أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادم عربي - نقد لمقولات الحرية والمرونة والاستقلالية التي تعد الرأسمالية الحديثة بها العمّال!














المزيد.....

نقد لمقولات الحرية والمرونة والاستقلالية التي تعد الرأسمالية الحديثة بها العمّال!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 6425 - 2019 / 12 / 1 - 23:30
المحور: الادب والفن
    


نقد لمقولات الحرية والمرونة والاستقلالية التي تعد الرأسمالية الحديثة بها العمّال!

محور الحديث هنا يدور عن نمط الانتاج الراسمالي المعاصر والمسمى نمط الانتاج المرن ( lean production) وهو من اخر اختراعات الراسمال في استنزاف العمال ، مفترضتا كم هائل منهم دون عمل ، فالراسمال لا يكتفي باستنزاف من يعمل لديه من العمال ، بل يطارد ايضا من لا يعملون بطرق مختلفه ، نمط الانتاج المرن وهو اخر صرعه راسماليه يقوم على تحرير الراسمالي من اي التزام تجاه العمال ( ضمان اجتماعي ، استمرارية العمل ، واجور لائقه ) ، اصبح الانتاج الراسمالي على مستوى الصناعه محدد بالطلب العام ، لا انتاج دون طلب ، لذلك جرى هيكلة العمال بعيدا عن المشاغل الكبرى ، جرى هيكلتهم لفرق عمل صغيره ، وكلفوا العمال مراقبة الانتاجيه وتحفيزها ، وجرى تقييم العمال بناءا على ذلك ، ومن ثم تم الحديث عن العمال المبدعين الذين لديهم المقدرة على حل التعقيدات ، عبر اختراع توصيفات جديده غير خاضعه لمعايير العمل ، (العاملون بدوام جزئي والعاملين لحسابهم والمتدرّبين والمتعاقدين والمياومين) ، اُعيدت هيكليلية سوق العمل بما يفرغ مؤسسات وقوانين العمل من جدواها ويحولها الى هياكل لا تؤثر على عملية الانتاج ، وافراغ النقابات العماليه من مبرر وجودها وجدواها ، ويسلب الوافدين الجدد إلى سوق العمل حريتهم النقابية واستقلاليتهم المالية، عبر تكبيلهم بأجور منخفضة وإغراقهم بالديون (القروض) وانتهاك سيادتهم على قوّة عملهم .

في المشهد الاخر وهو التحرر الكلي للراسمال من الالتزام في العلاقه مع العمال وحتى مع الحكومات ، ونمط الانتاج هذا ، والذي تم استعادته الان ، يعود بالزمن إلى مرحلة الإنتاج ما قبل الصناعي ( putting-out system ) مع اعتماد الماكينات وبناها والتكنولوجيات كالتطبيقات والمنصّات الإلكترونية كوسائط أساسية لإدارة العلاقة مع العمّال أو المتعاقدين/ المنتجين المستقلّين كما يُسمَّون.

هكذا تمكنت شركات من ارساء نوع جديد في العلاقات مع العمال ، مثل شركة اوبر ، امازون ، وغيرها الكثير ، وهكذا نجحت الرأسمالية بإعادة تقسيم العمل، عبر اعتمادها المكننة المطلقة لإدارة العرض والطلب وتلزيم عملية الإشراف على الإنتاج وإدارته لبنى تقنية كالخوارزميات، ما يضمن سلب العمّال أي مقدرة عملية للتحكّم في الإنتاج وأسرهم إنفراديا خلف شاشات الكومبيوتراو مقاود السيارات على سبيل المثال ، وهكذا حققت نوعا جديدا من الانتاجيه متحرره من اي التزام ، اخر صرعات الراسماليه ، فمثلا شركة اوبر عبر العالم تتمتع بحق استغلال ملايين العمال ينتظرون اكثر من ثمان ساعات خلف مقود سياراتهم من اجل بيع قوة عملهم مستخدمين الخوارزميات او التطبيقات المذكورة والتي تتحكم هذه الشركة بملكيتها ، بينما لا يُدفع لهم الا عدد الرحلات التي يقومون بها بعد خصم الشركه حصتها من الرحلات ، الأمر نفسه ينطبق على العاملين مع أمازون وغيرها من التطبيقات.

يلاحظ ان هذا النموذج الرأسمالي لهذه الشركات يفترض وجود فائض عمالي في كل وقت وفي كل لحظه ، وهو متحرر كامل الحريه بالدفع عن اي تعويض مالي لهذا النوع من العمال ، بل الامر اكثر من ذلك لصالح الراسمالي ، حيث ان الراسمال الثابت تعود ملكيته الى العمال ، سواء كان سياره او كمبيوتر او غرفه ، وهكذا نجد نجد أن الرأسمالية الحديثة، عبر مصطلحات الحرية والمرونة اوالاستقلالية في العامل، تسلب العمّال حقّهم السيادي على ملكيّاتهم الخاصة واستلابها لاستهلاكها في عملية إنتاج فائض القيمة، تحت السيطرة الكلّية لأدواتها التقنية (التطبيقات وخوارزمياتها) .



#ادم_عربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلعة التكنولوجيا الرقميه !
- في ازمة الثقافه العربيه 2
- رحله في الذاكره
- فائق القيمه بين مصنع متخلف تكنولوجيا واخر متطور !
- فائض القيمه بين مصنع متخلف تكنولوجيا واخر متطور !
- ملخص تاريخ الحزب الشيوعي الكندي
- السلعة وخفض زمن انتاجها !
- وسيم نوتردام كامله
- قراءة ماركسيه للحراك الجماهيري !
- وسيم نوتردام 6 (الاخيره)
- وسيم نوتردام 5
- وسيم نوتردام 4
- الصغير
- الحوار المتمدن منبر حر ، فلا تحاولوا ايها العربان انتاك حريت ...
- وسيم نوتردام3
- وسيم نوتردام2
- وسيم نودتردام 1
- الجدليه والثقافه
- كيف للمجتمع ان يتغير ؟
- في ازمة الثقافة العربية؟


المزيد.....




- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادم عربي - نقد لمقولات الحرية والمرونة والاستقلالية التي تعد الرأسمالية الحديثة بها العمّال!