أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان بوقردغة - الإرهاب الديني بين خيال الدين وواقع الإرهاب














المزيد.....

الإرهاب الديني بين خيال الدين وواقع الإرهاب


إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Boukordagha)


الحوار المتمدن-العدد: 6335 - 2019 / 8 / 29 - 09:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإرهاب الأصولي الإسلاموي ليس ظاهرة متجانسة ، لأن أطرافه الفاعلة متعددة لكن عدم التجانس لاينفي وحدة الهدف حيث تعتزم الأصولية إخضاع العالم لمفهوم شمولي للقانون الديني أوالشريعة يعارض أي فكرة عن التطور أو التغيير ويعادي التعددية. فالإسلام هو العبادة والحكومة والدين والدولة" على حد تعبير حسن البنا فيتحول التطرف في نهاية المطاف إلى أصولية تطمح إلى توسيع الإسلاموية بالسيف فيلجأ أيديولوجيو ومقاتلو الإرهاب الإسلاموي إلى مفهوم "الجهاد" لتبرير عنفهم دينياً.
والإرهاب ذو الطبيعة الدينية ينخرط في منطق هياكل عقائدية حركية سياسية فعالة في تحفيز الإرهاب الديني و في هذا السياق يصبح الدين ، كما وصفه بروس هوفمان الكاتب و الأستاذ في "كلية إدموند أ. والش للشؤون الخارجية" في "جامعة جورج تاون"، حيث يدير "مركز الدراسات الأمنية" و "برنامج الدراسات الأمنية" "قشرة رقيقة" تغطي الدوافع السياسية والعرقية وغيرها من الدوافع للعنف فيصبح العنف في سياق الإرهاب الديني عملاً "مقدسًا" أو يستجيب لالتزام إلهي فيكتسب الإرهاب بُعدًا متعاليًا
، ويقترف ممارسوه أفظع جرائم القتل و التنكيل و الإغتصاب شاعرين بأنهم مؤيّدون بتأييدات ربانية وأن الله يمدّهم بإكسير ألطافه فاختلجت بهم الأوهام و الظنون و اضطربت جوانحهم وانثعبت الدماء في الأزقة العربية كالميازيب، فإن القراءة الجزئية والخبيثة للدين ستوفر الدعم لاستخدام النصوص الدينية لإضفاء الشرعية على الأعمال الإرهابية و بذلك يصبح الدين المخترع سياسيا منظمة موشّحة بالبنادق و السيوف تندمج في الموارد الأساسية للإرهاب مثل المجندين والأموال فخرج التأويل عن جادة الإنصاف وسلك طريق الغي و الإعتساف
فإذا كان الإسلام يحرم الإنتحار فكيف يقتل الإرهابي نفسه ويقتل غيره بالغيلة بسيف الشريعة والحال أن الجاني لايملك نفسه ولا نفس المجني عليه فالأنفس ملك لله وحده؟
يبدو أن الدجالين المتاجرين بالدين قد حرّفوا علم اللاهوت في إطار هذه المنظمة لابتداع تبريرات لأفعال يحرّمها الله في شريعته و يجرّمها الإنسان في قوانينه الوضعية فخرق مقترفو الأفعال الإجرامية الإرهابية النواهي الشرعية و القواعد القانونية وأمسى مقترف الأفعال الإرهابية الإجرامية مرميا إلى سهم المنايا و السجون فماتعطّر ثراه بعرف شذي وماطاب مثواه بوطن سَنيّ وماعاش سعيدا ومامات فقيدا
فالأبصار شاخصة و الأذهان طامحة في الآصال و الأبكار إلى إرساء نظام اجتماعي و سياسي جديد يتلاءم مع رؤية الجماعة الإرهابية" لقرارات الله "فكل رسالة إرهابية مرقومة بالتفجيرات الإنتحارية ومخطوطة بالرؤوس المذكّاة يقصد بها تقويض النظام القائم في الدولة وإسقاط مسيِّريها عن ذروة الإعتبار فلا يذر منهم في مرابع الأوطان ديارا مستخدمة تكتيكيا تفسيرها الخاص للنصوص الدينية غير عابئة بترتيب النزول ولا أسبابه ولا بالظروف المحيطة به وبيئته و"أبجديات فقهه".
ويميل الإرهابيون إلى الاعتقاد بأن لهم دورا طلائعيا وديناميكيا في تحريك أحداث كونية لم تأت بعد فهم يطمحون إلى تغيير العالم بأسره متوسِّلين بالسيف البتّار ومُعرضين عن منهج القدوة الحسنة فارتدوا جلابيب الدم و الخزي و خلعوا أبراد الحياة و الشرف فلو انتهجوا نهج الأسوة المحمودة لكانوا "كوكبا تزهو بكوكب عنصره كواكب العناصر"ولانغرست آثارهم في القلوب غرس الفسائل و الأثمار بدلا عن الأسياف تنغرس في الأجنان تعبث بالرؤوس و الجثمان فلاريب أنهم يزعمون خوض حرب رمزية ضد الشر الذي تلتحف به "الإنسانية الآثمة "ولكن سرائرهم الخبيثة تخفي حربا ضروسا ضد الله الخالق و الإنسان مخلوقه المبجَّل و المفخَّم .
ومن ناحية أخرى وانسجاما مع تقاليد علم النفس الإجتماعي فإن، "السياسة هي حقل متميز لاستيعاب الترابط المعقد بين النفسي والاجتماعي ، وبين الخيال والفعل ، وبين الخيال والواقع."
طبقا لما أقرّته أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة باريس Jacqueline Barus-Michel
"La politique est un champ privilégié pour saisir l interdépendance complexe entre le psychique et le social, entre le fantasme et l acte, entre l imaginaire et la réalité"
فيستثمر الإسلام السياسي السياسة عبر التسامي وارتداء ثوب التقوى وقيم التنويرالإجتماعي والثورة والحرية والمساواة والإخاء وحقوق الإنسان ، وحقوق المرأة وينخرط في رؤية سياسية خيالية نسجتها أكاذيبه القصديّة التي تنأى عن الواقع المنغمس في حتوف الإرهاب و الجريمة المنظمة فأعمال الإسلامويين الطامحة فقط إلى السلطة بجشع نرجسي إكلينيكي هي كالرماد هبّت عليه الزّعزع النكباء وهي تطبق استراتيجية أنانية وغير أخلاقية تمسح أو تتجاهل الآخرين فتتعامل معهم كأشياء ووسائل
فالذات الأخلاقية تعتمد على هويات فاضلة فيعبّرمفهوم القوة عندها عن مراعاة مصالح الآخرين عند ممارسة الوظيفة فهو تعامل للذات مع ذات مماثلة
وتسليما بأن النتيجة من جنس العمل فقد أدت الأعمال الإرهابية الهمجية إلى استخدام مصطلح "الفاشية الإسلامية" وهو تعبير معاصر يقارن بين الجماعات الإسلامية المتطرّفة و الفاشية الأوروبية التي ظهرت في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين وقد وجد المصطلح قبولا سياسيا حتى أن الولايات المتحدة أدرجته في قاموس أكسفورد الأمريكي الجديد



