أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - من غير وداع














المزيد.....

من غير وداع


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 1557 - 2006 / 5 / 21 - 10:58
المحور: الادب والفن
    


نظرتْ إلى ابنتها (حنين) الراقدة إلى جوارها على (الصوفة) وبدأت تتأملها بأسى وقلبها يقطر كمداً وقهراً. نزعت (الشكلة) بهدوء من شعر هذه (السنفورة) كما يسميها والدها, لئلا تزعجها أثناء تقلبها فتوقظها. وبدأت تمسح لها شعرها وخدّها بحزن نبيّ وهو يتضرّع إلى الله مستجيراً من ظلم الطغاة.
طفرتْ دمعةٌ عجلى من عينيها وسقطتْ على شفتي ابنتها, فمدّت حنين لسانها وبدأت تتلمظها, واســـتفاقت على الطعم المالح. نظرت بدهشة إلى أمها التي سارعت بمسح ما تبقى من دموع في عينيها:
- ماما! أنتِ تبكي؟!
- لا يا ماما... فقط عيناي تؤلماني قليلاً...
- (فركت عينيها طاردةً النعاس) هل عاد بابا...؟
- .........!!!
(ماذا تقول لها؟ هل تخبرها بأنه قد لا يعود إلا وقد صارت صبية...! هذا إذا عاد حياً... وطفقت تعبث بشعرها وتفرده إلى خصلات متساوية... متشاغلة عن سؤالها)
- ماما! اشتقت إلى بابا... هل ستطول غيبته؟
- نامي يا حبيبتي.. بابا بخير وسيعود بإذن الله, لكن هذه المرة قد تطول سفرته نوعاً ما..
- أنا زعلانة من بابا... لماذا لم يودّعني؟
- عندما سافر كنتِ نائمة يا حبيبتي..
- طيب ماما! لماذا تاتا وجدّو وعمّتو يبكون على بابا منذ البارحة وهم يرددون (الله يظلم اللي ظلمه؟!!)
- حنين, حبيبتي! إنهم يدعون على الفقر الذي جعل والدك يسافر...
- هل تعلمين يا ماما! خالو (عبد الله) جاء اليوم إلى غرفة بابا وأخذ كل الكتب التي كان يقرأها ووضعها بحقيبة وذهب..! تصوري ماما! لم يكلمني ولا كلمة! أنا زعلانة من خالو...
- بسيطة حبيبتي! قد يكون في عجلة من أمره... خالك يحبك كثيراً...
- هل تعلمين ماما؟! رفيقي حمودة قال لي أنه رأى بابا البارحة وهو يركب بسيارة بيضاء طويلة وكان أحد ركاب السيارة معه بارودة مثل بارودة أخي فادي, بس أكبر منها بشْوّية..! وأن السيارة انطلقت بسرعة مثل أفلام الكرتون ، والله العظيم يا ماما!!
- أيه حبيبتي! لقد كان أبوك مستعجلاً على السفر..
- ماما! هل سيجلب لي معه لعبة (باربي)؟
- (بقدرات أسطورية تغالب الدمع المتحفز على المسيل) أكيد يا حبيبتي.. أكيد.
- هل تعلمين ماما!؟ لن أدع ابن جيراننا حمّودة يمسّها... اليوم رجوته أن يركّبني على دراجته لكنه رفض بحجة أنني لا أعرف السواقة..!
- سأشتري لك أول الشهر درّاجة وباربي...
- لا يا ماما... الباربي أريدها من البابا...
- تكرمي يا حياتي..
ولم تستطع مجاملتها والاستمرار معها بهذا الحوار. فضمتها إلى صدرها ونظرت باتجاه صورة زوجها المعلقة على الحائط. بينما ابنتها فقد كانت تدندن النشيد الذي تعلمته هذا الصباح بدار الحضانة, وكانت متلهفة لإسماع أبيها هذا النشيد من أجل الحصول على الخمس ليرات (مكافأتها اليومية) فأغمضت عينيها وبدأت تنشد:
بابا بابا يـومك طابا
دمْتَ ربيعاً دمت شـبابا
بابا بابا ..............
............ ...............



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الفساد في تحوّل الفراشة إلى.. جراد
- فتاوى
- الحبّ والسياسة
- العين الزجاجيّة
- بيان ختامي لقمّة عربية
- مباحثات سرّية
- الأصابع الشهيدة
- لكي يكتمل النصاب
- امتحانات مطلع العام
- اقتراح طوباوي للحكومة
- قبلة شرعيّة
- موعظة في المركز الثقافي
- زيارة ودّية إلى فرع الأمن
- ردود سريعة
- هواجس مسؤول
- تعاميم
- من يدفع أولاً... يضحك أخيراً
- وماذا بشأن أشباه (خدّام)؟
- استبيان
- ألو!... ألو


المزيد.....




- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - من غير وداع