أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان مازن - قاموس فارسي














المزيد.....

قاموس فارسي


مروان مازن

الحوار المتمدن-العدد: 6367 - 2019 / 10 / 2 - 03:01
المحور: كتابات ساخرة
    


يجلس وحيداً على الرصيف حاملاً كوب الشاي السفري الذي اشتراه من مقهى شعبي خلف ظهره مباشرةً، الشاي ينقصه بعض السكر لكنه تكاسل و فضل شربه بلا سكر على النهوض من جلسته.

راح يراقب سيارة قادمة ببطء من بعيد و حين اقتربت منه ازعجته مصابيحها الامامية فاغمض عينيه و عندما فتحهما وجد نفسه في مكان مجهول، غرفة واسعة خالية من النوافذ تحتوي على مكتب وضعت عليه مجموعة كتب لتعليم اللغة الفارسية يقف في وسطها رجل كثيف الشعر يرتدي بدلة رسمية بلا ربطة عنق مبتسماً ابتسامة صفراء.

لم ينطق الرجل بشيء و اكتفى بالإشارة باصبعه الى شاشة معلقة على جدار الغرفة امام المكتب فظهرت العبارة التالية : "امامك سبعة ايام لتتعلم اللغة الفارسية و سنقوم باختبارك، اذا نجحت ستخرج و ستصبح مدير البناية اما لو فشلت ستبقى عالقاً للأبد" بعد ان اختفت العبارة غادر الرجل الغرفة و اقفل الباب الفولاذي و هو المنفذ الوحيد للمكان.

مرت المدة المحددة دون ان يدرس شيئاً اذ يظن الامر مجرد مزحة لكن الموضوع كان جدياً و نتيجة فشله بالاختبار نقلوه الى غرفة اصغر و ابلغوه انهم سوف يختبروه مرة أخرى بعد خمسة أيام لكنه ظل يكابر، لم يخضع لهم و انقضت المهلة دون ان يلمس كتاباً واحداً فنقلوه الى غرفة ضيقة جداً و امهلوه ثلاثة أيام.

خضع لتهديداتهم لكن ثلاثة أيام غير كافية، حاول قدر ما يستطيع ان يحفظ الكلمات و قواعد اللغة بلا جدوى و بالطبع فشل هذه المرة ايضاً فمنحوه يوماً واحداً فقط و سيجري اختباراً اخيراً.
سيطر الرعب على عقله و قلبه فلا يستطيع فعل شيء سوى التحديق بالكتب و مراجعة شريط حياته المملة الخالية من المواقف و الإنجازات التي تستحق الذكر.

حان وقت الحسم و كان قد استسلم بالفعل لمصيره المرتقب و استعد لجميع العواقب، رفض خوض الاختبار فدخل رجلان يشبهان الرجل الذي استقبله في اول غرفة طلبا منه مرافقتهما، نزلو عدة طوابق حتى وصلو لسرداب مظلم فيه تابوت منزوع الغطاء و طلبا منه ان يستلقي داخله، اطاعهما و لم يقاومهما.
قاما بحمل الغطاء و اقتربا من التابوت ليضعاه عليه، عندما اقتربا اغمض عينيه مقاوماً رغبته الشديدة بالبكاء و الصراخ، فتح عينيه من جديد فوجد نفسه جالساً على الرصيف و لا يزال يمسك كوب الشاي.

نهض متجهاً الى حاوية القمامة و رمى الكوب فيها، ثم مشى بخطوات سريعة نحو نهاية الشارع.



#مروان_مازن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نينوى .. طائر الحب
- حجايتين -3-
- رجل الكاميرا
- حجايتين -2-
- هجرة الى نهر التايمز
- طين الصدر
- انت مو مال تويتر
- موسى رئيساً للكوفي شوب
- حجايتين
- بناطير بفلس
- ائتلاف الگاز العراقي


المزيد.....




- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان مازن - قاموس فارسي