#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)       Imen_Boukordagha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الإسلامية البهيمة و البهيمية و جريمة الاتجار بالبشر أ ...
- الإخوان المسلمون مشروع استعماري أَنْجلُوسَكْسُوني-صهيوني
- في تونس: رئيس الدولة المرتقب ووِزر الملفات الأمنية
- الشمولية -المقدّسة -و تصنيع الديكتاتور الإسلاموي
- في تونس: الكفاح ضد الإخوان من مقتضيات فضيلة الوطنية
- انتفاضة تونس و جاثوم الإرهاب المتديّن
- الإسلام السياسي و طموحات الدولة الإمبريالية
- تشريع الإسلام السياسي لإرهاب الدولة و شرعنته
- الإسلام السياسي ليس إسلاما و ليس سياسة فهل هو حالة ذهان؟
- حركة النهضة الزانية المحجَّبة
- الإخوان المسلمون و داعش و الفاشية المتشابهات المحكمات
- التشريع للفكر الإرهابي عند الإخوان المجرمين
- الإخوان لعنة الأوطان
- الإسلاموية والنظام الشمولي
- حماية الحق في الحياة في مواجهة الإرهاب
- -الإسلاموية -و -الإنتفاضات العربية-
- الحرية الدينية و حقوق الأقليات
- نُبْذة من حقوق الإنسان
- زاد التّقى
- حسبك الله


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان بوقردغة - الإرهاب الديني بين خيال الدين وواقع الإرهاب