات التحول الديمقراطي في فلسطين .
فقد بدأ المجتمع الفلسطيني بعد توقيع اتفاق أوسلو واقامة أول سلطة فلسطينية فعلية على الارض في العام 1994 توجهاً للانفتاح على العالم بعد حالة من الانغلاق دامت أكثر من واحد وخمسين عاماً، بفعل ظروف الاحتلال القاهرة
للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ، جيث احدث هدا التحول السياسي منعطفاً وتغيراً هاماً في تاريخ تطور الكيان السياسي الفلسطيني وفي طبيعة العلاقات القائمة داخل مكونات المجتمع الفلسطيني .
أن هدف اي عملية تحول ديمقراطي هو تغيير بنية النظام السياسي غير الديمقراطي ، بنظام آخر ديمقراطي من خلال عملية إنتخابية حرة ونزيهة وعلنية ودورية تقوم على أساس المشاركة والتنافس مع توفير الحريات المدنية والسياسية ، ودعم هذا النظام لضمان إستمرارية وإستدامة عملية التحول الديمقراطي من خلال إقرار دستور ديمقراطي ، ودعم الإقتصاد ، وتوفير الإستقرار، ودعم شرعية النظام بتعزيز دور المؤسسات الحاكمة ، وتعزيز دور المجتمع المدني . بالاضافة
لتوسيع وتعميق التفاعل بين مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني , وعلى اختلاف مشاربها السياسية , في مناخ من الحرية , وبعيداً عن تسلط أجهزة السلطة عليها وعلى القائمين على تفعيل نشاطاتها المتعددة والمتنوعة .
وتثير الأجواء الانتخابية التي قد تشهدها الساحة الفلسطينية في الاشهر المقبلة جملة تساؤلات لدى العديد من المراقبين والأوساط السياسية والأكاديمية الفلسطينية حول التحول الديمقراطي الفلسطيني ومدى انعكاسه على واقع ومستقبل القضية الفلسطينية. فقد أدت سنوات الانقسام إلى غياب التداول السلمي والديمقراطي للسلطة , منذ الانتخابات التشريعية الثانية التي فازت فيها حماس عام 2006، وهى التي كان يفترض ان تشكل مرحلة تحول مهمة وكبيرة في عملية البناء الديموقراطي بضمان مشاركة المواطن الفلسطيني في ممارسة حقه الدستوري والقانوني باختيار ممثليه، ولكن ماحدث هو العكس تماماً , ما أدى إلى غياب الحياة الديمقراطية والتفرد بالسلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة . ولو تحقق الهدف من اجراء الانتخابات , لكان لدينا الآن مؤسسات ترتقى لمكونات الدولة الفلسطينية ، ولما وصلنا إلى حالة الإنقسام والتفكك السياسى والصراع الدموي الذي أفقد المواطن الفلسطيني الأمل في اي انتخابات قادمة .
وقد تسبب تعطيل المجلس التشريعي على مدار السنوات الإثنى عشرة الماضية إلى غياب دوره الأصيل في التشريع والرقابة على السلطة التنفيذية، وغياب دوره في المصالحة الداخلية بعد أن لعب دوراً بارزاً في احتضان وثيقة الوفاق الوطني في مسار المصالحة.
كما يجب الاخد بعين الاعتبار ان الفلسطينيون لا يتحركون في فضاء حر يستطيعون فيه ممارسة حرية الانتخابات و حسم الصراع والتنافس السياسي الداخلي بطريقة طبيعية كما يحدث في أي كيان يتسم بالسيادة والاستقلال.
