أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد عبد العظيم - الوعي السياسي عند الشباب السوري














المزيد.....

الوعي السياسي عند الشباب السوري


أحمد عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الوعي السياسي عند الشباب السوري، تحكمه طبيعة المجتمع والسلطة السائدة فيه. وهو شباب محروم من المعرفة المتعلقة بالشأن العام ولا يعرف شيئا عن مفهوم “قانون الطوارئ" الذي تبرر السلطة لنفسها به العمل على سرقة ثروة الشعب في غياب القانون, فهي تسطو على ثروات البلاد كثروة النفط بحجة الأمن القومي!
كما أن الشباب السوري لا يدري بدستور بلاده، ولا بمكونات سوريا البشرية, وهو يستغرب عندما يسمع أن الأكراد والتركمان سوريين، وهو لا يعرف حقوقه كإنسان, ويقرّ بحق السلطة في رسم وتحديد حياته ومصيره. وهو يتعلم في البيت وفي المدرسة كيف يخضع ويطيع ولا يحتجّ, وإلا وجد أمامه القمع والحبس وربما القتل من قبل السلطة. وهي تعلمه في مدارسها كيف يتنازل عن حقوقه من أجل مغتصب للسلطة لا يدري باغتصابه, وهي تعلمه أن اغتصاب السلطة مسألة قدرية لا يمكن تغييرها, وما عليه إلا الطاعة لهذه السلطة حتى ينجو بنفسه من الحبس والقتل!
وتستخدم السلطة الدين ورجال مدربون على اختراع دين يناسب مصالحها, وهي تلزمه بالتعليم الابتدائي لتؤمن سيطرتها على تكوينه النفسي الأولي الذي يؤثر في بقية حياته إذا ما انقطع تعليمه عندها, وهو يتعلم دينه مع اسم وصورة صاحب السلطة في البلاد, ويتعلم أن الدين وصاحب السلطة شئ واحد. وإذا تابع تعليمه وصولا إلى الجامعة فلا يجد فرقا في منهاج تعليمه الذي لا يترك له فرصة للتفكير, فالمطلوب منه هو التذكر أو الشطارة في النقل والحصول على علامة عالية, وهذا يجعله سهل الانقياد وسريع الخوف, وتفكيره لا يخطو خطوة واقعية, ولا يفكر بالتغيير ولا بالتطور إلا في مسألة زيادة حصته من المال العام من دون عمل فعلي.
أسلوب تعليمه, بمراحله المختلفة, يستند إلى فلسفة التسلط التي لا تسمح بحوار ولا جدال ولا نقد, وتعلمه قبول ما هو موجود من دون تعديل ولا تغيير، وكتابه المدرسي محشو بالأكاذيب والحكايات التي صنعها اختصاصيون من المثقفين الملحقين بالسلطة, ليكون الكتاب هو الوسيلة في تأسيس نفسية الشباب بالتوافق مع المنهاج المقرر في وزارة تربية السلطة, التي حرصت على تغيير اسم هذه الوزارة من وزارة المعارف إلى وزارة التربية، مؤكدة على نهجها في الاهتمام في تنشئة أجسام لا تفكر ولا تعرف.
هذا الشباب المسكين, لا يملك القدرة على الاندماج مع التقدم العلمي والمعرفي المتطور في العالم, فهو ممنوع عليه التداخل والاحتكاك مع عصره خارج بلاده المغلقة عليه, وهو يحمل في نفسه مفاهيم مشوهة عن الدين والحياة تدفع به إلى تخلف لا يمكن حصره ووصفه بما نخطه في هذا المقال. وهو يخضع لتأثير السيطرة المطلقة للسلطة على مؤسسات التربية الخالية من المعرفة والعلم الحقيقيين، وهي التي تركز بدءاَ من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة على تربيته تربية الطاعة العسكرية وتربية الطاعة الوطنية المتمثلة في طاعة السلطة وحزبها, إلى جانب تربية على طاعة مفاهيم مبهمة, عن القومية, وعن ثقافة قومية اشتراكية, تشتت قدرته على التفكير وتجعله يردد كلاما لا يفهم له معنى إلا الطاعة غير المشروطة للقائد المختلف عن الناس, بجماله, وذكائه, وحكمته, وشجاعته, وبطولته, وفروسيته, وغناه, وكرمه, وعطائه, وصموده, وكثرة صوره وتماثيله, وخلوده, وهو أمر يجعل من الشباب يشعر بمسوخيته أمام هذا العدد الضخم من الصفات التي لا يسمح لأحد أن يحصل على واحدة منها. وهذه الصفات يؤكدها رجال الدين المصنوعين لخدمة السلطة أمام الشباب السوري في كل اجتماع جمعة.
وفي الجامعة ومنذ اللحظة الأولى، يبدأ الشباب باستمارات عديدة توزع على الفروع الأمنية، ثم يتبعها انتسابه الإلزامي إلى منظمة أمنية تدعى "الاتحاد الوطني لطلبة سوريا" التابعة للسلطة وحزبها، وهي التي تكمل نزع ما بقي في نفسه من تميز شخصي. وإلى جانب هذه المنظمة الأمنية هناك التدريب العسكري ومعسكراته الصيفية التي تلاحق الشباب في عطلتهم حتى لا يتأثروا بلقاء قد يوقظ فيهم شخصيتهم وحاجاتها الإنسانية. وإلى جانب تلك الملاحقة هناك رصد مستمر للشباب من قبل الهيئات الإدارية المكلفة بمهمة أمنية.
وما أن يتخرج الشباب من الجامعة حتى يواجه الحياة بعبوسها وشقائها, فبعض زملائه من ذوي القرابة مع أهل السلطة يحتلون بسرعة أعلى المناصب مع السيارات الفخمة, ويبقى جميع الشباب المتخرج يركض خلف زعم بمسابقة من أجل عمل في مؤسسات الدولة, أو في زيارة سفارة أجنبية من أجل السفر والهجرة.
وعلى الرغم من زيادة عدد المهاجرين فإن العاطلين من الشباب في سوريا تفوق نسبتهم 80٪ من عدد الشباب الباقي فيها, وهذا العدد تتقاذفه الهموم واليأس والإحباط والتطرف والضياع والمسوخية.
وأرى فيما طلبته الولايات المتحدة من النظام السوري, لتغيير سلوكه, في الخارج والداخل, يصب في مصلحة هؤلاء الشباب. وما على الشباب السوري إلا أن يطلب منها تشديد ضغطها أو تدخلها للتخلص من نظام وحشي لا يأبه إلا لمصالح أهله الطامعين. وعلى الشعب السوري من رجال ونساء أن يشجعوا أبناءهم ليخطو هذه الخطوة التي تعيد لهم تميزهم الشخصي وتفتح أمامهم أبواب الحياة المتنوعة بعيدا عن مدارس هذه السلطة التي تعمل على قتل الشعب السوري جوعا وخوفا وقهرا. وليقل من يقول عن الوطنية المسخة والكاذبة ما يقول.



