أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - توثيق السرد وأسئلته..(باب الخان) للروائي علاء مشذوب















المزيد.....

توثيق السرد وأسئلته..(باب الخان) للروائي علاء مشذوب


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6441 - 2019 / 12 / 18 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


توثيق السرد وأسئلته (باب الخان) للروائي علاء مشذوب
في ملتقى الرواية الثالث الذي أقامه اتحاد أدباء البصرة (6- 9 أيلول 2018) ألتقيتُ القاص والروائي علاء مشذوب عند باب قاعة المحاضرات في شيراتون البصرة تصافحنا، وبنبرة خفيضة ووجه مبتسم خاطبني وسلمني كتابين له: ذلك لقائي الأول وللأسف صار الأخير مع الروائي الغزير المواهب علاء مشذوب – طيّب الله ثراه – ما أنشره في هذه المقالة كتبتُ معظمه والأستاذ علاء مشذوب على قيد الكتابة، واشعره ما يزال على قيدها من خلال مطبوعاته وأفلامه، وحين قرأت روايته(باب الخان) وحاورتُ شخوصه، كنت أصغي لنبرته الخفيضة وهو يكلمني... مكثت مقالتي :أوراقاً مكتوبة ً بالقلم السوفت الأحمر، ومحشورة ً بين صفحات الرواية، وحين نزفتْ شمعته الأولى في الشاطىء الثاني، عدت ُ لأوراقي وتأملتها فتذكرت قصيدة قصيرة جدا جدا، كتب َ عنها الناقد روبرت شولز مقالة ً عميقة َ
( مرثية ...
أقرأها لمن ؟)
الآن مع غضبة الجماهير العراقية، دلفتُ مجددا في الفضاء الروائي لجمهورية باب الخان
(*)
(باب الخان) هي سيرة مكان تتفرع منها وجيز سيير الشخوص الذين يتذكرهم سيد عدنان : وهوالشخصية المحورية، ومن خلال صوته الخاص وتصويتات شخوص الرواية وأحيانا صوت السارد العليم سنصغي للحكايات التالية :
*حكاية سيد عدنان الغرامية
*حكاية سعدية
* أبو جبار وجبارالذي سيغادر ويمكث في كندا
* الحوذي ابن سيد هاشم
*كرم المعمار
* كاظم أبن السمينة
* فرهود1941
* الممرضة الأرمنية أريف
* تاريخ البهرة من خلال أيسر
*عائلة جبر
*بائع الباقلاء يعقوب الياسر
*منتصر الشيوعي المشحون بالديالكتيك الماركسي
* مقتل عزيز الهادىء
*مقهى قاسم بهية ومقتله على يد عباس حلومة
*جليلة شماعية وزوجها غيض الأعور
* فضائح جميلة بنت جليلة شمّاعية
*هدى بنت جميلة : عهر وشعوذة
*بسبب دعارة شقيقتيه: علي الرياضي الخلوق يضرم النار في ربيع عمره الفتي
هذه الحكايات متناثرة مصابيحها بين مستويات: السرد والتوصيف والتوثيق التاريخي، وعنوانات هذه الحكايات من تصنيع قراءتي الشخصية.
(*)
في قراءتي الثانية لرواية (باب الخان) قرأت ُ الحكايات الماتعة على حدة، ثم عدت ُ لقراءة الرواية، قافزا المتون الحكائية: إجراءات قراءتي وفرّت لي روايتين في رواية واحدة
(*)
الشخصية الدائمة الحضور في (باب الخان) هي شخصية سيد عدنان وبشهادة السارد العليم (كونه شاهدا على العصر وهو يرى مدينته تنهار بأهلها وتراثها وحرفها وأسواقها وبيوتاتها وشناشيلها وعاداتها وتقاليدها / 242) وقد أولى المؤلف أهتماما خاصا في نحت الأبعاد الشخصية لسيد عدنان، المسكون بعشق المكان حد التماهي،عشقٌ مصاب بتأبيد لحظة معتقة، في داخلة هو للمدينة يخشى على مدينته هو/ زمنه النفسي من الأفول : (يكره التغيير لأي شيء يخصها، ويحب التكرار لحياتها/ 208) بوحدة مقياس غاستون باشلار : سيد عدنان مصاب بمرض تثبيتات السعادة
(*)
(باب الخان) حي سكني يتموقع في مدينة كربلاء وهو : مسقط رأس الروائي علاء مشذوب،ولهذا المكان قدسية معينة(يحتضن بين ظهرانيه جزءا من واقعة الطف/44) وبالنسبة لسيد عدنان فهو(يشعرأن للمدينة روح تسكن أهلها وضمير تربى داخلهم/ 208) من منظور آخر فأن باب الخان حيز منغلق في ذاته من وجهة نظر منتصر الشيوعي الذي أدلجه المؤلف أدلجة مطلقة !!(يا سيد عدنان،أنتم تدورون في ساقية أسمها جمهورية باب الخان وبين المشاكل والعراك،ولا تعرفون ما يدور في قضاء المسيب أو بغداد/ 306)
(*)

لا حظت قراءتي المنتجة ثمة تنافس سردي بين المستويين التاريخي/ المكاني بشحناته الكرنفالية الآسرة .ويشكل التاريخي جوانب تراجيديا كربلاء وفاجعتها العظمى وكيفية تماهي حاضر المدينة فيها، وهناك صدمات تاريخية منها زيارة الطاغية لكربلاء، ثم مجزرة قاعة الخلد..
(*)
ألا يمكن أعتبار تسريد منطقة باب الخان وجعلها كائنا نصيا هو محض تعويض لمتحف حلمه سيد عدنان وأراده واقعا مرئيا لتاريخية المكان/ 46 هذا الحلم الذي أجهضته الحكومة
(*)
حين تتوغل قراءتي سترى أن (باب الخان) هي رواية السوق بصخبه وباعته ومجانينه وثماره .إذن رسم فضاء المكان لا يقتصر على المقدمة الروائية المعنونة( رسم فضاء المكان).ذلك لأن الفضاء الروائي كله في (باب الخان) يتجاور مع جماليات فن المنمنمات
(*)
تتوزع السرود بين السارد العليم وسواه من السُراّد،وهؤلاء يتم تحريكهم سرديا من خلال تساؤلات سيد عدنان، فهو (من الثقات المعتمدين في سوق الفسحة وموضع أماناتهم، يلتقي عنده بعض الأحيان شخصيات مهمة من الأشراف والأعيان والمثقفين والمتعلمين / 31) وتتصف شخصية سيد عدنان بالفضول المخابراتي الفطري، فبعد مقتل قاسم بهية على يد عباس حلومة،
يقصد سيد عدنان صديقه مهدي النعيمي ويسأله (عن سر مقتل قاسم بهية 284)
وعن الأمكنة وتواريخها يسأل صديقه سيد حليم وهو أسن منه بنيّف وعقد من السنوات عن تاريخ بناء المغتسل/ 48 ثم يسأله (لماذا أطلق على نهر الحلة بنهر البُربخ؟) فيجيبه صديقه/ 49.
(*)
في فصل (قصة الفرهود ومحلات باتا) تعود الذاكرة إلى 1941 ويكون السرد قد تم تحويره من محاورات بين سيد عدنان وصديقه مروان(220) والمحرّك الأساس للفصل هو أيضا سؤال يسأل سيد عدنان إلى صديقه مروان : (سأل سيد عدنان مروان عن الحزن الذي يكتنف أباه/221) وسينوب مروان سرديا عن الأب ويحدثنا عن علاقة والده باليهودي العراقي يعقوب من ص221 حتى منتصف ص228 وسيتم تبئير الكلام بتداعيات حركة مايس 1941 وما جرى من تقتيل لليهود العراقيين
(*)
من خلال سؤال واحد، يوجهه سيد عدنان للممرضة الأرمنية أريف في تلك الليلة :(لديّ سؤال يأكلني. كيف قبلت الزواج من مسلم؟ والأنكى هو تغيير بيئتك من بغداد إلى كربلاء/ 92) ضمن وسائل الإقناع الروائي، توقيت السؤال غير ملائم في هكذا ليلة يفترض بالقابلة المأذونة الأرمنية،أن تكون منشغلة بين الحين والآخر مع المرأة الحاملةالتي تتمخض في الغرفة الثانية واللا مقنع الآخر، هو إسهاب أريف على سعة ستة وثلاثين صفحة تاريخية تشمل مكابدات الأرمن.ذلك الإسهاب الذي لم تقطعه أستغاثات أوجاع مخاض المرأة
(*)
سينوب سيد عدنان عن السارد العليم ويطلق سؤاله نحو صديق أيسر وهو من دولة اليمن ينتسب لطائفة شيعية غير جعفرية، عن معتقداته فيجيبه صديق أيسر / 157- 161 ويعاود السارد العليم تسهيبه في توصيفه لكرنفالات المدينة وفي فصل (التسفير قصة لاتنتهي) سينقل لنا السارد العليم كيفيات سرد الحكومة العراقية في حياة التبعية الإيرانية ويكون السرد بطيئا كالوجع (102- 110ص) بعدها مباشرة ينتقل عنف سرد الحكومة للمكان حيث يتم في 1979 توسيع مابين الحضرتين بالشفلات والكريدات محو الأمكنة بتنويعها وتعويضهم (لم يكن له أية قيمة /218) ويواصل عنف الدولة العراقية منذ تأسيسها سردياته عسكريا (فأنتجت السجون والمعتقلات والإعدامات والمنافي والسراديب والأضطهاد وتكميم الأفواه/233)
(*)
الممرضة الأرمنية أريف سيكون سردها بتوكيل بشكل متكرر، فهي محض ناقلة لمسرودات أمها التي كابدت من مجازر إبادات تعرض لها الأرمن (102/111/ 114/ 117/ 120/ 121)

