أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - نظام الوكالة الدينيةعند الشيعة















المزيد.....

نظام الوكالة الدينيةعند الشيعة


حسين سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 6367 - 2019 / 10 / 2 - 02:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منافسة الامام

لقد إمتلك نظام الوكالة القوة والمنعة بعد ان امتلك امكانية التمويل والقاعدة الاجتماعية الواسعة ووجود وكلاء في كل الجغرافيا الشيعية ، وتطور وأصبح بعد فترة وجيزة ينافس موقع الإمامة نفسه , لكنه لايستطيع الإستقلال عنه لأن ذلك يفقده الغطاء الروحي . وبسبب صعوبة تحرك الإمام والرقابة المفروضة علية وعدم تمكنه من الوصول الى موقع الوكيل أصبح الإستقلال المالي هو الشائع بين الوكلاء . لقد تم لحاظ هذا الامر منذ امامة جعفر الصادق ، فقد ولد وسكن طيلة حياته في المدينة لكن رواياته واحاديثة انتشرت في الكوفة وبغداد وقم والاهواز ، ولم يرو عنه احد في المدينة ، وقد وجدت الروايات القديمة تبريرا لهذا الامر ، وعللوا ذلك بكثرة زيارة الوكلاء للامام الصادق في المدينة ، ووجد البعض في الوقت الحاضر تبريرات اخرى منها بقاء الامام الصادق في الكوفة اكثر من اربع سنين لتدريس طلابه فيها ، وهو امر لم نجد له وثيقة تاريخة او اخبارا تقوي هذا الاحتمال .
لقد تدخل الوكلاء في افشال امامة عبد الله ابن الامام الصادق ، فنشروا روايات تدل على عدم تبحره فقهيا وعدم معرفته بمقدماته وانحازوا الى الامام موسى الكاظم واثبتوا امامته .
لقد أزالت وفاة الإمام موسى الكاظم في سجن الرشيد عام 183هـ ورقة التوت عن هذا النظام فتعرى وكشف عن حقيقته , وظهرت أهواء الوكلاء في جعل مقام الإمامة هذا تابعا لهذه المؤسسة , فاوقفوا الإمامة على موسى الكاظم وإدعى الوكلاء غيبته وامتلاكهم مفتاح اسرارها ، وسيتحولون الى قائمين مقامه بعد أن حولوه الى روح مجردة يستمدون منها الشرعية ويسخرونها حسب رغباتهم ومتطلباتهم , ولا يوجد حسيب عليهم ولا رقيب . لقد تجرأ احد الوكلاء في رسم صورة الامام الكاظم على جلد ينفخه ويضعه في احدى غرف بيت الوكيل خلف ستارة ، ويظهر للرائي بأن الامام جالس في ذلك البيت ، ويزيح عنه الستارة لحظات لكي يرى زوار الوكيل بأن الامام الكاظم قد اختفى في بيت هذا الوكيل . لقد حاولوا بمختلف الطرق إيهام الناس ببقاء الامام على قيد الحياة ، ( حيث قام محمد بن بشير أحد أقطاب الواقفة برسم صورة تشبه صورة الامام الكاظم في ثياب من حرير وقد طالها بالادوية وعالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبه صورة إنسان ، وكان يطويها فإذا أراد الشعبذة نفخ فيها وأقامها فكان يقول لأصحابه : إن أبا الحسن عندي فإن أحببتم أن تروه فهلموا عندي ) (ٱنظر رجال الكشي ص 242 . )
لقد سرق نظام الوكالة روح الإمام المتوفي وسخرها أمام أنظار ذويه , ( لدى الامام الكاظم 37 ولد وبنت ) وأصبح الوكلاء يستلمون الحقوق الشرعية بإسمه , فعارضهم الإمام الرضا أشد المعارضة , وفند فكرة الغيبة بشكل مبكر قائلا ( سبحان الله مات رسول ولم يمت موسى بن جعفر ؟ بلى والله لقد مات وقسمت أمواله ونكحت جواريه....... انهم كفار بما انزل الله عز وجل على محمد (ص) , ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق اليه لمد الله في أجل رسول الله )(الكشي معرفة الرجال ص 379) .
وأكد الإمام الرضا على حاجة الناس الى ( إمام حي يعرف )( لكنهم غيروا الصيغة في المصادر المتأخرة الى ( إمام حتى يعرف) امام حي وليس إمام غائب لايلعب اي دور في حياة الناس , وبالرغم من الحجج القوية التي قدمها الإمام الرضا ظل هؤلاء (حوالي64 وكيلا ) متشبثين بمواقفهم التي تدور حسبما برهن عليه الشيخ المفيد والطوسي حول المركز المالي , فبدأت الجهود لتشكيل مركز جديد للوكالة يستمد قوته من وجود الإمام الرضا , ويعتمد على نفس وكلاء الإمام الكاظم من المنسحبين من فكرة الوقف ومن الذين لم يؤمنوا بها أصلا , وقام الإمام الرضا في فترة وجوده في قمة السلطة بترشيح وكلاء جدد بعد أن توسعت رقعة التشيع الى مناطق جديدة , وسيطر الشيعة على ولايتي اليمن والكوفة , وصعدت عوائل شيعية الى الوزارات والى إدارات بعض النواحي , فظهرت نسبة لابأس بها من الأغنياء من أصحاب العقارات الذين أوقفوا بعض أملاكهم للأئمة , فتوسعت وظيفة نظام الوكالة وإحتاج الأئمة الى موظفين لإدارة الأوقاف , وبعد وفاة الإمام الرضا إنفردت مؤسسة الوكالة في تقرير كل شئ , فقامت بترشيح وحماية الإمام الجواد الذي لم يبلغ حينها سبع سنين ، وأدارت مؤسسة الإمامة عوضا عنه, وأجبرت الشيعة على قبول تنصيب إمام لم يبلغ سن الرشد بعد , وتكرر هذا الشئ بعد وفاة الإمام الجواد , وظهر انه كلما قل دور الإمام إزداد تاثير مؤسسة الوكالة , ففي تلك الفترة بالذات تكاملت بنيتها وتقوى تنظيمها المتناسب مع تلك الظروف , فتلونت بألوان الواقع , وإستطاعت أن تجد الطريقة المثلى لقيادة الشيعة بإسم الإمام ( الصغير العمر) , وبإسم الإمام المحتجز في معسكر سامراء تحت رقابة المتوكل , فرشحت أفضل ممثليها لقيادة تنظيم الوكالة بسرية تامة تليق بجو سامراء السياسي في ذلك الوقت , وأصبح أكبر وكلاء الأئمة يعمل في محل لبيع السمن , ومن محل السمن هذا أصبح يدير مؤسسة كبرى تجاوز ريعها مئات الملايين من الدولارات بالقدرة الشرائية الحالية .
وبالرغم من كفاءة وقوة التنظيم السرى كانت المؤسسة هذه تشكو من مشكلة أزلية وهي مشكلة تداخل مناطق عمل الوكلاء , وتشكو كذلك من التنافس والحسد بين الوكلاء أنفسهم , فقد حدثت مشكلة بين أقرب وكيلين من وكلاء الإمام الهادي هما علي بن جعفر الهماني البرمكي والوكيل فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني عام 247هـ , وتطورت هذه المشكلة (وإشتد النزاع حتى بلغ حد الشتائم والعداوة الشديدة ( رجال الكشي ص523) .وهال الشيعة أن يروا هذه الدرجة من الضغينة بين إثنين من أقرب أصحاب الإمام الهادي ( رجال الكشي ص527) , وإنحاز الإمام الهادي في هذا الصراع الى جانب وكيله علي بن جعفر الهماني , وطلب من الوكلاء مقاطعة فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني , وقام عثمان بن سعيد العمري بتبليغ وكيل فارس بن حاتم في مناطق وسط ايران وغربها ( علي بن عمر العطار القزويني) - الذي حمل المال من هناك الى فارس بن حاتم في سامراء - بأنه مطرود , وإستلم عثمان الأموال منه , ولعنه الإمام بعبارات قويه طالبا من علي بن عمر القزويني ( الأجتهاد في لعنه وقصده ومعاداته والمبالغة في ذلك بأكثر ما تجد السبيل اليه .. فجد وشد في لعنه وهتكه وقطع أسبابه , وصد اصحابنا عنه وابطال امره وابلغهم ذلك مني واحكه لهم عني ..فويل للعاصي وللجاحد )(غيبة الطوسي ص 214) .
بدأ فارس حملة تشهيرية ضد الإمام نفسه مستغلا حادثة كان فارس أحد شهودها . ( انظر الهداية الكبرى للخصيبي موجود على النت ص 318) , (وتكلم بكلام خبيث وقبيح )( الكشي ص 527) , فإتخذ الإمام قرارا بقتله , فكلف الجنيد الذي تربص به بعيد صلاة المغرب فقتله بساطور لدى خروجه مباشرة من المسجد , ولم تثبت التهمة عليه . وقرر الإمام صرف راتب للجنيد مدى الحياة , فتخلص العمرى من منافس قوي . وتم تصفية نفيس خادم محمد بن على الهادي بسبب نفس الصراعات , وكانت تلك الصراعات ميزة المرحلة التي سبقت وأعقبت وفاة الإمام الحسن العسكري , وتمتلئ الكتب الشيعية القديمة بروايات عديدة تؤكد ذلك , وذكر الطوسي والصدوق قائمة طويلة من السفراء والوكلاء الممدوحين والمذمومين مما يعكس حالة الصراع بينهما.



#حسين_سميسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الوكالة الدينية عند الشيعة البدايات
- الاجتهاد والتجديد في الفكر العلماني
- عبد الحسين ابو شبع راية حسينية حمراء في سماء النجف
- امستردام تحتفي بالمفكر الدكتور عبد الحسين شعبان
- ستون عاما على ولادة جماعة العلماء / الاستيلاء على التركة
- ستون عاما على ولادة جماعة العلماء/ التحول
- ستون عاما على ولادة جماعة العلماء
- نحو جبهة ثقافية علمانية
- القوى المدنية وانتخاب مجالس المحافظات
- مستجدات الانتخابات العراقية
- زواج القاصرات الاصل الديني العقلي
- زواج القاصرات الاصل الديني الروائي
- زواج القاصرات الاصل الديني القراني
- زواج القاصرات الاصل السياسي
- السيد كمال الحيدري بين الربوبية واللاأدرية
- الصدام السلفي الاخواني قضية قطر
- فيلم مولانا والصمت المطبق
- أهداف ومستقبل البنوك الاسلامية
- آلية عمل البنوك الاسلامية
- بنوك الاخوان


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - نظام الوكالة الدينيةعند الشيعة