أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - مراسيم ملكية 11














المزيد.....

مراسيم ملكية 11


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 28 - 16:40
المحور: الادب والفن
    


امنعيني مِنْ أنوثتِكِ
بأنوثتِكِ
واقهري رجولتي

أقصيني عَنْ ساقيْكِ
بساقيْكِ
واقمعي ألوهيتي

أذليني على نِحْرِكِ
بِنِحْرِكِ
وانتهكي حُرْمَتي



في سورة النور نقرأ (31): "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...". الخمار ما تغطي به المرأة رأسها والجيب هو صدرها وأن تضرب بخمارها على جيبها يعني أن ترميه على صدرها، وبكلام آخر على المرأة المؤمنة أن تخفي صدرها، هذا كل ما هنالك، لهذا السبب لم يقطع القرآن بعدم الزينة عندما نقرأ "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، وفي الوقت ذاته لم ينثن تحت وطأة مغرياتها عندما حدد بعضها: "...وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ". لاستجلاء غوامضها، جعل الزينة تتوقف على ما يظهر منها، ولهذا السبب لم يُدِنْ الأخريات من النساء، فأنا لم أر امرأة في الشرق أو في الغرب لا تغضض من بصرها عندما تمضي برجل ولا تحفظ فرجها ما عدا المومسات ومن لف لفهن وهن شريحة من المجتمع قليلة لا شأن لها. هذا ما فهمه القرآن وما لم يفهمه المزايدون عليه من أتباع وأئمة، أو أنهم فهموه ولكنهم حرفوه من أجل الهيمنة ولصالح السياسة القائمة، فيكون الخطل في الكلام، وتتحول الآية إلى نظام من التحذير الغير المباشر من الرجل وعالمه الذكوري المهيمن بقضيبه تحت كل استعاراته، هذا العالم الذي يحيا بدافع المبالغة، وهكذا غطى الرجل الذكر كل جسد المرأة الأنثى بدلاً من صدرها، لأن بنية الإيمان لديه زئبقية، وروّع كل النساء بدلاً من بعضها، لأن بنية الحكم لديه هَيولية. لكن بدافع الارتكاس الواقي، يمكن تمثيل المنطق الصوري للآية بالرمز عندما تصبح التربية القويمة معيارًا وحرية المرأة المبتغاة من حرية الرجل المتمثلة ليس بقضيبه وإنما بالمعرفة وسمو الأخلاق. هكذا أفهم رموز الدين على الأقل في وقتنا المعاصر ورموز الشعب، عربيًا كان أم غير عربي، كي "أتفضى" من أجل مواجهات أخرى وجودية في الصراع العالمي العولمي الدائر الساعي إلى تقديم اللا أساسي (الحجاب) على الأساسي (العيش مجرد العيش بكل بساطة) المتمثل بمستقبل أمة منهوبة مثكولة منكوبة بأرضها وإنسانها.



سيكونُ منعُ الحجابِ
في المملكةْ
بأمرِ الجمالْ

سيكونُ إقصاءُ النساءِ
في المملكةْ
عنْ رغبةِ الإلهْ

سيكونُ إذلالُ الرجالِ
في المملكةْ
بإخضاعِ المحرماتْ



لكن، هناك دومًا لكن، حسب تجربتي الجامعية، كانت المحجبات من بين طالباتي الأكثر اندماجًا في نقاشاتي، الأكثر جرأة، الأكثر إغراءً، بابتسامتهن الساحرة أو بصوتهن المثير للحلم الغير البريء، أقول هذا للرجل الذكوري على الخصوص، كي يفهم أن المرأة بارتدائها الحجاب أو بنزعه، تبقى امرأة، هذه هي طبيعتها الأنثوية حتى ولو ألبسناها الحديد، ولأذكّر أن في فرنسا القرون الوسطى، كان الزوج يقفل بالحديد على فرج امرأته عند غيابه، ومع ذلك كانت تتمكن –لو أرادت- من الوصول إلى غاياتها، لأن كل شيء يتوقف على إرادتها كامرأة كما يتوقف كل شيء على إرادة من تقع عليه رغبتها كرجل، وكل ادعاءات العفة والطهارة والنقاء عند المجرمين في حقها من شيوخ وآباء وإخوة ادعاءات زائفة، لأن المرأة هي حريتها، بحجاب أو بغير حجاب، هذا ما كنت أشعر به وطالباتي المحجبات يتناقشن معي، كن حرات بدافع أنوثتهن، وذلك بوعي منهن أم بغير وعي، فما فائدة الحجاب إذن؟



المرأةُ هي المملكةُ
هي القصرُ
هي الحريةْ

المرأةُ هي القدسُ
هي المعبدُ
هي الهويةْ

المرأةُ هي البيتُ
هي السريرُ
هي الإنسانيةْ



بناء على ما سبق أقول إن الحجاب أمر المرأة قبل أن يكون أمر الرجل، فكثير من النساء العربيات النيرات وغير النيرات يدركن هذه الناحية الخاصة بأنوثتهن التي تتجاوز كونها بحجاب أو بتنورة، وإن رب الأرباب لو جاء بكل كتبه السماوية للتشريع في أمرها لما استطاع أن يقمع رغباتها، وعلى العكس بإرضاء هذه الرغبات يوثق العرى بينها وبين شريك حياتها، فإرضاء رغبات المرأة لا يعني تعهيرها كما يظن الكثير من عندنا بخصوص المرأة في الغرب، بينما في إرضاء هذه الرغبات نجعل من المرأة صرحًا من الأخلاق، لا يمكن لأحد اختراقه، ومن شخصيتها أقوى شخصية. والحال هذه، استحالة زواج الرجل من أربع لن يكون لعائق اقتصادي بل لقرار حر تتخذه المرأة كامرأة لا كمحجبة (أو غير محجبة)، اختيار الزوج للمرأة المحجبة (ولغير المحجبة) من طرف الوالدين لن يكون كصفقة تجارية يغلب فيها الربح على الخسارة بل كعقد حياتي توقعه المرأة كامرأة لا كمحجبة (أو غير محجبة)، وبشكل أعم ستتحرر المرأة المحجبة (وغير المحجبة) من شتى القوانين الدينية حتى ولو كانت هذه القوانين سائدة في مجتمعاتنا، وبالتالي ستضطر السلطات إلى القيام بإجراءات تأخذ بعين الاعتبار ما توجبه الحياة الحديثة. باختصار، من ناحية فقه اللغة، يخاطب الله النبي بقوله "قل للمؤمنات"، ولم يقل "مُرْهُنَّ"، فهو في كلامه يوصي لا يفرض، الحجاب إذن ليس إجباريًا.



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراسيم ملكية 10
- مراسيم ملكية 9
- مراسيم ملكية 8
- مراسيم ملكية 7
- مراسيم ملكية 6
- مراسيم ملكية 5
- مراسيم ملكية 4
- مراسيم ملكية 3
- مراسيم ملكية 2
- مراسيم ملكية 1
- معاهدة باريس
- خواطر على هامش المملكة
- الترتيبات اللازمة لقيام المملكة
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين! النص الكامل
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 10
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 9
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 8
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 7
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 6
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 5


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - مراسيم ملكية 11