أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - فكر فيها -400 حجة تُفند وجود إله -من369إلى390















المزيد.....

فكر فيها -400 حجة تُفند وجود إله -من369إلى390


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6391 - 2019 / 10 / 26 - 19:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فوقوا بقى - الإيمان عندما ينتهك عقولنا (3) .
أربعمائة حجة تُفند وجود إله . من 369 إلى 390 .

هذه السلسلة " 400 حجة تُفند وجود إله " بدأتها بخمسين حجة , لتمتد لمائة حجة , فمائتين حجة لتصل لثلاثمائة حجة , ثم تصل حتى الآن لأربعمائة حجة , ليأتى هذا الإمتداد بعد أن وجدت فكرة الإله شديدة الثراء بالتناقضات المنطقية والفرضيات المتخبطة مخاصمة للعقل والمنطق والعلم فى كل مفردة من مفرداتها .
مازال فى جعبتى الكثير من الأفكار الناقدة لفرضية وجود إله, ففكرة الإله لا تعيش إلا فى ظل الجهل والخلل النفسي والأفكار الصنمية والتحليل الخاطئ المُتعسف لتزدهر فى ظل مجموعة من الأوهام تؤسس للوهم الأكبر .
فى هذا المقال رؤى فكرية وخواطر ومشاغبات تدور حول الإلحاد والإيمان أردت صياغتها فى تأملات موجزة بغية أن يصل مضمونها بشكل سريع ومؤثر ولتفتح المجال أمام آفاق العقل لإختبارها والإبحار فيها .. أعتذر عن دسامة المحتوى فهكذا طبيعة كتاباتى , أو قل رغبة دفينة فى تدوين كل ما يجول فى دماغى قبل إنقضاء الحياة .

369 - الله ليس خالق للوجود.
- الذات الإلهية يتضمنها وجود معين ,لأن كل شيء يجب أن يكون ضمن وجود معين لكي يقال عنه أنه موجود , فلو كانت الذات الإلهية ضمن وجود معين , فهي إذاً ضمن الوجود إجمالاً لأن هناك وجود واحد لا غير , وعليه يكون من الباطل منطقياً القول بأن الله خالق للوجود لأن الذات الإلهية المُفترضة ستكون حينها جزء من الوجود وفى محتواه كون الوجود يشمل كل ما هو موجود .. إذا تنطع البعض وقالوا بلا وعى ان الله هو الوجود ذاته , فهنا ألحدوا بالإله كالملحدين الذين يعتبرون الوجود هو وجود مادي واحد ولا وجود غيره.
- الزعم الإفتراضى الوهمى أن الله خالق الوجود لم يحل إشكالية الخلق , فخلق الوجود والحياة يلزمه مكان أى ورشة للإعداد , لنسأل من خلق المكان ولنستمر فى إشكالية التسلسل اللانهائى للأمكنة.!

370 - الله والزمن .
- الله خلق الوجود فى ستة أيام ولنعتبر اليوم الإلهى يمثل مليار سنه مثلا فلا مشكلة .. ولكن الإشكالية أن اليوم الإلهى ليتواجد فلابد من وجود حركة مكان يقيس الله عليه يومه الذى يعادل مليار سنه من سنيننا الأرضية مثلاً ولكن الله خلق الوجود ولم يكن هناك مكان .. فلتستقيم قصة اليوم الإلهى فلابد من وجود مكان .. ولو وجد المكان نفى قصة الخلق .
- لو أفترضنا جدلا امكانيه وجود يوم الهي مهما كان طوله فهذا يعني بالضروره أن اليوم الالهي قابل للقياس , وبالنتيجه أن إمكانيه قياس اليوم الالهي تعني وجود الله في زمكان مادي يتيح له مقارنه يومه بعدد من سنواتنا وكلنا يعلم أننا نقيس يومنا وسنواتنا على أساس دوران الارض حول الشمس ودوران الشمس حول محورها , فهل يقاس اليوم الالهي بدوران اللازمكان الالهي حول شيء ثابت الحدوث كمجرة مثلاً .
- إن فرضية الخلق لايمكن إلا أن تجعل من وجود الله وجوداً مادياً ينفي عنه صفه التسامى والخلود والأزليه فأي صفات تنسب اليه ستتناقض تماماً مع بدايه الفرض المنطقي القائل بوجود الله في اللازمكان .

371 - إله خالق أم مُصمم .
- المنطق الإيمانى يقول بأن الله خالق , فهو خالق كل الكون والطبيعة ويمتلك خاصية كن فيكون ولكن ظهر حديثاً صفة تم إلصاقها بالإله من قبل المؤمنين المعاصرين وهى أنه مُصمم بالرغم أن تلك الصفة غير متواجدة فى أسماء الله والكتب الدينية ليأتى إبداعهم لتلك الصفة كمحاولة لتمييز وأهمية وجوده , ليسرف المؤمنون المعاصرون فى الإدعاء بتصميم المخلوقات من قبل الإله دون أن يقدموا لنا مثال لحالة تصميمية واحدة سوى أنهم يفتحون أفواههم عجباً أمام الظواهر الطبيعية ,لنتوقف هنا :هل الخلق يتوافق مع التصميم ؟
- فكرة الإله المصمم هى موضة هذه الأيام التى تعبر عن عجز وجهل الإنسان بمكنونات الطبيعة , ولكن دعونا نسأل هل يمكن أن يجتمع الإله الخالق مع الإله المصمم , فالخلق هو الإيجاد الكامل للشئ من العدم فى لحظة أما التصميم فهو التعامل مع مكونات وأشياء موجودة وإعادة تركيبها وتصنيعها وتنظيمها وترتيبها عن قصد .

372 - هل يعلم الإله مستقبله ؟
- المفترض أن الله يعلم مستقبله وفقا لفرضية علمه المطلق , ولكن هذا يعنى خضوع الله لقوانين ومنطق ونظام صارم يرتب على أساسه سيناريوهات مستقبله فلا يحيد عنه , ويترتب على هذا أنه خاضع لنظام إما مفروض عليه فتنسف بهذا ألوهيته , أو كانت من نظام ذاتى فسيكون هذا النظام إطار حديدى ينفى حرية الإله ومشيئته وتشل قدراته المطلقة .
- إذا كان بإمكان الإله رؤية مستقبله فهذا يعني أن إرادته محكومة , وبالتالي ليست مطلقة , وبالتالي لا يصير مطلق القوى , وليس ذو إرادة حرة لأنها قد حُكمت مسبقاً بما رآه , وإذا كانت إرادته حرة ومطلقة فعليه أن لا يتمكن من رؤية المستقبل , وفى هذه الحالة فهو ليس كامل أو مطلق العلم وبالتالي ليس إله .
- أضف لذلك أنه يستحيل أن يدرك مستقبله .. لأن مستقبل الإله مطلق لانهائى غير محدود فكلما أدرك مشهد مُستقبلى مُتقدم فسيوجد مشهد مستقبلى قبله بحكم اللانهائية ولن يصل إلى كل مستقبله بإعتبار أن مستقبله مُمتد إلا مالانهاية .

373 - هل يعلم الإله ماضيه ؟
- قد يكون هذا السؤال سهلاً بالنسبة لسؤال هل يعلم الإله مستقبله , كون الماضى قد مر عليه كالإنسان , ولكن يستحيل أن يُدرك الإله ماضيه لسببين : أولهما أن فرضية الماضى الإلهى لانهائية فكلما أدرك شئ فهناك ماضى قبله , علاوة أن تَذكر الماضى يلزم وجود للأشياء والأحداث وهذا لن يتحقق فى حال قصة وجود الإله منفرداً وحيداً متفرداً قبل الوجود .

374 - الذاكرة الإلهية .
- الإله يمتلك ذاكرة لانهائية بالضرورة وفق فرضية معرفته المطلقة ؟ ولكن الذاكرة ستكون مُحددة بحوادث خلق الوجود التى هي مَحدودة مُحددة بالطبع . !
- عندما يكون الإله المُفترض أزلي أبدى عليم علم مطلق فهذا يعنى أنه صاحب ذاكرة لانهائية , ولكن الذاكرة اللانهائية ستشاركه الألوهية والإطلاق بل ستفوق الإله , فكلما أدرك ذاكرة فهناك ذاكرة قبلها بحكم اللابدايات واللانهايات وهنا تعددت الأزليات واللاهوت .
-الذاكرة الإلهية ستتوقف ولن تكون مطلقة بحكم أن الذاكرة لا تكون ذاكرة بدون أحداث , وهذا لن يتحقق قبل الوجود حيث الإله وحيداً بلا وجود وأحداث ليتذكرها .

