أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - انتظروا إنهم سيتوحدون لقتل كل إمكانية لولادة ديسمبر جديد ولو عبر فزاعة جنينه المشوه مشروع قيس سعيد للحكم المحلي















المزيد.....

انتظروا إنهم سيتوحدون لقتل كل إمكانية لولادة ديسمبر جديد ولو عبر فزاعة جنينه المشوه مشروع قيس سعيد للحكم المحلي


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 6364 - 2019 / 9 / 29 - 01:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي كان فيه النشاط الجماهيري المستقل في أوجه عقب ترحيل الديكتاتور في 14 جانفي 2011 وفي الوقت الذي كان فيه ممكنا توجيه هذا النشاط الذي بلغ أوجه في اعتصامي القصبة 1 و2 ودفع الجماهير إلى العودة للجهات والمحليات وتأسيس هيئات للقرار ديمقراطية ومستقلة وتفكيك مؤسسات النظام ومباشرة عملية إدارة وتسيير ودفاع ذاتية شاملة لكل مناحي الحياة كانت ضرورية للبدء في تنفيذ مهمة التغيير الجذري للنظام التي عبّر عنها شعار المسار الثوري تعبيرا فصيحا بشعار الشعب يريد إسقاط النظام والمرور من مهمة يريد إلى مهمة مباشرة البناء الجديد غاب كل ذلك لتعوضه مهمة المجلس التأسيسي التي كانت صيغة كتبية متخلفة لبرالية ليسار تربّى على الترسّب في الماضي وعلى نقل التجارب التي وقعت في بقاع أخرى و أزمنة أخرى وثورات أخرى صيغة نجحت الثورة المضادة في استثمارها ومثلت لها طوق النجاة من موجة تجذر كانت ستطيح بها و بإمكانية ترميم النظام التي كانت تعمل على تفعيلها كبديل عبر حكومتي الغنوشي الأولى والثانية وعبر الهيئات الانقلابية التي أسستها وعلى رأسها هيئة بن عاشور.
ما دفعنا للعودة لهذا الفترة من التاريخ والتذكير بها هو المآلات التي انتهى إليه الصراع ضد قوى الثورة المضادة وانحصار مشروع التغيير الجذري وتلاشيه وعجز الأغلبية المعنية به عن استئنافه أو حتى فرض استقلاليتها التنظيمية والسياسية عن قوى الثورة المضادة وعن سياساتها إلى حدّ الآن.
والآن وبعد ثماني سنوات ها هي نفس القوى ترتب لطور جديد من استمرار الانقلاب ولكن في وضع يختلف كثيرا عن أوضاع 2011.
لقد تمكنت هذه القوى وعلى امتداد سنوات الانقلاب المنقضية من تفتيت مسار 17 ديسمبر وتذرير قواه وقد نحجت في ذلك أيما نجاح فلقد تمكنت من تحويل الصراع من صراع ضد النظام إلى صراع داخل النظام أي من صراع طرفاه الأغلبية التي أسقطت بن علي والأقلية الممثلة لنظامه إلى صراع داخل الأقلية التي باشرت منذ هيئة بن عاشور ترميم هذا النظام أي إلى صراع داخل منظومة الحكم المنقلبة على مسار 17 ديسمبر وتحديدا بين جناحيها الأقوى النهضة من جهة والتيار اللبرالي الحداثي من جهة أخرى.
الأقلية هذه لم تعد هي ذاتها الأقلية التي عرفناها سنتي 2011 و 2014 لقد ظهرت أقلية مشتتة متنازعة متصارعة وكما ينطبق هذا الأمر على جناحيها الأقوى النهضة والشق اللبرالي الحداثي ينطبق أيضا على معارضيهما يسارا ويمينا وهوما يؤكد فشل السياسات التي وقع ترتيبها منذ هيئة بن عاشور ويعكس كذلك الأزمة المستمر لعملية ترميم النظام ولما سمي بمسار الانتقال الديمقراطي وسياساته التي أصبحت الأغلبية تقول عنها أن سياسات بن علي أرحم منها.
لقد تجلى فشل هذه الأقلية وحسم الغالبية العظمى من الشعب في سياساتها وفي رموزها في فوز قيس سعيد بانتخابات الدور الأول من الانتخابات الرئاسية وبفوزه شبه المؤكد بالدور الثاني.
