أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - حسن سامي : يغنّي الفراغ فيصير الورد في قمصانه ِ














المزيد.....

حسن سامي : يغنّي الفراغ فيصير الورد في قمصانه ِ


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6324 - 2019 / 8 / 18 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


حسن سامي يغنّي الفراغ فيصير الورد في قمصانه
تأملات في (رُبّما) ... الشعرية
مقداد مسعود

(*)
ينتسب الشاعر حسن سامي
إلى جيل عراقي مملح بالحروب،
الحروب بطبعتها الأخيرة القابلة للتحديث.
وقتُ حسن سامي ،صالح ٌ للتبغ
ولهذا الفتى أسئلة تقوده وتقودنا
إلى أسئلة ٍ أخرى
لا ترث من الخيبة سوى البرحي
وبين الحين والآخر
رأيتُ هذا الحسن يفتشُ عن سماوات ٍ
لا تشبه سواه.
ومازال الفتى على الطرقات
ينوح
: كم تَعبنا !!
متى يفيق ُ أعوجاج ٌ في أستقامتنا !!
ويقرعُ أبوابَ الفرج
: تطشر َ العمرُ لا معنى يُعلّبه
(*)
حين نمسكُ المجموعة الشعرية(ربّما) من قصيدتها الأخيرة، سنرى الفعل الشعري الذكوري من خلال مرآة الأنثى، بشهادة قول / بوح الشاعر :
(أنا مازلت ُ
أنشقُها هواءً ضرورياً
لكي أنزاح عني /101- امرأة من ورد تقترح الفراش )
ويختم قصيدته ذاتها قائلاً
(أنا
ما قبلَها عدَم ٌ قديم ٌ
أنا مِنها.. لأني لست ُ مني )
بدءا ً من ثريا القصيدة (إليها أولاً وأخيرا) وصعودا إلى نصها الشعري
(خُذيني من بلاد ٍ لا تسمى )
نلاحظ سيادة فاعلية التأنيث في القصيدة : خذيني / يسحبني انتشاءُ/ تعالي/ ويختتم قصيدته بفضح شحناته الشعرية السالبة في قوله :
(مجازاتي القديمة ُ محض ُ كذب ٍ
وقبلك ِ يا – أنا – الشعرُ – أدّعاءُ )
وفي (..شهقات المينا..) يتوسلها قائلا
(أضيفي إلى النجمات شيئا مؤنثا
فلولاك حتى البدرُ
بدرٌ مُدلّسُ)
والأنثى لا تبسط مؤثريتها على البشري الخاص فقط، فهي قطب الوجود، ولها سطوة على دورة الأشياء في قصيدة (آخر شهقات المينا)
(إذا ثوبك ِ الزهريُّ
مسّ شجيرة ً.. غصون ٌ لها أشواكها تتنرجسُ)
(ستذكرك الأنهارٌ
لو قلَّ ماؤها
وتتبعك َ المينا
فلاتتيبس ُ)
(ويحدث ُ
أن الصبح َ يبهت ُ
حينما تغيبين عني.. والنوافذ تعبس ُ)

