أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - - رعب - المشهد الثاني من رواية - قصة الله -














المزيد.....

- رعب - المشهد الثاني من رواية - قصة الله -


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 6436 - 2019 / 12 / 13 - 19:09
المحور: الادب والفن
    


" ما لا أفهمه لماذا يخاف المسلمون على إلههم من إنسان يفكر بعقل حر، هل يمكن أن يخاف الله من انسان؟ بصرف النظر عن ماهية الله! " تساءلت لمى بينما كنا نستلقي متجاورين على السرير بعد جولة حب رومانسية فجرتها القبلات الملتهبة عشقا، ولذة عناق لسانينا وهما يدوران أحدهما حول الآخر في حالة وله فريدة !
" الله لا يخاف، هم الذين يخافون على فهمهم أن ينقرض، ربما لإدراكهم أن فهمهم لن يصمد إلى الأبد أمام مفاهيم كثيرة عقائدية وفلسفية وعلمية وصوفية في العالم، لذلك يجهدون بكل الوسائل ليخوضوا معركة البقاء لهذا الفهم بشتى الوسائل، بما فيها القتل، والبحث عن العلم في النص الديني، وغير ذلك"
" إذا كان العلم نفسه لم يتوصل إلى معرفة الحقيقة المطلقة للوجود والغاية منه، فهل يتوصل هؤلاء عبر البحث في النص الديني أن الله والوجود حسب ما صورهما النص" ؟
" مستحيل حبيبتي الحقيقة المطلقة للوجود والغاية منه والقائم به، لم يعرفها العقل البشري بعد، ولن يعرفها بسهولة .. فما مرأربعة عشر مليار عام على انشائه لن يتم التوصل إلى معرفته خلال بضعة قرون. الفيزياء والفلسفة يصطدمان بين حين وأخر بحواجز لا يمكن اختراقها .. رغم أن المجال أمام الفلسفة أرحب للوصول إلى حقائق يقبلها العقل والمنطق"
أطرقت لمى للحظة وهتفت:
- كأني سمعت طرقا على الباب!
- من سيطرق في هذا الوقت المتأخر من الليل . الساعة تجاوزت الواحدة ..
- اسمع ! طرقة ثانية ! ثالثة !
- غير معقول . من الذي سيأتي إلينا في هذا الوقت دون أن يخبرنا مسبقا بقدومه ؟
حاول محمود أن ينهض من السرير غير أن لمى منعته .
- لا تنهض حبيبي. هذا مجرم أكيد .
طرق الباب للمرة الرابعة بطرقتين متتاليتين .
بدأ الرعب يجتاز جسد لمى، فيما نهض محمود وأخرج من درج الخزانة المسدس الذي اقتناه للإنتحار إذا ما ضاقت الدنيا في وجهه وليس للدفاع عن النفس . وضع طلقة في حجرة النار وهمّ للخروج من غرفة النوم . نهضت لمى ووقفت أمامه .
- لن يجدي المسدس شيئا أمام المجرم . لا تخرج .
- سألقي نظرة من نافذة الممر المطلة على نافذة المنور المجاورة للباب.
بدأت لمى ترتجف رعبا ..
- حبيبتي . ابق هنا أو عودي إلى السرير وحاولي أن تضبطي أعصابك !
لم تقبل . تبعت محمود وهو يخرج من غرفة النوم ويجتاز الصالون إلى الممر. فتح النافذة المطلة على نافذة مدخل بيته ألقى نظرة . نور المدخل مضاء. لم ير الطارق. كان يقف خلف الباب كما يبدو بحيث يستره الحائط المجاور للنافذة.
- من هنا ؟
شاهد رجلا كالشبح يكلله السواد بحيث لم يبد منه غيرعينيه كما يبدو . هتف بعد لحظة من تأكده أن محمود أبو الجدايل لن يفتح الباب:
- أحضرنا لك هدية متواضعة يا أبو الجدايل ! بإمكانك أن تتمتع بامتلاكها إلى أن يحين أجلك! إلى اللقاء!
وانصرف الرجل صاعدا الدرج النازل إلى مدخل البيت .
أغلق محمود النافذة . أشار إلى لمى أن تعود إلى غرفة النوم . أبت بحركة من رأسها ! تبعته وهو يعبر الممر إلى صالة المعرض ويتجه إلى باب البيت ليفتحه ببطء وحذر .
تجمدت لمى على بعد خطوتين منه . أطل برأسه إلى الخارج . شاهد إلى جانب الباب رأسا مقطوعاً معفراً بالدماء وإلى جانبه مظروف مغلق. نظر يمينا وشمالا ليجزم بعدم وجود أحد . أشار إلى لمى أن تعود إلى داخل البيت . أبت بإصرار وهي تتساءل :
- ماذا رأيت ؟
- حبيبتي ارجعي إلى غرفة النوم . يستحسن أن لا تري ماذا أحضروا لي.
- لن أرتعب أكثر مما ارتعبت حتى الآن . أريد أن أعرف .
- من الأفضل أن لا تعرفي!
- سأعرف بكل الأحوال . يفضل أن أعرف من الآن .
- مجرد لعبة معفرة بالدم . يستحسن أن لا تريها .. هيا عودي إلى غرفة النوم .
- أي نوم سيأتيني بعد هذا .. اتصل بالشرطة .
- لن أتصل بالشرطة في هذا الوقت . سأذهب إليهم بالدمية في الصباح .
- ستتعرض حينها إلى تحقيقات وأسئلة لست في حاجة إليها . يستحسن أن يروا بأنفسهم ونخلص من الأمر الآن .
وحاولت أن تقترب من الباب وتطل لترى الدمية . فقد شكّت في أن محمود لم يقل الحقيقة ، غير أن محمود صدها بلطف . قاومته واندفعت نحو الباب لرؤية ما يقبع هناك . صدها محمود ثانية غير أنها قاومت وأطلت برأسها لترى الرأس البشري المقطوع المخضب بالدماء. صرخت وهي تتراجع وتلقي نفسها على صدر محمود ..
- يا إلهي ! هيا اتصل بالشرطة . لا تلمس شيئا ..
اتصل محمود بشرطة النجدة ، مخبرا عن وجود رأس مقطوع أمام باب بيته.. حضرت دورية من ثلاثة أفراد بعد قرابة ثلث ساعة .. تأمل رئيس الدورية الرأس دون أن يلمسه .
- يبدو أنه رأس صناعي! هتف رئيس الدورية.
وضعوا الرأس بكيسه مع المظروف في كيس نايلون آخر، وانصرفوا مصطحبين محمود معهم لكتابة محضر التحقيق في القضية .
*****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمان بين إلهين : إله مجهول الماهية ، وإله معلوم !!
- أنا لست ملحدا!!
- الدجاجة جاءت قبل البيضة1
- قصة - العبد سعيد - تعود إلى الحياة !!
- هل الوجود بحد ذاته عقل ؟
- قصة الله . رواية .
- شد الهمّة يا ختيار !
- هل أوجد الموجود بذاته ذاته ؟
- هناك الكثير مما يمكن قوله عن هذه الرواية المدهشة
- الصوفية الحديثة : الطريق الثالث في الفلسفة!
- اسرائيل وفلسطين ، الجوار الصعب!
- الألوهية بين فهمي لها وبين فهم المسيحية والمعتقدات الأخرى!
- الفلسفة في تجربتي الأدبية
- (9) الحقيقة المحمدية سر ايجاد العالم !
- اسلاميات ابن عربي. (6) في كلام الله !
- وجود خالق مشروط بوجود خلق. شاهينيات 1405
- اسلاميات ابن عربي (5) الله والانسان !
- اسلاميات ابن عربي (4) الكفر والحقيقة الإلهية السارية في الوج ...
- اسلاميات ابن عربي (3) دين الحب!
- اسلاميات ابن عربي !


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - - رعب - المشهد الثاني من رواية - قصة الله -