أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المناعي - الحاجة والوهم ، قراءة في نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية














المزيد.....

الحاجة والوهم ، قراءة في نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية


محمد المناعي
باحث

(Manai Mohamed)


الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 14:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بعد انتخابات 2014 بتونس سقطت مقولتين ميزتا التوازن السياسي الهش في البلاد المقولة الأولى هي "الاسلام في خطر" التي اشتغلت عليها حركة النهضة وحزامها القريب لتعبئة الناخبين المحافظين إلى صفها وساهمت في حصد رصيد هام من الأصوات حول المترشح منصف المرزوقي والقائمات التشريعية و المقولة الثانية وهي" النمط المجتمعي في خطر " التي اشتغل عليها الطيف المدني الليبيرالي لتدعيم فكرة التصويت المفيد لصالح الباجي قايد السبسي وجرت جزء من التقدميين لصالح هذا الاتجاه وبالكاد يتذكر الناس بقية المترشحين الذين ذهبوا ضحية هذا الاصطفاف .
هذا التوازن والاصطفاف سرعان ما انهار بالتحالف بين الطرفين وفوق ذلك الحصيلة السلبية لحكمهما معا والتي ميزها ثنائية واضحة وهي عدم الاستجابة لحاجيات المواطن المعيشية من أسعار وصحة وتعليم ونقل وبنية تحتية وشغل وغيرها وانتشار الفساد في الطبقة السياسية الحاكمة وسياسة الافلات من العقاب .
فبدت الحاجة تدريجيا تتوضح إلى أمرين اثنين :
- قوة إجتماعية تحضى بثقة الناس وتهتم بمشاغلهم الصغيرة والدقيقة واليومية من علاج وغذاء ولباس ومسكن وتغطية اجتماعية كترجمة مبسطة لحاجتهم إلى الكرامة والى العدالة الاجتماعية والى دور الدولة الاجتماعي من خارج هذه المنظومة الحاكمة.
- قوة سياسية تعيد الثقة للمواطن في الشأن العام وفي الممارسة السياسية وتحركه للذهاب للتصويت مع وليس للتصويت ضد ، قوة تراعي التفاصيل النفسية البسيطة في عدم النهم على الكرسي وعدم وعد الناس بوعود خيالية وهمية ، ويد نظيفة تتميز بالاستقامة وتراعي التوازن القيمي والاجتماعي وطبيعته المحافظة دون مجازفة ولا مس من الواقع المجتمعي الموجود . قوة تطرح نفسها ضد توازن السلطة المتورطة في الفشل والفساد ومعارضة في موقع مريح في علاقة بالسلطة لا تطرح على نفسها سوى معارك بسيطة ومناوشات في إطار برلماني .
هاتان الحاجتاين لم تجدا أمامهما قوة اجتماعية وازنة قادرة على الاستماع المرهف لصوت الناس وحاجتهم دون بيع الوهم وتعمل على تغيير حياة الناس عمليا بأيادي نظيفة وعدم رضا حقيقي على المشهد لا بحثا عن التموقع المريح فيه وتأبيده بتعلة الاستقرار والاستمرار.
هذا الفراغ فسح المجال للتيار الشعبوي الذي يمس سطح حاجيات الناس دون أن يعالج في العمق أصل المشكل ، فبرز نبيل القروي بقناته وجمعيته وخطته التواصلية لطرح نفسه كبديل اجتماعي عبر عمل ميداني وتوزيع المساعدات ،بديل في أنظار اعامة لتهاون أجهزة الدولة في القيام بدورها الاجتماعي ، وبديل لقوة اجتماعية وازنة في البلاد اقتصر دورها على التفاوض حول الزيادة في الاجور واعادة التوازن لمشهد سياسي منخرم دون القيام بالدور الأهم وهو الاهتمام بالحاجيات الاجتماعية للخدام واسرته بشكل عملي فعلي ويومي ،و بديل عن يسار لازال بيحث عن قراءة لطبيعة المرحلة ودوره فيها ومنغمس في المناكفات والصراعات الداخلية والانقسامات ... فبدت مساعدات جمعية نبيل القروي الوهم الذي عاش به طيف واسع من المجتمع من شريحة كبار السن والمعدمين والأميين والطامحين في دور ما جزاء دعمه ، هذا الوهم جعل الناس تعتقد أنه فعلا ضد المنظومة الحاكمة وهو الذي كان ابنها المدلل قبل الثورة ومن قياداتها ومموليها وداعميها اعلاميا بعد الثورة وتأكد ذلك الوهم بالزج به في السجن فتم تثبيت صورة فاعل الخير الذي انتقم منه الحكام وكان من الطبيعي أن يترجم ذلك أصواتا في الانتخابات.
هذا الفراغ أيضا وجد أمامه قيس سعيد الذي اعتبر الوجهة المفضلة للأصوات المحبطة والغاضبة من ركود وتلاعب التنظيمات التقليدية وبحثها عن التموقع السهل في المشهد دون مجازفة سواء قوى الحكم أو المعارضة الكلاسيكية ، هذه الأصوات التي عاقبت بنجاح ...لم تفعل سوى خلط الأوراق داخل منظومة الحكم المتصارعة بدورها فيما بينها على وراثة الباجي دون أن يكون الحصان الرابح الذي حصد أكثر من نصف مليون صوت قادر على صنع البديل القوي لكل هؤلاء ولم يكن حسن النوايا كاف لمواجهة سرطان الفساد المتغلغل في جميع مناحي الحياة والذي له استعداد لهضم جزء من الحزام المحيط بسعيد خاصة من فريق العمل غير منظم الذي سرعان ما ستدب داخله الصراعات حول غنيمة النصر وسرعان ما ستحيط خيوط العنكبوت بالرئيس وتعزله في ركنه بقرطاج .
هذه الحاجة المشروعة أفرزت الاستثمار في الوهم لغياب بديل ناضج قادر على اقتناص اللحظة فالحاجة لقوة اجتماعية وازنة تضع نصب اهتماماتها الوضع الاقتصادي والمعيشي اليومي للناس مازال قائما رغم التشويش عليه بصعود الشعبوية .
والحاجة لقوة سياسية تتميز بنظافة الايادي للضرب على أيادي الفاسدين في نفس الوقت غير مشبوهة التمويل ولا البرنامج مازالت ملحة رغم النزعة التصوفية الطهورية في التصويت لوهم منظومة جديدة.
فالمنظومة الحالية تزعزعت اركانها التقليدية لكن المنظومة الجديدة لم تتبلور بعد ولا يمكن أن تكون المجهول باي حال من الاحوال .