375 - هل يعلم مقدار قدرته ورحمته وغفرانه ألخ .
- هل يعلم الإله مقدار قدراته ورحمته وغفرانه ألخ من صفات , فإذا كان يعلم مقدارها بحكم أنه كُلى المعرفة فصفاته صارت محدودة , وإذا كان لا يعلم بحكم إطلاقها ولا نهائياتها فهو فاقد لصفة العلم المطلق .
- هل الإله لديه رحمة وغفران وعدل وكل تلك الصفات التى تتعامل مع الإنسان قبل وجود الإنسان ؟ وهل يمكن القول بأن هذه الصفات مُستحدثة وذات بداية لدى الإله ؟ فهذا يعنى أنها ناشئة مُستحدثة غير مطلقة وذات مقدار .

376 - إستحالة تحقق القدرات المطلقة .
- (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) الكهف 109. هذه الآية كانت تفتنى لغوياً بلاغياً فى إطار إفتنانى بالشعر والكناية والإستعارة ولكن الإله لا يمارس قدراته بالمجاز والإستعارة لتعلن هذه الآية صراحة عن فكرتى بإستحالة وجود قدرات مطلقة للإله , فلو كان البحر على كبر حجمه بمثابة المداد التى تكتب به كلمات الرب فهذا البحر سينفذ قبل أن تنفذ كلمات الله , فالقدرة على خلق المداد عجزت أمام قدرة كلام الله المطلقة , فلا يمكن تحقق قدرتين مطلقتين كخلق مداد بشكل غير محدود وكلمات إلهية غير محدودة .. كما هذا يشكك فى أن القرآن هو كل كلام الله .

377 - الله والمستحيل واللامنطقى .
- هل يمكن للإله أن يجعل 1+1=3 فهذا يعنى المستحيل واللامنطق فهل يقدر على ذلك .. ما نعرفه من خلال بعض الفلسفات الدينية أن ارادة الله تتعلق بالممكنات وليس بالمستحيلات.. بمعنى أن الله لا يقدرعلى ايجاد ما لا يستحيل وجوده عقلا..لذا الطلب من الله أن يجعل 1+1=3 هو ما يستحيل وجوده عقلاً أي أنه غير ممكن الوجود مطلقاً وبالتالي فهو لا يوجد ضمن الممكنات التي يحتويها الذكاء الالهي بل يتناقض معه جذريا..فليس من المنطقي اذن أن نطالب الله بتحقيق ما هو غير قابل للتصور ومناقض لطبيعة الله ذاتها حسب تصورهم .. ولكن هذا ينفى الألوهية والقدرة المطلقة ويجعله خاضعا للمعقول والمنطقى عاجزاً عن التعامل مع المستحيل مثلنا .

378 - الإله الصامت .
- مقولة كلمات الإله التى لا تنفذ فى آية سورة الكهف ليس لها أى مصداقية , فالإله لأحقاب زمنية هائلة غير محدودة كان صامتاً , فعندما كان الإله وحيداً منفرداً متفرداً قبل خلق الوجود والملائكة فقد كان صامتا إلا إذا كان يكلم نفسه !, فلن نسأل هنا عن عبثية هذا المشهد بل سنسأل ما محتوى ومضمون كلامه بدون وجود وأحداث .

379 - إستحالة تحقق الصفة فى المطلق .
- بئس وخرافة القول بالصفات المطلقة التى تتعدى الزمان والمكان , فلا يمكن ان تقول بأن الله عادل وغفور ورحيم ورزاق ألخ قبل وجود الإنسان , فالصفة لا تتحقق إلا بالوجود والفعل .

