أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبعوب - تجريم وجه الانثى.. كيف ولماذ؟!! وجه الانثى كدليل ادانتها.. (2/3)














المزيد.....

تجريم وجه الانثى.. كيف ولماذ؟!! وجه الانثى كدليل ادانتها.. (2/3)


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 6399 - 2019 / 11 / 4 - 14:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ما إن يأخذ جسم الطفلة في المجتمعات المتأسلمة (و ليس المسلمة) تفاصيله كجسم أنثى، حتى يحكم عليها بالسجن المؤبد تحاصرها عيون الذكور إما كأقارب من الدرجة الاولى بعزلها عن حراك الحياة العامة و إداعها زنازين الاقامة الجبرية، او كجيران و وسط اجتماعي بغزوها بنظرات شبقية لا ترى فيها سوى ثقب او بئر للغوايا واللذة، ومثيرة للفتنة، بعد أن كانت لهم قبل أن يستكملوا رجولتهم منبعا للفرح والطمأنينة والحنان.
و إذا ما أضطرت تلك الاسيرة للخروج يتم تكفينها بأكفان سوداء من اعلى رأسها حتى اسفل قدميها، حتى عيونها يتم إخفائها تحت نقاب.. و بهكذا مظهر لا يشكل خروجها خرقا لحكم الاقامة الجبرية المفروض عليها، فمهما جابت هذه الموؤدة من أفاق فلن يتعرف عليها أحد، فشخصيتها التي يعد وجهها المعبر الابرز عنها كإنسان على وجه الارض، تم إخفاءه وراء نقاب لا يظهر منه شي، اذاً هي غير موجودة في وعي محيطها، فهي في تلك اللحظة في زنزانة متنقلة اسمها النقاب او الحجاب!!
هذا الوجه الذي كان يوما ما مبعث الفرح والطمأنينة لقطيع الذكور، يتحول بقدرة قادر الى منبع للشر والفتن، يجب حجبه والغاء صاحبته من الوجود في الفضاء العام ، إلا كأسيرة بين جدران زنزانتها او وراء نقابها!! ينسى الوالد والاخ انه استمد يوم أن فتح عيونه على الحياة طمأنينته وفرحه من وجه أنثى هي امه ، و أنه لو حكمت عليه الظروف الحرمان من رؤية وجه امه او مربيته فإنه سيكون حتما يعاني من مرض كراهية لجنس الانثى او على الاقل لا يعرف قيمتها حتى كزوجة فيعاملها كآلة بيولوجية ليس إلا..
هكذا وفي غضون عقد ونصف و في احسن الحالات في غضون عقدين، يستحكم العداء والشك بين الانثى و الذكر في الاسرة الواحدة في هذه المجتمعات المنغلقة على ثقافة تجاوزها الزمن، ويتحول وجه الانثى، اختا كانت اوحتى أما، الى باعث للشك والتطير، وتخضع كل حركات وسكنات تلك المسكينة لقوانين صارمة من الاقامة الجبرية والشك والرقابة المتواصلة، يتحول وجهها الى مصدر خطر يجب حجبه.. ينسى ذلك الذكر ان من امدته، منذ أن زرع كعلقة فمضغة في ذلك الرحم الى أن لامس جسده الغض الارض لأول مرة، بأسباب الحياة والثقة والطمأنينة والراحة النفسية، هي من يصنفها اليوم كمصدر خطر على حياته ومبعث قلق يحرمه الراحة النفسية ، يجب وضعها تحت الرقابة الدائمة.. و تتآزر قبيلة الذكور او جماعتهم المشبعة بهذه القناعات المزورة، بعد أن تكون قد سيطرت على الفضاء العام وصادرت أي صوت مخالف لرؤيتها للانثى، تتحالف و تتآزر للبحث في التراث و الموروث الثقافي عن اسانيد تبرر حكمها الجائر الذي حول الانثى من مصدر للفرح والطمأنينة والثقة في الحياة، الى مصدر للخوف و الشك والخطر يبرر ويسند حكمهم عليها بالحجز وراء القضبان والأكفان الى أن توارى التراب..
إنه وأد روحي للأنثى في قبيلة الذكور يفوق في أذاه وآلامه الوأد البيولوجي الذي حرمه الله منذ أزيد من اربعة عشر قرنا بنص مقدس لا يقبل الجدل، لكن جهابذة قبيلة الذكور اخترعت وأداً جديدا ملطفا في شكله للانثى سمته الحجاب..

- يتبع -



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدف الشرق الاوسط.. قراءة في دراسة لكتاب الحجاب
- تجريم وجه الانثى.. كيف ولماذ؟!! (1) الوجه كمدخل لبناء علاقة ...
- هل يطاح بامبراطور المآسي؟ ومتى ؟
- الفتنة الكبرى.. د. جعيط مستنطقا و مصححا.
- صنع العدو..او كيف تقتل بضمير مرتاح.. قراءة في كتاب ..
- صحيح البخاري بين الأسْطَرَة و الواقع.. قراءة في كتاب صحيح ال ...
- رؤى مستقبلية.. العالم مع بداية القرن 22 ..
- بن جلون مترنحا بين هذيان امه و وميض ذاكرته..
- من هشّم المرايا ؟ قراءة في رواية -رجل المرايا المهشمة- للبنى ...
- ندرة الغذاء.. بين صناعة الأزمة وتسطيح الأسباب(*)
- صنع في مصر(*)..
- قنابل أمريكا توقض القائد(*)..
- ابتسامة معاوي..
- وقائع من ارض الصمود.. ابتسامة الطفل علقم تهز سجون صهيون(*)!!
- مجزة غزة، شاربفيل صهيوني يدشن لزوال -اسرائيل-
- الكتاب والقراءة في ظل الحرب.. وجهة نظر(*)..
- مشاعل لا تنسى.. في يومهم العالمي
- ألَمْ نَقُلْ لَكُمْ؟!!!!
- خدعة الأرقام.. حبة قمح تغرق عرش ملكي..
- قراءة في كتاب.. الدولة مغامرة غير أكيدة..


المزيد.....




- تعدد الزوجات.. فك غموض أنماط الجنس والزواج بإمبراطورية مرعبة ...
- كيفن سبايسي يواجه اتهامات جديدة من رجال بالـ-التحرش الجنسي- ...
- دراسة تكشف عن تفوق النساء في التعامل مع الضغط في الرياضة
- فرصة العمر للسيدات اللغير عاملات.. خطوات التسجيل في منحة الم ...
- جريمة تهز لبنان.. مقتل شابة بعد اغتصابها في فندق ببيروت
- ملياردير إماراتي يتدخل لمساعدة ضحايا -عصابة اغتصاب القصّر- ف ...
- مغامرات الفتاة الدعسوقة والقط الأسود.. تردد قناة كرتون نتورك ...
- شاهد.. امرأة ورجل يضرمان النار بنسخة من القرآن الكريم وعلم ف ...
- السعودية تحبس مناهل العتيبي 11 عاما لدعمها حقوق المرأة.. وال ...
- “قدمي بسرعة هُنــا minha.anem.dz” .. التسجيل في منحة المرأة ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبعوب - تجريم وجه الانثى.. كيف ولماذ؟!! وجه الانثى كدليل ادانتها.. (2/3)