أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الجسر الإيطالي














المزيد.....

الجسر الإيطالي


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 02:38
المحور: الادب والفن
    


الجسر الإيطالي
ألقيت في أمسية (الوردة بعطرها) منتدى أديبات البصرة / مبنى اتحاد أدباء البصرة 27حزيران 2019
مقداد مسعود
قوس ٌ بِلا نصرٍ، ركبتاه على الكورنيش وجبينه يجتث شجرَ التنومة :
لا يصلّي، ولا يُذكُرني بجندي مجهول، يحتوي بداخلهِ جنوداً مجهولين: جثثا طافية ً فوقها جثث ٌ طافية ٌ فوقها مِدخنه،فوقها صريخٌ جَسّرَالشط بأجمعه،واستغاثت به مئذنه ..جسرُ ولا ماءُ تحته، سوى الراكداتِ أماني
الثكالى شبكاتِ أصواتهن لاتصطاد جندياً من الطافين لكن ثكنه ْ ..
جسر ٌمتعالٍ على نحيبهن النيلي بشيخوخته الفضية، هذا المقنعٌ والمزنرٌبالحديد المغلوّن جَرَشَ خبزا وفيرا، ولا نقيع خبزٍ للسمكِ ولا ناشته بيوت ٌ لا نوافذ فيها، ولاملبوسات !
إذن من حوّل أعني مَن طَلَيّن هذا الجسر
: بيتزا وغسيلَ بنوك وضمائر !!
(*)
الجسر: يجسد خوفا ً من فحولة الأنهار، فيراودُها على مبعدةٍ عمودية ٍ هو خائن الضفتين يدجن الأنهار ..يجعلها آية ً للسياحة ويكون الجسر ٌ سمسارا،ويرتقي فيكون نخاسا، وتذله أحذيتنا وضجيجنا وحمولاتنا الثقيلة ُ الأنفاسِ
(*)

ليس أحفاد غاليلو،ولا يتذكرونَ كيف استقبلت البصرة ُ ماركو بولو آنذاك.
هؤلاء: الركائزُ دسيستُهم في رحمِها المائي،أعمدة ٌ صلدة ٌ تصدم جباه المياه في جزرها والمد،فتطفو جثثُ الماءِ فوق الماء ونرجُمها بالحصى!! كيف نرجم ُ أشقاءنا بالرضاعة من السلسبيل ..!!

(*)
صرت ُ لا ألتقي الشطّ كما كنتُ أفعلُ، استحي مما أصابَه : بثورٌ بلاستك تطفو على وجهه، نفايات المدينة على صدره،المجاري وغير المجاري، وأخضوضرت عيناه من ضباب المعسّل وتحشد على كتفيه أغرابٌ هبطوا عليه من جحيم الكرستال!! كيف أقصده وأنا لا أذود عن طبائعه فينا؟ فهو المربي والمعلم كاتم الأسرار، عشيق (حديقة الأمة) معالجُنا مِن صدأ الحكوماتِ، مظلة ُ الفقراء، في كل حينٍ يغسلُنا بمباهج شتى ويمنحُ عوزَنا مفاتيحَ الجِنان .
(*)
لا نريدُ علوا على الماء: لاصلافة َ فينا،لسنا من الفاتحين .الشط والدنُا الرحيم، ونحن نوارسٌ نغفو على قلبه النابض ُ فينا بالوراثة وهو مرايا مشط ُ غيماتِنا المنزلية قبيل الغروب،تتذاوب غيمتُنا في نقيعهِ العطري ونترك غيمَ وجوهنِا على صخورِ مهبطهِ هو شط أبن ُ أحفاد أحفادنا ووالدنا أجمعين ..
كيف لي الآن أن أخاطبه من شاهق الجسر والمياه سيدة ٌ كريمة المحتد
(*)
حلمناه في فجر ذاك الزعيم : صدرهُ تطرزه النوارسُ والصوّى وهو مضافة ٌ وميضأة ٌفي عراق ٍ كريم: يفتح ذراعيه للجانبين، لتمرِ البواخر حتى مسفن الكادحين
(*)
الآنَ في غروب ٍ قبل الغروبِ :
يُهرعون إليه فتيانُنا، كلما تكالبت عليهم الأقفالُ والظلامُ الأبيضُ الصلدُ
يعتلون حدَبتَه ُ، يقتربون مِن حديدِ رموشه ِ، يتمرون في مرايا الشط، هل ينقبون عن مفاتيحِ أقفالٍ تكالبت على أحلامهم !! هل يسمعون حسيسها؟..يقفزون ليصعدوا مبكراً، تهبط قبلهم من جيوبهم بقيةُ حبِّ شمسي، تهبط شيلات أمهاتهن وجرغد أم الأمهات، والأصوات التي ثقبتها فوهات تظاهرات أيلول البصرة، لا الفوهات تهبط ولا الهراوات ولا الكراسي، ولا الزجاج المظلل بالدفع الرباعي ..
.حين يقفزون تنغرزُ ظلالهُم في قاع ٍ مظلمٍ يواصل الشخير.. إلى بيوتهم بلا ظلال ٍ يعودون. تبرق صورُهُم في بيوتِهم تبرُق وترعُدُ وتنفرط ُ غيمات ٌ مِن الرمان وتنوح فواخاتٌ على حوافِ صورهِم، ولا تشيخُ صورهُم ولا بسماتُهم ولا يجفُ ندى الوجوه والجسرُ لا تصدأ رموشهُ ولا تبيّض ندما..
(*)
في ليلةٍ شتويةٍ المعنى،وقفنا نرمق ُ الجسرَ . قال المعلمُ وهو أصغرُنا جميعا : ترفقوا بنوافذ الموتى فهي جسورهم نحو مصابيح البيوت.والشط ُ صار الآن غابة ً. لا تخفضوا عيونكم،حتى ولو الرمح : مفتاح السحابة ِ،أمشوا على جمرٍ فالجمرُ سيده الرماد،وإذا القيامة ُ كشفّت عن ساقِها: سنجعل الأشجارَ من ضمن العتاد .
(*)

على حافة الجسر الأيطالي، بالقلم السبوري الأزرق
: يتذكر الغرقى إنّا ها هنا كنا
قبل مجيئهم منا.

نيسان 2019/ إبريهه / البصرة



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أناقته تستحق شوارع أفضل تساردات(طائر القشلة) للروائي شاكر نو ...
- من يستطيع رؤية الشاعر..؟
- أحمد فال ولد الدين ومدينتي البصرة
- عبد الرزاق حسين : شفافية شعرية لا مرئية
- مسك في تبئير القول الشعري رافع بندر في (بين شقوق الجدران)
- الشيوعيون في البصرة : مانعة صواعق
- شمعة ٌ بين قبرين
- طيب تيزيني والفوات الحضاري
- هايكو : جناح الفراشة
- المكلّف بالتوت : فوزي كريم
- حصتي بين سيافيّن هواء مشطور: هكذا يغرّد الطائر أمجد ناصر
- أوراق التين : ظلال الخروب ... (لمار) للروائية إبتسام تريسي
- العطايا قبل السؤال
- كرسي هزاز
- مدينة العمارة : تهدي حسين مروّة قلما ذهبيا
- مفاتيح (باب الفرج).. في حدقتي ّعين الطائر
- فالح عبد الجبار وإدوارد سعيد
- منافذ الدلالة... في(عركشينة السيد) للروائي سلمان كيوش
- النص والنصيص... في(بودلير في جبة الحلاج) للشاعر والروائي هان ...
- العين مفتاح الأشياء ...


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الجسر الإيطالي