أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حواس محمود - الشعب الكردي وضرورة الانتقال من العاطفية الى الوعي العقلاني















المزيد.....

الشعب الكردي وضرورة الانتقال من العاطفية الى الوعي العقلاني


حواس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6355 - 2019 / 9 / 19 - 19:00
المحور: القضية الكردية
    


أعتقد أن طرح موضوع كالذي سنتناوله في مقالتنا هذه يعتبر نوعا من المغامرة المنطوية على خرق السائد و المألوف ، و يأتي في الآن نفسه – كضرورة موضوعية تتطلبها المقتضيات الناجمة عن الظروف المعاصرة و واقع الشعب الكردي بآلامه و آماله بمآسيه و آماله ، و يعتبر جديدا من حيث طرحه و تناوله و معالجته ، و المقالة لا تملك أحقية الحزم و الحسم لصحة مقولاتها و أفكارها ، و إنما تثير الأسئلة و تفتحها – في الآن نفسه – وتفسح المجال للأسئلة و المناقشات و الحوارات الجادة و الموضوعية و المسؤولة . و هذا ما نفتقده – للأسف – لدرجة كبيرة حتى الآن في الصحافة الكردية للأحزاب و الفعاليات السياسية الكردية في الأجزاء الأربعة من كردستان ، إن نهوض الأكراد عبر حركاتهم النضالية التاريخية في أجزاء كردستان كافة ارتبط بوجود زعماء لهم مكانتهم الشعبية ( العائلية – القبلية – العشائرية – الدينية ) و التف حولهم الشعب الكردي و خاض نضالات مريرة ضد الأنظمة الغاصبة لكردستان في مراحل تاريخية متعددة و يمكن أن نضرب أمثلة على ذلك – القاضي محمد عبر جمهورية مهاباد الديمقراطية في كردستان إيران 1946 ، ثورة الشيخ سعيد بيران في كردستان تركيا 1925 ، ثورة الشيخ محمود الحفيد 1918 في كردستان العراق ، ثورات مصطفى البرزاني في كردستان العراق حتى 1975 ، هذه الانتفاضات و الحركات الجماهيرية كانت عفوية في طابعها النضالي ، و لم تنجح لأسباب ذاتية و موضوعية – لا مجال لذكرها – و لكن موضوعنا ليس هذا ، و إنما ارتباط وعي الشعب بشكل تفاؤلي ساذج بانتصار هؤلاء على أعدائهم ،و بالتالي انتصار حركاتهم ، و الاقتراب من نيل الحقوق القومية للشعب الكردي ، و عند فشل هذه الحركات الانتقال إلى مهاوي اليأس و التشاؤم و القنوط ، إلى حد الانقلاب ضد الطموحات الكردية ب 180 درجة معاكسة و سلوك بعض الأفراد طرق انعزالية في نزعة مازوشية و جلد الذات و تعذيبها ، و ارتداد البعض – بعض الأفراد إلى مواقع الأعداء بسبب اليأس من نجاح الانتفاضات الكردية في فترات قياسية كما يتمناها و يتأملها ، هذا الأمر يجب معالجته ، و مشكلة الشعب الكردي و حركاته السياسية هي افتقارهم إلى علماء اجتماع و باحثين مختصين في شؤون الحركة السياسية ، أو قد يبدو الأمر عدم إفساح المجال لهؤلاء في طرح أفكارهم ، و هذا الشيء يتم من قبل الأحزاب و الفصائل السياسية الكردية إلى درجة كبيرة بسبب العقلية الحزبية الضيقة و اعتبار أي رأي آخر أمرا مرفوضا إن لم يصب في مجرى سياسة الحزب ، إن انكسار و نكسة الثورة الكردية في كردستان العراق 1975 ـ اتفاقية آذار جعل بعضهم بل أغلبهم يقول مستحيل أن تتكون كردستان ـ الأكراد لا أصدقاء لهم التاريخ يقول بأن الأكراد لم يشكلوا دولة ـ الأكراد خونة ...إلخ ، هذه العبارات هي عاطفية ساذجة و خيالية جاهلة لا تنبع من العقل و تفتقر إلى أبسط قواعد التحليل العلمي و المشكلة أن هذه العبارات لا يرددها العامة ، وحسب و إنما أيضا بعضهم ممن يحسبون على فئة المثقفين و قد يرددها بعض القادة السياسيين ( و هو يرددها بالفعل ) و هنا المشكلة ، إن هذا الأمر ينعكس سلبا – بشكل كبيرـ على الأحزاب...كيف ؟ الأحزاب السياسية باعتبارها تتكون من أفراد الشعب فهي بصورة أو بأخرى انعكاس و تعبير عن وعي الشعب ، و من جهة أخرى النخبة السياسية القيادية في الحزب لا تساهم في إلغاء العقلية العاطفية عند الشعب ـ إن جاز التعبير ـ و تبديلها بالعقلية المنطقية لقد تم المبالغة في النظر في اتفاقية آذار 1970 بين الحزب الديمقراطي بقيادة ملا مصطفى البارزاني و بين قيادة العراق ، و تم المبالغة أيضا في الفشل في عام 1975حين تم توقيع اتفاقية آذار المشئومة بين الشاه و قيادة العراق لضرب و إفشال الثورة الكردية في كردستان العراق ، لذا وقع الناس في اليأس و حتى الآن يخشى عند تضخيم عمل و قوة حزب كردستاني ما و التفاف الجماهير حوله يخشى حين يفشل هذا الحزب لأسباب ما ، أن يقع الناس في اليأس كما حدث في مراحل تاريخية سابقة و لذلك فإنه من الضروري التريث و الحكم بعقل و منطق على مجمل الأمور التي تدور حولنا ، و عدم الانجرار وراء الموجات العاطفية الفضفاضة الخالية من العقل و الحكمة و المنطق ، لقد بالغ العرب في شخصية جمال عبد الناصر ، و حين انتكس العرب في 1967 و قعوا في اليأس و القنوط ، و بالغ الإيرانيون في شخصية الخميني ، و حين تراجعت الثورة عن أهدافها و مقولاتها حصل اليأس و الإحباط و التذمر، و الأمثلة على هذا الأمر أكثر من تحصى ، إن العقلية الشرقية التي تقوم على تقديس الأشياء و بخاصة تقديس الزعماء و إعطائهم احجاما أكبر مما هم عليه في الواقع إن هذه العقلية مدمرة و هي مرض خطير يصيب الشعوب المتخلفة و يؤدي بها إلى مهاوي التخلف و الجهل و الانحطاط ، عندما انتفض الأكراد في كردستان العراق 1991 و بعدما انشأوا البرلمان الكردي و مجلس الوزراء فرح الأكراد ـ في الأجزاء الأربعة ـ بهذا الأمر و انتشرت دعاية بأن الانتخابات ديمقراطية 100 % علما أنها لم تكن كذلك في الواقع، و إن كانٍ يسودها طابع ديمقراطي و تختلف عن ديمقراطية 99،9999% للانتخابات الرئاسية و البرلمانية في العالم الثالث ، و عندما حصل الاقتتال الداخلي الكردي بين الطرفين الكرديين الرئيسيين أصيبت الجماهير الكردية باليأس و الإحباط لأنها انتقلت من حالة أعلى الجبل إلى أسفل الوادي و هذا الانتقال يسبب بطبيعة الحال صدمة نفسية كبيرة من الصعب إزالتها بسهولة ، هذه اللاواقعية خطيرة في أذهان الشعب الكردي ، عندما يقوم أحد أفراد الشعب بانتقاد أحد زعمائه بعيدا عن روح المهاترات و لمصلحة الشعب الكردي يأتي أحدهم ليقمعه و يسكته و يقول أن كلامك في هذه الظروف لمصلحة الأعداء ، و غير ذلك من مظاهر و أشكال فاسدة من التعاملات و العلاقات داخل المجتمع الكردي ، من الضروري التنبه لها و معالجتها في الوقت المناسب إذن لا بد من إزالة هذه اللاواقعية بالمزيد من العقلانية و التمعن في الأمور و الحيثيات ، و غرس الفكر المنطقي في وعي الشعب حتى لا يركن للمبالغات و للعاطفية و الشعور الأعمى و التعصب و المزاجية ، و بالتالي حتى لا يقع فريسة مرض التيه و الضياع في مهاوي الجهل و التخلف في عصر لا يرحم هؤلاء و غيرهم و لا يؤمن إلا بالمنطق و الذكاء و العلم و الحكمة و التحليل الموضوعي و الديناميكية .



#حواس_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الكتابة
- وسائل الاعلام والمجتمع
- في الثقافة والخطاب عن حرب الثقافات
- السوريون وكرد العراق ... تشابه المظلوميتين !
- علم المستقبليات
- الصداقة قيمة اخلاقية مركزية
- اليد واللسان
- تحولات الفكر الفلسفي المعاصر اسئلة المفهوم والمعنى والتواصل
- النص الرقمي وإبدالات النقل المعرفي
- مدارات في الثقافة والادب
- بناء الدولة
- الطيب تيزيني والاحلام التي كسرها الواقع
- ضجيج صحفي
- حرب الخليج الثالثة الدرس العراقي الكبير
- التحالفات الهشة و الحكمة السياسية الكردية المفقودة
- المثقف التضليلي
- عفرين عنوان خسارة السوريين بكردهم وعربهم
- هل انطلق الربيع الكردي ليخفق ؟
- التصفيق السياسي بين التشجيع والتغطية على الحقائق
- الكردي التائه بين شرق يصادر حقوقه وغرب يتاجر بها


المزيد.....




- قطر توجه رسالة إلى الأمم المتحدة بشأن الهجوم الإيراني: نحتفظ ...
- بلجيكا: نشطاء يغلقون مقرّيْ شركتين لاتّهامهما بالتواطؤ مع إس ...
- اليونان ترسل سفنًا حربية قبالة المياه الإقليمية الليبية لصدّ ...
- إيران تدعو مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى إدانة العدوا ...
- مجموعة أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة تدعو غوتيريش وغروسي للرد ع ...
- المحكمة العليا الأميركية تفسح الطريق لترحيل المهاجرين إلى -د ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب بضم غزة لاتفاق وقف إطلاق ال ...
- منظمات حقوقية تحذر -مؤسسة غزة الإنسانية- من تواطؤ محتمل بجرا ...
- الاتحاد الأوروبي يهدد بتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل بسبب ...
- سفير إيران في جنيف يؤكد ضرورة التأمل في أهداف ميثاق الأمم ال ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حواس محمود - الشعب الكردي وضرورة الانتقال من العاطفية الى الوعي العقلاني