أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - الحزب الشيوعي العراقي وفجوة الأجيال (1-2)















المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي وفجوة الأجيال (1-2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6368 - 2019 / 10 / 3 - 14:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بدءا،انا كنت شيوعيا،وسجنت سنتين لأنني رفضت طلب رئيس المجلس العرفي العسكري الأول(شمس الدين عبد الله) سبّ الحزب الشيوعي ،مع ان اكثر من مئة من رفاقي فعلوا ذلك واطلق سراحهم.وكنت وما زلت صديقا محبا للحزب..دعيت من قياداته لألقاء محاضرات في مقره،وحظيت باكثر من تكريم منهم.لكن غياب دوره في تظاهرات واحد اكتوبر/تشرين اول 2019 أثار لوم،عتب،استغراب،استياء،الكثير من محبيه،وأدانة وسخرية وتعليقات غير مهذبة من آخرين.وما يهمنا هنا ان موقفه هذا كشف عن حقيقة ان بين الحزب وقطاع الشباب فجوة كبيرة.
ولأن من عادتي ان استطلع الرأي عبر وسائل التواصل الاجتماعي في احداث كهذه،ولأن الحزب الشيوعي بقي متفرجا على المشهد وكأنه ينتظر ما ستؤول اليه الأحداث، فقد كتبت الآتي:
(تساؤل الى الحزب الشيوعي وقوى اليسار:
في ثورات الشعوب ،في انتفاضات المقهورين، تكون القوى اليسارية في المقدمة..فلماذا اختفت في تظاهرات سالت فيها دماء الشهداء في واحد اكتوبر، تشرين اول؟)
كانت الغالبية المطلقة قد ادانت هذا الموقف..اليكم نماذج منها:
• ليس للقوى اليسارية جمهور من فئة الشباب،ولا تمتلك قاعدة جماهيرية،
• مستفيدون وعندهم حصة بالحكومة..وبعيدون عن الفقراء،
• باعوا المباديء واشتروا الكراسي،
• دعهم لتنظيراتهم دكتور فهم بعيدون عنّا نحن الشباب،
• لم تعد لهم مكانة كسابق عهدهم ،
• الحزب غيّر حتى ايديولوجيته، فقد راينا قيادات شيوعية تمتدح اميركا ، والكثير منهم يمدحون تيارات اسلامية راديكالية،
• لأنهم تحت خيمة سائرون،
• أليس الذي قتل شيوعيا؟ ام ان هذا لا يكفي؟
• عيب من السيد..خاف يزعل عليهم!.
شهادة للتاريخ
منذ بداية التظاهرات في شباط 2011،شارك الحزب فيها وقام هو بتنظيم عدد منها.وفي اضخم تظاهرة مليونية عام 2014 كان للحزب دور رئيس شهدته بنفسي حيث كنت يومها مشاركا في التظاهرة بساحة التحرير.وكانت قيادات من الحزب تقف على المنصة ولحظة رأوني مدوا ايديهم لي لاصعد معهم والقي كلمة..وحين نزلنا توجهت كوادره وانصاره نحو جسر الجمهورية وحالت قوى الأمن دون عبورنا..واستمر الحزب ينظّم ويشارك في تظاهرات الاحتجاج بعضها كانت تضم كوادره ومحبيه فقط..رغم مخاطر تعرضوا لها وتهديدات تحدوها..الأمر الذي اثار الاستغراب كيف لا يشارك الحزب الشيوعي في أجرا وأشجع واخطر تظاهرة لا تقف وراءها جهة سياسية..بل جماهير شبابية في عشر محافظات تجمعهم ..صرخة مقهورين ؟!!
مشكلة الحزب..الماركسية الكلاسيكية
ثمة تطبيقان للماركسية:المرونة في تطبيق المباديء ،والتطبيق النصي لها..وكان الحزب الشيوعي العراقي من هذا النوع ،واليكم الدليل.
في العام 2004 ،كنت اتمشى مع صديق في ساحة الاندلس فصرنا قريبين من مبنى مقر الحزب الشيوعي العراقي ، فقال لي : الا تحن الى جماعتك أيام زمان ؟ قلت : بلى والله احنّ. ودخلنا المقر .

كانت قاعة الجلوس أشبه بمقهى شعبية..كرويتات بسيطة مفروشة بحصران من الخوص ، فقلت في نفسي : يا سبحان الله ، مكتوب على البرولتاريا ان تجلس على حصران الخوص من زمن ماركس الى يوم يبعثون . وحصل حين جلست ، ان شغّلت الذاكرة فلما" قديما اليكم منه هذه اللقطة .

كنّا معصوبي الأعين وواقفين وواقفين فجرا بمكان لا نعرفه في مدينة الناصرية، فجاء دوري بأن سألني أحدهم ( تبين بعد ذلك أنه نعيم حداد ) قائلا" : هو انت فلان الفلاني ؟ اجبت : نعم . فصفعني بيده اليمنى ادار بها وجهي الى " اليسار ! " . وتابع يسأل .. ويسب ويشتم ، ثم جرى ما جرى!.

رموني في غرفة صغيرة ، فجيء بشاب أسمر نحيل الجسم،كان ظهره لوحة سوريالية من الخطوط السود الملطخة بالدم الاحمر . وكان فاقد الوعي ، أو ربما في نفسه الاخير ، فتركت ما بي واخذت انقّط الماء بفمه وأنعش قلبه بتمارين تعلمتها من الرياضة . كان هذا الشاب هو القاص البصراوي المعروف " محمد خضير " المعلّم في الناصرية حينذاك .

لمحني صديقي الذي رأى الدمعة تسقط وهو يأتي لي باستكان الشاي ، فعلّق قائلا" ( ها يبين أخذتك الدنيا لبعيد ، بس تريد الصدك :احلى شي سويته أنك طلّقت السياسة وتزوجت العلم ) .
ونأتي الى بيت القصيد ، فقد نظرت الى أعلى الجدار فوق رأس "القهوجي " فرأيت صورا" كبيرة لكل من ماركس و انجلس ولينين، وكأنهم يحّيون الضيوف القادمين الى المقر . تغير مزاجي تماما" فطلبت من صديقي ان يأتي لي بـ " الرفيق " المسؤول .. فجاء .

قلت له : يبدو انكم ما تزالون تعيشون مزاج الخمسينيات في وسائل تثقيفكم، وان المسؤولين عن الثقافة عندكم من الذين صار المستقبل وراءهم ، اعني ، تجاوزت اعمارهم الخمسين والستين ، وانهم ليسوا على دراية بأن النظام السابق حكم العراق ( 35 ) سنة ، وان جيلا" عراقيا" كاملا" كان لايعرف عن الشيوعيه شيئا" الا كونها " ضد الدين " ،وأن هذا الجيل يشكّل أكثر من نصف الشعب العراقي .

تساءل بشيء من عدم الرضا : خير أستاذ .. ؟

قلت له : لو ان شابا"من هذا الجيل جاء وجلس هنا وسألك : من هذا وذاك ؟ ستجيبه : هذا ماركس العظيم ..الماني واضع النظرية الماركسية ، وذاك لينين الخالد.. روسي ابو الثورة البلشفيه ، وتظل تشرح وتنّظّر له عن افكارهم وشعارهم " يا عمال العالم اتحدوا " فهل هذا أفضل ام انكم لو وضعتم صور : فهد وسلام عادل وجمال الحيدري... وحين يسألك فتجيبه بأن هؤلاء قادة الحزب الشيوعي العراقي الذين اعدموا من اجل ان يكون وطنك حرا" ، وان تكونوا انتم جيل الشباب الذين ضاعت أعماركم في الحروب والكوارث ..تكونوا سعداء مرفهين ؟.

ايهما اوقع بالله عليك ، ماركس الالماني ولينين الروسي ( الذي قد يخجل الشاب ان يقول لك : وما شأني بهما وأنا الخريج العاطل في بلد الخيرات ) ام فهد وسلام عادل وجمال الحيدري ،الذين ضحّوا بحياتهم من اجل العراق والعراقيين ، وكانوا لمّة واحدة من السنّة والشيعة والعرب والكورد والمسلمين والمسيحيين .. ؟ .

أسفي انكم ما تزالون لا تجيدون فن الدعاية ، واسفي انكم تجيدون هضم الثقافة لكنكم لا تجيدون فن التثقيف .

ربت بيده على كتفي وقال: دكتور..الأسبوع القادم سيكون الذي تريده.
وحصل..استبدلوا الصور..لكن الذي لم يحصل انهم لم يتبنوا الشباب رغم اننا اسدينا لهم النصيحة قبل خمسة عشر عاما، وكررتها عليهم يوم وجدت جمهور المحاضرة التي قدمتها في مقره كانوا بالمطلق من الذين تجاوزوا الخمسينات..اي من الجيل الأقل حجما في المجتمع ومن الذين وضعوا المستقبل وراء ظهورهم.
اكيد ان للحزب وجهة نظر في موقفه من تظاهرات واحد اكتوبر/تشرين..غير البيان الذي اصدره المكتب السياسي..واكيد ان لقيادته رؤيتها السياسية،لكن المؤكد ان الفجوة بينه وبين جيل الشباب قد ازدادت الآن عمقا وبعدا..وأظن لو ان فهد وسلام عادل وجمال الحيدري وأبو سعيد كانوا شهدوا ما حصل..لقالوا لهم: ما لهذا الموقف استشهدنا!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (حسين الحكومة) و..حسين الناس..ثانية!
- (هيهات منّا الذلّة)..أين منها نحن الآن؟!
- تحديات أمام العلماء والمفكرين العرب في تحقيق التغيير
- مواقف المرجعية من الصبر الى الانذار المبين و..حقائق محرجة
- حسينيون..ضد الحسين والموسيقى
- نلسون مانديلا..وحكّام العراق (مقاربات)
- نلسون مانديلا-تحليل شخصية (القسم الثاني)
- نلسون مانديلا ليس سهلا الطريق الى الحرية- قراءة تحليل مقاربة
- عبد الكريم قاسم وحكام اليوم.بين من وضع العراق في قلبه ومن وض ...
- عبد الكريم قاسم وحكّام الخضراء - مقاربة أخلاقية
- في العراق..المجتمع يتعاطى المخدرات والدولة تتعاطى السرقات
- التحرش الجنسي..بنسخته العراقية!
- ناناجي عطا الله في مجلس النواب-فانتازيا باعادة عرض حلقة بهجت ...
- الأغتراب الثقافي في العراق..والمنجز الأبداعي
- ا(الفندق)..بين الدراما وعلم النفس
- حكّام العراق..ماذا لو خرج الأمام علي الان؟!
- المرجعية الموقرة ثانية.الأستماع للناس وذوي الأختصاص..واجب وف ...
- hالمرأة التي تتزوج عشرة..وتنوي المزيد - تحليل سيكولوجي
- hالمرجعية الموقرة مع التحية - ما هكذا تحلل وتعالج مصائب النا ...
- العراقيون..وسيكولوجيا الأعتذار والخلاف مع الآخر- مداخلة هيفا ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - الحزب الشيوعي العراقي وفجوة الأجيال (1-2)