380 - الله غير عاقل .
- يقولون الله عرفوه بالعقل فهل الله معقول يخضع لمفردات العقل فى الإستيعاب والتعاطى ؟ فهنا أصبح الإله العاقل المعقول وجوداً مادياً محدوداً يمكن التعاطى معه !.
- من جهة أخرى القول بأن الإله عاقل فهذا يعنى أنه يتعامل مع الوجود وفق دراسة وإختيار وتفضيل للأسباب وتأثير تلك الأسباب على قراره وفق قوتها ووجاهتها بالرغم أنه خالق الأسباب كما يدعون .
- المُفترض أن الإله ليس عاقلاً , فالعقل يعنى التحدد بمفاهيم وأطر العقل والمعقول والمادة ليخضع الإله هكذا للمادة وقوانينها ولمفاهيم العقل ومحدداته وترتيبه مما يقوض الحرية والمشيئة الإلهية المطلقة علاوة أنه ُيشخصن الإله بالإنسان محدود الحرية والقدرة

381 - هل يفكر الله ؟
- الإله أيضا لا يُفكر , فالتفكير يعنى الإلتزام بمحددات الفكر ومتطلباته ونظامة وترتيبه ومنطقه بينما يُفترض فى الإله أنه غير خاضع لمتطلبات وترتيب ومنطق .
- يقولون أن الله يعلم كل شيء منذ الأزل وإلى الأبد , بل ويعلم حتى خياراتنا التي سنختارها برغم أننا مخيرين ولسنا مسيرين كما يزعمون , وهذا يقودنا الى التساؤل عن جدوى أن يقوم الله بالتفكير .. فنحن مثلا نفكر لأنه يوجد لدينا خيارات كون هناك أشياء لا نعرفها أو لأننا نريد استنباط شيء ما من تجاربنا الخ .. ولكن هذا الإله لا توجد امامه خيارات , ولا يوجد شيء لا يعرفه , ولا يريد استباط شيء ,فالله بذلك لا يحتاج للتفكير بل إن مقولة أن الله يفكر تتعارض مع صفته بأنه يعلم كل شيء , فإذا كان الله يفكر فهذا يعني أنه يريد استنباط شيء معين أو أنه يقوم بتحليل ما لأشياء معينه يفاضل بينها , وهذا لا يمكن أن يتوافق مع العلم المطلق , كذا المقولة الحديثة عن الإله المصمم غير صحيحة , فالتصميم تفكير فى النهاية ناهيك أن القول بالمصمم ينفى ويتعارض مع الخلق.
- ألا يكون الإله بذلك عبارة عن جماد لا يتغير , فهو يعرف كل خياراته وخياراتنا مسبقا وهو يعرف كل ما جرى وسيجري للكون بكل ما في ذلك من تفاصيل مملة ,فهو لا يفكر لأن التفكير لن يضيف له شيئا بل على العكس "كونه مفكر" يتعارض مع "كونه يعلم كل شيء".

382 - هل الإله بروجرام .
- هناك فرضيتان عن الإله الأولى : الله ليس له بداية ولا نهاية , والثانية : الله يعلم كل شيء .
من هاتان الفرضيتان نستنتج بأنه ليس هناك بداية لمعرفة الله بأنه سيخلق الكون والانسان , بتعبير آخر فالإله كان دائما يعلم بأنه سيخلق الكون والانسان منذ الأزل وهذا ينطبق على كل شيء خلقه الله او سيخلقه , فألا يعني هذا أن الله لا يمكنه اتخاذ قرار معين؟ ألا يعني ذلك أن الله لا يملك أية إرادة وانما هو عبارة عن "علم مطلق" بكل شيء .. بروجرام آلى لا يفكر ولا يتغير ومن هنا نسأل من برمجه طالما تعشقون السببية ؟!

383 - الوعد والصدق وعلى كل شئ قدير .
كيف تدعون أن هذا الإله قد وعد البشر وقال لمحمد بقرآنه(وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ؟! .. أليس بهذا الوعد منع الله نفسه من مخالفة وعده ؟! .. أليس هذا يعني أنه منع نفسه من فعل شيء! .. صحيح أن هذا الإله كان له الخيار فيما يفعل قبل الوعد ولكن بعد الوعد الذي ألزم نفسه به إنتهت حريته بالوعد ولم يعد يفعل أي شيء .
إن أجبتم بأن الله قادر على أن يخالف وعده , فأنتم بذلك خالفتم مايدعيه هذا الإله بأنه صدوق فى وعده كما جاء بالآية (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا )..فكيف تجتمع صفة (صدق الإله) مع (وعد الإله بأن لا يخلف وعده) مع خاصية صفة ( أَن اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .!