(*)
تتوقفت قراءتي عند نقاط ٍ أستهوتها
*التنضيد الطباعي
*الجملة الشعرية
*منصة الماء
*تأنيث المنصوص
*القصيدة المفكّرة بشعريتها
*شخصنة القصيدة
(*)
حين تتصفح (ربما) المجموعة الشعرية الثانية للشاعر حسن سامي، تحسبها قصائد نثر، وهذا التلفيق: متأت من تقنية التنضيد الطباعي، وهي حيلة مشروعة، لكنها لا تمنح تأشيرة دخول لشاعر متعصب لقصيدة النثر، أو لقارىء غدت لا تعنيه القصيدة العمودية المعاصرة للأسباب معينة... ومع التنضيد النثري، هناك فواصل البياض بين بيت وآخر مما يجعلنا أمام متواليات من البيت الشعري الوامض..ولعبة تنضيد العمود نثرا، لها سابقة في أوائل السبعينات،فقد اجترحها الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في مجموعته ِ(خيمة على مشارف الأربعين )،ورصدها الناقد طراد الكبيسي ،في مقالة نقدية، ثم أدرج المقالة في كتابه النقدي القيّم : (شجر الغابة الحجري)
(*)
الجملة الشعرية الشفيفة، هي التي تسوقفني في قصائد الشاعر حسن سامي ، وها أنا ممعن فيها، وأقطف منها ما أنغرس في قراءتي، وهذه الجمل تستفيد من أستعارات وتشبيهات تستعملها قصيدة النثر، التي تنماز بالنبرة الخفيضة، وهذه الاستفادة، صرتُ أتلمسها في قصائد شعراء العمود، الجدد، الذين تألقوا ضمن ما يسمى (جيل فجر الحرية) ربيع 2003
(كثقل القارب ِ الملقى وحيداً
بطين الشاطىء المنسي نفنى/28)
(نَجرُّ
بقايا قاربين لساحل ٍ
وأخطاء قديس ٍ كثير ِ التساؤل/65)
(موانيء ُ اللكنة ِ السمراء
مربكة ٌ
وقارب ُ الريح ِ
منفيٌ إلى الغوص/ 78)
(وقد صُدِمت ُ
بشيء لست ُ أفهمه ُ
حين أفتضحت ُ نوايا الماء بالصخر ِ/ 80)
(لكي أُفسّر كُنه الماء ِ
يَلزمني نهرٌ قديم ٌ
وجرف ٌ طاعن ُ العمرِ/ 81)


(*)
تتجسد شخصنة القصيدة،في القصائد التالية :
*(هكذا تكلّم علي شريعتي)
*(القصيدة بلا عنوان ) وهي مهداة إلى فقيد الشعر العراقي، المأسوف على شبابه، قمر البصرة الذي غاب: (أكرم الأمير)
*(قل هل أتاك حديث النرجس)
*(آخر كوّة في جدار المعنى) إلى صديقه فاضل عباس الحلفي
*(صليت على كاهل الضوء) مهداة إلى دعبل الخزاعي
(*)
هذه وقفة تأمل مع( رُبّما) المجموعة الشعرية الثانية للشاعر حسن سامي، وشخصيا أرى أن الشاعر حسن: قد تجاوز مجموعته الأولى من خلال النبرة الشعرية الهادئة، وتنقيع مفردته بمياه عذبة صالحة للشعر الهادىء الشفيف..
*حسن سامي/ رُبمّا/ منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق /2019



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيل والعميان / قراءة مجاورة في (الفقيه والسلطان ) للمفكر ا ...
- بؤس المثقف وملاينة ُ سوط ِ السلطة / أحمد فال ولد الدين ورواي ...
- مقدمة (ذهان)
- سمير أمين :صحوة الجنوب تتصدى لفايروس الليبرالي
- 14 تموز : ذاكرة لا تنام
- 61 تحية لثورة 14 تموز
- أخلاقيات التقنية
- الضديد الأخوي : في (قصة حلم...) للروائية سناء أبو شرّار
- الجسر الإيطالي
- أناقته تستحق شوارع أفضل تساردات(طائر القشلة) للروائي شاكر نو ...
- من يستطيع رؤية الشاعر..؟
- أحمد فال ولد الدين ومدينتي البصرة
- عبد الرزاق حسين : شفافية شعرية لا مرئية
- مسك في تبئير القول الشعري رافع بندر في (بين شقوق الجدران)
- الشيوعيون في البصرة : مانعة صواعق
- شمعة ٌ بين قبرين
- طيب تيزيني والفوات الحضاري
- هايكو : جناح الفراشة
- المكلّف بالتوت : فوزي كريم
- حصتي بين سيافيّن هواء مشطور: هكذا يغرّد الطائر أمجد ناصر


المزيد.....




- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...
- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - حسن سامي : يغنّي الفراغ فيصير الورد في قمصانه ِ