شعبان يلتقي الرئيس الكولومبي

عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6415 - 2019 / 11 / 21 - 23:08
المحور: الادب والفن
    

على هامش المهرجان السينمائي الدولي الذي يقيمه "مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلام" التقى الدكتور عبد الحسين شعبان الرئيس الكولومبي السابق خوان مانويل سانتوس الحائز على جائزة نوبل لعام 2016 لجهوده في تحقيق المصالحة الوطنية في بلاده بعد حرب أهلية ونزاع مسلح دام 52 عاماً.
وكان قد تقرّر منح جائزة "مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلام " في الدورة الثامنة للمهرجان السينمائي المنعقد في مدينة الناضور الشمالية المغربية، وسط حضور متميّز رسمي وشعبي شاركت فيه النخب الفكرية والثقافية، حيث نُظّم احتفال مهيب لتسليم الجائزة حضره الرئيس سانتوس ، وبهذه المناسبة ألقى مدير المركز ورئيس المهرجان عبد السلام بو طيب كلمة بالمناسبة أشاد فيها بمناقب الرئيس الكولومبي واستحقاقه لهذه الجائزة الرفيعة المستوى، مقدّراً حضوره من بوغوتا عاصمة كولومبيا في أمريكا اللاتينية لتسلّم الجائزة، ثم أُلقيت كلمة السفيرة أمينة بو عياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان التي لم تتمكن من الحضور، وقد ألقاها نيابة عنها الاستاذ العمّار تسي محمد وقد تناولت فيها سجل الرئيس سانتوس في ميدان حقوق الإنسان وحرصه على تحقيق المصالحة الوطنية ، كما عرضت تجربة المغرب في هذا الإطار.
ثم جاء دور الدكتور عبد الحسين شعبان نائب رئيس جامعة اللّاعنف، فألقى كلمة باسم "اللجنة العلمية" التي يترأسها في مركز الذاكرة المشتركة، تناول فيها شجاعة الرئيس سانتوس وجرأته في الإقدام على موضوع المصالحة الوطنية في إطار مشروع العدالة الانتقالية، خصوصاً نجاحه في وضع حل ناجع للحرب الأهلية التي استمرت لعقود من الزمان وأدّت إلى تجريف نحو ثلث البلاد وقتل ما يزيد على 200 ألف مواطن كولومبي وتعطيل التنمية ومنع خطط الإصلاح، ناهيك عن سيادة العنف والإرهاب.


وتطرّق شعبان إلى ما نشره في صحيفة الزمان العراقية الواسعة الانتشار والتي تصدر في لندن وبغداد، بخصوص نيل الرئيس خوان سانتوس لجائزة نوبل، لاختياره طريق المصالحة الوطنية رغم وعورتها، لكنها الأقرب والأسلم والأمن إلى الحقيقة، فطريق الحقيقة يختلف باختلاف سالكيه حسب ابن عربي.
وقدّر شعبان أن بلادنا العربية والإسلامية تعاني من التعصّب والتطرّف والعنف والإرهاب، ناهيك عن التهميش والإقصاء وعدم الاعتراف بالآخر، الأمر الذي يحتاج إلى دراسة التجربة الكولومبية، لا بهدف الاقتباس أو الاستنساخ، بل بهدف الإفادة منها كتجربة إنسانية ، مثلما هي تجارب بعض دول أمريكا اللاتينية وتجربة جنوب أفريقيا وتجارب بلدان أوروبا الشرقية في ميدان العدالة الانتقالية التي تمت في الغالب بلا ثأر أو انتقام أو كيدية، وهو ما نحتاجه لبلداننا العربية والإسلامية للانتقال الديمقراطي الحقيقي بحيث تكون "الثورة الحقيقة في صندوق الاقتراع"، كما جاء في كلمته بحق الرئيس سانتوس، لا بالعنف والإلغاء وإنكار التنوّع والتعدّدية والحق في الاختلاف.
وكان الرئيس الكولومبي سانتوس أشاد بما نشرته جريدة الزمان في لقائه الخاص على هامش المهرجان ، حيث اطّلع على ترجمة ما نشرته الزمان وأبدى إعجابه .
وحين ألقى الرئيس سانتوس كلمته للشكر على الاحتفال المهيب لم ينسَ أن يشيد بدور مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلام وبالتجربة المغربية في ميدان العدالة الانتقالية التي اطّلع عليها، وهي التجربة التي شقت طريقها بين التجارب الدولية لسلاستها ورياديتها منذ عقد التسعينات.

#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل