أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - الانتخابات وطريقة التمثيل














المزيد.....

الانتخابات وطريقة التمثيل


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6357 - 2019 / 9 / 21 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتخابات وطريقة التمثيل
-
طالب بعض السياسيين بقيام انتخابات مبكرة. ولكن يجوز للمرء ان يتشكك في جدوى هذا التدبير لان مشاكل السودان كثيرة ومعقدة لذلك لن يتمكن طرف بمفرده من إيجاد الحلول الناجعة لها. ان هذه البلد التي مزقتها الحرب المشتعلة منذ عام 1955,ولم تتوقف الا 11 عاما, تحتاج بلا شك الى سلام شامل وعدالة وحريات واسعة والى عمل جاد من اجل تفكيك كتائب الظل ودولة المؤتمر الوطنى العميقة والتي تتامر على الديمقراطية, وكذلك تحتاج الى تعاقد وطنى شامل توقع عليه النخب الفاعلة ويصادق عليه الشعب. ان العقد الاجتماعى هو اتفاق اخلاقى بين النخب يتعاقدون فيه على حماية المصالح الوطنية وكيفية الحفاظ على الديمقراطية والسلام وإدارة التنوع والاستدامة وتبنى سلوك الاعتدال وكبح جماح التطرف وغيرها من القيم التي اثبتت فعاليتها وساعدت مجتمعات كثيرة على الانتقال من حالة الحرب الى حالة السلام الدائم والتنمية الشاملة

بالطبع لا توجد ديمقراطية بلا انتخابات. وما دامت الديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه بنفسه, فان الديمقراطية المثلى هي الديمقراطية المباشرة. ولكن تطبيق الديمقراطية المباشرة مصحوب دائما بتحديات عديدة. مثلا ان تناقش مدينة ما برمتها, ناهيك عن قطر, امر ما و تبت فيه, هذا شئ شبه مستحيل. لكن يمكن الاستعاضة عن ذلك بالاستفتاء وهو ممارسة ديمقراطية فيها مشاركة شعبية واسعة ونتائجها ملزمة. وفى نهاية المطاف فان من حق المواطنين ان ينظموا الاحتجاجات المختلفة والاضرابات ويحض النشطاء والتنظيمات والاحزاب اعضاءها على انواع المقاطعات المختلفة

ان التمثيل يكون عادة فى ثلاثة مستويات هي الفدرالى والولائى والمحلى. هذا التقسيم لم يات اعتباطا انما ارتكز على نوعية الأهداف والمهام والاختصاصات المناطة بالنواب, وهى تختلف في المستوى المحلى عنها في المستوى الولائى او الفدرالى. وفى حالة تضارب وتداخل الاختصاصات فان الدولة تقوم باهدار المال والجهد. ولان المجلس الولائى مهامه اقل فان عدد نوابه بالتالى اقل من نواب الفدرالى. وفى بلد تعانى من مشاكل اقتصادية كالسودان فان من الأفضل ان يتم انتخاب متطوعين للعمل كنواب للمجالس البلدية او المحلية وان تمدهم الولاية بالخبراء من حين لاخر. إضافة الى ذلك فان ممارسة الديمقراطية المباشرة في القرى هي امر في متناول اليد ويمكن ان يساعد في رفد المجالس المحلية بالمشورة والمقترحات المفيدة

ان المنتقدين لنظام التمثيل لم يجانبوا الصواب كلهم. فاحيانا كثيرة يرجح بعض نواب البرلمان كفة مصالحهم الشخصية والحزبية على المصلحة العامة. لذلك فهنالك من يرى ان النائب يجب ان يلتزم تماما بالتفويض الممنوح له. وقد قال جان جال روسوا في كتاب العقد الاجتماعى ان نواب الشعب ليسوا ممثلين ولكنهم وكلائه, وقراراتهم ليست لا نهائية ,وكل قرار يجب ان يصادق عليه الشعب او يعتبر لاغيا وغير قانونى. وعلى الرغم من ان الكتاب قد وضع في زمن مختلف جدا, الا ان الكثير من اراء المفكر الفرنسي ما زالت صالحة للتطبيق

ان الشعب هو صاحب السيادة المطلقة ولكن كيف يمارس ذلك فعليا؟ بالطبع فان الدستور يفصل المهام السيادية وطريقة ممارستها ومهام شاغلى المناصب الدستورية. ولكن هنالك بعض الأمور لا سيادة فيها الا للشعب مثل الأرض وإعلان الحرب على او جزء من اجزاء الوطن او تنفيذ المشروعات التي تؤدى الى اهلاك او تشريد مجتمعات بأكملها او تخريب البيئة. وفي الحالات التي يكون فيها الاجماع غير ممكن تلجأ الاطراف اما الى الاستفتاء او الى البرلمان. والاستفتاء افضل لان يمثل راى الشعب المباشر

للبرلمان أدوار عديدة منها سن القوانين ومراقبة أداء الجهاز التنفيذى والتاكد من فعالية أجهزة الحوكمة وغيرها. لكن البرلمان الذى يصادق على حرب اهلية هو برلمان لا يمثل الشعب. وبالطبع سيلجأ هذا البرلمان الى شتى الحيل للحيلولة دون محاسبته بما فيها تأجيل الانتخابات لان الانتخابات هي نوع من أنواع المحاسبة. ان اليقظة ضرورية وواجبة, ولا غرو فان هنالك حالات عدة نكث فيها القادة المنتخبين بوعودهم وانقلبواعلى الديمقراطية وتحولوا الى جبابرة ابادوا الملايين من البشر



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادة وتحديات جيل الالفية
- التعددية السياسية واحتمالات التخريب
- الديمقراطية والحكم الرشيد
- اميرة
- ما هي المشاركة السياسية المطلوبة؟
- حتما عليك الرحيل
- من هم قادة تجمع المهنيين؟
- ما هى دوافع المترددين؟
- الانتفاضة تسير فى الاتجاه الصحيح
- ما لم تنجزه الانتفاضة حتى الان
- عوامل نجاح الانتفاضة السودانية
- بشريات
- التزمت الدينى فى السودان
- بعض صعوبات العمل الجماعى
- ليس للانسان الا ما سعى
- هل يمكن ان يسلب الانسان كرامته؟
- تساؤلات حول الهوية
- القناع
- الثريات الثلاثة
- سر الاسفندان ........ قصيدة جديدة


المزيد.....




- كاميرا ترصد رياحًا شديدة تترك مئات الآلاف بدون كهرباء في تكس ...
- انهيار الرصيف الأمريكي العائم قبالة غزة.. وتوقف تدفق المساعد ...
- صورة -قبلة حميمية- منسوبة لوزيرة مغربية مع رجل أعمال أسترالي ...
- 21 قتيلًا في -مجزرة إسرائيلية جديدة- وقعت في مخيم للنازحين و ...
- بوتين يصل إلى أوزبكستان في ثالث زيارة خارجية بعد إعادة توليه ...
- مؤقتا.. البنتاغون ينقل رصيف غزة إلى إسرائيل
- أوكرانيا تواجه أسوأ أزماتها منذ بداية الحرب
- علقت انعقادها وعاقبته.. نائب فرنسي يرفع علم فلسطين خلال جلسة ...
- ماكرون يتسلم جائزة ويستفاليا الدولية للسلام في مونستر الألما ...
- السعودية.. الملك سلمان بن عبد العزيز يترأس جلسة الحكومة ويشك ...


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - الانتخابات وطريقة التمثيل