#أحمد_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة في سوريا تطالب بتسريع الإصلاحات
- قيام دولة الوحدة العربية يتوقف على إسرائيل!
- الفوضى الخلاقة في مواجهة مع الفوضى الهدامة
- فكرة القومية لا تنتج إلا الإرهاب
- لن تنفع النصيحة لبشار!
- نصيحة لبشار الأسد
- ماذا تطلب أمريكا من النظام السوري؟
- لا تستعجلوا في الحكم على خدام؟
- حديث خدام للعربية


المزيد.....




- بسرعة 152 ميلًا في الساعة.. ثنائي مغامر يقفزان من مروحية ويح ...
- -ألف حمساوي- في تركيا.. -زلة لسان- إردوغان وماذا وراءها؟
- ماذا يعني إعلان مصر التدخل رسمياً لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد ...
- شتائم واتهامات بين نواب المعارضة والحزب الحاكم في البرلمان ا ...
- وسط التغييرات في الكرملين.. القبض على مسؤول كبير آخر في وزار ...
- حزب الله يرد على -اعتداءات إسرائيل على المدنيين بصواريخ وأسل ...
- الصين تتعهد باتخاذ -جميع الإجراءات اللازمة- ردا على الرسوم ا ...
- القسام تعلن تنفيذ عملية مركبة ثانية في المساء ضد قوة إسرائيل ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل إسرائيلي وإصابة 5 جنود بإطلاق صواريخ ...
- زاخاروفا تصف الاتحاد الأوروبي بالمريض بـ-اضطراب القطب الثنائ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد عبد العظيم - الوعي السياسي عند الشباب السوري