أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عبد العظيم - ماذا تطلب أمريكا من النظام السوري؟














المزيد.....

ماذا تطلب أمريكا من النظام السوري؟


أحمد عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تكررت تصريحات رجال الدولة الأمريكيين, التي تبين ما هو مطلوب من النظام السوري, وقد حدد المطلوب بعبارة "تغيير سلوك النظام". وقد بين جميع رجال الدولة الأمريكيون, أن التغيير المطلوب, يتعلق بما يفعله النظام في الداخل وفي الخارج. فهو يتدخل في شؤون الفلسطينيين وفي شؤون اللبنانيين وفي شؤون العراقيين, بزعم واجب قومي يظنه أو يدعيه. وهو يعلم, أن قدرة سوريا على التأثير في الأحداث الجارية في هذه البلدان, لا تكفي إلا من أجل زرع عدم الاستقرار فيها. وهو مع ذلك يتابع تدخله ويعلن أنه لم يتدخل, وهذا يزيد من قوى الضغط عليه, ويأخذ من فرص الاستقرار في عيش السوريين الذين أكلهم التخلف والفقر بسبب سياسة النظام القائمة على وهم القومية التي يزعم بها منذ أربعين عاما.
أما التغيير المطلوب في الداخل, فيتعلق بعيش الناس في سوريا, فالمطالب الأمريكية من النظام تتعلق بإلغاء قانون الطوارئ السيئ الصيت, وكذلك بالحرية السياسية والفكرية لأبناء الشعب السوري. بالإضافة إلى توجيه النظام, لقوى الدولة في سوريا, من أجل البحث عن فرص عمل لأبناء الشعب السوري. فإن نسبة البطالة بين الشباب تتجاوز ال 60٪ من الشباب, كما أن الشيوخ المتقاعدين يتنافسون مع الشباب على ما هو متاح من عمل ليتمكنوا من مواصلة عيشهم, فالمتقاعدون هم أيضا عاطلون عن العمل. وعلى سبيل المثال, فإن العمل المتاح في سوريا اليوم هو العمل على سيارة إجرة, وقد بلغ عدد السيارات الصفراء حدّا جعل دخل صاحبها العامل عليها لا يتجاوز ال7000 آلاف ليرة سورية في الشهر! مع العلم أن الدولة تأخذ منه ضريبة سنوية تفوق ال50000 ألف ليرة!
هذا يبين أن فرص العمل في سوريا مغلقة, وتتذرع الدولة أن فرصة العمل الواحدة تكلفها 2 مليون ليرة. مع العلم أنها تستطيع فتح فرص العمل عن طريق رعاية خاصة للقطاع الصناعي الصغير والحرفي الذي أثقلته سياستها الربوية والريعية بالديون والفوائد, فلو أنها تمنح هذين المليونين لمؤسستين صناعيتين صغيرتين, فتكون قد أوجدت فرص عمل لأكثر من عشرة عاطلين, كما أن هذا الأمر يقوي فرص تطور هذا القطاع الاقتصادي والاجتماعي وبه تقوى وطنية أيّ دولة.
يظهر النظام السوري أمام هذه المطالب الأمريكية, عنادا وثباتا على سياسته القاصمة لظهر الشعب السوري, وهو يصرّ على سياسته التي يزعم بوطنيتها, وهو يقول عنها أنها القلعة الأخيرة أمام الهجمة الامبريالية والصهيونية! وكأنني به يقول أن مصالح الشعب السوري, هي مصالح المتآمرين من امبرياليين وصهيونيين! وإلا لماذا يصرّ على سياسة القمع والتجهيل والتفقير على الشعب السوري؟
ماذا نقول عن الضغوط الأمريكية التي تصبّ في مصلحة الشعب السوري؟ هل إلغاء قانون الطوارئ هو ضد مصلحة الشعب السوري؟ وهل إطلاق حرية الصحافة والتنظيم الحزبي وانتخابات حرة هو ضد الشعب السوري؟ وهل تطوير القطاع الصناعي الصغير وتحريره من نقص التمويل ومن الفوائد القاتلة هو ضد الشعب السوري؟ وهل في توسيع فرص العمل للشباب العاطل عن العمل ورفع مستوى المعيشة له هو ضد الشعب السوري؟ وهل محاربة ومحاسبة المرتشين والفاسدين من رجال النظام هو ضد الشعب السوري؟
غريب أن نرى أن الضغوط الأمريكية تصبّ في مصلحة الشعب المقهور في سوريا, في الوقت الذي يصرّ النظام السوري على المتابعة بسياسته المميتة للشعب السوري بزعم الوقوف في وجه المؤامرات الامبريالية والصهيونية!
قانون الطوارئ, ومنع الكلام, ومنع الكتابة, واعتقال الناس بسبب الرأي, والامتناع عن العمل لتطوير عيش الناس وتقدمهم, كلّ ذلك من أجل التصدي للمؤامرة الامبريالية والصهيونية!
هذا ما يقوله النظام السوري لكم أيها السوريون وهذا ما تطلبه أمريكا من النظام, فماذا تريدون أنتم أيها السوريون؟



#أحمد_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تستعجلوا في الحكم على خدام؟
- حديث خدام للعربية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عبد العظيم - ماذا تطلب أمريكا من النظام السوري؟