384 - هل يصح القول بالإله الحكيم .
- إذا كان الإله لايدير الأمور بالعقل فهل يصح القول بالإله الحكيم أى التفكير فى الأمور بحنكة وتدبير ودقة شديدة .
هل القول بالإله الحكيم مقولة بشرية تُعظم إلهها أم تصريح من الإله ؟ وكيف تتصف الأمور بالحكمة حال وجود إله واحد فلا يوجد أى مجال للمقارنة وإكتشاف للصفة وتفردها .

385 - وهم الكليات .
- لا توجد كليات فى العالم , فالكليات تنفى وجود الضد وتلغى وجوده تماماً بينما الضد حاضر دوماً , بل الضد هو الذى يمنح الشيئ الصفة وإمكانية الوجود والمعرفة والتحقق والتميز وإلا فلن نعرفها ..عندما لا توجد أضداد فحينها ستوجد كليات فى العالم ولكن هذا هو المستحيل بعينه .

386 - الصفات المتناقضة .
- يستحيل أن تتحقق الصفات المتناقضة فى المطلق كالرافع والخافض , الضار والنافع فأى صفة فى إطلاقها لن تسمح بالصفة المغايرة بالتواجد , فلا يصح مثلاً القول بالإله الظاهر والباطن فى المطلق والكلي , فلو تحقق جدلاً وجوده الظاهر فيستحيل أن يتحقق وجود الباطن ولو قليلا فهو إما ظاهراً كلياً أو باطناً كلياً .

387 - إستحالة إجتماع القدرة المطلقة مع العلم المطلق .
- لايمكن للإله ان يكون قادر على كل شئ وفي نفس الوقت يعلم كل شئ فإطلاق المعرفة تنفى حرية إختياره وقدرته على التغيير , لانه اذا علم مثلاً انه سيأمر غدا جبريل فهو لا يستطيع فعل عكس ذلك بالغد , لأنه اذا لم يأمره فلن يكون ما رآه بالأمس علماً صحيحاً بأنه لم يأمر جبريل , واذا كان ما رآه بالأمس خاطئاً يعني انه لا يرى المستقبل .

388 - لا يوجد وعي أزلي .
- لابد من وجود أزلية أى سرمدية ما , ولكن الأزلية لا تعنى أزلية وعى مُدرك , فيستحيل أن يَدرك الوعي اللانهائية من الأحداث , فكلما أدرك حدثاً فرضاً فهناك أحداث لانهائية , بينما سرمدية المادة مقبولة ليس من قانون حفظ وبقاء المادة فحسب بل لكون المادة غير واعية لا تدرك سرمدية الأحداث وهذا رد على مقولة أزلية الإله الخاطئة وأزلية المادة .

389 - الإله والمشاعر .
- هناك توصيفات للإله فى الكتاب المقدس والقرآن أنه يغضب ويرضى ويحزن ويتحسر ويندم بل يسب ويلعن ألخ من مشاعر تنتابه لنجد أنفسنا أمام فكرة شديدة البشرية والسذاجة والتهافت , فنحن أمام تصورات إنسانية بسيطة لإنسان قديم تعبر عن رؤيته وتصوره وخياله الذى لم يبعد أنملة عما ينتاب الإنسان من مشاعر .
- هل هذه الرؤية تبين حال الإله ومشاعره وإنفعالاته أم تثبت أن مصدر فكرة الإله هو الإنسان ؟ العواطف تتعارض وتتناقض بشدة مع الفكر اللاهوتى للأسباب الآتية : فالإله هنا صاحب مشاعر إنسانية عاطفية إنفعالية ليتنافى هذا مع فكرة الإله الكامل المتسامي الذى ليس كمثله شئ , كما أن الإنفعال هنا يتنافى مع علم الإله المطلق , فالمشاعر تنتج عن حدث غير معلوم وهذا يعنى أن الإله لم يَدرك هذا الحدث الفجائى لذا جاء إنفعاله ,أضف لذلك أن الإله متأثر بالحدث يمارس دور رد الفعل على الأحداث وهذا لا يليق بالألوهية والكمال , أضف لذلك هذا المشهد العبثى فالمشاعر فى علم الإله المطلق أى أن الإله يدرك أنه سيغضب بحكم علمه المطلق فهل هو غاضب مثلا منذ الأزل وحتى ظهور الحدث أم أنه غضب عند ظهور الحدث فقط .! .. مايؤكد أننا أمام فكرة بشرية فالمشاعر تتبدل بين الغضب والرضا مثلا فهل الإله إرتضى بعد غضب أم هو فى حالة غضب دائم لا تنتهى .. المشاعر أيضا ستنال من معرفته وقدرته المطلقة , فالحدث الذى أثار غضبه لم يكن يعلم به لينفعل ويتولد لديه غضب فليس من المعقول أنه يعلم منذ الأزل الحدث ليأتى بعد ذلك فيغضب إلا إذا كان ممثلاً .!