الحسم في رموز هذه الأقلية الذي يعني أولا و أخيرا الحسم في مسار الانقلاب وفي سياساته ولم تصنعه دوائر أجنبية ولم تصنعه مجموعات مرتبطة بهذه الدوائر ولم يأت من الفضاء السيبيري وتآمر المتحكمين فيه كما يدعي رافع الطبيب بل جاء من أغلبية في الداخل مشكلة في جزء كبير منها من الذين قاطعوا الانتخابات لأسباب سياسية ومن الذين لم يذهبوا إليها أصلا لأسباب متعددة ومن جزء آخر من الجماهير شكلت وعيه إخفاقات سياسات الانتقال الديمقراطي وأوضاعه التي في الحضيض جراء هذه السياسات والذي رأى في الانتخابات الرئاسية إمكانية لتغيير هذه الأوضاع جمهور انخرط في اللعبة الانتخابية لا من موقع الأيديولوجيا ولا من موقع الحزب ولا من موقع الطبقة ولم يكن اختياره مبنيا لا على فهم ووعي بمشروع بديل ولا على وعي حسم في النظام الذي ينتج البؤس والجوع والإقصاء بل على وعي حدوده رفض رموز المنظومة وبحث عن تغيير كيفما كان أي بذلك المنطق الذي نعرفه جميعا والمترسب في وعيينا الجمعي والذي كثيرا ما ننساق إليه عندما تنسدّ الآفاق ويصير الحاضر أشبه بالكارثة والذي يعبر عنه المثل الدارج " تبديل السروج فيه راحة"
كذلك فاختيار قيس سعيد من قبل أغلبية المصوتين في الدور الأول للانتخابات الرئاسية لا يعكس لا من قريب ولا من بعيد أن هذه الكتلة الجماهيرية هي كتلة Antisystème فالمشروع الذي صوتت له هو مشروع في أصله مشروع ضبابي ومشروع محكوم بتناقضاته الخاصة حيث يطرح تغيير منظومة الحكم ولو في جانبها التشريعي باعتماد آليات المنظومة نفسها وقوانينها نفسها وعبر مؤسسة محكومة بعجزها الموضوعي عن قيادة وتنفيذ أي تغيير بحكم صلاحياتها المحدودة بالدستور الذي يرى صاحب المشروع فسه أن لا إمكانية للتغيير من خارجه.
لا يعكس مشروع قيس سعيد ولا كذلك وعي من صوتوا له إمكانية حقيقية للتغيير فأقصى ما يمكن أن يحدثه هو أنه سيعمق التناقض بين مؤسستي الحكم المؤسسة التشريعية والحكومة من جهة ومؤسسة الرئاسة من جهة أخرى ومثل هذا التناقض ليس بجديد عن منظومة حكم الانقلاب فقد وقفنا على مظهر منه أثناء تولي منصف المرزوقي كرسي الرئاسة كما لمسناه وبأقل حدة في العام الأخير من حكم الباجي قايد السبسي وهو مظهر سيستمر باستمرار هذه المنظومة ولا أعتقد أنه سيكون مؤثرا كثيرا على استمراريتها باعتبار أن الحكم والسياسات التي سيقع تنفيذها قراراها بيد المؤسسة التشريعية والحكومة فالحكم في البرلمان كما يردد راشد الغنوشي دائما والبرلمان لن يكون لا بيد قيس سعيد ولا بيد بعض المجموعات وتحديدا المجموعات السلفية التي تدعمه من منطق سواء الدفع لتعفين الأوضاع أو لمجرد الاستحواذ على نسبة من الأصوات التي انتخبته في الدور الأول فالانتخابات التشريعية التي لا حضور لقيس سعيد فيها عبر الكتلة التي انتخبته ستنتج وهذا في مطلق الأحوال ولا مجال لحصول مفاجاءات فيها كما كان في الدور الأول للرئاسية كتلا برلمانية أغلبية لحزب النهضة ولحزب نبيل القروي ولشتات أحزاب الشق اللبرالي الحداثي ولعيش تونسي ولأقليات مثل حزب عبير موسى وحزب محمد عبو وحركة الشعب ومجموعات سيف مخلوف وهي في النهاية كتل ستعكس التشتت والصراع الذي دخلت به هذه القوى هذه الانتخابات ولكن ذلك لن يمنع حصول وفاق بين هذه الكتل التي ستحصل على أكبر تمثيلية وفاق سيكون مفروضا عليها لأنه ليس بمقدور أي كتلة منها الحكم بمفردها.
ستسعى حركة النهضة لقيادة هذا الوفاق ولكن ذلك لن يكون كما شأن وفاق 2014 مع السبسي بل مع ورثاء عديدون له ولكن هذه المرة وفاق سيقصى مؤسسة الرئاسة وسيكون هدفه تحجيمها وتحجيم أدوارها واسقاط كل مبادراتها أي وفاق ستمليه عليهم حاجتهم جميعا لتقاسم النفوذ والاستمرار في سياسة الانتقال الديمقراطي وقتل كل إمكانية لولادة ديسمبر جديد ولو عبر فزاعة جنينه المشوه مشروع قيس سعيد للحكم المحلي.



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس:ما العمل لاستثمار الديناميكية التي أنتجتها انتخابات 201 ...
- الانتخابات الرئاسية في تونس: افلاس منظومة الحكم سياسات وأحزا ...
- تونس: استنتاجات أولية بعد ترشح قيس سعيد ونبيل القروي للدور ا ...
- ماذا يعني الغنوشي ب - سنكون في باردو والقصبة وقرطاج-
- الدساتير والانتخابات أدوات الهيمنة الناعمة على الأغلبية التي ...
- ملاحظات أولية بعد ترشيح حزب النهضة لعبد الفتاح مورو للانتخاب ...
- هل تنجح حركة النهضة في السيطرة على مؤسسات السلطة الثلاث: بار ...
- خلافات الجبهة الشعبية أو عودة يسار الانتقال الديمقراطي من جد ...
- خلافات الجبهة الشعبية أو عودة يسار الانتقال الديمقراطي من جد ...
- انفجار الجبهة الشعبية: واجهة أخرى لإفلاس مسارالانتقال الديمق ...
- المسارات الثورية المخفقة وتجار الديمقراطية والانتخابات ومافي ...
- -النضال- البرلماني وإصلاح مؤسسات الدولة أم سيادة الأغلبية عل ...
- الطور القادم من مسار الانتقال الديمقراطي في تونس: الباب المف ...
- تونس بمناسبة مؤتمر قطاع الثانوي: معارك الغبار التي لا تنتج ...
- الأغلبية لن تنتظر الانتخابات القادمة
- الهبة الجماهيرية في الجزائر بين متطلبات التجذر ومنزلق الارتب ...
- أوهام الخوف من الثورة وفوبيا هيمنة الحركات الإسلامية والقوى ...
- تونس: أي آفاق في مواجهة حركة قطاع التعليم الثانوي للحكومة وب ...
- النهضة على طريقة الديكتاتور بن علي في السيطرة على الماكينة
- الاتحاد العام التونسي للشغل ومؤشرات طور جديد من الفعل النقاب ...


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - انتظروا إنهم سيتوحدون لقتل كل إمكانية لولادة ديسمبر جديد ولو عبر فزاعة جنينه المشوه مشروع قيس سعيد للحكم المحلي