أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الاشتراكيون الثوريون - رؤيتنا: هزيمة حزب العمال البريطاني.. ماذا تعني؟















المزيد.....

رؤيتنا: هزيمة حزب العمال البريطاني.. ماذا تعني؟


الاشتراكيون الثوريون

الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 10:12
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



أكبر هزيمة انتخابية لحزب العمال البريطاني منذ ثمانينيات القرن الماضي. هذه هي حقيقة نتائج انتخابات ديسمبر 2019 في بريطانيا. هذه هزيمة كبرى لليسار البريطاني ولليسار العالمي بشكل عام. ما نحتاجه ليس انكار الهزيمة أو التقليل من شأنها بل محاولة فهم أسبابها وسبل مواجهة التحديات التي تفرضها تلك الهزيمة على اليسار.

لابد أن نتذكر أن البرنامج الذي طرحه كوربن في الانتخابات هو أكثر البرامج يسارية وراديكالية منذ عام 1945. فقد تضمن البرنامج على سبيل المثال عودة التعليم المجاني وإلغاء ديون الطلاب وتأميم السكك الحديدية والطاقة والنقل العام. وتضمن أيضًا توصيل خدمة الانترنت مجانًا لجميع سكان بريطانيا ومضاعفة الاستثمارات في خدمة الصحة العامة وفي التعليم ورفع الحد الأدنى للأجور. وقد طرح البرنامج رؤية عملية حول تمويل كل تلك السياسات من خلال عودة الضرائب التصاعدية وزيادة الضرائب على الأثرياء والشركات الكبرى.

ولابد أن نتذكر أيضًا أن حزب العمال خلال تسعينيات القرن الماضي كان قد تبنى الليبرالية الجديدة وسياسات التقشف وتقليص دور الدولة في الاقتصاد. وقد استكمل حزب العمال تحت قيادة توني بلير ما كان المحافظون تحت قيادة مارجريت تاتشر قد بدأوه من هجوم على معيشة وأجور العمال وعلى الخدمات العامة، بل سرَّع من وتيرة الخصخصة وتخفيض العبء الضريبي على الشركات الكبرى بحجة تشجيع الاستثمار.

وقد جاء صعود جريمي كوربن لقيادة الحزب كبداية لتحول كبير في الحزب. فتطورت حركة شبابية قاعدية (مومنتم) من عشرات الآلاف مؤيدة لكوربن وللاشتراكية وانضم مئات الآلاف للحزب على أمل التحول الذي أحدثة كوربن.

وبالفعل تمكن حزب العمال بقيادة كوربن وببرنامجه الراديكالي من تحقيق انتصارات كبيرة في انتخابات 2017 حيث ارتفع عدد مقاعد حزب العمال في البرلمان 30 مقعد في مقابل انخفاض عدد مقاعد المحافظين 14 مقعد.

لم تكن يسارية جريمي كوربن أو راديكالية برنامجه عقبة أمام هذا النجاح الانتخابي بل سببًا رئيسيًا لذلك النجاح.

إذن ما هو سبب هزيمة 2019 المدوية؟ الموضوع بلا شك يحتاج الكثير من البحث والتأمل وأيضًا النقد الذاتي من قبل كوربن والجناح اليساري لحزب العمال. ولكن يمكننا تلخيص الأسباب الرئيسية بشكل أولي كالتالي:

الفيل في الغرفة كما يقولون هو قضية بريكزت ومسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. في 2016 صوت البريطانيون في استفتاء حول مسألة بريكزيت وجاءت النتيجة لصالح قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنسبة 51.9٪.

كان موقف جريمي كوربن وقيادة الحزب بعد الاستفتاء هو قبول النتيجة واحترام قرار الجماهير ولكن قطاع واسع داخل الحزب سواء من أعضاء البرلمان أو من الناشطين الشباب كان مؤيدًا للبقاء في الاتحاد الأوروبي وبالتالي مع تبني موقف مؤيد للعودة لاستفتاء ثاني حول قرار الخروج. ولقد رضخ كوربن في النهاية للضغط الحزبي الداخلي وأصبح الموقف الرسمي لحزب العمال هو المطالبة باستفتاء ثاني حول القضية.

قضية بريكزت أعقد مما يبدو. فهي ليست كما يظن البعض مجرد صراع بين موقف ليبرالي منفتح من جانب (موقف البقاء في الاتحاد) وبين موقف عنصري قومي معادي للمهاجرين والأجانب عمومًا (موقف الخروج من الاتحاد). فكثير من العداء للاتحاد الأوروبي يعبر عن رفض لسياسات التقشف والإفقار واعتبار أن مصدر تلك السياسات هو بيروقراطية الاتحاد الأوروبي بتواطؤ من النخبة المالية والسياسية في لندن. هناك بالطبع الكثير من المؤيدين للخروج من الاتحاد من المتأثرين بالأفكار العنصرية والقومية اليمينية ولكن لا يمكن اختزال مواقف المصوتين بالخروج في اليمين المتطرف. فكثير من الذين أعطوا أصواتهم لكوربن في 2017 ببرنامجه الراديكالي المعادي للعنصرية كانوا مِمَّن صوتوا للخروج في استفتاء 2016. ويبدو من إحصائيات نتائج انتخابات 2019 أن كثيرًا من هؤلاء المؤيدين التقليديين لحزب العمال هم الذين نقلوا أصواتهم لصالح حزب المحافظين بسبب الموقف من بريكزت وليس العداء لكوربن وبرنامجه.