#محمد_المناعي (هاشتاغ)       Manai_Mohamed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركات الشعبوية في تونس وليدة فراغ سياسي - اجتماعي فأي بديل ...
- الظروف التي ساهمت في نشأة الحركة النقابية في تونس
- قول في التعددية النقابية في تونس
- الاتحاد العام التونسي للشغل : نجاح الاضراب العام ودروس أخرى
- مؤسسات القطاع العام في تونس بين حمى التفويت وإمكانات التصدي
- ملف المساواة في تونس بين أنصار الحرية وأنصار الشريعة
- تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة بتونس: بين التردد ومطب ...
- الاتحاد العام التونسي للشغل :الحاكم و المعارض والرقم الصعب ف ...
- الأزمة في تونس وفشل حكومة الوحدة الوطنية المزعومة
- من أجل حوار اجتماعي يتجاوز التفاوض حول الزيادة في الأجور
- ناهض الحتر وتمزيق صورة - الإله الخادم - من العقول البالية
- في الذكرى الستين لإصدار مجلة الأحوال الشخصية ،حقوق المرأة ال ...
- من أجل تنسيقية وطنية للقوى الديمقراطية و التقدمية .
- اليسار التونسي : المسارات المختلفة و الفرص الضائعة
- الفضاء الثقافي-مانديلا- زهرة تقدمية في رمال متحركة
- داعش : الامبريالية حين تستثمر في الجهل و الدين و الدم
- الاتحاد العام التونسي للشغل : حركة نقابية صنعت مجد شعب
- في اليوم العالمي للعمل اللائق : واقع من العمل المهين في المن ...
- حملة نقابية عربية مساندة للنساء الموريتانيات ضحايا الاتجار ب ...
- الحراك الشعبي وقود المسار الثوري التونسي


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المناعي - الحاجة والوهم ، قراءة في نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية