ميشال كيلو ليس الوحيد في معتقلات نظام الأسد

أحمد عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:09
المحور: حقوق الانسان
    

لقد أرسل الرئيس سليم الحص برقية إلى رئيس عصابة النظام السوري بشار الأسد, طالبا منه التدخل للإفراج عن ميشيل كيلو!.. وقد قال "فجعنا بخبر اعتقال الأستاذ ميشال كيلو" وكأنه يظن أن اعتقال كيلو تمّ من خلف ظهر رئيس العصابة!!
ولولا احترامي للرئيس الحص, لضحكت من هذه البرقية الساذجة, التي تصدر عن رئيس مجرب وعارف بطبيعة النظام السوري وأفعاله المجرمة والقبيحة في لبنان.
أما ما يلفت الانتباه ,أنّ واحدا من أعمدة النظام, صار اليوم يستنكر هذا العمل البربري, فقد أصدر المكتب الإعلامي للسيد عبد الحليم خدام بيانا قال فيه أنه يدين قيام السلطات السورية باعتقال ميشيل كيلو. وجاء في البيان أن هذا الاعتقال "يأتي ضمن سلسلة اعتقالات تصاعدت مؤخراً وطالت كل أصحاب الرأي الحر في سورية، ويعتبر أن مثل هذه الإجراءات القمعية التي يقوم بها نظام بشار الأسد ما هي إلاّ محاولة للهرب من استحقاقات داخلية وخارجية بطريقة الاختباء خلف الإصبع الصبيانية، ظاناً انه باستهدافه أحرار سورية يمكنه أن يرعب الشعب السوري، ويطفئ الغليان الشعبي الداخلي ضد نظامه المستبد وحكمه العائلي".
ومما جاء في البيان, دعوة خدام لشعب سوريا حتى لا يخاف من تلك الإجراءات القمعية، مبيتا أن "الخائف الحقيقي اليوم في سورية هو بشار الأسد وعائلته، الذين سيجدون أنفسهم قريباً في السجون، فسورية الديمقراطية لم تعد حلماً بعيد المنال، كما يحاول أن يوحي نظام بشار الأسد باعتقالاته للأحرار في سورية".
ومن الذين استنكروا الاعتقال جماعة الأخوان المسلمين في سوريا، التي أشارت إلى "تدهور أوضاع حقوق الإنسان في سورية، ذلك السجن الكبير الذي لا يكاد يوفّر مفكراً أو مثقفاً أو ناشطاً".
إنّ اعتقال الكاتب الصحفيّ ميشيل كيلو، وفاتح جاموس وعلي العبد الله وولديه، والدكتور كمال اللبواني، والمهندس عبد الستار قطان، والفتى مصعب الحريري، والدكتور عارف دليلة.. وغيرهم الكثير من أبناء سوريا الحبيبة, بسبب آرائهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية, يظهر لكل شريف في العالم أن هذا النظام البربري المافياوي لا يفكر في السير في على طريق الإصلاح والاعتراف بحقوق المواطن السوري, بل هو ماضٍ في بربريته وبغضه للإنسان السوري الذي مارس عليه حربه التجهيلية وسرق ثرواته الوطنية على مدى خمسة عقود.
ومع ذلك ما زال بعض القومجيين السوريين والعرب يتحدثون عن الحاجة إلى رصّ الصفوف في مواجهة الضغوط الخارجية. وكأنّ هذه الضغوط على حرية الشعب السوري وحقوقه لا على وحشية النظام!!
إن إمعان النظام في اعتقال الأحرار والشرفاء والناشطين الحقوقيين, يؤكد أن رجال النظام ما زالوا يأملون بمتابعة تسلطهم وانفرادهم في السلطة, معتمدين على ضلالات هؤلاء القومجيين من مفكرين انتهازيين وأحزاب اشتراكية وشيوعية انتهازية وأحزاب قومية نازية مهترأة كحزب القوميين السوريين, الذي وجد لنفسه في زحمة الأحداث مقعدا يجلس عليه في جبهة النظام المنحطة.
وأنا إذ استنكر وأدين اعتقال ميشيل كيلو وفاتح جاموس وآخرين, أدعو كلّ منظمات حقوق الإنسان في العالم وأصحاب الضمير الحرّ فيه، إلى التضامن مع معتقلي الرأي في سجون النظام السوري، وأطالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية للعمل الجدي من أجل تحرير الشعب السوري من وحشية نظام القمع والاستبداد والفساد.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل