أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سندس القيسي - رسالة إلى وزير التعليم الأردني الدكتور تيسير النعيمي














المزيد.....

رسالة إلى وزير التعليم الأردني الدكتور تيسير النعيمي


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 17:53
المحور: حقوق الانسان
    


لقد نمى إلى علمي ان بعض المعلمين/ المعلمات في بعض المؤسسات التعليمية يستخدمون وسائل مع التلاميذ للتقرب إليهم وكسر الحواجز بينهم، أي بين الطالب والمعلم. ولكنهم يبالغون في ذلك. وعلى سبيل المثال، يعمد بعض المعلمين الى إمطار الطلاب التلاميذ إناثًا وذكورًا بقبلات هوائية قد تكون وسيلة تحبب. وقد يتجاوزون ذلك إلى احتضان وتقبيل الطلاب ذكورًا وإناثا لتحفيزهم على التعلم، حسب ما يدعون.

أناشدك بأن تنشر تعميمًا لجميع المؤسسات التعليمية لوقف هذا السلوك المربك، إينما وجد. وأرجو أيضًا أن لا يكون هناك أي نوع من أنواع العقاب الجسدي والنفسي للطلاب لأن طلبتنا هم المستقبل ويستحقون الأفضل على الإطلاق. فهم أملنا وبناة الغد وسيحملون الوطن على كاهلهم، ولهذا يجب أن نمنحهم الحياة القويمة والمحبة التي هي أكبر من العناق الجسدي ومن القبل فارغة المعنى. فلا يحق لمعلم ذكرًا كان أو أنثى أن يلمس الطلاب إناثًا كانوا أم ذكورًا (يعني حتى لو كانوا من نفس الجنس)

أما لماذا اعترض على هذا السلوك، فذلك لأنه خطأً بالإساس. فالجسد له حرمته التي يجب أن لا تخترق. فما بالك عندما يحدث هذا لطلاب في سن المراهقة قد لا يميزون بين الصح والخطأ، بين العاطفة والحنان، بين ما يجوز ولا يجوز، بين ما يحق ولا يحق. اذا كان المعلمون أنفسهم لا يميزون بين كل ذلك. فكيف يميز الطالب وهو ما زال طفلاً في طور النمو حتى وإن كان مراهقًا. إن ما يفعله المعلمون من تعبيرٍ عن مشاعر للطلبة غير صحيح لأن ذلك يربك الطالب من جهة، ومن جهة أخرى قد يكون نوعًا من أنواع الإبتزاز العاطفي. على سبيل المثال، قد يستهدف المعلم الطالب الغني بتدليله وإغداق المشاعر عليه دون غيرة لغاية في نفس يعقوب. وهذا سيخلق سياسة تفضيلية تفرق بين الطلاب، عوضًا عن التعامل مع الجميع دون تفضيل طالب على طالب.

إن خلق بيئية تعليمية لا تطبق المساواة ولا تجتنب الشبهات، لا يصب في مصلحة الطلاب. فلماذا تبادل القبل والإحتضان بين الطالب والمعلم؟ ما الغرض من هذا؟ هل يجعلنا هذا متحضرين وديمقراطيين؟ أنا أقول كلا، على العكس من ذلك. يجب أن نضع حدودًا واضحة بين المعلم والطالب. ويقال في الغرب أن المعلم يجب أن يحتفظ بقدميه ويديه لنفسه وأنا أضيف قبلاته وقبلاتها الهوائية.

يجب أن نحمي أطفالنا ومراهقينا من كل ما قد يسئ إليهم نفسيًا أم جسديًا. يجب ان نحميهم من معليميهم. هم لا يدركون ولكن نحن كبالغين يجب أن نعرف. يجب أن لا نتخطى الحواجز والخطوط التي يجب أن تكون حمراء بين الطالب والمعلم. لقد تعلمت في مدارس الكلية العلمية الإسلامية دون أن يحضني أحد من المعلمين أو يقبلني أو حتى يرسل لي قبلة هوائية. وقد أبليت بلاء حسنًا طوال حياتي.

لا يجوز استخدام المشاعر الجياشة أو القبلات أو القبل الهوائية، التي قد تكون لها إيحاءاتها، كوسائل تعليمية وكطريقة لتحفيز الطلاب. المعلمون إذ يفعلوا ذلك يعلمون الطلاب سبل التفوق الرخيص. الآن قبلة أو إحتضان أو قبلة هوائية وغدًا تتعلم الفتاة أن تفعل أي من ذلك أو كل ذلك كي تحظى بجائزة ما هي علاوة أو زيادة في الراتب وما إلى ذلك. وكذلك يفعل الطالب وقد يتعلم الرشوة والإبتزاز، لأننا من الأساس لم نفعل الشيء الصحيح، وخلطنا الحابل بالنابل ولم نضع حدًا فاصلاً بين العقل والقلب والحواس. وفي النهاية، كل هذه المشاعر الكذابة، المفبركه ليست حقيقة وما هي إلا مجاملات مبتذلة لا تجدي ولا تنفع. وعلينا أن نتوقف الآن هنا.

ما ينطبق على المدارس يجب أن ينطبق على كل الجامعات والمعاهد التعليمية. المبادئ لا تتجزأ. على المعلم والأستاذ والدكتور الجامعي والبروفسور أن يكونوا مثالاً للنزاهة وقدوة حسنة للطلاب إناثًا كانوا أم ذكورًا. وهل نتذكر قول الشاعر أحمد شوقي: قف للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا. لكن هذا ينطبق فقط على المعلم الذي يصون كرامته وكرامة غيره ويحفظ ماء وجهه ولا يقوم بعملٍ غير لائق سواء كان ذلك عن وعي أو غير وعي. كذلك عليه أن يركز على رسالة التعليم التي يجب أن تكون واضحة وتحقق المساواة والعدل بين الطلاب دونما أي ابتذال للمشاعر والمبادئ الإنسانية الحقيقية والحقة.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخ رشيد ليس مثلاً أعلى يحتذى به
- السعودية تواجه إعصارًا سياسيًا
- السعودية تتخذ خطوات استباقية لتجنب التحقيق الدولي
- في أعقاب لقاء أردوغان بترامب، قضية خاشقجي توقفنا على أعتاب ح ...
- هل تجلب حادثة جمال خاشقجي ربيعًا عربيًا على السعودية؟
- في وداع لندن
- باي باي لندن
- القمة التركية الروسية الإيرانية الثالثة
- تركيا وإيران : الأخوة الأضداد
- معناش شحدتونا: هكذا رد الأردنيون على فرض الضرائب غير المبرر
- أوردوغان ديكتاتور أم إمبراطور
- هل الإسلام ستر وغطاء على المرأة والمجتمع فعلاً؟
- أنا لست حرة
- المسلمون مسيرون ومخيرون في آن
- الثورة الفلسطينية العظمى
- العلاقة بين المواطن والدولة، الحقوق قبل الواجبات
- لعنة الله على الفيس بوك وأخواته وإخواته
- هل زال مفعول القبلة السحرية بين سلمان وترامب؟
- لماذا تستغرب بريطانيا من العمليات الإنتحارية؟
- هل تظل فلسطين القضية العربية المركزية؟ وهل تحررها هو تحرر ال ...


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سندس القيسي - رسالة إلى وزير التعليم الأردني الدكتور تيسير النعيمي