أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح العبيدي - الحمقى ينتصرون دائما!














المزيد.....

الحمقى ينتصرون دائما!


ناجح العبيدي
اقتصادي وإعلامي مقيم في برلين

(Nagih Al-obaid)


الحوار المتمدن-العدد: 6383 - 2019 / 10 / 18 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنسبة لقناة الجزيرة القطرية و"كبير باحثيها" لقاء مكي كانت القضية واضحة لا تحتاج لنقاش: لقد أحرز الرئيس التركي رجب طيب أردوغام نصراً مبيناً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الاتفاق الأخير حول شمال سوريا! أما القتلى والجرحى والمهجرون من الكرد والعرب والأتراك، فهؤلاء مجرد قرابين لهذا النصر المؤزر الذي سيشكل صفحة ناصعة جديدة في الصراع بين الإسلام والغرب.
هذا الرأي تبناه بهذا القدر أو ذاك أيضا محللون وصحفيون كثيرون ووسائل إعلام كثيرة ، وبما فيها داخل الولايات المتحدة وأوروبا .
لم تكلف الجزيرة وكبير باحثيها نفسيهما بالتوقف عند الإهانة التي لحقت بأردوغان على خلفية هذه القضية. يوم السبت 16 / 10 / 2019 أعلن بثقة عالية أنه لن يقابل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، قائلا بإن "النظير يقابل النظير". وأضاف بانه لا يمانع مقابلة نظيره الأمريكي ترامب إذا جاء الأخير إلى أنقرة. بعد ساعات قليلة غيّرت الرئاسة التركية فجأة رأيها وأكدت بأن أردوغان سيقابل بنس.
قبيل هذا اللقاء فجرت واشنطن القنبلة الثانية عندما نشرت نص رسالة كتبها ترامب لأردوغان بتاريخ 9 / 10 / 2019 ، أي يوم انطلاق الهجوم التركي ضد الكرد في شمال سوريا. لا يكتفي ترامب فيها بتحذير أردوغان من مغبة الهجوم، وإنما يكسر كل الأعراف الدبلوماسية ويخاطب أردوغان في نهاية الرسالة بلهجة مهينة :"لا تكن متصلبا...لا تكن أحمق"! صمتت أنقرة حيال ذلك ولكنها تذكرت بعد نشرها بأنها "رمت الرسالة في سلة المهملات"! كل ذلك بالطبع لا يهم، طالما أن أردوغان منتصر وصامد. حتى العزلة الدولية التي وقعت فيها تركيا ما هي سوى تضحية بسيطة من أجل مجد السلطان الجديد، ولا يجدر بوسائل الإعلام التوقف عندها.
قبل هذا اللقاء أيضا صرح أردوغان بثقة عالية أيضا أنه لن يتراجع أمام الضغوط الدولية المتزايدة ولن يوقف العملية العسكرية قبل أن يقضي على جميع "الإرهابيين"، ولكنه تراجع ووافق في لقائه مع بنس على تسوية تحقن الدماء وتراعي مصالح تركيا والكرد والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك أوروبا التي تخشى من موجة هجرة جديدة. لا ريب أن هذا الاتفاقية ، لو كتب لها أصلا أن تُطبق على أرض الواقع، ستساهم في خفض التوتر في منطقة مشتعلة. وهذا أمر إيجابي بالتأكيد، ولكن أن تتحول في نظر محللين كثيرين إلى دليل ساطع على حنكة أرودغان وبطولته، فهذا لا يعود إلى قراءة متأنية للواقع، وإنما إلى تقاليد عريقة في منطقتنا لتحويل الهزائم إلى انتصارات وعقلية البحث عن انتصارات وهمية لتعويض عقدة الإخفاق الدائم.
في هذا المجال يملك كبير باحثي الجزيرة لقاء مكي خبرة طويلة ترجع إلى تسعينيات القرن الماضي عندما كان يعمل أستاذا للإعلام في جامعة بغداد. بصفته هذه كان له باع طويل في تسليط الضوء على الانتصارات التاريخية الباهرة التي سطرها فارس الأمة العربية وقائدها المغوار صدام حسين على أسلاف ترامب، بوش الأب وبيل كلينتون وبوش الابن.
وحتى قبل ذلك كانت الأمة العربية والإسلامية تسير أيضا من نصر إلى آخر على الإمبرالية والصهيوينة بفضل شجاعة جمال عبد الناصر وحافظ الأسد. ثم انضم إلى قائمة القادة الذين لا يقهرون معمر القذافي وحسن نصر الله وغيرهم كثيرون. أما مآسي الشعوب وأوضاعها المزرية، فهي مجرد تفصيل بسيط في هالة المجد على رؤوس القادة الأفذاذ. في كل هذه الأمثلة لا يتجسد الانتصار في تقدم الشعوب ورفاهها، وإنما أولا وأخير في بقاء القادة على سُدة الحكم أو أحيانا مجرد البقاءعلى قيد الحياة، كما هو في مثال حسن نصر الله، مهندس الانتصارات على إسرائيل.
ليس العرب وحدهم يعانون من "كثرة" الانتصارات، بل هناك بلدان أخرى، ومنها كوبا مثلا التي ألهمت الكثير من الثوريين العرب من مختلف التوجهات. على مدى حكمه الذي استمر لخمسة عقود انتصر كاسترو على تسعة رؤوساء أمريكيين، ابتداءا من جون كندى وحتى بوش الابن. خلال هذه الفترة انهار الاقتصاد الكوبي وأصبح الكوبيون يعانون من شظف العيش ونقص معظم المواد الغذائية في بلد يملك كل المؤهلات لزراعة مزدهرة. وكل ذلك من أجل مجد القائد الذي لا يساوم، بعكس السياسيين الأوروبيين والأمريكيين "الضعفاء" الذين يبحثون عن تسويات تقوم على المصالح المتبادلة.
في حالة ترامب مؤخرا كان من الملفت للنظر ان معارضي ترامب في داخل أمريكا نفسها، وخاصة في الحزب الديمقراطي والكثير من الإعلاميين الأمريكيين وصفوا أيضا الاتفاق مع أردوغان بأنه هزيمة نكراء لرئيسهم. وهذا أمر بديهي يندرج ضمن اللعبة السياسية وكذلك كجزء من عملية النقد الذاتي داخل المجتمعات الحية حيث لا توجد محرمات ويتم طرح جميع الأسئلة بحرية.
كالعادة يُطبل الإعلام في عالمنا العربي والإسلامي لذلك ويسيء فهمه صارخا "وشهد شاهد من أهلها". في الوقت نفسه ليس من المتوقع أن يتجرأ الكثير من الصحفيين الأتراك على طرح أسئلة نقدية فيما يخص أداء قيادة بلدهم، وإنما سيواصلون ومعهم الكثير من وسائل الإعلام العربية ومنها قناة الجزيرة حرق البخور لأوهام النصر.



#ناجح_العبيدي (هاشتاغ)       Nagih_Al-obaid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلبوسي وجائزة نوبل للاقتصاد!
- العراقيون بين واقع البطالة وحلم التعيين!
- دين الغرب الجديد وأنبياؤه وشهداؤه
- ابن خلدون والمعادلة الصعبة بين الدولة والاقتصاد
- الثورات العربية وأوهام التغيير
- مارشالات وعرفاء
- سعر الإنسان لدينا ولديهم؟
- هل سيتعلم المسلمون من نيوزيلندا؟
- الجيش العراقي ’’الباسل’’
- خاشقجي وتروتسكي وما بينهما
- من هو الرابح الأكبر من من وراء اختفاء خاشقجي؟
- الانفجار السكاني: أم القنابل
- الليرة والدينار وأوهام الطغاة
- وما تحالفوا ولكن شُبّه لهم!
- ذكرى ثورة تموز: ليس بالنزاهة يتميّز السياسي
- صحوة الموت للبرلمان العراقي
- الانتخابات العراقية: العتبة الانتخابية وكثرة الطباخين
- مقتدى الصدر وإغراءات السلطة الكاريزمية
- مصر: هل يُصلح الاقتصاد ما يُفسده السيسي؟
- كارل ماركس: نبيّ رغم أنفِه


المزيد.....




- إيران تطلق صواريخ على القواعد الأمريكية في قطر والعراق
- لقطات تظهر لحظة اعتراض وابل من الصواريخ الإيرانية في سماء ال ...
- -نحتفظ بحق الرد المباشر-.. قطر تعلن عدم وقوع خسائر بشرية إثر ...
- اليونان: تواصل جهود إطفاء حريق بجزيرة خيوس مع استمرار عمليات ...
- زواج جيف بيزوس في البندقية يثير الغضب ولافتة تقول: -استأجرت ...
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قواعد أمريكية في قطر والعراق
- الحرب بين إسرائيل وإيران: ماكرون يعتبر الضربات الأمريكية على ...
- القصف الإيراني على إسرائيل.. -استنزاف جديد- أم مجرد رسائل رد ...
- -الدم السوري واحد-.. مغردون يتفاعلون مع الهجوم على كنيسة دمش ...
- هل قضت الضربة الأميركية على مشروع إيران النووي؟ مغردون يعلقو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح العبيدي - الحمقى ينتصرون دائما!