أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان بوقردغة - المنفى السياسي ورَقْش صورة الدولة الإستبدادية كاملة الرتوش














المزيد.....

المنفى السياسي ورَقْش صورة الدولة الإستبدادية كاملة الرتوش


إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Adili Boukordagha)


الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المنفى السياسي هو آلية للاستبعاد المؤسسي تهدف إلى إلغاء حقوق المواطنة وإبعاد الأفراد عن المشاركة الكاملة في الساحتين السياسية والعامة للدولة.
وبسبب طابعه الاستثنائي ، يميل الأدب السياسي إلى افتراض وجود علاقة بين الاستبداد والمنفى حيث يحدث الاستبداد عندما تمنح السلطة المطلقة للحاكم, وتحت قباب دولة استبدادية يصبح الحاكم فاسدا ويستغل سلطته لتعزيز مصالحه الخاصة بدلا من العمل من أجل الصالح العام.
فالمنفى إذن هو آلية للإقصاء المؤسسي من خلال طرد الضحية من الأراضي الوطنية بعد تصويب أسنة التشنيع إليها قصد التغريب و الترحيل خارج الأراضي الوطنية.
واستبعاد المجتمع السياسي من الدولة ينشّط سلسلة من القضايا ذات الأهمية الشخصية والجماعية
وفي المقام الأول يقذف الحرمان الأساسي من حقوق الإنسان الفرد على ساحل فرات الحرمان من مكان في العالم يجعل آراءه ذات معنى و أفعاله فعالة حيث أن الوطن
هو موئل التساؤلات حول المغزى من الحياة التي تنشأ وتتشكل في إطار سياقات متنوعة : عندما نكافح من أجل البقاء في أرض انتشبت عروقها فينا ,عندما نصبح محاصرين في أعمالنا عندما نشعر بصغر الطارقة ونحن نرقب سماء الوطن الليلية.
وفي هذا المنزل خلص عالم النفس و المفكر والمؤلف الذي قضى معظم حياته المهنية الأكاديمية والسريرية في الولايات المتحدة Bruno Bettelheim إلى : "إن أعظم احتياجنا وأصعب إنجازنا يتلخص في العثور على المغزى في حياتنا"
“our greatest need and most difficult achievement is to find meaning in our lives”
وفي نفس المثوى قال أحد الناجين من الهولوكوست والطبيب النفسي فيكتور فرانكل إن الإرادة البشرية للمعنى تأتي قبل إرادتنا في الاستمتاع أو الرغبة في الوصول إلى السلطة .
وحين تتهدّل علينا أغصان التساؤلات الوجودية حول المعنى في قدرتنا على الخروج من أنفسنا، فإننا نتقن النظر إلى حياتنا من منظور أوسع، وهي زاوية نستطيع أن نفهم منها بيئة حياتنا ونتساءل عن "لماذا؟ " ماذا نفعل فنتحول من مجرد المشاركة التلقائية إلى المراقبة والتقييم فنحن كأناسيّ نقوم بما هو أكثر من مجرد الاستجابة لتدفقات المنبهات فنحن نتساءل باستمرار من نحن وماذا نفعل؟ و كيف يمكن لهذه المخلوقات الصغيرة والبعيدة مثل أنفسنا أن تتلاءم مع المخطط الكبير للأشياء، في مساحة الوطن.
و بإبعاد شخص ما أو طرده من الإقليم الوطني أو إجباره على الهجرة خشية التعرض لسلامته الجسدية أو لسلامة أبنائه أو جهادا للنفس تحصيلا لخلاصها من العسف فإننا نمنع مقل عيون المعنى بليلها أن تهجع فتنزل البليّة و تحل الرزيّة وتحاك المكائد فلا تنقدع و تفتك الأدواء فلا تندفع فالنفي يمنع حيفا و ضيما تمتع المواطنين بحقوقهم المدنية و السياسية المرتبطة بالجنسية فيصبحون طرداء الموت فإن أقاموا بالوطن أخذهم
و إن فرّوا منه أدركهم فهو معقود بالنواصي فإن تقزّعت سحب الحتف لحين تلبّد ت حنطريرة التهميش والغربة لأحايين.
و تستخدم الأستاذة الجامعية و الكاتبة الأرجنتينية Pilar Gonzáles Bernaldo de Quirós مصطلح "الهجرة السياسية القسرية" للتعبير عن النفي الذي يعد من أقسى العقوبات التي تسلطها الأنظمة الدكتاتورية و أكثرها ظلما .
فمن يعارضون التوتاليتارية يمكنهم الاختيار القسري بين السجن أو النفي أوالوأد ،فضلا عن تعرض أطفالهم للمضايقة والإذلال في المدارس فينتفي الإختيار بالفعل لينتصب القسر حقيقة فلا يمكنك المقاومة أو الاحتجاج أو حتى الانتقاد.
واستمطارا لسحائب المعنى قوت الوجود ينبغي أ ن نتساءل عما يجب القيام به للسير في مناكب بساط تجلي سلطان دولة القانون التي لا تتسامح مع النفي و الإقصاء فننظر في الحق بعين وامقة ونسلك المقامات وننازل الأحوال لحمل أنفسنا على نمارقة العدالة وهي النور في أصلاب الأرض المطهَّرة من الأنظمة القمعية الإستبدادية التي تحد من التعددية السياسية و تنعدم فيها الحدود الواضحة لسلطة القائد فالاستبداد هو في الأساس آلية لاستبعاد التعددية السياسية والحد منها وهو يمثل نفيًا لمعايير ما أطلق عليه المنظر السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة ييل الذي أسس النظرية التعددية للديمقراطية Robert Dahl تسمية "تعدد الملكيات"
وترتيبا على هذه المقدمات فإن تسنمّ ذروة فهم المعنى والضرب في مدن الفضل بالقدح الأفضل و القسط الأجزل ينبغي أن يحصل عبر تعقب مقام العدل المحمود ليسكن المواطنون صوامع ملكوت دولة القانون
وفي المعسكر المقابل يجد مطمح تحصيل كمالات الروح الإنسانية عقبة كأداء وهي دولة الإستبداد و القمع المهدِّمة لصروح المعنى و الراسمة لصورة الظلم كاملة الرتوش فإن كان كظم الغيظ أمرا مأمولا في ساحة الفضائل فإن ميزان العدالة السماوية هو وِتر الله الموتور في السماوات و على الأرض.



#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)       Imen_Adili_Boukordagha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الفكر انفتاح على ثورة العقل على المألوفات
- تونس وطن كليم صَبٌّ إلى فضيلة العدالة
- في تونس: المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية توافق مع نظرية - ...
- الإنتخابات الرئاسية في تونس: تطلعات الشعب المكلوم إلى إرساء ...
- جمعية الإخوان المسلمين من مصر إلى تونس :هذيان الأراجيف وابتد ...
- -أمام أعيننا- حركة النهضة الخائنة جسم أجنبي بامتياز يغتصب جس ...
- الإسلام السياسي في تونس و بذل الجهد و الإجتهاد في جهاد الإره ...
- الشخصية الإسلاموية الإستبدادية المحرك النفسي الديناميكي للإس ...
- طائفة النهضة في تونس حتف استعماري أزرق يعبث براية وطنية حمرا ...
- الإرهاب الديني بين خيال الدين وواقع الإرهاب
- الدولة الإسلامية البهيمة و البهيمية و جريمة الاتجار بالبشر أ ...
- الإخوان المسلمون مشروع استعماري أَنْجلُوسَكْسُوني-صهيوني
- في تونس: رئيس الدولة المرتقب ووِزر الملفات الأمنية
- الشمولية -المقدّسة -و تصنيع الديكتاتور الإسلاموي
- في تونس: الكفاح ضد الإخوان من مقتضيات فضيلة الوطنية
- انتفاضة تونس و جاثوم الإرهاب المتديّن
- الإسلام السياسي و طموحات الدولة الإمبريالية
- تشريع الإسلام السياسي لإرهاب الدولة و شرعنته
- الإسلام السياسي ليس إسلاما و ليس سياسة فهل هو حالة ذهان؟
- حركة النهضة الزانية المحجَّبة


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان بوقردغة - المنفى السياسي ورَقْش صورة الدولة الإستبدادية كاملة الرتوش