(*)
ومثلما يسهب سيد عدنان في توصيفه سوق البهرة/49 سوف يسهب في توصيفاته لسوق العجم/ 201
(*)
زمن الرواية هو منتصف سبعينات القرن العشرين وتحديدا في تموز 1973(بعضهم يتكلم بصوت خفيض عن إعلان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية142) وتنتهي الرواية مع بداية الحرب العراقية الإيرانية، وهذا هو الزمن الأفقي في الرواية لكن للسرود أزمنتها الأوسع قوسا ً والأشد ضنكا ً كابدته الأجيال العراقية وما زالت ...
*علاء مشذوب / باب الخان / ط1/ 2018/ دار الفؤاد للنشر والتوزيع/ لا يوجد عنوان الدار!!



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمى الزراعي / سقوط القدوة... وتأخير السرد (لا تشبه ذاتها) ...
- تأنيث السرد واللاهوت... في(منازل ح17) للروائية رغد السهيل
- الزوجة العذراء .. وتشظية السارد العليم (الوزر المالح) للروائ ...
- غضبة تشرين
- عمق الرؤية والرؤيا... في (أرباض) الشاعر مقداد مسعود
- غازي فيصل حمود: ظل ٌ فضي
- التخيل اللاهوتي ... قراءة مجاورة / في( الخيال السياسي للإسلا ...
- إسماعيل فهد إسماعيل
- أستدعاء الحزن: قيمة وجودية / في (قسيب وقلالي) للشاعر مقداد م ...
- الأحد الأول
- قراءة في (قسيب) مقداد مسعود... بقلم أنور محسن
- قراءة في (أرباض) مقداد مسعود ... بقلم أنور محسن
- سؤال الوحدات الشعرية.. في (الأحد الأول) للشاعر مقداد مسعود ب ...
- ربيع الأربعاء
- صوت كالحلم تراه العيون ...(حلم عين) للروائي كاظم الأحمدي
- حسن سامي : يغنّي الفراغ فيصير الورد في قمصانه ِ
- الفيل والعميان / قراءة مجاورة في (الفقيه والسلطان ) للمفكر ا ...
- بؤس المثقف وملاينة ُ سوط ِ السلطة / أحمد فال ولد الدين ورواي ...
- مقدمة (ذهان)
- سمير أمين :صحوة الجنوب تتصدى لفايروس الليبرالي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - توثيق السرد وأسئلته..(باب الخان) للروائي علاء مشذوب