أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - رهانات الواقع الكردي والخيارات الصعبة ..!














المزيد.....

رهانات الواقع الكردي والخيارات الصعبة ..!


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6352 - 2019 / 9 / 15 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن الموقف الامريكي من الثورة السورية ، بصفتها حرب سنية- شيعية وتنافس خليجي فارسي ، حول النفوذ في المنطقة ، وعن كل ما يمكن ان يقال من تجاوزات او انتهاكات، قبل اعلان الانتصار في الباغوز(22-3-2019 ) او بعده . فان الاداء العسكري لقوات الحماية الشعبية (ypg-ypg) ، وتحرير مدينة كوباني بالتعاون مع البشمركة والتحالف الدولي ، والقضاء على داعش من قبل قسد ، التي باتت الجسم العسكري لكل القوات العاملة في روج افاي كردستان وشرق الفرات ، كان عملا استثنائيا ، وتحديا للخيال ، اضافة الى ما حققته البشمركة في اقليم كردستان ضد داعش في المواجهة ذاتها ، مما دفع بان تحظى هاتان القوتان بشعبية واسعة تخطت حدود الجغرافيا ، وعززت حضورهما وثقتهما لدى المجتمع الدولي ، بحيث باتتا حليفا موثوقا ، وشريكا حقيقيا في مواجهة الارهاب ، وتلقتا نتيجة لذلك الدعم الوفير والمهارات العالية في التدريب والقتال وفي العمليات الامنية والاستخباراتية الخاصة . غير ان هذا الانجاز العسكري ، لم يستطع ان يتقدم ، ويتطور، الى نوع من التماسك الاجتماعي ، ومواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة بسبب افتقاد الادارة الى سياسة اقتصادية واجتماعية وادارية شفافة ، وفشلها في تحقيق اطار سياسي واجتماعي حولها ، وبسبب غياب هذه السياسة ، بقيت هذه الادارة رخوة ، وضعيفة ، رغم مشاركة بعض المكونات الاخرى فيها ، من عرب ، وسريان ، لكن هذه المشاركة ، ظلت محدودة ورمزية ، ولا تعبرعن التمثيل الحقيقي للمكونات التي تمثلها ، لأنها ضمت اليها تجمعات شخصية او عائلية تنتمي الى الماضي ، وبعيدة عن النخبوية السياسية ، في الوقت الذي كان يجب ان تسير فيه الامور، لجهة بناء اجتماعي هوياتي متلاحم . فهناك بعد داخلي في كل المناطق التي تسمى شمال سورية وشرق الفرات ، بما فيها روج افاي كردستان ، يختلف عن المناطق السورية الاخرى ، وهو التعدد القومي والاثني والديني ، ما يجعلها تعيش حالة خصوصية ، لا يمكن مقارنتها بالمناطق السورية الاخرى .
بعد خمس سنوات من قيام الادارة الذاتية ، وسقوط الالاف من الشهداء من ابناء المنطقة ، لا زالت تفتقد الى الاستقرار السياسي والمدني ، وتعيش جوا من الخوف من المستقبل ، ومن خطر الاجتياح التركي الذي لا يتوانى رئيسها عن التلويح في تنفيذ هذا الاجتياح ، كما حصل في عفرين عبر عملية غصن الزيتون ، وهو ما يجعل مجتمع روج افا وشرق الفرات ان يعيش القلق على مستقبله ، والانقسام على ذاته – حتى داخل المكون الواحد - في ظل سيطرة قوى مختلفة جغرافيا وعسكريا (الادارة الذاتية- النظام) وانحياز البعض الاخر لتركيا وايران واطراف اخرى ، وهو ما يُعبّر عن عمق المأزق الذي وصلت اليه المنطقة ومكوناتها .
صحيح ان الادارة الذاتية قد حاولت ان تُعبّر عن مشروعها ( الامة الديمقراطية ) وتستميل المكونات الاخرى ، من خلال تأجيل مشروعها القومي ومناصبته اعلاميا ، الا ان الوقائع والممارسات على الارض تقول عكس ذلك ، فالمكونات الغير منضوية في الادارة ، مصابة بفوبيا " الكرد الانفصاليين "، لا بل تتقاعس وتتهرب من مسؤولياتها في محاربة الارهاب ، ودعم الامن والاستقرار، وتراهن على العامل الاقليمي والدولي لتغيير الاوضاع ، وكيفية حضورها فيه ، لان كل ما هو قائم يشير الى هذا المشروع ، وفقدان الثقة به من قبل الاخرين ، وهو ما بات يعاني " تضادا " بين ما هو معلن نظرياً وبين ما هو ممارس فعلياً ، وادى الى تعايش هش ومضطرب داخل صفوف الادارة ، بفعل القوة المرفوعة الى سلطة ، تختبئ ، خلف شعارات لا تستطيع ان تبدد الهواجس والمخاوف .هذا الواقع ادى الى غياب تشكيل حالة مستقرة وامنة ، ودفع الى زيادة التوتر ، والى حصول بعض العمليات والتفجيرات التي تشهدها المنطقة بين الفينة والاخرى ، وخاصة في شرق الفرات في اماكن التواجد العربي الكثيف ، وخاصة ممن يناصبون الكرد العداء ، ويحاولون النيل من ارادتهم وحقوقهم ، حتى وان كانت هذه الحقوق بلبوس ديمقراطي ، فمن غير المسموح لديهم ان يكون هناك كردي قوي وبيده السلطة ، والسلاح ، لان الذاكرة التاريخية لدى الانظمة والشعوب لا تستطيع ان تنظر الى الكردي الا ضعيفاً وتابعاً.
هذا المأزق الذي وجدت الادارة نفسها فيه لأسباب مختلفة ، وضع غالبية المكونات بما فيهم الكرد في حالة اغتراب ، وعدم توافق مع ما هو قائم ، وما يجري العمل عليه ، الامر الذي جعل هذه الادارة تابعة لحزب او مجموعة مسيطرة او حاكمة ، ينظر اليها بعين الشك والريبة ، ويناصبها البعض العداء ، وقد ظهر هذا العداء في عدم اعترافها بالإدارة ، وموقفها من المنطقة الامنة ، ومن المسعى التركي لاجتياح شرق الفرات ، والذي قد ينسف او يحدّ من صلاحيات هذه الادارة ويفسح بالتالي لهم المجال للسيطرة او المشاركة في ادارة المنطقة بعد اقصاء دام سنوات.
لقد تعقدت المشكلة الوطنية الكردية في سوريا ، وانقسمت كما اشرنا في مكان اخر بحيث يمكن ان تشهد نوع من التفكك او الانهيار او حتى الضياع ، الا اذا استفاق الكرد ، وقامت الادارة بمراجعة سياساتها واعادة هيكلتها على كافة الصعد، ووفرت مستلزمات الاجتماع الوطني ، الذي بدونه ، لا يمكن ان تحافظ على وجودها الفعلي عبر جغرافيتها القائمة ، وان تتجاوز كل التهديدات والمخاطر التي قد تواجهها ، وصولا الى اقليم او كيان في اطار جمهورية سوريا الاتحادية ، و بما يعبر عن حق الكرد في تقرير مصيرهم ، وادارة شؤنهم ، بالتوافق مع المكونات الاخرى ، بحيث تصبح روج افاي كردستان وطناً للجميع .



