أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - «نبع السلام» أم «بؤرة الحرب»؟














المزيد.....

«نبع السلام» أم «بؤرة الحرب»؟


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6388 - 2019 / 10 / 23 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إثر مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انسحب نحو 100 جندي أمريكي، وأخلوا مواقعهم على طول الحدود السورية - التركية، فتدفقت القوات التركية نحو تل أبيض، ورأس العين، وعلى الرغم من أن ترامب لم يمنح أردوغان الضوء الأخضر، إلّا أن قراره بالانسحاب كان يعني إزالة العقبات التي تعترض طريقه، وهو ما التقطته أنقرة فأعلنت عن عملية «نبع السلام»، وقالت إن هدفها هو «القضاء على الإرهاب»، كما صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ولكن رد الفعل العربي، والدولي، ولاسيّما الأوروبي، اعتبر عملية الاجتياح تعرقل مكافحة «داعش»، فضلاً عمّا ستلحقه من أزمات إنسانية.
جدير بالذكر أن قرار الانسحاب الأمريكي كان اتخذ في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي (2018) لكن تنفيذه تأجل، ارتباطاً مع ارتفاع نبرة الحديث عن «المنطقة الآمنة» التي اختلفت واشنطن بشأن تفاصيلها مع أنقرة، ففي حين تريدها أنقرة بعمق 32 كم، وبعرض 460 كم، بحيث تستوعب اللاجئين السوريين، وتبعد قوات حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فإن واشنطن تعتقد أن المنطقة الآمنة يمكن أن تكون بعمق 14 كم، وبعرض 70-80 كم بين تل أبيض، ورأس العين، والأمر له علاقة بالقواعد العسكرية الخمس التي أقامتها الولايات المتحدة والمطارات التي بنتها في المنطقة.
من جهة أخرى، فإن الاختلاف هو حول تحالفات واشنطن وأنقرة مع المجموعات السورية المسلحة، ففي حين اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حليفة لواشنطن، فإن تركيا تعتبرها جماعات إرهابية، خصوصاً حزب العمال الكردستاني PKK الذي تشبك بمعارك معه منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد من الزمان، ويقضي رئيسه عبدالله أوجلان بقية حياته سجيناً في جزيرة إيمرلي التركية منذ عام 1999، ولكنها تتعاون مع «الجيش الوطني الحر» الذي يتقدمها، أو يرافقها في عملية الاجتياح، في حين أن «قسد» شعرت بالمرارة والخذلان بعد الانسحاب الأمريكي الذي مهّد للاجتياح التركي، فاستدارت للتفاهم مع دمشق، والتنسيق معها للدفاع عن الأراضي السورية.
وكانت أنقرة أعلنت أن العملية «لن تمتد أكثر من 30 كيلومتراً»، وشنّت طائراتها غارات على المنطقة الممتدة بين تل أبيض، ورأس العين، إضافة إلى قصف مدينة القامشلي، فضلاً عن اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية، (قسد)، وبين القوات التركية، خصوصاً في ريف الحسكة وتل أبيض، بريف الرقة.
ويزداد المشهد حدّة وتعقيداً بتقدم الجيش السوري، وسيطرته على مدينة منبج، وهو ما قد ينذر بحروب صغيرة منها: الحرب التركية- الكردية التي قد يستغلها «داعش» ليعود إلى الميدان، علماً بأن نحو 11 ألف إرهابي «داعشي» محتجز في مخيّم الهول بسوريا وتحت سيطرة «قسد»، ويوجد نحو 75 ألفاً من أفراد عوائلهم في المنطقة، ويشكّل ذلك بيئة اجتماعية حاضنة لهم في المنطقة التي تستهدفها تركيا، وقد تمكن 5 سجناء من كبار إرهابيي «داعش» من الفرار وسط القصف المدفعي التركي للقامشلي.
جدير بالذكر أن ردّ فعل كردي عامّاً نشأ ضد واشنطن التي يعتبرونها تخلّت عنهم، وهو ما يذكّر بتخلّي واشنطن عن الحركة الكردية في العراق العام 1975 بعد توقيع اتفاقية 6 مارس/ آذار، المعروفة باسم «اتفاقية الجزائر» بين شاه إيران محمد رضا بهلوي، وصدام حسين، الأمر الذي ينبغي أن يكون درساً قاسياً بحيث لا تتكرّر أخطاء التجارب السابقة.
لكن الرئيس الأمريكي عاد بعد تنديد الاتحاد الأوروبي بالغزو التركي، خصوصاً فرنسا وبريطانيا وألمانيا، فهدّد بفرض عقوبات على تركيا من خلال الكونجرس، وهو ما ذهب إليه الاتحاد الأوروبي.
ومن الغريب أن تتوافق موسكو وواشنطن في موقفهما من الاجتياح التركي، وهو ما انعكس تأثيره على أعضاء مجلس الأمن الدولي البالغ عددهم 15 عضواً، وبضمنهم الأعضاء الدائمون، حيث عبّر المجلس عن «قلقه» إزاء العملية العسكرية التركية، مع التأكيد على احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، علماً بأن روسيا صديقة تاريخية لسوريا، وموجودة بفاعلية فيها منذ العام 2015 وساهمت في منع انهيارها بفعل التدخل الخارجي الأمريكي والإقليمي، لكنها مثل الولايات المتحدة لا ترغب في إحداث قطيعة مع تركيا، وتلك واحدة من مفارقات الحرب، وتداخلاتها، وتواطؤاتها، واشتباك مصالحها، وتعارض أجنداتها، على الرغم من مؤتمرات أستانة، وجنيف، وباقة القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي، ومنها القرار 2254 الذي شدد على عملية سياسية شاملة وطويلة الأمد، فكأنها شيء لم يكن.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة الاحتجاج التشرينية وإعادة قراءة المشهد العراقي
- الجواهري وعبد الكريم قاسم
- المنفى فضاء رحب لمقاومة العزلة والشيخوخة والفداحة
- ماركس في -مدينة الغنج والدلال-
- الترامبية في بعض ملامحها
- اليسار وعاشوراء : مشهد بانورامي
- السياسة بوصفها «فعل خير»
- عبد الناصر في انفراداته الوطنية والقومية
- في خفايا تجارة الأعضاء البشرية
- نبوءة فوكوياما
- وعد نتنياهو
- من فيض ذاكرة إدوارد سعيد
- الاحتلال «الإسرائيلي» وهدم المنازل
- شينزن وليس تيانانمين
- الشاعر شيركو بيكه.. نبض الروح وضوء الشعر
- نحو فكر عربي جديد
- في تفسير الظاهرة الإرهابية
- بلد الفصاحة والشعر يحتفي بالمفكر العراقي عبد الحسين شعبان
- «الاسلاموفوبيا» و«الويستفوبيا»
- «تفاهة الشر»


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - «نبع السلام» أم «بؤرة الحرب»؟