أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - ملاحظات على اعلان ( مخرجات مؤتمر المسيحيين العرب الأول )














المزيد.....

ملاحظات على اعلان ( مخرجات مؤتمر المسيحيين العرب الأول )


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 6420 - 2019 / 11 / 26 - 23:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انعقد بباريس في أواخر الشهر الجاري اجتماعا تحت عنوان " مؤتمر المسيحيين العرب " وقد تباينت الآراء والمواقف بين المعارضين السوريين حول هذا الحدث كما يحصل عادة في أية مناسبة مماثلة بين رافض وشاجب ومؤيد ولكن لم أجد الأسباب الكافية والدلائل الملموسة على أقلها المقنعة لمجل المواقف المنشورة في وسائل الاعلام ومن وجهة نظري يحق لأية فئة أو مجموعة وفي هذه الظروف بالذات التي تمر بها بلادنا تحت ظل نظام فاقد للشرعية وانعدام مرجعية وطنية ثورية جامعة أن تعقد الاجتماعات وتصدر البيانات خاصة وانني لمست وجود شخصيات وطنية في ذلك المؤتمرقد نختلف مع البعض منها بالرؤا السياسية ولاشك أن الكثير من البنود الواردة في اعلان المخرجات تتسم بالواقعية ومعاداة الاستبداد ولكن لابد من تسجيل الملاحظات التالية :
أولا – شمولية الإعلان وكأن كاتبوه يزعمون أنه يعبر عن موقف كل المسيحيين العرب في حين أنهم كآتباع الديانة المسيحية مثلهم كمثل جميع أتباع الديانات الأخرى في منطقتنا ( الإسلامية والايزيدية واليهودية ) لم يجمعهم موقف واحد لا خلال العهد العثماني ولا في ظل الحكومات السورية المتعاقبة ولا في عهد نظام الأسد الاب والابن فقد أظهرت الثورة السورية خلال التسع سنوات الأخيرة أن الغالبية من المسيحيين خصوصا مرجعياتهم الكنسية لم يكونوا مع الثورة والبعض كان ومازال مع النظام ونجد ذلك أيضا لدى أتباع الديانات الأخرى .
ثانيا – يتجاهل الإعلان وجود تيار واسع ضمن صفوف المسيحيين السوريين لايعتبر نفسه من العرب مثل ( الآشوريين والكلدان وبعض السريان ) بل قومية ودين وينادي بالجامعة الآرامية وقد تابعنا ردود فعل نشطاء هذا التيار على شبكة التواصل الاجتماعي بنبرة شديدة وإدانة ورفض للإعلان .
ثالثا – يتجاهل الإعلان الكلمة القيمة المستندة الى الوقائع التي ألقاها موفد مسيحيي إقليم كردستان العراق في المؤتمر وهو وزير أيضا بحكومة الإقليم والذي طرح بالأرقام والقرائن أوضاع المسيحيين في العراق عامة وكيف تعرضوا للانتهاكات والقمع من جانب تيارات الإسلام السياسي الشيعية والسنية في البصرة وبغداد والموصل ولاقوا الملاذ الآمن في كردستان ويتمتعون بحقوقهم القومية والدينية بما فيها المشاركة في السلطتين التشريعية والتنفيذية كتجربة فريدة بالشرق كله .
رابعا – بالرغم من أن مصطلح ( الأقلية ) يحمل إهانة واستصغار لأديان وأقوام نراه يملأ نصوص الإعلان الى جانب الخلط الواضح بين ( الأقليات ) الدينية والقومية فاذا كان أصحاب البيان يسمون أنفسهم بالمسيحيين العرب يعني أنهم عرب مثل العرب الآخرين أما الأقوام فهي من المكونات المختلفة لغة وتاريخا وثقافة وتطلعات وكل قومية لديها منتمون الى معظم الأديان كما جاء أيضا في كلمة المبعوث المسيحي الكردستاني .
خامسا – اذا كان المقصود ( بالهوية العربية الجامعة بوصفها رابطة ثقافية ... ) تشمل المسلمين والمسيحيين العرب فهذا أمر مقبول ومرحب به ولكن اذا كان يشمل المكونات القومية بسوريا ( الكرد والتركمان والأرمن والكلدو آشور ) فمناف للواقع والمنطق والتاريخ ولايختلف عن منطلقات حزب البعث ودعوات منظره المرحوم ميشيل عفلق .
سادسا – اذا كان المجتمعون يحسبون أنفسهم مسيحييون عرب أي من القومية العربية ويسري عليهم مايسري على العرب الآخرين من المسلمين فلم يكن هناك داع لتنظيم مؤتمر تحت يافطة دينية والانتقال من الحالة القومية كانتماء وهوية الى مادون ذلك خصوصا في ظل الانشطار الديني – المذهبي السائد المدمر للنسيج الوطني السوري والذي يقف وراءه نظام الاستبداد وكذلك جماعات الإسلام السياسي ثم أين سيقود العودة الى الانعزالية الد ينية ؟ هل الى استكمال شروط ظهور وتبلور " المسيحية السياسية " مقابل الإسلام السياسي ؟ وهذا ماينتظره أعداء الشعب السوري بفارغ الصبر .
سابعا – والسؤال الذي يبقى مطروحا على المؤتمرين والداعمين والحكومة الفرنسية هو : اذا كان باستطاعة المشاركين توفير الدعم المادي والغطاء القانوني لعقد مؤتمر في قلب باريس فلماذا لايسعى الجميع الى عقد مؤتمر وطني سوري يشارك فيه على أقل تقدير ممثلون عن ملايين الوطنيين السوريين المنتشرين في البلدان الأوروبية والأمريكيتين وليكونوا عدديا ضعف من اجتمعوا باسم مؤتمر المسيحيين العرب حتى يراجعوا تجربة ثورتهم ويتناقشوا قضايا المصير والمستقبل وأحوال مختلف المكونات القومية والدينية في بلادنا .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منابع أزمات الكرد السوريين وسبل الحل ...
- منابع أزمات الكرد السوريين وسبل الحل ...
- منابع أزمات الكرد السوريين وسبل الحل ( ١ )
- كرد سوريا : تحديات ماثلة ومهام عاجلة
- حوار مع صلاح بدرالدين حول آخر التطورات الكردية والسورية
- - دستور - مابعد تصفية الثورة
- عودة الى – الخصوصية – الكردية السورية
- حراك – بزاف – ماله وماعليه
- سؤال وجواب حول سيرتي السياسية
- للفاشلين الهاربين الى الأمام - العربة أولا ثم الحصان -
- تأملات في الخطاب - القنديلي - البائس
- في مراجعة الحالة السورية الراهنة
- فلنتوافق على الإنقاذ وإعادة البناء
- أربعة وخمسون عاما على كونفرانس الخامس من آب
- ب ك ك في مواجهة المشروع الوطني الكردستاني
- في - نقيق - الأحزاب الكردية السورية
- الكرد السورييون والتحالف الدولي
- الفاعل والمفعول في حرائق القامشلي
- ولكن أين الخلل ؟
- توجه أمريكي مستجد حول سوريا


المزيد.....




- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - ملاحظات على اعلان ( مخرجات مؤتمر المسيحيين العرب الأول )