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر اولية في الراهن الكردي والسوري (للنقاش)
- في ««اوهام وحدة الصف الكردي»»
- مرة أخرى حول المجلس الوطني الكردي.؟!
- سنتان على رحيل الشاعر الكردي فرهاد عجمو ماذا تغير ..!
- الاحزاب الكردية واعادة «ضبط» المصنع
- تحديّات في مواجهة المجلس الوطني الكردي
- عبد الباقي صالح اليوسف في « مرآة الحدث »
- في نقد السياسة الكردية وهشاشتها ..!
- هل من حاجة لإطلاق حوار جديد حول الحقوق القومية الكردية في سو ...
- قراءة نقدية في واقع -الادارة -..!
- صك «الاستسلام» في ادلب؟
- في الذكرى السابعة لاغتيال سنديانة الثورة السورية مشعل التمو
- في الذكرى الاولى....انا اؤيد الاستفتاء..!
- الهروب!
- تراتيل الدم
- يابني.....
- دعوة.....
- وصايا ...
- صرخة
- قوة الكرد في اتحادهم ..!


المزيد.....




- ماذا قال محمد بن سلمان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ...
- حريق مهول يلتهم آلاف الهكتارات في كاتالونيا بسبب موجة الحر ا ...
- عواصف عنيفة تضرب وسط وشرق أوروبا وتخلّف قتلى ودماراً واسعاً ...
- تونس ـ أحكام بالسجن بحق سياسيين ومسؤولين سابقين بينهم الغنوش ...
- 110 قتلى في فيضانات تكساس وعمليات البحث مستمرة
- الحوثيون يبثون مشاهد لإغراق السفينة -ماجيك سيز-
- عراقجي: مهتمون بالدبلوماسية وكنا على أعتاب إنجاز تاريخي مع و ...
- انقسامات في حكومة الكاميرون بشأن ترشح بول بيا للانتخابات الر ...
- هل أسس ماسك حزبه تحدياً لترامب؟ وهل سينجح؟
- فيضانات عارمة في تكساس تجرف كوخًٌا بمن فيه.. شاهد ما حدث لهم ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - رهانات الواقع الكردي والخيارات الصعبة ..!