أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - العراق بحاجة إلى مؤسسات وتنظيمات حديثة وليس إلى مؤسسات عفى عليها الزمن














المزيد.....

العراق بحاجة إلى مؤسسات وتنظيمات حديثة وليس إلى مؤسسات عفى عليها الزمن


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 6420 - 2019 / 11 / 26 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق بحاجة إلى مؤسسات وتنظيمات حديثة وليس إلى مؤسسات عفى عليها الزمن لشق الطريق صوب الحداثة والتنمية وبناء دولة حديثة
من العوائق الجدية التي واجهت بناء الدولة الحديثة، هي اعتماد الحكام على حتى الآن على قواعد وأسس عفى عليها الزمن في بناء الدولة من أجل هيمنة الفئات الاجتماعية التي لا علاقة لها ببناء الدولة الحديثة وتعرقل عملية التنمية والازدهار والاستقرار. فالانتداب البريطاني، الذي بني في دولتهم نظام ديمقراطي حديث،لم يسعون إلى بناء حديث للدولة العراقية. فهم من أجل أن يؤسسوا قاعدة اجتماعية مهما صغر حجمها من العراقيين من أجل تأمين سيطرتهم وهيمنتهم على كل مرافق العراق. ومن بين ما أسسوه هو بناء مؤسسات عشائرية وسن قانون دعاوي العشائر وتوزيع الأراضي الأميرية على "رؤساء" العشائر كضمنوا ولائهم للإدارة البريطانية بعد أن فشلوا في ذلك بعد إندلاع ثورة العشرين. وبعد أن فشلوا في اجتذاب وجهاء القوم وتحويلهم إلى مرتكزات عشائرية توجهوا إلى إلى بعض العراقيين، ومنهم حطاب في أطرف الكاظمية حيث سلموه سيارة وبضع بنادق و عكال مذهب ليتحول بين ليل وضحاها إلى شيوخ عشائر. وقتها سخر الصحفي العراقي الساخر نوري ثابت صاحب مجلة حبزبوزهذه التقليعة التي اخترعها الانجليز لم تسعفهم في فرض استقراراهم في العراق وقال:
گومن ياحبايب جاچن ابن سهيل من بعد المطية راكب طرمبيل
لقد راح حكامنا "الوطنيين" اتباع الأسلوب نفسه بأمل أن تستقر سلطتهم ولكن دون جدوى. فشهد العراق عشرات الانتفاضات التي أسقطت حكومات ومزقت معاهدات كالذي حصل في وثبة كانون عام 1948 ضد معاهدة بورتسموث وانتفاضة تشرين عام 1952 وانتفاضة 1956 وإضراب عمال كاورباغي و أج ثري واضرابات عمالية في الميناء والنفط والسكك وغيرها دون أن تستطيع الحكومة إخماد صوت العراقيين ومطاليبهم، إلى أن أستطاع الشعب بدعم من القوات المسلحة الإطاحة بالنظام دون أن يتحرك أي "رئيس عشيرة" ولو بالكلمات لنجدة ذلك الحكم الذي اعتمد العشائرية والطائفية في ديمومة حكمه.
إن الحكام الذين لا يتمتعون بالحد الأدني من الدعم الشعبي والشرعية لا يتعضون من دروس التاريخ، فراح من خلفهم وعقب الإطاحة بالحكم الوطني في 8 شباط المشين، إتباع نفس البدعة العشائرية مع إضافة بعض توابل من الطائفية بأمل أن بستمروا بحكمهم، وآخر من أعقبهم في هذا الخيار الفاشل هوصدام حيث أصبح ظهوره في اجتماعات شكلية لرؤساء العشائر مشاهد مملة في التلفزيون العراق. وما أن حلت الساعة وسقوطه المدوي في آذار عام 2003، تكرر المشهد وراح "رؤساء العشائر" يتوزعون على المخابئ دون أن يمدوا يد العون لرئيس العشيرة صدام حسين.