ان العالم كله يقف على أطراف أصابعه إذا نظمت انتخابات فلسطينية ، وكل طرف يستعد للانقضاض على النتيجة: إسرائيل، الدول الإقليمية، الولايات المتحدة، أوروبا، الأمم المتحدة، و هكذا تؤثر نتيجته في معادلات وسياسات وقد تقلب أموراً كثيرة رأساً على عقب , بالاضافة الي سؤال رئيسي يطرح منفسه هل ستسلم فتح بفوز حماس في الضفة في حال فوزها , او هل ستسلم حماس بفوز فتح في غزة مثلاً, وبالتالي تحقق الانتخابات الهدف المطلوب منها ام ان الامر قد يدخلنا في المزيد من الصراعات والتفكك وازدياد هوة الانفسام والتفكك السياسي والاجتماعي
لابد هنا من القول ان أزمة الديمقراطية في فلسطين ليس أزمة نظام سياسي بل هي أزمة ثقافة ومؤسسات وأحزاب ومجتمعا مدنيا، و هى أزمة المشروع الوطني كله , و لخصوصية الوضع الفلسطيني تعتبر التنظيمات والأحزاب السياسية الفلسطينية أهم الادوات الفاعلة في فلسطين ، و تنبع هذه الخصوصية من طبيعة مرحلة التحرر الوطني التي تحملت التنظيمات السياسية مهامها وأعباءها ؛ ذلك لأنها الأقدم والأكثر نفوذاً في المجتمع ، وهي التي بادرت بتأسيس معظم منظمات المجتمع المدني أو تحكمت في تطورها ونشاطاتها , ولا يمكن إحداث التحول الديمقراطي الفلسطيني في ظل غياب الفكر السياسي الإيجابي القادرعلى بناء النظام الديمقراطي في كافة مؤسسات السلطة بل وعلى مستوى الاحزاب والفصائل الفاعلة ، ولا يمكن اختزال عملية التحول الديمقراطى فى تنظيم الانتخابات وتداول للسلطة دون اعتبار لمجمل العوامل القانونية والسياسية والمؤسسية والاقتصادية والاجتماعية التى يتعين حضورها كشروط مسبقة لضمان نجاح واستقرارعملية التحول الديمقراطى.
قد تكون العملية الانتخابية هي الوسيلة الامثل لتجسيد المشاركة السياسية .كما أن النظام الانتخابي يعكس آليات هده العملية في تكريس حق المواطن في الانتخاب والتصويت واختيار ممثليه لمختلف القوى السياسية وممارسة حق الترشح
كما يضمن أيضا حق التنافس فيما بينهما وضمان التداول السلمي على السلطة .
هناك العديد الكثيرمن المعيقات نحو الديمقراطية داخل المجتمع الفلسطيني ، بسبب الاحتلال وممارساته ، بالإضافة لعدم وجود مشروع وطني حقيقي يمكن أن يمهد لنواة مجتمع مدني حقيقى لا تتحكم به مؤسسات السلطة الحاكمة او تنظيماتها المختلفة كما ان المواطن الفلسطيني قد لا يتحمس لهده الانتخابات بسب الاحباط الذى يسيطر على الشارع الفلسطيني والناخب الفلسطيني نتيجة ممارسات السلطة الحاكمة في كل من غزة والضفة , وبالتالي تقل نسبة المشاركة في التصويت مما ينعكس سلباً على نتائج الانتخابات كونها قد لا تمثل غالبية الشعب رغم قتنونية وصحة الانتخابات والنتائج , لأنه كلما ارتفعت نسبة التّصويت، كلما كانت الانتخابات ذات مصداقية أمام الرأي العام بالداخل والخارج .
إن طريق الديمقراطية لم يكن يوما سهلا، وهو يحتاج جهود فاعلة ونخبوية بالاضافة لبرامج وطنية جماعية تسعى لدفع العملية الديمقراطية ، وصولا لتحقيق تحول ديمقراطي حقيقي يسهم في اعادة صياغة المجتمع الفلسطيني وقواه الفاعلة وصولاً لدحرالاحتلال واستكمال مشروع بناء الدولة الفلسطينية المستقلة .



#هشام_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبعاد وملامح الهوية السياسية لحركة فتح
- النظام السياسي الفلسطيني : ازمة الانقسام والاصلاح
- الطيور تُقاوم الحصار
- تحت راية ثورتي
- فلسفة الحب ما بين الموت و الولادة ..
- علميني يامولاتي
- رسائل البحر
- سأبقي معك
- في ذكرى الانتفاضة .. النظام السياسي الفلسطيني الي أين ؟
- أعشق المساء
- الثورة في الشعر الفلسطيني المعاصر
- أَنَا الْمُحَاصَرُ بكٍ
- سلام عليكٍ
- الإعلام الفلسطيني خلال انتفاضة الحجارة 1987
- فوضى داخلية
- نَوافِذَ عِشْقي
- قصائد عشق اليك
- الدولة في الفكر الوطني الفلسطيني
- عن الحب والثورة
- هذه الأرض بلادي


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام عبد الرحمن - الانتخابات و التحول الديمقراطي في فلسطين