390 - هل الله خلقنا على صورته أم نحن من خلقنا الله على صورتنا .
- خلق الله الإنسان على صورته لا تستقيم مع كونه إله ذو طبيعة مغايرة عن طبيعتنا فلا يوجد أى وجه أو شَبه أو صِلة تقارب , فهذه طبيعة وتلك طبيعة .. أما مقولة أننا خلقنا الإله على صورتنا فتستقيم فقد وضعنا فيه كل صفاتنا المأمولة فهو عادل ورحيم ومنتقم ومحب وغنى وكريم ألخ.. أليست هذه صفاتنا وكوننا نسبناها له فهذا يعنى أننا خلقنا الإله , وعندما يتفذلك المتفذلكون ليقولون أن الإله هو الذى منحنا الصفات , فنرجع ونقول بأن عليكم أن تتذكروا انه من طبيعة مغايرة غير بشرية غير مادية .

-دمتم بخير وعذرا على دسامة المحتوى .
-لن نعرف تطور وتحضر ورقىّ وإنسانية إلا بتوقف قوى وجرئ أمام موروث الخرافة والأوهام والثقافة الدينية والإنتباه لكل القيم والمفاهيم اللامنطقية التى يتم تصديرها .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" – أمل الإنسانية القادم فى عالم متحررمن الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين عندما يُفقدنا المصداقية والمعنى والإنسانية
- فوقوا بقى – الشذوذ والسذاجة والتهافت فى النص الدينى
- تأملاتى وخواطرى ووجدانى .
- العزف على خيبة شعب..ماذا يحدث فى مصر
- المختصر المفيد فى أسباب التخلف العتيد
- ألف باء نقد .. تأملات وأسئلة شكوكية
- ثقافة قالوا وقاللولي - لماذا نحن متخلفون
- الإله والإباحية
- تأملات فى أوهام الإنسان العتيدة
- -الهول- وثقافة القهر والكراهية .. مفيش فايدة
- تأملات فى أنا فهمت الآن
- أنا فهمت الآن الخلل الذى أنتج الخرافة والميتافزيقا
- أنا فهمت الآن ماهية العشوائية والجمال والنظام
- أنا فهمت الآن سر الحياة والوجود والأوهام
- سيكولوجية وذهنية وسلوك الشعب المصري
- تأملات ومشاغبات وخربشات ساخرة
- تأملات فى أسئلة-400 حجة تُفند وجود إله
- دعوة للحوار قبل الإحتفالات حول حتمية المراجعة
- خربشة ومشاغبة عقل .. تسالى رمضانية.
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 61 إلى 83


المزيد.....




- بالفيديو.. لحظة انبثاق النار المقدسة في كنيسة القيامة
- شاهد: إنقاذ 87 مهاجراً من الغرق قبالة سواحل ليبيا ونقلهم إلى ...
- الفطور أم العشاء؟ .. التوقيت الأمثل لتناول الكالسيوم لدرء خط ...
- صحيفة ألمانية: الحريق في مصنع -ديهل- لأنظمة الدفاع الجوي في ...
- مسؤول إسرائيلي: لن ننهي حرب غزة كجزء من صفقة الرهائن
- قناة ألمانية: الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في قطع غيار ا ...
- تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل ...
- الطعام ليس المتهم الوحيد.. التوتر يسبب تراكم الدهون في البطن ...
- قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين
- -اللعب الخشن-.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - فكر فيها -400 حجة تُفند وجود إله -من369إلى390