ولم يتعض من جلس على كراسي الحكم بعد انهيار الديكتاتورية من الاضرار التي تلحق بالمجتمع جراء الاستمرار بهذه الممارسات، بل زادوها تشريعاً بحيث أنشأت مكاتب رسمية باسم مكاتب شؤون العشائر في وزارة الداخلية، وجرى اعطاء صلاحيات تشريعية وتنفيذية ومن ضمنها شرعية حمل مختلف أنواع الأسلحة لرؤساء العشائر، وهكذا برزت إلى السطح وانتعشت مظاهر خطيرة مثل "الفصل" و " الفصلية بالمصاهرة الاجبارية" و"الدگه" و"الزواج بالاكراه" و" الگوامة" و "العطوة" و "الفرشة" و "الفريضة" و "الدية" وغيرها. ولكن كل ذلك لم يعالج الخلافات بين رؤساء العشائر، مما شدد من الصراع بين رؤساء العشائر إلى حد استعمال اسلحة ثقيلة ومتوسطة في " الخلافات بين رؤساء العشائر"، مما خلق مخاطر وكارثة أمنية واجتماعية وإشاعة أجواء ارهابية طالت عوائل أمنة ومقتل أناس ليس لهم علاقة بأطراف النزاع او قطع طرق عامة ورئيسية والحجة البحث عن منتمين للعشيرة المعادية مع العلم هم ليسوا من المسببين او لا توجد لهم انتماءات عشائرية سوى ذنبهم لقبهم العشائري في هوية الأحوال المدنية، وأصبح هذا المشهد مألوفا على واجهة بعض الدور والمنازل والمحلات عبارة ” مطلوب عشائرياً لا يباع ولا يشترى العقار ” أو تهديم منازل أو تهجير عوائل أو انتشار مسلحين بمنطقة معينة أو اشتباكات لعدة أيام بين عشيرتين، او اخذ فصل عشائري من بعض الاجانب بتهمة الاساءة لفرد من العشيرة.
واستشرى في العراق مظاهر الخوف والرعب بين الأطباء عند معالحة المرضى جراء شيوع هذه المظاهر البية العشائرية. وذلك لأن المريض إن توفي فقد تقيم عشيرته دعوى قضائية على الطبيب وتتهمه بالتقصير فتوجب عليه دفع الدية. وهناك المئات من الملفات في أروقة الأجهزة القضائية ضد الأطباء العراقيين. ويرُوى عن أحد الأطباء أنه قال لامرأة إنها متعبة نفسياً فقام زوجها بتطليقها بحجة مرضها النفسي، فغضبت عشيرة المرأة على الطبيب وطالبته بالتعويض وإغلاق عيادته لأنه وصف ابنتهم بالجنون وكان سبباً في تطليقها، علماً بأنّ الأخطاء الطبية تحدث للعراقيين في خارج العراق أيضاً، لكن لم يلاحظ منهم مطالبات عشائرية هناك. وقد أعلنت مصادر طبية في البصرة أنّ 250 طبيباً قد تركوا وظائفهم في الدوائر الحكومية تجنباً لتهديدات العشائر، وقد كان تعليق أحد رؤساء العشائر على هذا الخبر "إن الدولة فشلت في فرض سطوتها كما فشلت في محاسبة الاطباء في حال التقصير مما ترك ضحايا الاخطاء الطبية يلجأون إلى العشيرة بدل القانون!!!
هذا المشهد الخطير لهيمنة العرف والتقاليد العشائرية، أدى إلى تدهور المؤسسات القضائية وشيوع الفساد وما رافقها من أزما عميقة في المجتمع.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة أم قرى المسلمين
- حزب توده ايران يدين بشدة قمع التظاهرات الشعبية وتدخل نظام ول ...
- هل يجري قطع يد الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق ولبنا ...
- لقد حلت برجوازية النهب محل البرجوازية الوطنية
- الدولة العميقة مذعورة من الخراك الشعبي في العراق ولبنان
- لا مفر لك إلاَ أن ترحل يا عادل عبد المهدي
- نساء وأطفال ضحايا بعض رجال الدين الشيعة في العراق
- امريكا بيرني ساندرز
- هل بمقدور السيد عادل عبد المهدي اخراج العراق من أزمته؟
- ماذا يكمن وراء شراء تركية لصواريخ 400 أس
- كيف مهد الشاه لصعود رجال الدين إلى سدة الحكم
- الانعطافة الخاطئة في العولمة، وكيف تلحق الضرر بالولايات المت ...
- العشائر في العراق
- متى سينتهي العالم من أحادية القطب؟
- مازالت ذكرى الشهيد فيصل حمادي الحجاج تحيا في وجدان وضمير كل ...
- اخطاء جسيمة ارتكبها الشهيد عبد الكريم قاسم مهدت لكارثة 8 شبا ...
- اربعون عاما على الثورة الايرانية
- امريكا حولت العالم الى رهينة بواسطة الدولار
- الدكتور فاروق برتو في ذمة الخلود
- أين تكمن جذور مشاكل الاقتصاد الايراني؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - العراق بحاجة إلى مؤسسات وتنظيمات حديثة وليس إلى مؤسسات عفى عليها الزمن