حزب المحافظين طرح برنامج جوهره هو الالتزام بالخروج من الاتحاد الأوروبي احترامًا لاستفتاء 2016. في حين طرح حزب العمال برنامجًا تفصيليًا وراديكاليًا ولكن في المسألة المركزية الشاغلة للرأي العام، وهي بريكزيت، كان موقفه مبهم وغير واضح (ماذا يعني طرح الموضوع لاستفتاء ثاني؟ أليس هذا مجرد محاولة للالتفاف حول نتيجة الاستفتاء الأول؟ لماذا لا يحترم كوربن تلك النتيجة؟ إلخ).

ولكن على الرغم من مركزية قضية بريكزيت في فهم هزيمة حزب العمال فهناك بالطبع أسبابٌ أخرى. فهناك على سبيل المثال الحملة الإعلامية المنظمة التي شارك فيها اليمين داخل حزب العمال وخارجه والتي ادعت أن كوربن معادٍ للسامية لمجرد دعمه المبدئي طويل المدى للحقوق الفلسطينية وللمقاومة الفلسطينية. وهناك اتهامه بدعم الإرهاب سواء في فلسطين أو في أيرلندا الشمالية. هذه الحملات لعبت دورها في التأثير على الناخبين، ولكن من الخطأ التضخيم منها، فمن البديهي أن اليمين كان سيحرِّض بكافة الوسائل الممكنة ضد وصول يساري مثل كوربن للحكم، وهو أمر كان يحتاج لتعبئة واسعة النطاق ضد تلك الأكاذيب.

وربما تكون مسألة العلاقة بين العمل البرلماني الانتخابي والتعبئة الجماهيرية خارج البرلمان من أهم نقاط ضعف حملة جريمي كوربن. فسلاح اليسار الأساسي في مواجهة يمين يتحكم في غالبية الصحف والمواقع والقنوات الإعلامية ومستعد أن يضخ المليارات في حملاته، هو التعبئة الجماهيرية بالتظاهر والاعتصام والإضراب. وكانت لكوربن فرصةٌ استثنائية لمثل تلك التعبئة، فكما ظهر من نتائج الانتخابات الأخيرة فقد حصل العمال على أغلبية أصوات 57٪ من الشباب بين 18 و24 عامًا و55٪ من الشباب بين 25 و34 عامًا. وهي القطاعات الأكثر مشاركة في المظاهرات والاعتصامات خلال الأعوام الأخيرة (إضرابات ومظاهرات الدفاع عن البيئة مثالًا). ولكن حملة كوربن التزمت أولًا بماكينة حزب العمال والتي يهيمن على قطاعاتٍ هامة منها يمين الحزب المعادي لمشروع كوربن، وثانيًا بالأساليب الروتينية التقليدية للدعاية.

مرة أخرى لا يجب أن يتحول البحث عن الأسباب إلى هروبٍ من مواجهة حجم هذه الهزيمة. الأمر يحتاج المزيد من التحليل العميق. فثمن الهزيمة سيكون المزيد من الفقر والتقشف والعداء للمهاجرين والعنصرية لسنوات قادمة في بريطانيا. العدو المتمثل في بوريس جونسون وحزب المحافظين سيهجم بلا هوادة، وعلى اليسار داخل وخارج حزب العمال ليس فقط دراسة أسباب الهزيمة ولكن تنظيم الصفوف لمواجهة هجمات اليمين في الأحياء والشوارع وفي المدارس والمستشفيات وفي أماكن العمل والجامعات. تجربة كوربن أثبتت أن هناك جمهورًا من الملايين، خاصةً من الشباب، لأفكار وبرامج اليسار الراديكالي. هذه الجماهير لن تتبخر بسبب الهزيمة الحالية بل أنها تشكل القاعدة ليس فقط لمقاومة الهجوم القادم بل التحضير لهزيمته في المعارك القادمة داخل وخارج البرلمان.



#الاشتراكيون_الثوريون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيتنا: الانتفاضة اللبنانية.. كسر الحواجز الطائفية لإسقاط ال ...
- سبتمبر 2019 والطريق نحو الثورة المصرية الثانية
- حول اللحظة السياسية الحالية
- يسقط السيسي ويحيا الشعب
- هشام فؤاد.. الرفيق المجهول على درب الأمل
- لا لجريمة القرن.. لا لتصفية القضية الفلسطينية
- السودان: مجلس الثورة المضادة يكشر عن أنيابه.. والثورة تستعد ...
- الرشاوى الانتخابية: «مش كفاية»
- سيسقط السيسي.. ويبقى الشعب
- ثورة يناير لا تزال تلهمنا.. ثورة يناير لا تزال تخيفهم
- انتفاضة السودان: شبح الثورة يرعب طغاة العرب
- يسقط القتل على الهوية
- ندعو لتشكيل أوسع جبهة لمواجهة الخصخصة: لا لتصفية “القومية لل ...
- الثورة المضادة تمهد لتغيير الدستور بالمزيد من الاعتقالات
- رؤيتنا (تقرير سياسي دوري تصدره حركة الاشتراكيين الثوريين) – ...
- قاطعوا التجديد للجنرال.. قاطعوا الانتخابات الرئاسية
- ضد كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني
- متضامنون مع “مصر القوية” ضد الغلق والاعتقال والاختطاف.. توحي ...
- في ذكري يناير.. المقاطعة الايجابية طريقنا لمواجهة الديكتاتور
- الإرهاب والاستبداد شركاء في الجرائم ضد الأقباط


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الاشتراكيون الثوريون - رؤيتنا: هزيمة حزب العمال البريطاني.. ماذا تعني؟